صفحة الكاتب : السيد يوسف البيومي

«في رحاب الدعاء النافع من شهر رجب السابع»
السيد يوسف البيومي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
أما بعد..
 
تقديم:
لما كان الدعاء هو أحد الوسائل والوسائط في التقرب من الله عز وجل، إلا أنه لا بد للداعي المعرفة النافعة، والوسيلة الشافعة، والطريقة الناجعة، في حال لو أنه دعا الله تعالى لكان على النهج القويم والطريق السليم، حيث أنه يمكن لأي أنسان يتوجه داعياً الله سبحانه بألوان الأدعية المختلفة، والألسن المتعددة ويعتبر ذلك من الدعاء. ولكن هناك أدعية قد خصصت لأوقات المعينة وأماكن معينة وساعات معينة، وهذا ليس بشيء الخفي على من يقلب في كتب الأدعية الواردة عن النبي «صلى الله عليه وآله» وعن أهل بيته «عليهم السلام».
ونحن في رحاب شهر رجب المرجب التي جاءت الروايات تمدح فضله وتبين ما فيه من ثواب لمن صلى كذا من الصلوات أو دعا بذاك الدعاء، وهناك العديد من الأدعية الواردة في خصوص هذا الشهر العظيم. ومن تلك الأدعية هو دعاء منقول عن الإمام الصادق «عليه السلام» علمه لأحد من أصحابه ليدعي به عقب كل صلاة واجبة مكتوبة، ومما سأله هذا الصحابي الإمام «عليه السلام»: «علمني فيه دعاء ينفعني الله به». وانطلاقاً من هنا كانت تسمية البحث التالي: «في الدعاء النافع من شهر رجب السابع». فإلى ما يلي من المباحث التالية:
روي عن محمد السجاد في حديث طويل، قال: «قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: جعلت فداك هذا رجب علمني فيه دعاء ينفعني الله به.
  فقال أبو عبد الله «عليه السلام»: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ،  وقل في كل يوم من رجب صباحاً ومساءاً،  وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك:
  يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ، يا مَنْ يُعْطِي الكَثيرَ بِالقَلِيلِ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّنا مِنْهُ وَرَحْمَةً، أَعْطِنِي بِمَسأَلَتِي إِيّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الآخرةِ، واصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الآخرةِ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ما أَعْطَيْتَ وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يا كَرِيمُ. 
 ثم مد أبو عبد الله «عليه السلام» يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا الدعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى، ثم قال بعد ذلك: يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ يا ذَا النَّعَماءِ وَالجُودِ يا ذَا المَنِّ وَالطَّوْلِ حَرِّمْ شَيْبَتِي عَلى النَّار»( ).
دعاء ينفعني به الله:
إن منطلق سؤال الصحابي - محمد السجاد( )، هو من علمه اليقيني أن الدعاء الذي فيه منفعة لن يكون إلا من خلال أئمة الهدى «عليهم السلام»، والمتمثل بالإمام الصادق «عليه السلام». وهناك عدة نقاط لا بد من الالتفات إليها، يمكن استنباطها من هذه العبارة، وهي التالية:
أولاً: النفع المصبو إليه من قبل هذا الصحابي الجليل كما قلنا آنفاً موكول لعلمه بمكانة الإمام الصادق «عليه السلام»، وأن كلامه هو الكلام الذي يرتجى منه النفع الحقيقي، وذلك يعود لقول الإمام الصادق «عليه السلام» عن نفسه: «حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وحديث رسول الله «صلى الله عليه وآله» قول الله عز وجل»( ).
فما هو صادر عن الإمام المعصوم سيصل في نهاية المطاف إلى المصدر الأساسي وهو رب العزة، فمن هنا نجد أن ذاك الصحابي متأكد من أن النفع لا يمكن أن يحصل سوى من هذا المصدر وهو من الإمام المعصوم.
ثانياً: إن خصوصية شهر رجب ظاهرة من خلال سؤال الصحابي للإمام الصادق «عليه السلام» حين يقول: «جعلت فداك هذا رجب». وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على الفضائل الكثيرة التي حاز عليها هذا الشهر، مما جعل ذلك الصحابي أن يطلب من الإمام «عليه السلام» أن يعلمه دعاء ينفعه، والنفع هنا ناظر إلى قسمين:
القسم الأول: أهمية الدعاء بكونه صادر عن المعصوم.
القسم الثاني: أهمية الدعاء على هذا الوجه في خصوص شهر رجب الحرام.
ونقول:
بالنسبة للقسم الأول، فما هي أهمية صدور الدعاء عن المعصوم، إن هذه أهمية تتفرع إلى عدة أفرع، يمكن أن نعددها فيما يلي:
أ - إن المعصوم هو صلة الوصل بين الناس وخالقهم، وذلك لأن الإلهام الإلهي مختص بهذه الفئة من البشر، وذلك ما نستفيده من حديث الإمام الصادق «عليه السلام» الذي ذكرناه سابقاً من أن حديثه متصل بمن هم قبله من الأئمة «عليهم السلام» وصولاً إلى الله عز وجل..
ب - إن الدعاء الصادر عن المعصوم له أيضاً صفة العصمة، ففي حال أنه مقطوع الصدور عنه، فهو كلام لا يأتيه الباطل، مثله كمثل كلام الله عز وجل، فأحدهم قرآناً والآخر هو رواية. إضافة إلى ذلك فإنه حتى ولو لم يكن مقطوع الصدور فإن الفقهاء والعلماء حكموا بالقاعدة التي تقول: «التساهل في إدلة السنن».
ج -  الدعاء الذي يعطيه المعصوم لكي يُقرأ ويُعمل به هو عين المطلوب، والحاجة المرتجاة لكل إنسان، لأن هذا الدعاء بكيفيته الصادرة عنه «عليه السلام» توصلنا للطريقة المثالية، والصحيحة، والسليمة، لمناجاة الله عز وجل.
د – إن دعاء الصادر عن المعصوم هو عبارة عن نسيج  يراد منه أن يكون دعاءً أو ذكراً مرسوماً للبشر بأجمعهم دون أي استثناء لأي فرد منهم، ومختلف طبقاتهم، ويتلائم مع جميع حالاتهم، وتوجهاتهم، ولا بد أن يكون متسعاً بحيث يشمل تطبيقات عامة ومتنوعة، يجمعها نظام المعنى العام.
هـ - إن الإنسان الحريص على أن يأتي بالدعاء بالوجه  الورد عن المعصوم، وكون الإنسان له أن يدعو الله بما شاء من غير أن يكون فيه محذور لا بأس به، لكن كون الإنسان لا يمكن له الاتيان بألفاظ الوحي وألفاظ المعصوم فهو على خطر الزلل، ولا شك أنه ينبغي للإنسان أن يحرص على أن يأتي بدعاء مأمون الجانب ومأمون العاقبة وفيه العصمة، وهو دعاء المعصوم ولا أحد غيره، ولا ريب أن هذا هو الذي فيه السلامة.
أما بالنسبة للقسم الثاني، ما لهذا الشهر من أهمية ولما خصه الأئمة «عليهم السلام» بطائفة من الأحاديث التي تحفز على صوم أيامه، وتحنث فيها، وحثوا فيه على الدعاء، ونقول باختصار:
أ - شهر رجب هو من الأشهر الحرم التي اختصها الله عز وجل بالكرامة والفضيلة.
ب - هو شهر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» فقد روي عنه «عليه السلام» أنه كان يصوم رجباً كله، ويقول: «رجب شهري»( ). فإن كان شهر الله الحرام وشهر أمير المؤمنين «عليه السلام» فقد جمع الفضل من طرفيه كرامة لأمير المؤمنين، ففيه يحرم القتال وكذلك فيه ولادة الوصي الأعظم «عليه السلام».
أكتب: بسم الله الرحمن الرحيم:
مما تضمن جواب الإمام الصادق «عليه السلام» على ذاك الصحابي أنه قال له في جوابه: «أكتب: بسم الله الرحمن الرحيم»..
ويمكن من خلال هذا الجواب البسيط أن نستنبط عدة أمور مهمة لها علاقة بهذه الإجابة، ومنها:
أولاً: أن الإمام «عليه السلام» كان يملي على ذاك الصحابي أن يكتب عنه الحديث، وهذا ما يدلنا على أن الأئمة الأطهار «عليهم السلام» قد ساروا على نهج النبوي الشريف من خلال الحث على كتابة الحديث، حيث أن هناك علقة متينة بين الكتاب والسنة الشريفة، وهذا ما يدلنا عليه الكثير من الشواهد، في سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» حيث أن جبريل «عليه السلام» كان يهبط عليه «صلى الله عليه وآله»، فيعلمه السنة كما يعلمه القرآن( ). وكان النبي «صلى الله عليه وآله» بدور يشجع من هم حوله إلى كتابة الحديث عنه وما هو متعلق بالعلوم والمعارف الصادرة عنه، وهذا التشجيع على تدوين رواية تجده في العديد من المصادر والمراجع( ).
