صفحة الكاتب : رشيد السراي

الأخلاق بين الدين والإلحاد
رشيد السراي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الاخلاق فطرية بلا شك، وطبيعي أن يكون الإنسان متصفاً ببعض الأخلاق بغض النظر عن الإيمان بالدين من عدمه؛ لأن الأخلاق فطرية كما قلنا؛ ولأن دور الدين هو التنمية والتهذيب ولكن بيئة الإلحاد تعمل العكس ومن يريد أدلة على ذلك فليراجع منشورات وتعليقات الملحدين وتصرفاتهم إن كان يعرف بعضهم وليراجع تاريخ دولهم-كتبت عن ذلك في سلسلة مقالات منشورة تحت عنوان عندما يكون الإلحاد دولة.
وطبيعي أن تجد نسبة-ربما كبيرة في بعض الأحيان- من المؤمنين بالأديان بلا اخلاق أما لعدم التزامهم بتعاليم دينهم أو لالتزامهم بتفسير خاطئ لها.
الفرق بين الإلحاد والدين من هذه الناحية:
1-الدين بيئة منمية ومهذبة للأخلاق أي للفطرة في حين إن الإلحاد عكس ذلك.
2-الدين فيه منظومة أخلاقية والإلحاد ليس فيه أي منظومة أخلاقية وقد حاول البعض بناء أو ادعاء وجود هذه المنظومة ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً.
3-الدين ليس فيه مساحة للاجتهاد في مجال الأخلاق وبالتالي فإن من يتصرف خلاف الأخلاق الواضحة والفطرة السليمة الواضحة أيضاً مرفوض دينياً، وإن قبله البعض بناءً على تفسيرات خاصة ولكنها واضحة البطلان عند الأغلبية أو العقلاء، في حين إن الإلحاد فيه مساحة كبيرة للاجتهاد والرأي الشخصي تصل لحد مخالفة أمور اخلاقية فطرية تسالم عليها جميع العقلاء.
4-الدين فيه الحافز للالتزام بالأخلاق والإلحاد ليس فيه ذلك.
5-الدين قدم لنا نماذج عملية رائعة في مجال الأخلاق على مستوى الأفراد والدول في حين إن ما قدمه الإلحاد لنا من نماذج-أفراداً ودولاً-هي الأسوأ على مر التاريخ.
6-يمكن تقييم الفرد دينياً بأنه مخالف أو مسيء للفهم وبالتالي فإن نسبته للدين-وتحميل الدين والمتدينين مسؤولية ذلك- عناد وتشويه ممن يفعل ذلك، وذلك لأن الدين فيه عقائد وممارسات واضحة فيمكن القول بنفي الدين عمن لا يعتقد بها أو لا يفعلها أو على الأقل القول إنه مخطئ، في حين إنه لا توجد في الإلحاد منظومة عقائد وممارسات ثابتة ولا جامع بين الملحدين إلا نفي وجود الإله وبالتالي فيمكن نسبة أي أحد للملحدين ما دام يتفق معهم على ثابتهم الوحيد ولا معنى للتملص من تصرفاته وأقواله وأفعاله واعتقاداته بحجة إنه لا يوجد إله أو نبي أو زعيم للملحدين!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رشيد السراي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/09



كتابة تعليق لموضوع : الأخلاق بين الدين والإلحاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net