صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

الجزء الأول . داعش في إرميا.العراق أولا .
مصطفى الهادي
 بابل رمز للحكومة العالمية المرتقبة وهي رمز المصائب والمحن ولكن منها خرجت الكثير من الجيوش التي اركعت العالم وتركت أثرها في تاريخ الشعوب فلا تكاد تجد تاريخا إلا وبه من آثار بابل وأور وآشور وسومر الشيء الكثير اغلبه تم نقله بصورة سيئة لأن هذه البقعة اختارها الله من أجل تأديب الشعوب المتمردة والتي سوف يتوجها بأن تكون عاصمة العالم قبل الختام لكي تنعم البشرية براحة وسلام وامن على يد قادة اعدهم الله لمثل هذه المهمة . 
الأحداث التي سوف تعصف في بابل والمنطقة المحيطة بها جرى نقلها ايضا بصورة سيئة حيث تعرضت الكثير من الأحداث التي جرت والنبوءات التي سوف تتحقق على هذه الأرض تعرضت إلى سرقة ونقل مشوش لأن اغلب نصوص النبوءات جاءت بعكس ما كانت تلك الامم تحلم به من انها سوف تكون الرائدة والقائدة على بابل عاصمة العالم المستقبلية، ولذلك عمدت بعض الامم إلى نقل صورة دموية مرعبة عن بابل ورسمت لها مصير اسود واطلقوا عليها شتى النعوت القذرة تشفيا من بابل التي اركعتهم، والتي سوف تُركعهم مرة أخرى. 
طبعا كل النصوص عندما تتحدث عن بابل فهي لا تعني الأسوار والبناء والأرض والمياه ، بل المعني من بابل هو (شعوبها) التي بنتها وسكنت فيها فهي أرض الأنبياء والقداسات بلا منازع وشعبها من اثقف شعوب الأرض واشجعهم. شعب كله ابداع قدم للبشرية اروع الانجازات ابوالحضارة والتشريع. 
ومن هنا كانت سهام الحقد والحسد تتوجه نحوه دائما لإركاعه فإن لم يستطيعوا بذلوا الجهود لكي يجعلوه ضعيفا من خلال الهائه بأمور اجتماعية وسياسية ومعاشية وأمنية لأنهم يعلمون أن العراق لو استقر على يد قائد شجاع يجمع كلمتهم لكانوا لعنة على عالم الطواغيت بقدر ما سوف يكونوا رحمة للضعفاء والمساكين. 
من هذه البقعة خرج شيخ الأنبياء وعميد أسرة التوحيد في عالم الديانات ومحطم الأصنام وباني الكعبة والجد الأكبر للعرب إبرام (إبراهيم) .
 
وفي هذه البقعة جرت أولى انتصارات الأسكندر الكبيرة في معركة غوغميلا في عام 331 ق م، في شمال العراق في سهل نينوى حتى حدود بغداد حيث سحق قوات داريوش وهزمه شر هزيمة. 
وفي هذه البقعة جرت معارك الإسلام الكبرى ، القادسية ، ومعركة الجمل وصفين والنهروان وملحمة كربلاء. كان العراق مهدا للحضارة وموطناً لأقدم الحضارات في العالم. يُطلق عليه بلاد ما بين النهرين يمثل الجزء الأكبر من الهلال الخصيب ، كما كان جزءا كبيرا من الشرق الأدنى القديم طوال العصر البرونزي والعصر الحديدي.هذا هو العراق ومن مثلك ياعراق.
 
تعالوا لنقرأ ماذا تذكر الكتب المقدسة للأديان عن العراق (بابل)؟ 
(بابل كأس ذهب بيد الرب تسكر كل الأرض. من خمرها شربت الشعوب). (1)
 
هذا هو العراق كأس من ذهب سكرت من خمر جمالها وقوتها وعزها الشعوب كل الشعوب. الذي ستكون فيه عاصمة العالم التي منها سوف يتم حكم الأرض ومن عليها.والسبب لأن الله ايضا فتق كل الألسنة بلغاتها في هذه البقعة كما تذكر الكتب السماوية ومنها انتشرت اولى الهجرات في العالم (لذلك دعي اسمها بابل لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض. ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض).(2) ففي هذه الارض يقع سر (الآزمنة والألسنة ، والأنسنة) وكل ذلك يحويه المهدي ويكون عارفا به.
 
ولذلك وجب على العراق ان يتحمل كل المصائب والويلات ، والامم المتحدة التي اتفقت على قتال العراق واحتلاله وجمعت له جيوش اكثر من ستين دولة لا تزال إلى هذا اليوم تدير الحرب إما مباشرة او بالوكالة على عملاء خونة ، أو على يد عصابات اجرامية ناهيك عن اجاعته واعطاشه وحرمانه من ابسط مقومات الحياة. لا بل رموا عليه كل انواع الاسلحة الخبيثة والمحرمة، ولكن العراق أبى الركوع لأن فيه كل مقومات النهوض من جديد.
 
أنتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثاني. داعش في إرميا .مصنع الدواعش الأول. 
المصادر: 
1- سفر إرميا 51: 7.
2- سفر التكوين 11: 9. البعض يقول بأن بابل تعني باب الإله ــ باب إيل ولكن الخلط جاء نتيجة لتشابه الكلمتين في العبرية ( بلبل وشتت) لأن الكلمتين العبريتين (باب إيل و شتت) تتشابهان إلى حد كبير فعن طريق التشابة الصوتي الواضح بين الكلمتين: بابل/ بالل، إختلفت المعاجم نفسها في كيفية فهمهما، فالأكاديون يفهمونها: باب إيل. أي: باب الإله، والعبرانيون يفهمونها: bālal شتت أوبدد، فإنقسمت المعاجم حول ما هو معنى الكلمة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/13



كتابة تعليق لموضوع : الجزء الأول . داعش في إرميا.العراق أولا .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net