صفحة الكاتب : ثائر الربيعي

بكاء علي ...ومحنة السلطة مع السفهاء .
ثائر الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ترى لماذا كان الامام علي يبكي في محرابه ؟هل كان يبكي من خشية الله ؟وهو يناجي ربه ليلاً وقول الرسول فيه (ياعلي لا يعرفك الا الله وأنا ولا يعرفني الا الله وانت ولا يعرف الله الا انا وانت),أم كان يبكي لفقدانه الأحبة ,وهو القائل {اصعب الفراق فراق الاحبة}أم كان يبكي لأن معطيات الاقدار فرضت عليه أموراً لم تكن بالحسبان ؟أم كان يبكي هو يرى رأيه لا يطاع في قوم لا طاعة لهم  للحق متمردين عليه كانوا مطيعين للباطل صاغرين له خانعين خاضعين ؟سعيت يا سيدي جاهداً لتنقذهم من واقع مرير مؤلم ,لم يكن همك وشاغلك هو رضاهم بقدر ما كنت تحمل بين اروقة فكرك رسالة صنع إنسان من وسط ركام قبلية مقيتة وحطام انقاض فوضى دمار وحشية المرء عندما يتخلى عن انسانيته ويتحول بذلك لوحش كاسر,أم كان يبكي وهو يرى سفهاء زمانه يتقلبون بقناع في كل يوم كالقردة ليس لهم ثوابت ومنهج يسيرون عليه ,حتى قالت قريش أن ابي طالب رجل شجاع لكن لاعلم له بالحرب ,أنها محنة علي الذي تحدث عن الانسانية والمساواة والديمقراطية قبل 1400 عام ,في أمةٍ تقول له على لسان اشباه رجالها كم شعرةً في رأسي... ,أي محنةٍ وهو في بيئةٍ يسمح لها بممارسة حرية الفكر المعارض للسلطة والنقد للدولة بشرط وفق السياقات التي لا تضر ولا تلحق الأذى بحياة المواطنين الآمنين ,نم قرير العين ابا حسين...لازلت واقفاً ببابك انتظر عودة اليتامى ,سأبلغهم ان علي فكر ومنهج وسلوك ابحثوا عنه بين الاحرار والفرسان ستجدونه قطعاً لا يزال حياً يرزق  بما تركه من أرث عملاق,وليس بين انصاف الرجال الذين تركوا الميدان ...علي الذي صارع وتمرد على التعتيم والتكتيم رغم كل الاساليب الرخيصة والواطئة التي مورست بحقه وهو يبعد عنهم بفارق زمني بمئات السنين ,بقي علي لأنه كان سلوك وفكر موحد ,لم يتخذ السلطة لغاية في نفسه يحققها ليصل لمبتغاه ويرضي ذاته ,كانت الدولة في رؤاه مسؤولية جسيمة تقع على عاتقه في احقاق الحق وأنصاف المظلومين ,لم نسمع أو نقرأ في جميع الكتب وباختلافها أنه جاء بشخص غير مؤهل واسند اليه مهام عمل ,أو أنه وضع ولديه الامامان المفترضا الطاعة الحسن والحسين على خزانة بيت المسلمين ليقومان بما يحلو لهما من اعطاء الأموال للناس دون حساب وبدافع الاهواء الشخصية ,او جازف بقرار استراتيجي وقادة الامة لحافة الهلاك والهاوية ,تحامل عليه كل من في نفسه حقداً وغل ٍوعقداً فهو يذكرهم بحجمهم الحقيقي الصغير,كلما قرأوا وفتشوا في كتب الماضي والحاضر لم يجدوا الا بصمات مضيئة تدلُ على قيم عالية بعلو الجبال ,لم يجدوا سوى بصمات مضيئة في كل يوم من ايام حياته التي كانت يعيشها كان هنالك حكمة وعلم وتجربة تفيض من بحره ,ولكن بيت القصيدة كم شخصاً استفاد من هذا البحر المليء بالمنجزات والانجازات التي خلفها علي بتاريخه ؟ أنهم القلة القليلة لأن طريق الحق فيه تحديات وصراعات ,طريق الباطل سهل مخصص للأنتهازيين والمتملقين الذين يمتلكون في أدارج مكاتبهم أقنعة كثيرة وحسب طبيعة الزمان والظرف ,وتلك هي مسؤولية القائد الذي يميز الغث من السمين .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثائر الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/20



كتابة تعليق لموضوع : بكاء علي ...ومحنة السلطة مع السفهاء .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net