ولكن بعد وفاة النبي «صلى الله عليه وآله» كان توجه السلطة لمنع الرواية والحديث عن النبي «صلى الله عليه وآله» وإحراق ما كان قد «كتبه الصحابة منه على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله». والمنع عن روايته إلا بشاهدين، وعقاب المتخلف.
ففعلت السلطة ذلك. بكل صرامة وحزم وعممت المنع لجميع أعوانها ورموزها في البلاد الإسلامية وصدر الأمر بعدم إفشاء حديث رسول الله «صلى الله عليه وآله».
ثم حبسوا كبار الصحابة وعلماءهم في المدينة.
ولم يسمحوا بالافتاء إلا للأمراء، ولبعض الأشخاص الذين كانوا يسيرون في ركاب السلطة والحكم، ويؤيدونه ويؤكدونه.
ومن جهة ثانية، فإنهم قد منعوا من السؤال عن معاني القرآن وتفسيره وضربوا من سولت له نفسه بأن يسأل عن معنى آية منه.
فلم تمض فترة وجيزة حتى لم يبق من الإسلام إلا اسمه، ومن الدين إلا رسمه، حسبما روي عن علي أمير المؤمنين «عليه السلام».
وحتى لم يعد يعرف الصحابة مما كان على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلا القبلة، أو إلا الآذان بالصلاة، كما جاء في بعض النصوص»( ).
وظل الحال مستمراً على هذه الحالة إلى أن أتى دور وعاظ السلاطين، وعلماء البلاط، ووضعوا كتب وأحاديث تم نسبها إلى النبي «صلى الله عليه وآله».
ولكن، قام أمير المؤمنين «عليه السلام» والأئمة من ولده من بعده على الحافظ على سيرة النبي «صلى الله عليه وآله» في حفظ الحديث، وقد جاء عنهم ما يؤكد على هذا الألتزام، حتى تم لوم الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» بأنه مكثر من الرواية، حتى قيل له:
ما بالك أكثر أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» حديثاً؟!
فقال: كنت إذا سألته أنبأني، وإذا سكت ابتدأني( ).
وقام «عليه السلام» بتدوين الكثير من الكتب عنه «صلى الله عليه وآله»، وأورثها للأوصياء من بعده( ).
وقد قام الأئمة الأوصياء من بعده على التزاور فيما بين أصحابهم والتشيجع على رواية الحديث وعلى تدوينه وتداوله وتناقله، وعلى حفظه في العديد من المواقع الكثيرة( ).
وأما شيعة أهل البيت «عليهم السلام»، فقد ألتزموا أوامر أئمتهم بتدوين العلم، وعناية به( ). وأكبر دليل على ذلك الرواية التي نحن بصددها، حيث أمر الإمام الصادق «عليه السلام» الصحابي محمد السجاد بأن يكتب عنه ما سيمليه عليه.
ثانياً: «بسم الله الرحمن الرحيم» لقد افتتح الإمام الصادق «عليه السلام» الدعاء بالبسملة مما لها أثر كبير وبركات كثيرة حيث أنها من الآيات المباركة، وهي أفضل ما في أم الكتاب والسبع المثاني، كما تم التأكيد عليها في كل عمل وقول حيث أنه يعتبر مبتور في حال عدم التلفظ بها، وهذا هو لسان حال روايات أهل البيت «عليهم السلام».
وكفى بها من الفضائل ما قاله الإمام الصادق عن أبيه «عليهما السلام» فيها: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أقرب إلى اسم اللَّه الأعظم من ناظر العين إلى بياضها»( ). وهذا ما يشير أن الدعاء المفتتح بالبسملة أقرب إلى الإجابة من غيره في حال لم تذكر.
يا من أرجوه لكل خير:
لقد استفتح الإمام الصادق «عليه السلام» الدعاء بحرف النداء «الياء» وإن استخدام حرف النداء هنا من باب ابتهال إلى الله، وبقصد تقرب منه، وهذا يعتبر من النداء الحقيقي الذي يقصد به من المنادى ما لا يقدر عليه إلا الله من جلب النفع وكشف الضر، وهو من ألوان العبادة وأشكالها.
لا ريب في أن من ينادي أحداً نداء حقيقياً ويقصد به من المنادى ما لا يقدر عليه إلا الله من جلب النفع وكشف الضر فهو يعتقد استحقاقه العبادة وطلب الزلفى منه.
ثم يأتي حصر الرجاء به سبحانه وتعالى، بحيث أنه نقيض اليأس.
 ويقال: ما أرجو ، بمعنى: ما أبالي ،  ومثاله في قوله الله تعالى: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً﴾( )، ما يعني لا تخافون ولا تبالون.
إذاً فإن اليأس من الخير هابط والنازل لا يجب أن يكون، بل لا بد أن ينعدم لأن الله عز وجل لا يتوقع منه إلا الخير بل كل الخير. وهذا ما يلخصه ما دعا به الإمام زين العابدين «عليه السلام» مخاطباً الله عز وجل قائلاً: «تتحبب إلينا بالنعم ونعارضك بالذنوب، خيرك إلينا نازل وشرنا إليك صاعد»( ).
وهذا يعني أن ابتدأ الشر هو من عند الإنسان بحيث أن الله عز وجل يريد الخير للناس، والشرّ من الأُمور النسبية لا وجود له إلا ما ينطبق على الأثر المترتّب على الأعمال الصادرة من الإنسان.
وبما أن الشر هو ناتج عن أعمال الإنسان وأفعاله، ولذلك ورد في عدّة روايات تحثّ الإنسان على التفكّر في عواقب الأُمور، وما يترتّب على أفعاله من آثار سيئة. ومن هنا فلا يمكن توقع الشر من عند الله عزوجل.
وآمن سخطه عند كل شر:
إن من يتوقع ويؤمن أن الخير كله موجود في خالقه فلا بد أن يعلم بأن الله حليم رحيم، ومقتضى الحلم هو الصبر على العاصي بما أنه خالقه وواجده، فقد جاء في الأثر: أن الله أرحم بعباده من أمهاتهن، وكيف لا وهو لا يعجل لنا بالسخط، ويعطي الإنسان فرصة تلو الفرصة لكي يتوب، وقد كتب على نفسه الرحمة. وقال: ﴿والَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾( ).
إن الآية تلفت النظر إلى عدة أمور هامة، منها:
ألف: أنها تصف الذين اقترفوا سيئات أنهم تابوا عن فعل سيئات، والتوبة يجب أن تكون ناشئة عن نظرة مختلفة مما كانوا عليه قبل اقترافهم للسيئات، حيث أن الآية تحدد وقت التوبة ﴿والَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها﴾ أية التوبة كانت مغيرة لما كان عندهم من أمور ومفاهيم خاطئة. 
باء: وما يدل على تغيير ما في ما كان عندهم راسخ من مفاهيم خاطئة أن آية تشير إلى أن هؤلاء المقترفون للذنوب عليهم أن ينتقلوا من حالة إيمانية سابقة دفعتهم لاقتراف الذنوب، أو أنها منعتهم عن التوبة خوفاً من غضب الله، لذلك أشارت الآية إلى التالي: ﴿وآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ﴾.
والإيمان الذي تشير إليه الآية الكريمة لا تتكلم عن الإيمان بوجوده بل عن إيمان مشوب بالنقص، وعدم المعرفة بأن الله خلاف ما كانوا يظنون.
جيم: ومحصلة النهائية لهذه الآية أن إيمان هؤلاء المذنبين يجب أن يتغيير ويفهموا أن من بعد التوبة عن ما اقترفت أيديهم يجب أن يؤمنوا ﴿مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
وهذه هي قمة الحكمة الإلهية، إذ أن الله عز وجل يريد أن يربينا ويحسن نشأتنا لنكون صالحين، والحكمة في هذا الشأن أنه لا يعجل إلى العقاب، ويرحم عباده عند الهفوات، والسقطات، إلا أنه يحذر أن من يصر على تلك الذنوب سيلقى عقاباً، لكي  يرادع الناس عن أفعال الشر، ومع هذا في أننا نرى أن البعض يقعون في المحذور.
يا من يعطي الكثير بالقليل:
إن العطاء الإلهي لهو عطاء فائق لتصور والتخيل، فكيف لإنسان محدود القدرات أن يعرف معنى العطاء الإلهي، ولذلك نجد أن الإمام الصادق «عليه السلام» يصف الله ويناديه بأنه من يعطي الكثير مقابل القليل، لأنه يعرف أن قدرات الإنسان مهما تطورت وتقدمت هي عطاءات قليلة بالنسبة للعطاء الإلهي المطلق الذي لا يحد بأي حدود كانت.
ولكن هذه عبارة، أو بالأحرى هذا الدعاء يحثنا إلى شيء مهم لا بد أن نلتفت إليه وهو التالي:
أولاً: أن هذا العطاء الإلهي غير المحدود يجب أن يحث الإنسان للمزيد من التعرف على ذاته ونفسه وهذا يجعل منه - أي الأنسان – وعاءاً لكي يتقبل المزيد من العطاءات الإلهية.
ثانياً: بمقابل  هذا فعلى الإنسان أن يعرف أنه مهما فعل سيظل تحت مظلة العطاءات الإلهية وأنه لا يستطيع شيئاً من دون هذه العطاءات الكثيرة.
