صفحة الكاتب : علي السواد

الربيع العربي وقدره السيء(8) الليبيون يستدعون الناتو!- القسم الاول
علي السواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  لا احد كان يتوقع على الاقل في العراق بأن الشعوب العربية ممكن ان تتجرأ ولو بالتفكير في يوم ما حتى يستسهلوا امر استدعاء القوة الغربية،او حلف الناتو، عدوهم في  العراق كما يزعمون في كل وسائل اعلامهم اللامنهجية كي يتحرروا كما فعل اغلبية الشعب الليبي ونخبه واحزابه الاسلاموية المتطرفة  طالبين بالعلن من فرنسا وكل حلف الناتو ان يتدخلوا  و يزيحوا  دكتاتورهم العتيق القذافي، الذي ظل في السلطة لاكثر من ثلاثة واربعين عاما تقريبا دون منازع ينازعه حتى ولو شكليا ان تهافت اغلبية الشعوب العربية ومعظم نخبهم الفكرية والحزبية.
 
 المتناحرة والمختلفة في كل شيء الا في قضية احتلال العراق التي حدثت عام 2003حينما قررت ادارة بوش غزوه فأنهم توحدوا ضد الشعب العراقي وراحوا يبالغون في اهانته والتنكيل به وتشويه صورته اعلاميا وتجريده من هويته الوطنية والقومية، واعتباره مجرما وخائنا لكونه رفض الدكتاتور صدام حسين ونظامه القمعي. وصرحوا بكرههم ونبذهم له حتى اعتبروا الدكتاتور كان مخطئا لانه لم يقض تماما على اكثرية العراقيين بكردهم وعربهم ولهذا عندهم يستحق اكثر مما فعل به الدكتاتور.
 
 
 
 حتى جعلوا صدام حسين هو الضحية وهو الشهيد وليس الشعب العراقي الذي تعرض الى ابشع انواع الاضطهاد والظلم الجماعي والموت الجماعي والتشرد الجماعي والتجويع الجماعي. وهذا كان كله بسب نظام الدكتاتور على اي حال ان استهداف اغلبية العرب للعراقيين تبين بشكل قطعي ونهائي هو نتيجة الانتماء الطائفي،الذي يرتبط به معهم  المباد صدام حسين اي ان دفاعهم عن مقبورهم بهذا التجاوز المعلن والاستفزاز الذي تميزوا به طيلة فترة حكم النظام السابق والدفاع عنه وعن كل جرائمه وحروبه العبثية. 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ومجدوه ومازالو يمجدوه تحديا  لضحاياه الكثر ويتصرفون كمأجورين ومرتزقة لايشعرون باي شعور انساني ازاء العراقيين. واستمروا الى الان بالدفاع عن صدام حسين ولايوجد اي احتمال ممكن ان يغيروا من موقفهم هذا حتى بعد انسحاب الجيش الامريكي وتركه العراق. بل سيبقى اعلامهم الديماغوجي يعتبر العراق بلدا محتلا ومنزوع السيادة ويحكم بالعملاء والخونة لطالما البعثية هم خارج السلطة والمقصود بالبعثية كما عرف لاحقا فقط الذين ينتمون الى السنة المتخذين من حزب البعث ستارا  ليخفوا طائفيتهم وعنصريتهم التي ظهرت بوضوح ضد فئات عراقية محددة بعد طردهم من السلطة وهذه القناعة تم كشفها والتأكد من نسبة صحتها العالية.
 
 من خلال ما اعلنوه عبر فضائياتهم وصحفهم وجرائدهم وتصريحاتهم المعلنة وغير المعلنة وكل هذه ادلة كافية لادانتهم كمرتدين عن العلمانية التي ادعوها كذبا لاكثر من اربعة عقود ليصبحوا  بعدها اكثر طائفية وتخلفا وانخرطوا بكل صراحة لممارسة الجهاد كما يسمونة ليخدعوا الاخرين وهو في حقيقة الامر ممارسة الارهاب مع القاعدة  فكيف يكون العمل او الجهاد  مع القاعدة والقاعدة ؟هي منظمة ارهابية بكل ما تحتويه كلمة الارهاب من معنى وهذا ما اعلنوه في بياناتهم وخطبهم وهذه ادلة لا تتيح المجال امام اي فرصة للتشكيك فيها بل البعثية لايخفون انهم  تحولوا الى اسلاميين جهاديين، وحتى شعارهم واضح وهو لا حكم الا  للاسلام اي هم ملتزمون اسلام القاعدة وهذا يعني اسلام التشدد والتزمت والتكفير ورفض الاخر وقتله.
 
 
 اذا اعترض على تعصبهم وتخلفهم ورفض كل ماهو غربي او يمثل الحضارة الغربية هكذا هم  بعثية العراق قد تماهوا واندمجوا بكل الحركات الاسلاموية المتطرفة والمنتشرة الان  في اغلب الدول العربية التي اصبحت مختطفة  هي وجماهيرها في  ظل (الربيع العربي) الذي تحول الى خريف مثير للعواصف السياسية والاجتماعية والفوضى في كل شيء. اي ان البعثية اصبحوا اكثر من غيرهم  وضوحا في ممارسة النفاق والكذب والتزوير ومع كل هذا تحولهم الخطير الى جماعات جهادية وعلى نفس منهج القاعدة  الارهابية والوهابية التكفيرية ومن هنا فاننا ندين كل الشعوب العربية التي دافعت عن البعثية و عن الدكتاتور المشنوق صدام حسين واتهمت الشعب العراقي.
 
