صفحة الكاتب : الشيخ ليث الكربلائي

السيد السيستاني على خطى الانبياء
الشيخ ليث الكربلائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 طغيان المتنفذين المصحوب بتخبط الجماهير وانعدام الوعي في صفوفهم هي المعضلة التي الجأت الانبياء الى طلب تدخل القدرة الالهية لحسم المواقف .
هذه المعضلة ذاتها قد فعلت فعلتها في البلاد العربية حتى اصبحت : نامية ؛ متخلفة ؛ رافضة للتعلم والتطور ....
حكام طغاة وشعوب تمتهن المحاماة لتذود عن طغاتها واذا ما قررت يوما الاطاحة باحدهم فلأن متنفذا جديدا قد استولى على المسرح .
والمضحك حد البكاء في هذا العرض ان اولئك اللذين يختمون اوراق الانتخاب للزعيم بدمائهم هم ذاتهم يرقصون تحت حبل المشنقة عندما يتدلى منه الزعيم !! فبمقدار ما تجيد زمرة " الناعقون " هذه مهنة المحاماة والتملق هي تجيد التأقلم  ايضا .
عراق اليوم بخارطته الهزيلة التي نخرت عظمها زمر الاحزاب وقطعان الناعقين قد قيض الله له رجلا من سلالات الانبياء ليكون حجة على الجميع وميزانا تبين من خلاله قيمة الاشياء فتعالوا نلتمس طريقه في اي سماء قد سلك ؟ وكيف اراد معالجة تلك المعضلة ؟
لقد توزع الخطاب العقلاني الذي تبناه السيد السيستاني في مرحلة ما بعد السقوط على محورين او قل اتجاهين فتارة يكون موجها الى الشعب واخرى الى الاحزاب .
- خطابه الى الشعب :
اما خطابه للجماهير فتمثل بعدة مراحل اهمها :
اولا : انطلاقا من ايمانه بالدولة المدنية التي لا ينسجم غيرها مع عراق ذو الوان واطياف متعددة ترك اختيار الاشخاص بيد الجماهير فدعاهم الى الانتخاب على انه اشترط عليهم ان ينتخبوا الاصلح ولكنهم اخلفوا اذ وقع اختيارهم ليس على الفاسد وحسب وانما على الافسد ولسان حالهم يقول : " اننا لفي شك مما تدعونا اليه مريب " هود /62
ثانيا : بعد ان لم تنهض الجماهير بمهمتها بادر السيد بخطوة تحفظ للدولة كيانها المدني من جهة وتحرز تقدما من اخرى اذ طالب الجماهير بالتغيير في الانتخابات الماضية ولسان حاله " ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب " هود/88 فكانت المفاجئة ان اعادت الجماهير انتخاب الاحزاب ذاتها وحالها تصدع ان " يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول لنا " هود/91 .
ثالثا : قام بدعم وتوجيه حراك سلمي للمطالبة بحقوق الشعب !! بعد فشل التغيير ولكن سرعان ما انقلب الى حراك متحزب يحمل مفسدا كالزاملي فوق الاكتاف .
وغيرها الكثير من الخطابات كانت موجهة للشعب ويمكن القول ان ايا منها لم يلق تفاعلا من الجهور بالشكل المطلوب باستثناء الدعوة للخروج الى الانتخابات وفتوى الجهاد الكفائي ضد داعش .
- خطابه الى الساسة ( الاحزاب ) :
بعد السقوط اتخذ السيد عدة مواقف فكرية وعملية لاجل " اعادة ترتيب الاوضاع وبناء الدولة بعقلية منفتحة ومستندة الى تجارب تاريخية معلومة وبافق بعيد " ولكن كما قال الدكتور حيدر نزار : ان ذلك الافق " لم يجد له افقا موازيا عند النخب السياسية العراقية التي صالت وجالت دون بعد استراتيجي لحركتها ونشاطها ؛ وكان عجزها وكسلها وصراعاتها سببا منطقيا لعدم بلوغ مرحلة الدولة الكاملة التي نظّر لها السيد السيستاني " (سلطة النص الديني وبناء الدولة ؛ ص3-4 ) .
ومن خطواته المهمة في هذا الاتجاه :
اولا : المطالبة بالغاء الامتيازات المالية التي منحت للمسؤولين على حساب اقوات الناس .
ثانيا : المطالبة باعتماد معيار المهنية والكفائة في اختيار الوزراء والمسؤولين والابتعاد عن المحاصصة والطائفية .
ثالثا : ضرورة الاستعانة بالخبرات والعقول العراقية ( اصحاب الاختصاص ) في ادارة مختلف شؤون الدولة .
رابعا : المطالبة بحقوق الشعب وتوفير الخدمات .
خامسا : محاربة الفساد والضرب بيد من حديد على المفسدين ومحاكمتهم .
سادسا : عدم الخضوع لاجندات خارجية ايا كان مصدرها .
وغيرها مئات المطالب التي حفلت بها البيانات وخطب الجمعة والاجوبة على اسئلة الناس ووسائل الاعلام ولكن الساسة كالعادة وكما هي سنة تاريخ الطغاة قد صموا اذانهم واستغشوا ثيابهم ولسان حالهم هو لسان المنافقين في القرآن اذ يؤمنون وجه النهار ويستهزؤون اناء الليل .
عندما تكون هذه حال الشعب والساسة معا ... عندما تغلق جميع الطرق ... على نوح ان يبدأ بصنع السفينة اذ الطوفان على الابواب ليهلك من هلك عن بينة وينجو من نجا عن بينة .
______
هذه مجرد شقشقة جالت بخاطري وانا اسمع السيد الصافي يقول " الى الله المشتكى " عندها استحظرت سورة هود اذ كل مقاطعها قد انتهت بهذه الشكوى التي يعقبها قرار حاسم .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ ليث الكربلائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/15



كتابة تعليق لموضوع : السيد السيستاني على خطى الانبياء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2016/05/15 .

شيخنا الفاضل
وهل احترمت قريش رسول الرحمه ص في حياته وبعد مماته
وهل احترم اهل العراق اهل الشقاق والنفاق امير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام
فهل تتصور شعب يقوده مقتدى والسافل المالكي وهمجهم الرعاع وابواقهم ودلالاتهم العاهرات يحترم مرجعته
لقد وصل الحال بالشيخ بشير حفظه الله ان يبكي وهو يحذر من اعاده انتخاب نوري الهالكي وزبالات مقتدى فما كانت النتيجه
النتيجه منح محتال العصر الفاسد الاكبر نوري 750 الف صوت
منح العاهره الساقطه حنان 90 الف صوت
منح عصابه مقتدى 32 مقعد
لولا انني اعرف مقام المرجعيه لكنت اتمنى على سماحه سيدي المفدى ايه الله العظمى ان يترك هذا الشعب تحت رحمه مقتدى ونوري وقيس الخزعلي واشباه الرجال لتاكل نارهم حطبهم






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net