ثالثاً: ما يجعل العطاءات الله كثيرة إلى حد: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾( ). مدخلاً مناسباً لكي يتفكر الإنسان في حاله، ووضعه، والهدف من خلقه وإلا سيكون حسب ذلك: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾( ). وبهذه الحالة التي وضع نفسه بها من الجمود وعدم التفكر سيكون ظالماً لنفسه، كافراً بما أعطاه الله.
رابعاً: إن أفضل ما يمكن أن يفعله الإنسان في هذه الحياة أن يكون معترفاً بآلاء الله عليه، وبتلك العطاءات، التي ستوصله في النهاية بالاعتراف أنه عبداً لله، وأن تلك العطاءات الكثيرة له هي من موقع الربوبية، وفي مراجعة بسيطة للآيات القرآنية نجد أن الله يبين لنا الغاية من الخلق ففي قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾( ).
فإن عرف الإنسان أنه عبد خاضع لرحمة الله تعالى فإن تلك العطاءات ستزيد وتزيد لتصل لحد الكثرة كما أوضحت لنا تلك العبارة: «يا من يعطي القليل بالكثير». 
ومن هنا، تجد أن الله عز وجل يصف الأنبياء بأنهم عبيداً له، وهذا لا يكون إلا لنتاج معرفة الإنسان بنفسه، فيعرف موقعه وذاته، ويضع نفسه في الموضع المناسب لها.. وتلك العبودية الخالصة من قبل الإنسان هي التي توصله والكون بإكمله إلى الكمال المراد من هذه العطاءات.. ولذلك نجد أن هذه العبودية التي عرفها أكمل الناس وهم الأنبياء والأوصياء أوصلتهم إلى القيمة العظمى والرتبة الأسمى الذي يمكن لله عز وجل أن يمنحه لأحد، وتكون هي الأساس والمنطلق للمفاضلة الإلهية عليهم وبينهم، وهي نابعة من أعماق ذاوتهم لأنهم عرفوا أنهم في موقع العبودية فلذلك كانوا محل للمزيد من العطاءات الإلهية الكثيرة، وهذا هو الأصل: «إنّ مَن عرف نفسه فقد عرف ربّه»( )، كما قال أمير المؤمنين «عليه السلام».
يا من يعطي من سأله:
العطاء الإلهي هو أساسي في الذات الإلهية، فهو الخالق والموجد لكل شيء على وجه هذه الأرض، فمن أراد أن هذا العطاء الإلهي عليه أن يسعى له ويسأل عنه، ليكون محاط بالرعاية الإلهية، والعبرة من سؤال الله هي توطيد العلاقة مع الله لتصبح متميزة، فمن الممكن أن يكون لدى أي إنسان ألم وشقاء، يظن أن لا كاشف لذلك الألم والغم الذي يعتري في صدره، ولكن مطلع على كل شيء وهو موجود في أي مكان وفي كل حين، وبيده كل شيء، فإذا تقربت إليه بمعرفته مما يجعل همك هماًَ واحداً، فيكفيك هو تلك الهموم كلها.
فانظر ما أوحى به الله إلى موسى «عليه السلام» قائلاً: «أتحب أن أسكن معك بيتك فخر لله ساجداً.
  فقال موسى «عليه السلام»: فكيف يا رب تسكن معي في بيتي؟!
 فقال عز وجل: يا موسى أما علمت أني جليس من ذكرني، وحيثما التمسني عبدي وجدني»( ). 
ولكن لا بد أن ندعو الله بالطريقة التي يحب، وبأفضل الطرق، لذلك كان الدعاء كما أسلفنا سابقاً مأخوذ عن المعصوم الذي هو وحده يعرف الطريقة الأمثل للدعاء والتقرب من الله فنأخذها عنه.
 
 فقد روي عن الإمام أبي عبد الله الصادق عن آبائه «عليهم السلام»، قال: 
«مر موسى بن عمران برجل رافعاً يديه إلى السماء يدعو، فانطلق موسى في حاجته، فغاب عنه سبعة أيام، ثم رجع إليه وهو رافع يديه يدعو ويتضرع ويسأل حاجته.
 
فأوحى الله إليه: يا موسى لو دعاني حتى يسقط لسانه ما استجبت له
حتى يأتيني من الباب الذي امرته به»( ).
فمن أراد أن يسأل العطاء الإلهي، فالأمر مناطه متعلق بالباب الذي أمر الله أن ندعوه منه، وبالطريقة التي يرضها أكثر لنفسه. وهذا ما أكد عليه أمير المؤمنين «عليه السلام» في أحد خطبه حيث قال: «إن الله بعث محمدا «صلى الله عليه وآله» بالنبوة واصطفاه بالرسالة فإياك والناس وإياك، وعندنا أهل البيت مفاتيح العلم، وأبواب الحكمة، وضياء الأمر وفصل الخطاب، ومن يحبنا أهل البيت ينفعه إيمانه، ويتقبل منه عمله، ومن لا يحبنا أهل البيت لا ينفعه إيمانه، ولا يتقبل منه عمله، وإن أدأب الليل والنهار لم يزل»( ).
فمن تقرب إلى الله تعالى، قربت منه العطايا وأجزل له بها، وجالسه، وغير حاله من حال إلى آخر، ولكن بشرطها وشروطها.
فإن النبي «صلى الله عليه وآله» لعلمه أن العطاء الإلهي هو الأفضل، فرفض كل ما عرضته عليه قريش في بداية الدعوة، بعد أن عرضوا عليه: أن يكون أكثرهم مالاً وجاهاً، وأن يجعلوه ملكاً عليهم. فما كان جوابه «صلى الله عليه وآله»: «لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري ما أردته، ولكن يعطوني كلمة يملكون بها العرب، ويدين لهم بها العجم، ويكونون ملوكاً في الجنة»( ). 
فالحري بنا، أن نسأل الله خير السؤال وأن نتوقع منه حسن الإجابة.
يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحننا منه ورحمة:
قد يظن أحدهم أن الله عطائه متوقف فقط على السؤال، والدعاء، والتقرب، وتوسوس له نفسه: أن العطاء الإلهي قد شمل الكفار والعاصين، وهم يتنعمون في هذه الدنيا بشتى وسائل الراحة ويرتعون في هذه الأرض برغدها، ويستمتعون بنعمها، وهم حتى لم يسألوا الله شيء، ومع ذلك أعطاهم؟! وهكذا يصبح الوجود في هذه الحياة ظلماً للعبيد؟!
ونجيب:
إن الله عز وجل حين خلق الخلق، سبب الأسباب، ووضع أنظمة تحكم هذه الخلقية، ولكي تكون منظمة في منظومة معينة، فلا يمكن لله سبحانه أن يخلق خلقاً ويحرمهم مما أوجد لهم من أسباب العيش، وما هو كفيل لكي يكملوا حياتهم على هذه الأرض، ولكن مدار الموضوع أن الله عز وجل لا يجبر أحداً على أفعاله وإلا لكان ظالماً  - والعياذ بالله – بل ما يصدر عنه هو من حكمة، وهو يدبر شؤون الخلق من موقع الربوبية، ولكن لأن الناس تختار الظلم لبعضها البعض فترى هذا الاختلاف فيما بينهم..
ويجب الالتفات إلى عدة أمور أهمها:   
أولاً: لقد جعل الله سبحانه هذا الكون يدور في نظام له أسباب ومسبّباب، بحيث يكون رزق الفقراء في أموال الأغنياء، لحكمة من وراء ذلك، فإذا قصّر هؤلاء الأغنياء في إيصال حقوق الفقراء، فإن حسابهم على الله  على ذلك التقصير، وقد جعل عوّضاً للفقراء عن هذا الحرمان من حقوقهم المفروضة لهم، فالله سبحانه وتعالى هو الرزّاق، ولا نقص من جهته.
 لكن هذا النظام الذي يدور بأسبابه، وفي  حال مخالفة أحدهم  لهذا النظام ما يكون مؤداه حرمان أصحاب الحق. فذاك النقص ليس من جهة الرازق وهو الله عز وجل، بل في المانع وهم الذين تقعصوا عن أداء الواجب، وعدالته سبحانه تقتضي أن يقتصّ للمظلوم من الظالم.
ثانياً: لقد تعالى الله عن الظلم علواً كبيراً، وسبب في أنه قد تعالى عن الظلم لأنه فرع للعجز والنقص، ولا يلجأ للظلم إلا الضعيف، والله تعالى هو العزيز والغني والكامل، فقد قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظلِمُ مِثقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفهَا وَيُؤتِ مِن لَدُنهُ أَجراً عَظِيماً﴾( ).  
والأصل في الخلق هو لإيصالنا إلى الكمال اللائق بنا، وجيث أن الإنسان مخلوق من جزءين: الأول عنصر مادي، والآخر عنصر روحاني، فلا بد أن نقطع مراحل من التكامل الذي يتناسب فيما بين الروح والمادة وكل بحسبه، وهذا التكامل محصور باتباع المناهج والشرائع والأحكام التي وضعت من قبل الله تعالى، وهناك بعض المرويات التي دلت على أن غاية  خلق الإنسان هو التكامل المعرفي، ومما جاء في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالأِنسَ إِلاَّ لِيَعبُدُونِ ﴾( ). أي ليعرفون( ).
