طلب في غير محله
علي البحراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيرا ما يتردد هذه الأيام من الرافضين للتغيير وممن يعتبرون قناعاتهم هي الحق واليقين المطلق وان كل صيحة عليهم فكل المجددون أمثال القمي والصدر وفضل الله والحيدري وحب الله والصفار والصانعي  وغيرهم والذين أصبحت قاعدتهم الجماهيرية تتسع وتتمدد إلا أن البعض يواري عدم التعرض لهؤلاء بالتعرض لتابعيهم أو من اقتنعوا بنداءاتهم للتنقيح والتجديد في التراث الشيعي الذي اثبتوا ويثبتون هؤلاء السابقي الذكر أن كثيرا من التراث المتداول لا يتكيء على قاعدة ناهضة متينة وإنما هو فهم خاطيء للنصوص احيانا أو حرف للمعنى أحيانا أخرى لذلك يبدأ الصراخ عند البعض أين مشروعكم ومؤلفاكم طبعا هو لا يعني من ذكرناهم فهو يعي أن أولائك لهم في المعرفة والتأليف ما يجعل التأريخ في منعطف هام 

إلا أنه رغبة في تحجيم أفكارهم وتطويق رؤاهم يطلب من تابعيهم ومن اقتنع بأرائهم المؤلفات والمشاريع وكأنه يقول أن كل من يطرح فكرة أو ينقل فكر لمفكر أعجب بأطروحاته عليه هو أيضا أن يكون له مشروع ومؤلفات فهل سأل نفسه أيضا هذا السؤال وواجه نفسه أين مشروعك أنت أيضا وأين مؤلفاتك التي تدحض فيها كلام مخالفيك وتنهض بما تحمل من أفكار وقناعات ليست إلا وراثة أو سلوك مجتمعي لا تعرف أصله ولا قاعدته إلا انك وثقت بمن لقنه لك تلقينا دون البحث فيه أو التقصي فأين تأصيلك لما أنت فيه 

وهذا سؤال من باب عاملوهم بالمثل فقط وإلا فمشروعية هذا الطلب مرفوضة جملة وتفصيلا ، وكثير من التغييرين والاصلاحيين والمجددين ربما يكون صيتهم عالمي وليس لهم أي مؤلف واحد 

ومن ذلك رؤساء دول عظمى يغيرون التأريخ دون مؤلف واحد إلا مِن مذكرات يسرد فيها أحداث مضت وانتهت وكذلك الكثير من عظماء التاريخ  فمثلا رسول الأمة وخاتم النبيين النبي محمد ص ليس له مؤلفات  لكنه غير البشرية 

الامام علي ع ليس له مؤلفات 

 المناضل نيلسون مانديلا  له مؤلف واحد بعد أن انتهت رحلته رحلتي الطويلة من اجل الحرية وكذلك الأمثلة الكثيرة أفلاطون وأستاذه سقراط ليس لهم مؤلفات وإنما تتناقل أقولهم عبر تلاميذهم 

اذا التشدق بطلب مشروع أو مؤلفات للمنادين بالإصلاح والتنقيح فكرة بسيطة لا تنهض وليس لها ارض صلبه سوى الهروب من المواجهة والإعتراف أن التراث يحتاج الى غربلة وكنس ما علق به من تلك المخدرات للعقل والنفس واسباتها في طقوسها بعيدا عن الانتاج والعمل والعمارة التي أمرنا الخالق بها من أجل رفاه الانسان وصونا لكرامته 

الموضوع السابق حزب الدعوة الإسلامية وجدليات الإجتماع الديني والسياسي (كتاب في حلقات) الحلقة السابعة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat