صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

قراءة انطباعية في كتاب (أبو طالب (ع) الرمز الروحي للإسلام)
علي حسين الخباز
 حضور الوعي في النتاج التدويني يساعد على صياغة رؤية معاصرة، تعمل بنواميس استنتاجية، تغربل القيمة الموروثة كمنقول خام إلى مدرك فهمي مستخلص، يكوّن اعتقاداً مؤمناً، وخاصة أن هذا المدون الموروث مرّ بقنوات متباينة، منها ما أسرفت في (الممصلح) الزائف ورسخته بوسيلة التداول السلبي، حتى صار كأنه حقيقة واقعة لا تقبل النقاش. 
وحضور الوعي في الكتابة يساعد على الولوج في العمق التاريخي، ومناقشة المنقول بقدرة أسلوبية، عبر تأمل واع في ثنايا هذا المدون، ليقّوم ويعالج الكثير من الأمور التي وضعوا لها الالتباس، وجعلوها قريبة لمتناول الطاعنين.
ونجد أن اختيار الكاتب الحاج (سهيل عبد الزهرة الزبيدي) لكتاب (أبو طالب (ع) الرمز الروحي للإسلام) يعد سبيلاً من السبل الجوهرية للوقوف عند حقيقة إسلام أبي طالب (ع) جاء في مقدمة الكتاب (هو رجل لم يستقم أساس دين الله إلا بهمته، ولم يجرد سيف إلا بعزيمته). ويرى الكاتب الزبيدي: إن صمود أبي طالب أمام قوة قريش العاتية، هو وليد الروح الإيمانية التي تتجسد واضحة في كل سمات شخصيته.
وقد وقعت بعض الأقلام المعروفة في وثوق الشهادة بعض التوقيعات المهمة التي يتجلى البحث في تقديم الصورة الأنقى لحياة مؤمن قريش؛ ولذلك نرى أن لابد أن نضع لتلك التوقيعات اعتباراتها التوضيحية، كتوقيع السيد (محمد الموسوي) والسيد (حيدر الحسيني الفياض)، الذي يرى أن هذا البحث يعد تصحيحاً لما زيفه التأريخ، والشيخ (أحمد الذهبي) أثار قضية مهمة، إذ يرى أن تكالب الأقلام المأجورة والمسيّسة حول شخصية هذا البطل العظيم، لا لشيء إلا لكونه والد أمير المؤمنين علي (ع)، وينظر الشيخ (فاضل الزبيدي) في توقيعه الأغر أن أغلب علماء السنة يعترفون بقول أبي طالب (ع):
(يا شاهد الله علي فاشهد * أني على دين النبي أحمد) 
تعرض التدوين التاريخي إلى مزادات سلطوية، سعت لخلق الارتياب والارتباك، وعاشت التخبط القصدي لـ(تضبيب) الحقائق، ولتغيير معناها، وهذا يدل على أن الزيف التأريخي هو أحد أهم الأسلحة المستعملة بيد السلطويين الأمويين والعباسيين، والزمر السلطوية التي استفادت من هذه العتمات، ولهذا صار تأريخ مؤمن قريش هدفاً للنيل من نصاعة علي (ع)، فوقف الباحث (الحاج سهيل) أمام متعلقات حياتية وفكرية المرسخة لقضية إيمانه القويم، كقضية نسب أبي طالب، والاستشهاد ببعض أشعاره: 
(ولقد علمت بأن دين محمد * من خير أديان البرية دينا)
وكتب عن بعض مواقفه الثابتة، فهو الذي كتب إلى النجاشي يحثه على إكرام ولده جعفر الطيار وأصحابه، والإعراض عما تقوله قريش، وتدوين بعض الأحاديث المهمة الواردة في إيمان أبي طالب بشهادة الأئمة (ع)، قال أمير المؤمنين (ع): (ما مات أبو طالب حتى أعطى لرسول الله من نفسه الرضا)، وقال (ع): (والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط، كانوا يصلون على دين ابراهيم (ع)). واستشهد الكاتب بالكثير من شهادات الأئمة (ع)، ومثل هذه الأدلة العقلية والنقلية الدالة على إسلام أبي طالب، كانت فحوى هذا الكتاب المهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/21



كتابة تعليق لموضوع : قراءة انطباعية في كتاب (أبو طالب (ع) الرمز الروحي للإسلام)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net