والعبادة تعني انسلاخ الإنسان من نفسه والفناء في معبوده، وأن يكيف حياته وفق إرادة الله، وتحصيل مرضاته. والعبادة التامة تحتاج إلى المعرفة التامة.  فمعرفة الله تعالى تؤدّي إلى تكامل الإنسان، وتزلّفه من الله، وتقربه إليه، ولذلك كانت العبادات مقيّدة بقصد القربة إليه عز وجل.
رابعاً: نفس الوجود هو خير محض، ولو تأمل أحدنا في ما يمكن أن يقال عنه أنه: خير. لكن الجواب هو: الوجود.
 ولو تأمل في ما يقال عنه أه: شرّ،. سيكون الجواب: العدم وهو نقيض الوجود.
 فالقتل النفس على سبيل المثال  هو شر، ولكن إذا تأمّلناه وجدنا أنّ شرّيته باعتبار ما يتضمّن من العدم، وهو: إنهاء الروح وإزهاقها.
 فإنّه ليس شراً إذا نظرنا إليهمن حيث قدرة القادر عليه، ولأن القدرة على الفعل هي من كمال الإنسان.
 وأيضاً من حيث أنّ تلك الآلة القاطعة المستعملة في القتل، فإن كمالها هو القطع.
 ولا حتى من حيث حركة الأعضاء التي استخدمها القاتل لكي يحدث القتل، ولا من حيث أن أعضاء المقتول قابلة  لأن تتقطع أوصلها. ولكن الشر محصور في هذا القتل الذي أدى إلى العدم، وباقي تلك القيود الوجودية خيرات لأن في ذلك كمال خلقتها ولما وجدت من أجله..
وهذا بالنسبة أيضاً لما يحصل في هذا الوجود من هذه الجهالات المركبة، والعقائد الفاسدة والمضلة، والأوهام الخرافية، والملكات الرذيلة، والأخلاق الذميمة، فإن ذلك ليس إلا أعدام لا حقيقة لها، والله تعالى قد خلق الإنسان وسائر المخلوقات، وأفاض عليها نعمة الوجود، وزودها بأصناف المواهب والآلاء التي لا يمكن حصرها أو عدها، فلا ينبغي أن ينظر الإنسان إلى بعض الموجبات الموجدة للشقاء من تلك الأعدام الإضافية على أنها شرور مخلوقة وظلم من الباري عزّ وجلّ، بل هي تابعة لمن عصى وساهم في إيجادها.
خامساً: أما عن موضوع الابتلاءات والامتحانات التي يوجهها بني البشر في دار الدنيا فإنها من الموضوعات الدقيقة، التي بنيت على أساسات  واقعية، وأحكام قويمة، ويمكن أن نقول عنها:  أنها مرتبة من مراتب الأسرار الإلهية التي لا يمكن أن تدركها عقول البشر مهما بلغت من العظمة، وأُوتيت من الأسباب.
ولكن لمن يعود  إلى ما ورد في كتاب الله العزيز والروايات الشريفة يلاحظ: أنّ الابتلاءات في بعض جوانبها فيها من خير الكثير خيث أنها تساعد على إظهار حقيقة أي إنسان، وليعرف أنه في دار الابتلاء والامتحان حتى يصل إلى كمالاته الإنسانية وللجزاء الموعود، الذي تم اعداده من الله سبحانه في الدار الآخرة.
 والظاهر أن هذه الابتلاءات والامتحانات من المنظور القرآني والروائي لم تكن لأجل الحصول على ميزة دنيوية، أو حتى للحصول على جزاء دنيوي إلا في بعض الموارد حصراً والتي ورد فيها من النصوص أن فيها خيراً أو شرّاً..
فالمرض والفقر والآلام والمحن وغيرها من الابتلاءات، التي يعدها الإنسان ابتلاءات تؤذيه، فإن مناطها بين ثالثة أمور:
أ - إما سبل لكي نصل من خلالها إلى المقامات الراقية والكمالات الواقعية والدرجات الرفيعة في الآخرة. فتكون حقيقة للارتقاء في سلالم الكمال ودرجات الرفعة والقرب الإلهي..
 ب - وإما أن تكون من أسباب رفع الموانع عن درب الإنسان حتى يصبح من السعداء في الآخرة.
ج - أو تكون مساعداً لتزيد من مقتضى نيل الدرجات  والكمالات. وبها تزال الموانع والعقبات، فلا تعد من هذا المنطلق ابتلاءً في الحقيقة، فيكون كل من الفقر، والمرض، والآلام، من هذا المقياس ليست من المحن، بل هي سبباً لنيل الكمالات والدرجات الرفيعة.
ولكن لو نظرنا إليها من المقياس الدنيوي فتكون من المراتب الدنيا، وتكون هذه الابتلاءات والمحن بالنسبة إلى المظاهر الدنيوية وحظوظها  أمر سيء ومقيت، فيختلط الأمر على الناس، فلربما تكون النعم والمحن بل مطلق الابتلاءات ترجع إلى بعض الأعمال الصادرة من الشخص، أو الصفات التي ترتكز في النفس، أو تؤثر في الخلف، وحينئذ لا تكون الأُمور الحاصلة بالنسبة إلى الأفراد مما أشكل عليه البعض من دون سبب، فهي تابعة لأسباب، أو أُمور دقيقة واقعية حاصلة عند البشر.
وأخيراً، فإن العطاء الإلهي لا يمكن قياسه دائماً من المنظور الإنساني الضيق للأمور، فلربما هناك أسباب وحكمة من وراء العطاءات لإناس لم تسأل الله، وحتى أنها لم تعرفه، ولم تحاول التعرف عليه.
وهذا ما أشارت إليه هذه العبارة في دعاء الإمام الصادق «عليه السلام»: «يا من يعطي من لم يسأله ومن يعرفه تحننا منه ورحمة»، فإن التحنن الإلهي والرحمة الإلهية لجميع خلقه هي المناط الأساسي، والمقياس الصحيح لتلك العطاءات التي قد يكون بعض البشر غافلاً عنها، غير شاعراً بها..
أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة:
ينتقل الدعاء إلى ضم ما هو سابق إلى ما هو لاحق، حيث أن الإمام الصادق «عليه السلام» قد عرف كيف تكون العطاءات الإلهية في كل حين وعلى أي حال، إن كانت من خلال سؤال السائلين، ودعاء الداعين، وعن العطاءات المنزلة من عند الله تعالى من غير سؤال، لأن الذات الإلهية هي بطبيعتها تفيض بالرحمات، ومن عنده تتنزل الخيرات..
ليبني على ذلك، السؤال والطلب من الله أن ينزل عليه بما أن الذات الإلهية هي ذات لا يظن منها إلا الخير، ولا يتوقع منها إلا هبوط الرحمات، ونزول الخيرات، ويدعوه من العطاء ما يعتبر فيه «جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة». وهنا يأتي السؤال ما يمكن اعتباره أنه خير الدنيا؟! وما هو خير الآخرة؟!
خير الدنيا والآخرة:
يجب أن نعلم ونعرف ونتيقن أن خير الدنيا هو الخير الذي يريده الله لنا، لأننا قد عرفنا مما سبق أن الله عز وجل لا يريد للبشر إلا الخير، فالخير المنزل من عنده هو الخير المطلق الذي فيه ما يحسن به دنيتنا هذه وآخرتنا فيما يلي، ومما ورد عن أمير المؤمنين «عليه السلام» في محاججته لبعض الناس من المهاجرين والأنصار يسألهم عن ما فيه خير الدنيا وفضل الآخرة، فقال: «ما من الحيين أحد إلا وقد ذكر فضلاً، وقال حقاً، فأنا أسألكم ـ يا معاشر قريش والأنصار! ـ بمن أعطاكم الله هذا الفضل؟! أبأنفسكم وعشائركم، وأهل بيوتاتكم، أم بغيركم؟!
قالوا: بل أعطانا الله، ومنَّ به علينا بمحمد «صلى الله عليه وآله» وعشيرته، لا بأنفسنا وعشائرنا، ولا بأهل بيوتاتنا.
قال: صدقتم، يا معاشر قريش والأنصار! ألستم تعلمون أن الذي نلتم به من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم؟!
فإن ابن عمي رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال: إني وأهل بيتي كنا نوراً بين يدي الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الله آدم «عليه السلام» بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله آدم وضع ذلك النور في صلبه، وأهبطه إلى الأرض.
ثم حمله في السفينة في صلب نوح «عليه السلام».
ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم «عليه السلام».
ثم لم يزل الله عز وجل، ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، ومن الأرحام الطاهرة، إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمهات، لم يلتق واحد منهم على سفاح قط.
فقال أهل السابقة والقدمة، وأهل بدر، وأهل أحد: نعم، قد سمعنا ذلك من رسول الله «صلى الله عليه وآله»»( ).