 بالعمالة لامريكا واعتدت على كرامته وفي النهاية هي نفسها استنجدت بحلف الناتو وخصوصا القوة الاكبر فيه كالقوة الامريكية، ناسية ماقالته بحق العراقيين فبالتالي الامر لايمكن ان يقبل به تحت اي مسوغ او ادعاء  ولهذا على الشعوب ان تعي ان الذي يسوقها الى التناقض الحاد والعمل بكل ماهو منافي على الاقل او المتعارض مع اخلاقياتهم ومبادئهم . هم نفس الاشخاص الذين مارسوا التشهير بالشعب العراقي وحرضوا على قتله واتهامه كذبا بأنه هو من بادر الى دعوة الولايات المتحدة لاحتلال بلده وهذا ليس صحيحا بالمرة فحقيقة الامر ان الولايات المتحدة اختلقت ذريعة فكرة تحرير وأنعتاق الشعب العراقي من نظام الدكتاتور لتلقي المسؤولية على الشعب العراقي لغرض تمريرها على المواطن الامريكي الساذج.
 
 ولا نكشف سرا عن كذب السياسة الامريكية بالتحديد وخصوصا في العالم العربي الذي هو الضحية الحقيقية لتسلطها العدواني المستمر كما هو عليه الوضع الحالي في اكثرية البلدان العربية بعد الفوضى والاضطرابات. ووصول الهمجيات الى السلطة  ومما سببوا من مشاعر القلق والاحباط بصعودهم المباغت لكل المراقبين والمحللين السياسيين الذين لم يتوقعوا بعد كل فضائح وارهاب تنظيم القاعدة ان يكون للحركات السياسية الاسلاموية  المتعاطفة والمساندة لتنظيم القاعدة حظا كبيرا يحملها الى قمة السلطة.
 
 
  والمفارقة الغريبة ان تحظى بتأيد وموافقة من كانوا ينددون بالولايات المتحدة وسياستها ومعها كل الدول الغربية وهي نفس الميليشيات الاعلامية وقادة الاحزاب العلمانية والتنظيمات التي ناصبت العداء لاكثرية الشعب العراقي هم  انفسهم  يتوسلون بقوات الناتو لتحررهم من استبداد انظمتهم. فأي نفاق هذا واي ازدواجية سخيفة يتبعون هؤلاء الاوباش؟ فلماذا اذا كان الامر لصالحهم مقبولا ولغيرهم مرفوضا وبالفعل فقد نفذ حلف الناتو المهمة ورغبتهم الشنيعة  وكانت اول مرة في ليبيا  واستخدم طائراته المقاتلة وصواريخه الثقيلة وسفنه وبوارجه الحربية لتدك ليبيا من اقصاها الى اقصاها لتخلف الخراب والدمار وتقتل المدنيين بالالاف.
 
 نتيجة القصف العشوائي اللامبرر ولا مقبول ولكن غرور القوة لاينافسه اي منطق وهذا سلوك القوة الغربية دائما  هو لايراعي او يهتم بالبعد الاخلاقي والانساني في اي نشاط من نشاطاته الكثيرة. واخر الاحصائيات اشارات لها الكثير من وسائل الاعلام بان عدد ضحايا القصف الجوي لحلف الناتو قد يتجاوز الخمسون الف قتيل،هكذا هو عطاء الثورات ! بين هلالين يعني الاستعانة بقوة استعمارية وامبريالية لنتخلص من الدكتاتور المحلي الى الدكتاتور الدولي. هذه مرحلة  الصراع على السلطة في ليبيا  تمخضت عنها قوة اسلاموية تكفيرية لا تقل خطورة عن مثيلاتها في تونس وغيرها من الدول التي تدعي انها قد تحررت من هيمنة الدكتاتورية لتقع دون ان تدرك اعتقادها الخاطئ بقوة اكثر همجية لا تعتبر الاخر شريكا ولا تحترمه مهما كان مصدره او فكره.
 
  هذا هو نتاج  الربيع العربي الذي اطلق على الاحتجاجات التي اسقطت بعض الدكتاتوريين وكان اول المطاح بهم الرئيس التونسي بن علي الذي هو الان هناك في مملكة ال سعود بعد ان امروهم اسيادهم الامريكان توفير ملاذ يحمي ابن علي من اي مسائلة قانونية على ما ارتكبه من قتل وتدمير ونهب لثروات تونس وشعبها، والولايات المتحدة غير عابئة ولا مهتمة لمطالب الشعب التونسي المحقة في محاكمة الهارب ابن علي  ولكن في الوقت نفسه تدعي انها تؤيد كل التونسيين في تحقيق الحرية والعدالة لهم ومن هنا لا احد بامكانه ان يستطيع الجمع بين التناقضات الا الولايات المتحدة الامريكية فهي كما يبدولي متمرسة في ذلك ولا تجد اي صعوبة في تطبيقها.
 
 او الاعلان عنها بل في كثير من الاحيان هي تستمد الثقة بنفسها عندما ترى ان اعلامها الكاذب استطاع ان يقنع الكثير من البسطاء والسذج الذين اعتقدوا ان الولايات المتحدة فعلا هي تروج لقيم الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان، وهي الحامية للاقليات والمدافعة عن المظلومين وكل هذه الادعاءات هي عبارة عن اقوال كاذبة وتزوير واضح  ولايمكن تمريرها الا على فئتين من الناس.الفئة الاولى  اما هي فئة منحازة بالاساس لقوميتها وبالتالي لا ترى اي ضرر من ان تتبنى وتلتزم بكل ما يفعله ابناء قوميتها وحتى لو كانوا مجموعة من المجرمين والسفاحين.
علي السواد
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي السواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/15



كتابة تعليق لموضوع : الربيع العربي وقدره السيء(8) الليبيون يستدعون الناتو!- القسم الاول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net