وبنظرة سريعة، نجد أن هذه الرواية قد اشتملت على عدة أمور أشار إليها الإمام علي «عليه السلام»، ومنها:
أولاً: إن فضل النبي «صلى الله عليه وآله» وأهل بيته «عليهم السلام» على هذا الدين واضح، ولا يحتاج للكثير من الأدلة، فإن النبي «صلى الله عليه وآله» هو كان السبب الرئيسي والأساسي في إخراج الأمة من الظلمات إلى النور، وفضله في ذلك أن أوضح الطريق، وأنار الدرب، ورسم الخطة لهذه الأمة، وكان عضده، وساعده، وعن يمينه في كل خطوة خطاها، أخوه، وصنوه، ونفسه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام»، ولم يترك رسول الله «صلى الله عليه وآله» مناسبة ولا مكان ولا زمان خلال حياته الشريفة إلا واغتنمها لإكمال الدين وتمام النعمة، وخاصة في يوم الغدير حين نصبه والأئمة من ولده من بعده أئمة، إمام بعد إمام، وهم أثنا عشر اثنا عشر خليفة، أو أميراً، أو إماماً كلهم من قريش( ).
ثانياً: لقد اعترف القوم من المهاجرين والأنصار أن الفضل كان لهم في الدنيا والآخرة لا بأبنائهم ولا عشائرهم، بل النبي محمد «صلى الله عليه وآله» وبنيه وعشيرته «صلوات الله عليهم أجمعين».
ثالثاً: فإن كان الفضل في الخروج من ظلمة الكفر، إلى نور الإيمان هو في النبي «صلى الله عليه وآله» وعترته المطهرة من بعده «عليهم السلام». فهذا يوجهنا إلى أنه لو أردنا خير الدنيا والآخرة لا بد أن نتولى هؤلاء الثلة من الناس ففيهم حصراً وخاصة خير الدنيا والآخرة كما قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: « صدقتم، يا معاشر قريش والأنصار! ألستم تعلمون أن الذي نلتم به من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم..».
فإن الخصوصية هنا، تدلنا على أن العطاء الإلهي الجزيل إيانا المتمثل بـ «جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة» كما جاء في دعاء الإمام الصادق «عليه السلام»، لا يتم إلا بولاية هؤلاء خاصة، وذلك لما بينه الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» حيث أشار إلى ما يلي:
أ  - أنهم مختارون من لدن الله عز وجل من قبل أن يخلق الله تعالى آدم «عليه السلام»، فكان النبي «صلى الله عليه وآله» والإمام علي «عليه السلام»  وأهل بيتهما نوراً بين يدي الله عز وجل إلى أن وضعه في صلب آدم «عليه السلام». وكان هذا الاختيار لأن الله عز وجل يعلم أن الدنيا لا تصلح إلا بهذا البيت خاصة، ولن يصل البشر إلى النعيم في الآخرة إلا إذا اتبعوا هدي هؤلاء. ومن هنا علمنا أن جميع خير الدنيا والآخرة هو عطاء إلهي متمثل بهذه الثلة قبل خلق آدم، وأن الله يريد لنا خير الدنيا والآخرة من خلال تلك الصفوة من البشر.
ب – إشار الإمام علي «عليه السلام» إلى تقلب هذه الصفوة في صلب المختارين من الأنبياء والرسل الذين جميعهم بشروا أقوامهم أن جميع خيرات الدنيا والرحمات الإلهية ستكون لمن اتبع النبي الخاتم لجميع الرسالات وبه يتحقق الوعد الإلهي. ولكن وللأسف فإن البشر هم من تركوا ما فيه جميع خير الدنيا والآخرة وانحازوا لغيرهم. فمن أراد الفوز بهذا الخير عليه أن يؤمن بخاتم الرسل والأنبياء وأهل بيته «صلوات الله عليهم أجمعين» لكي يحظى به. وذلك لأن الطهر متمثل فيهم وهذا ما بينه الإمام علي «عليه السلام» حين قال: «ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة، ومن الأرحام الطاهرة، إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمهات، لم يلتق واحد منهم على سفاح قط».
فهل يتوقع من تلك السلالة المطهرة إلا ما يكون فيه جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة طبقاً للاختيار الإلهي لهؤلاء.
وبعد هذا فإن من وقر في قلبه ولاية هؤلاء فقد فاز بجميع خير الدنيا والآخرة، إضافة إلى العمل الصالح، حيث أنه مضموم له، فهذه هي صفات مواليهم، و«إن من مفاخر شيعة علي «عليه السلام» أن يكون ما يميزهم عن كل من عداهم هو سمة سلوكية وعملية، وليست مجرد حالة كامنة في داخل وجودهم. بل تكون الحالات الشخصية الكامنة، كالعمل، وطهارة الضمير، والعبادة والطاعة لله بمثابة أدوات منتجة للخيرية الذاتية التي تكرس هذا السلوك الاجتماعي»( ).
وبذلك نصل إلى فصل الخطاب بذلك، ويكون أن الدعاء لله عز وجل عن طريق العترة المطهرة، وبفضل ولايتهم، واتباع آثارهم فيه ما يكون جميع خير الدنيا والآخرة.
واصرف عني بمسألتي إيا جميع شر الدنيا وجميع شر الآخرة:
بعد أن توصلنا لمعرفة ما يسبب ويوصل إلى جميع خير الدنيا والآخرة، فأصبح من السهل التوصل إلى ما فيه شر الدنيا والآخرة، فعكس خير الدنيا والآخرة وهو ما فيه شر الدنيا والآخرة بأن:
أ - أن لا نتولى من أمر الله أن نتوالهم.
ب – أن لا نأخذ منهم ما يكون فيه صلاح دنيانا وآخرتنا.
ج – أن نخالفهم الرأي ونعمل بعكس ما أمروا به.
د – أن نتكالب على الدنيا ونرى أن خيرها محصور بالمال والسلطة والقوة.
وهذا الإمام الرضا «عليه السلام» يبين للمأمون كيف تكون النجاة من شر الدنيا حين قال له: «بالزهد بالدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله»( ).
من هنا، فإن شرور الدنيا لو أننا ركضنا عليها، وتنفسنا عليها، فإنها بكل تأكيد هذه ستؤدي إلى شر الآخرة، وهو العذاب المقيم..
فنسأل الله سبحانه أن لا يجعلنا من هؤلاء، فمن كان كذلك فقد خسر الدنيا والآخرة معاً، فلذلك جاء في الدعاء المأثور: «ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا»( ).
فمن أراد طلب الدنيا وحارب من أجلها، وحارب أئمة الهدى، وأهل الدين وأهله، فكان مستحقاً للعن بعد أن تقام الحجة ولذلك نرى أن أمير المؤمنين «عليه السلام» كان يلعن في قنوته أشخاص قد سماهم بأسمائهم، وقد روى  البيهقي في " سننه الكبرى " في جماع أبواب الكلام في الصلاة في أول بابٍ منه، من حديث عبد الرحمن بن معقل أنه قال: «شهدت علياً يقنتُ بعد الركوع، ويدعو في قنوته على خمسةٍ، وسمَّاهم»( ). ولكن لم يسمهم البيهقي.
فإن من حارب أولياء الله وتحداهم في كل أعمالهم يستحق اللعن فبعد أن ظهر «الجحود والتحدي منهم لله ولرسوله، وأوليائه .. وإصرارهم على معاندة الحق وأهله من دون عذر سوى طلب الدنيا، والإنقياد للشهوات، وتعمد الظلم والعدوان، فكان لا بد من إظهار البراءة منهم، لكي لا يظن ظان أنهم لا زالوا في كنف الإسلام، وأن لهم بعد حرماتهم الأولى»( ).
وخلاصة القول: فإن جميع شر الدنيا الذي سيؤدي إلى شر الآخرة يكون بموالاة أئمة الضلال وترك أئمة الهدى.
فإنه غير منقوص ما أعطيت وزدني من فضلك يا كريم:
ولا يمكن لأحد أن يتصور أن يكون هناك نقص في عطاء الله عز وجل، فكل ما يأتي منه هو كامل، وله القابلية للتطور وذلك بأن يسعى نحو التنمية المعرفية، كما ذكرنا آنفاً..
ولذلك إذا لحظنا هذه العبارة من الدعاء، حين قال الإمام الصادق «عليه السلام»: «فإنه غير منقوص ما أعطيت». وفي هذا دلالة أن الله عز وجل لا يعطي عطاءاً يشوبه النقص، ولنأخذ على سبيل المثال: الإنسان فإنه أوجده من العدم، وهيأ له سبل العيش، والحياة من خلال بيئة صالحة تنفع لأن يستفيد منها، ويقتات منها، ويتزود فيها لكي يتابع حياته فيها، فكل تلك العطاءات لا يمكن أن نقول بنقصها لأن لولا وجوده لما كان لهذا المخلوق أن يتابع حياته في هذه الدنيا.
أما عن الجزء الثاني من عبارة الدعاء: «وزدنا من فضلك يا كريم». ونستفيد منها أن الإنسان بهذه العطاءات قابل للتطور والنمو والزيادة، في حال سعى بكل هذه العطاءات نحو استغلال تلك العطاءات ليصل نحو المعرفة لنفسه التي تؤدي به لمعرفة ربه، فمن عرف ربه، عرف أن الله سبحانه لن يتركه دون هادٍ أو دليل، فكان العقل والأنبياء والأوصياء، فإن من استخدم عقله للوصول للمعرفة إلهية لا بد له أن ينقاد للإدلاء عليه وهم أنبيائه ورسله والأوصياء، ولذلك ورد عن النبي «صلى الله عليه وآله»: «من مات وليس في عنقه بيعة، أو لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، أي ميتة كفر»( ).
قبض لحيته بيده اليمنى وهو يلوذ بسبابته:
إن هذا الفعل العملي الملاصق للقول هو فعل تعبيري يحتاج إلى تدقيق، وفيها إشارات إلى ما يلي:
أولاً: إن الإيحاء من خلال الحركة العملية له تأثير في وجدان المتلقي، حيث يرى أن إمامه المعصوم يقبض لحيته ويلوذ بسبابته، عائذاً بالله، وهذه قمة العبودية لله عز وجل، فقمة الكمال أن تعرف أنك عبد لله، ولذلك نصف النبي «صلى الله عليه وآله» في تشهدنا بأنه: «عبده ورسوله». فقدمت العبودية على الرسالة، فاعترافك بالعبودية لله عز وجل هو قمة الرفعة، وجاء في الحديث النبوي أن: «من تواضع لله رفعه»( ).
ثانياً: إن قبض اللحية يدل على أن الإمام الصادق «عليه السلام» يظهر لله عز وجل مقدار من العجز بإزاءه، لا لنقص في شخصه والعياذ بالله بل لمعرفته أن لا حول ولا قوة له إلا بعون من الله.
ثالثاً: إن قبض اللحية واللوذ بالسباية - أي بدأ بتحريك سبابته حين اتصلت قبضته بلحيته- يدل على مدى خضوع الإمام الصادق «عليه السلام» في دعاؤه وتخشعه.
وقد جاء ما يدل على ذلك في قوله تعالى: ﴿يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي﴾( ). ففسرها الشيخ الصدوق «رحمه الله»: «أخذ موسى برأس أخيه ولحيته أخذه برأس نفسه ولحية نفسه على العادة المتعاطاة للناس إذا اغتم أحدهم أو أصابته مصيبة عظيمة وضع يده على رأسه، وإذا دهته داهية عظيمة قبض على لحيته، فكأنه أراد بما فعل أنه يُعلم هارون أنه وجب عليه الاغتمام والجزع بما أتاه قومه [من عبادتهم لعجل السامري] ووجب أن يكون في مصيبة بما تعاطوه»( ).
وهذا من قمة التخشع والتذلل لله عز وجل أن تضع نفسك في حال المصيبة العظيمة والداهية الكبيرة، وأنت تعلم أن الله عز وجل هو الخالق، القادر، العزيز، الجبار، وهو القاهر فوق عباده.
يا ذا الجلال والإكرام:
ويكمل الإمام الصادق «عليه السلام» في دعاؤه لله عز وجل حين وصفه بأنه صاحب الجلال والإكرام..
والجلال: من جل: وجل في عيني أي عظم، و أجللته أي أعظمته( ). ومن غيره عز وجل يستحق التعظيم والإجلال، وهو ملك الملوك، وجبار الجبابرة، وعظيم العظماء..
والإكرام: من كرم: الكَريم: من صفات الله وأَسمائه، وهو الكثير الخير الجَوادُ المُعطِي الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه، وهو الكريم المطلق.
والكَريم: الجامع لأَنواع الخير والشرَف والفضائل( ).
فحين يصف الإمام الصادق «عليه السلام» الله عز وجل بأنه صاحب العظمة، والكرم الذي لا يمكن أن ينفد عطاؤه، فهذا يدل على أمرين:
أولاً: التعظيم، وهو أن تعلم أن من أنت بصدد دعاؤه هو أعظم موجود، ولا عظيم غيره، فوجب عليك أن تسأله هو دون غيره.
ثانياً: ووصف بأنه صاحب الكرم، وهو يلزم منك أن تعلم أن من هو منتهى الكرم، والذي لا يمكن لخزائنه أن تنفد بل أن عطائته مستمرة ودائمة، وعليك أن تسأله هو أن يفيض عليك من تلك الرحمات، فمن سأل الله بما يحب وجده.
يا ذا النعماء والجود، يا ذا المن والطول:
إن الوقوف على معاني تلك الصفات سيؤدي بنا إلى نفس النتيجة التي توصلنا لها سابقاً في الصفتين السابقتين، ومن باب الاختصار فإننا نقول:
أولاً: أن تصف الله عز وجل بأنه صاحب النعم، فهذا يدل على أن النعم الإلهية لها ميزة وهي أن كل تلك النعمات التي نحن فيها مصدرها واحد وهو الله سبحانه وتعالى.
ثانياً: الجود، وهي من مفردات الكرم، وقد تطرقنا بأن الكرم الإلهي شامل لكل المخلوقات، وعلينا أن نعرف أن صاحب الكرم لا تنفد عطاؤته.
ثالثاً: المن، وهو صاحب الفضل على الآخرين، وبالفعل فإن الله هو الذي أعطانا كل شيء، وحياتنا هذه بفضل منه علينا أن أوجدنا من لا شيء.
رابعاً: الطول: تعني القدرة، فإن حضر لديك أن الله عز وجل هو القدير، فإن لا شيء سوف يعجزه، وأن ارتباطك به وتوسلك إليه بما أنه قادر على كل شيء فإنه بالفعل سيوفي لك العطاء، ويجزل لك في النعم.. 
والطول من الصفات الملازمة للكرم، فمن هو قادر على فعل كل شيء وأي شيء، فإنه لا بد أنه كريم جانب، جواد في عطاؤه، منعم في بركاته. وفي شعر للإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في شعر له بعد أن بات في ففراش النبي «صلى الله عليه وآله» ووقاه بنفسه يقول:
 
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى *** ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجْرِ
رسول إله الخـلق إذ مـكروا بـه ***  فنجاه ذو الطول الكريم من المكر( ).
فيشير الإمام علي «عليه السلام» في عجز البيت الثاني، أن الله عز وجل وهو صاحب القدرة نجا رسوله «صلى الله عليه وآله» من كيد كفار بكرم منه بمقابل مكر المشركين، فهو القادر على نجاته وصاحب الكرم عليه بها.
وتعتبر كل تلك الصفات التي ذكرها الإمام الصادق «عليه السلام» في أخر جزء من دعائه ليست من باب التكرار والإعادة بل هي من باب الثناء على الله، وتذلل للذات الإلهية، والمراد من تكرار هذه المفرادت هو: «معرفة الله تعالى كما قيل: الاطلاع على نعوته وصفاته الجلالية والجمالية بقدر الطاقة البشرية. وأما الاطلاع على الذات المقدسة فمما لا مطمع فيه لأحد»( ).
 ولكي نفهم كيف نتقدم من الله بحوائجنا حتى نصل إلى مرادنا، والتي توصل في نهاية المطاف إلى المرضاة الإلهية التي تنجي من العذاب. فلذلك ختم بقوله بالتالي..
 
حرم شيبتي على النار:
وتستوقفنا في العبارة الختامية لهذا الدعاء أمور منها:
أولاً: إن دعاء الإمام المعصوم أن يحرم الله شيبته على النار، لا من باب أن لديه ذنوب – والعياذ بالله – يخاف منها، ويطلب من الله أن يغفرها له وأن يحرم جسده على النار. بل كل ذلك في المقام الأول هو من باب التعليم، وكما هو ظاهر في الرواية أن أحد أصحاب الإمام الصادق «عليه السلام» طلب منه أن يعلمه دعاء ينفعه في شهر رجب. وهذا تحصيل حاصل إذ أن الإمام المعصوم يريد أن يعطينا أفضل الطرق والوسائل، ويستخدم أرقى العبارات في دعائه لمعرفته بالله عز وجل، ولكي يعلمنا تلك الطرق والوسائل، ويدلنا على تلك العبارات.
ثانياً: إن  الإمام المعصوم في حال الدعاء إنما ينظر إلى نفسه بحسب واقع حاله، وما هو الذي يتناسب مع مقامه، وما هو معتقد به في نفسه، وذلك بحسب معرفته بربه، ومن هنا نفهم المبرر من وراء اتهامه لنفسه بالتقصير في جنب الله عز وجل. فكأنه وعلى سبيل المثال: ينظر  لنفسه كإنسان يرى في نفسه التقصير مهما فعل من خير وجميل مع أبيه، أو مع من أحسن إليه، فإنه يبقى من وجهة نظره محلاً للتقصير عن أداء حقه، وهذه هي العبودية الحقة لله عز وجل كما أوضحنا سابقاً.
ثالثاً: بما أن المعصوم يعلم بأن الله الجزيل في عطائه، والمكثر في نعمه على عباده من جميع الجهات، وأنه هو نفسه «المحل الأعظم لتلك النعم، ويعرف عظمتها وتنوعها في مختلف جهات وجوده وأهميتها وطاقاتها، ويستثمرها كلها في طاعة الله ويجد ويحس بآثارها في جسده، وفي روحه ونفسه، وكيف أن كل ذرّة في الكون مسخرة لأجله، ولأجل البشر كلهم حسبما صرّح به القرآن الكريم، ويعرف الكثير من أسرار ملكوت الله سبحانه..
إذا كان الأمر كذلك، فأن النبي والولي يحس أكثر من كل أحد بقيمة وعظمة واتساع النعم التي يفيضها الله عليه.
فلا غرو إذن، أن يرى نفسه ـ مهما فعل ـ مقصراً لعدم قيامه بواجب الشكر لذلك المنعم العظيم .. بل يرى نفسه مذنباً في ذلك .. ثم هو يبكي، ويبكي من أجل ذلك، ولا يكف عن بذل الجهد»( ).
رابعاً: إن صيغة الدعاء الصادرة عن المعصوم يجب أن تكون صيغة عامة شاملة تشمل جميع مخلوقات الله عز وجل، وناظرة إلى جميع أحوالهم، ويكون ما فيها حل لمشاكلهم، واستجابة لدعائهم.
ومن باب أن المعصوم هو عالم بأحوال هؤلاء، ومن باب معرفته بالله عز وجل ومقامه وألوهيته، ومن جهة أخرى ونظراً لعلم المعصوم بأن الإنسان العالم بحاله، وعارف بنفسه لا بد أن يجد نفسه مقصرة أمام الذات الإلهية فمن هنا فإن المعصوم يجد نفسه في موضع المقصر ويستشعر المزيد من الخشية والتذلل لله سبحانه..
وبما أن المعصوم هو أعلى الهرم في المعرفة الإلهية، وفي المقامات السامية العلية، فهو ناظر إلى أنه مهما دعا الله بألوان الدعاء، وأثنى عليه بصفات الكمالات، يظل مقصراً عن إعطاء الله حقه في ذلك، وهذا ما أشار إليه سيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» حين قال: «ألم تعلموا أن لله عباداً قد أسكتتهم خشيته من غير عي ولا بكم؟! وأنهم هم الفصحاء البلغاء الألباء، العالمون بالله وأيامه؟! ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم، وانقطعت أفئدتهم، وطاشت عقولهم، وتاهت حلومهم، إعزازاً لله وإعظاماً وإجلالاً، فإذا أفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية، يعدون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين، وأنهم برآء من المقصرين والمفرطين.
ألا إنهم لا يرضون الله بالقليل، ولا يستكثرون لله الكثير، ولا يدلون عليه بالأعمال، فهم إذا رأيتهم مهيمون مروعون، خائفون، مشفقون، وجلون..الخ»( ).
وبعد هذا كله، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا إلى مراضيه، وأن يجنبنا معاصيه، وأن يحشرنا مع النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» وآله الأخيار المعصومين «عليهم السلام».
وأشكر القارئ الكريم عنايته في قراءة ما كتبت، طالباً منه أن يتفضل عليَّ بملاحظاته الكريمة، وأنا له من الشاكرين..
الهوامش:
(1): بحار الأنوار للمجلسي ج47 ص36 وج95 ص390 ومنهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للهاشمي الخوئي ج18 ص184 ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي «قدس سره» ج17 ص105 وموسوعة المصطفى والعترة «عليهم السلام» للشاكري ج10 ص600 ومفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي (ط نجفي) ص234 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج3 ص211.
(2): جاء في إقبال الأعمال لابن طاووس ج3 ص211 (محمد السجاد: وهو محمد بن ذكوان يعرف بالسجاد، قالوا: سجد وبكى في سجوده حتى عُمي، أي فقد بصره).
(3): الكافي للكليني ج1 ص53 وروضة الواعظين للفتال النيسابوري ص211 ووسائل الشيعة للحر العاملي (ط مؤسسة آل البيت) ج27 ص83 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص58 والإرشاد للمفيد ج2 ص186 والخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي ج2 ص895 ومنية المريد للشهيد الثاني ص373 و وصول الأخيار إلى أصول الأخبار للشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي ص153 وبحار الأنوار للمجلسي ج2 ص178 و 179 وتفسير نور الثقلين للحويزي ج5 ص148 وتفسير الميزان للطباطبائي ج19 ص33 وإعلام الورى للطبرسي ج1 ص536 وج2 ص384.
(4): مصباح المجتهد للطوسي ص797 وتذكرة الفقهاء للعلامة الحلي ج6 ص195 وهداية الأمة إلى معرفة الأئمة للحر العاملي ج4 ص282 والحدائق الناضرة للمحقق البحراني ج13 ص381 ووسائل الشيعة للحر العاملي (ط آل البيت) ج10 ص480 و(ط الإسلامية) ج7 ص356.
(5): راجع: الزهد والرقائق لعبد الله بن المبارك المروزي، ط1، دار المعراج، (قسم ما رواه نعم بن حماد) ج1 ص23 والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص12.
(6): راجع على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: جامع بيان العلم ج1 ص76 و34 و85 و84 و72 وج 2 ص34 وكشف الأستار ج1 ص109 وتيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب ص44 والغدير ج8 ص154 وتحفة الأحوذي (المقدمة) ج1 ص34 و35 ومروج الذهب ج2 ص294 والبحار ج2 ص144 و152 و47 وج 71 ص139 و130 والبداية والنهاية ج1 ص6 وج 5 ص194 وتقييد العلم ص65 ـ 70 و72 و85 و86 و88 و89 وميزان الاعتدال ج1 ص653 ولسان الميزان ج2 ص298 وج 4 ص21 وج 1 ص172 ـ 173 ووفاء الوفاء ج2 ص487 ومسند أحمد ج1 ص100 و238 وج 2 ص248 ـ 249 و403 و162 و192 و215 وج 4 ص334 وج 5 ص183 والمعجم الصغير ج1 ص162 و114 والاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص106 وفتح الباري ج1 ص184 و182 و199 و203 و246 و247 والعقد الفريد ج2 ص219 والبيان والتبيين ج2 ص38 وسنن الدارمي ج1 ص125 ـ 127 وذكر أخبار أصبهان ج2 ص228 وحسن التنبيه ص194 ومجمع الزوائد ج1 ص151 و152 و139 والمنار ج1 ص763 والتراتيب الإدارية ج2 ص244 ـ 249 و250 و199 و225 و223 و227 و316 و317 والثقات ج1 ص10 وتدريب الراوي ج2 ص66 والأدب المفرد ص129 والمصنف للصنعاني ج11 ص254 وتذكرة الحفاظ ج1 ص42 وتأويل مختلف الحديث ص93 وأدب الإملاء والاستملاء ص5 والمعارف ص200 وكنز العمال ج10 ص157 ومن ص75 حتى ص195 وج 4 ص100 والإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير ص145 وشرح معاني الآثار ج4 ص318 ـ 320 والضعفاء الكبير للعقيلي ج3 ص83 وتهذيب تاريخ دمشق ج7 ص377 وحياة الصحابة ج3 ص268 و273 و442 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص37 وعن البخاري ج1 ص148 والباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ص132 و133 وعلوم الحديث لأبي الصلاح ص161 وشرف أصحاب الحديث ص35 و14 ـ 23 و31 و80 وبحوث في تاريخ السنة المشرفة ص219 و220 وصحيح البخاري ج1 ص15 و18 و20 و21 ط سنة 1309.
(7): دراسات وبحوث في تاريخ الإسلام للسيد جعفر مرتضى العاملي، ط2، المركز الإسلامي للدراسات، بيروت، لبنان، 2012م، ج3 ص67.
(8): أنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص98 وترجمة الإمام علي «عليه السلام»، لابن عساكر (بتحقيق المحمودي أيضا) ج2 ص456.
(9): لقد ذكر العلامة الأحمدي في كتابه مكاتيب الرسول ج2 ص71 ـ 89 طائفة من المصادر لذلك لكنه قد أضاف عشرات النصوص والمصادر الأخرى، التي سوف يجدها القارئ في الطبعة الثانية لكتابه المذكور. ويمكن مراجعة: الوسائل، كتاب القضاء، وكتاب الحدود، والكافي ج7 ص77 و94 و98 وج 2 ص66 وكنز العمال ج1 ص337 ورجال النجاشي ص255 وأدب الإملاء والاستملاء ص12 وحياة الصحابة ج3 ص521 ـ 522 ومسند أحمد ج1 ص116 والغدير ج8 ص168 والمراجعات ط الأعلمي ص305 و306 وربيع الأبرار ج3 ص294 والبحار ج72 ص274 وراجع: صحيح البخاري ط سنة 1309 ه‍. ج1 ص20 ـ 21 والبداية والنهاية ج5 ص251 وراجع: طبقات ابن سعد ج5 ص77 وعلوم الحديث لابن الصلاح ص161 والباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث (متنا وهامشاً) ص132 وتقييد العلم ص88 و89 والرحلة في طلب الحديث ص130.
(10): راجع: بحار الأنوار ج2 ص152 و153 و50 وسنن الدارمي ج1 ص130 وعلل الحديث ج2 ص438 وتقييد العلم ص89 ـ 91 و104 والتراتيب الإدارية ج2 ص222 و223 و246 و247 و257 و259 وربيع الأبرار ج3 ص326 و294 وجامع بيان العلم ج1 ص99 وترجمة الإمام الحسن «عليه السلام» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ص67 وروضات الجنات ج8 ص169 ومعادن الجواهر ج1 ص3 وطبقات ابن سعد ج6 ص116 وتاريخ بغداد ج8 ص357 ونور الأبصار ص122 والعلل ومعرفة الرجال ج1 ص412 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص227 وشرف أصحاب الحديث ص69 و80 و94.
(11): راجع: رجال النجاشي ص3 و4 والطبقات الكبرى ج6 ص220 وج 5 ص77 وج 2 قسم 2 ص123 وج 7 قسم 1 ص14 وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص280، والمراجعات ط الأعلمي ص306 وراجع: الضعفاء الكبير للعقيلي ج2 ص29 و96 و224 وأحوال الرجال ص116 و192 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص78 وتهذيب تاريخ دمشق ج1 ص234 والتراتيب الإدارية ج2 ص259 و324 ـ 325 والإصابة ج1 ص213 والغدير ج9 ص130 وراجع: شرف أصحاب الحديث ص95.
(12): روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقية للمجلسي الأول ج2 ص292 والوافي للفيض الكاشاني ج8 ص648 و806 وملاذ الأخبار في فهم تهذيب الأخبار للمجلسي ج4 ص403 والأمالي للصدوق ص740 وعيون أخبار الرضا للصدوق ج2 ص8 ووسائل الشيعة للحر العاملي (ط آل البيت) ج6 ص57 و60 و(ط الإسلامية) ج4 ص745 و747 وغيرها من المصادر.
(13): الآية 13 من سورة نوح.
(14): مصباح المجتهد للشيخ الطوسي ص586 والصحيفة السجادية للإمام زين العابدين «عليه السلام» من دعاء السحر في شهر رمضان المبارك.
(15): الآية 153 من سورة الأعراف.
(16): الآية 34 من سورة إبراهيم.
(16): الآية 34 من سورة إبراهيم.
(17): الآية 34 من سورة سبأ.
(18): الآية 56 من سورة الذاريات.
(19): الفوائد الطوسية للحر العاملي ص79 والتوحيد للشيخ الصدوق 165.
(20): كنز العمال للمتقي الهندي ج1 ص432.
(21): مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ج1 ص157 ومستدرك سفينة البحار للنمازي الشاهرودي ج1 ص422 والنور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين للسيد نعمة الله الجزائري ص306.
(22): المحاسن للبرقي ج1 ص199 وبصائر الدرجات لابن فروخ ص385 ومستدرك الوسائل للطبرسي ج1 ص158 وشرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ج3 ص9 وبحار الأنوار للمجلسي ج27 ص181.
(23): المحاسن للبرقي ج1 ص199 بصائر الدرجات لابن فروخ ص348 وبحار الأنوار للمجلسي ج26 ص149 وج65 ص95. 
(24): الآية 40 من سورة النساء.
(25): الآية 56 من سورة الذاريات.
(26): الرواشح السماوية للمحقق الداماد ص45 ومنهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للهاشمي الخوئي ج5 ص402 وج17 ص227 ومفتاح السعادة في شرح نهج البلاغة للقايني الخراساني ج1 ص63 و218 وج5 ص347 و423 وعمدة القاري للعيني ج9 ص25 وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج2 ص44.
(27): بحار الأنوار ج31 ص407 ـ 427 و 428 ـ 432 وكتاب سليم بن قيس ج2 ص636 ـ 660 وغاية المرام ج2 ص102 و 103 وج6 ص103 وإكمال الدين ج1 ص247 ـ 279 مختصراً، وعن المصادر التالية: منهاج الفاضلين للحموئي الخراساني (مخطوط)، وإثبات الهداة ج1 ص108 و 620 وج2 ص447 و 184 وفضائل السادات ج2 ص284 واللوامع النورانية ص237 والغيبية للنعماني ص52 والتحصين لابن طاووس باب 25 ونور الثقلين ج5 ص516 وفرائد السمطين ج1 ص312 وينابيع المودة ص114 و 445 وكفاية الموحدين ج2 ص343 و 359 وج3 ص202 ونزهة الكرام لمحمد حسين الرازي ص539.
(28): راجع: مسند أحمد ج5 ص90 و 92 و 93 و 99 و 101 وج6 ص4 وصحيح مسلم ج6 ص4 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص34 و 37 وكتاب الغيبة للنعماني ص123 والمعجم الكبير للطبراني ج2 ص196 وراجع: الأمالي للصدوق ص387 والخصال ص475 وكمال الدين ص273 وبحار الأنوار ج36 ص231 و 241 وغاية المرام ج2 ص271 ومسند أبي عوانة: ج4 ص394 وحلية الأولياء ج4 ص333 وإعلام الورى ص382 والعمدة لابن البطريق ص416 ـ 422 وإكمال الدين ج1 ص272 و 273 والخصال ج2 ص469 و 275 وفتح الباري ج13 ص181 ـ 185 والغيبة للنعماني ص119 ـ 125 وصحيح البخاري ج4 ص159 وينابيع المودة: ص444 و 446 وتاريخ بغداد ج2 ص126 وج14 ص353 والمستدرك على الصحيحين ج3 ص618 وتلخيصه للذهبي (مطبوع بهامشه) نفس الصفحة، ومنتخب الأثر ص10 ـ 23 عن مصادر كثيرة، والجامع الصحيح للترمذي ج4 ص501 وسنن أبي داود ج4 ص116 وكفاية الأثر من ص49 حتى نهاية الكتاب.
(29): الصحيح من سيرة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» للسيد جعفر مرتضى العاملي، ج23 ص8.
(30): راجع: روضة الواعظين ج1 ص267 و 268 و 269 وإعلام الورى ص320 وعلل الشرايع ج1 ص236 وينابيع المودة ص384 وأمالي الصدوق ص42 و 43 والإرشاد ص310 وكشف الغمة ج3 ص65 و 66 و 87 وعيون أخبار الرضا ج2 ص149 و 140. ومناقب آل أبي طالب ج4 ص363 والكافي ج1 ص489 وبحار الأنوار ج49 ص129 و 134 و 136. ومثير الأحزان ص261 وشرح ميمية أبي فراس ص164 و 165 وغاية الإختصار ص68.
(31): مصباح المجتهد للطوسي ص568 والوافي للفيض الكاشاني ج11 ص462 وتهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج3 ص92 ومستدرك الوسائل للطبرسي ج6 ص287 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج1 صص330 والدروع الواقية لابن طاووس ص121، وغيرها من المصادر.
(32): السنن الكبرى للبيهقي ج2 ص245.
(33): الصحيح من سيرة الإمام علي «عليه السلام» للسيد جعفر مرتضى العاملي ج37 ص59.
(34): راجع: مسند أحمد ج4 ص96 وج3 ص446 ومجمع الزوائد ج5 ص218 و 223 و 219 و 224 و 225 وشرح المقاصد ج2 ص275 وشرح التفتازاني لعقائد النسفي (ط سنة 1302 هـ) والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص156 وتيسير الوصول ج2 ص47 وعن صحيح مسلم ج4 ص126 و 124 و 125 وشرح السير الكبير ج1 ص113 والعثمانية ص29 و (ط دار الكتاب العربي ـ مصر) ص301 والمحلى ج9 ص359 والوافي بالوفيات ج9 ص63 و 110 والمعيار والموازنة ص24 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص489 وصحيح ابن حبان ج10 ص434 و 435 والمعجم الأوسط ج3 ص361 وج6 ص70 والمعجم الكبير ج10 ص289 وج12 ص337 وج19 ص338 ومسند الشاميين للطبراني ج2 ص438 وج3 ص260 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج9 ص155 وج13 ص242 وكنز العمال ج1 ص103 و 207 و 208 وج6 ص65 ومسند أبي يعلى ج13 ص366 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج1 ص517 وإزالة الخفاء ج1 ص3 والمستدرك للحاكم ج1 ص77 و 117 ومسند أبي داود الطيالسي ص259 وراجع: المحاسن للبرقي ج1 ص92 والكافي ج1 ص377 وج2 ص20 و 21 ودعائم الإسلام ج1 ص25 و 27 وثواب الأعمال للصدوق ص205 ووسائل الشيعة (آل البيت) ج28 ص353 و (الإسلامية) ج18 ص567 ومستدرك الوسائل ج18 ص183 وكتاب الغيبة للنعماني ص129 والإفصاح للمفيد ص28 والفصول المختارة للمرتضى ص325 والثاقب في المناقب ص495 ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص212 وبحار الأنوار ج8 ص362 و 368 وج23 ص76 و 77 و 78 و 85 و 89 و 94 وج27 ص201 وج32 ص331 وج37 ص27 وج49 ص341 وج65 ص337 و 339 و 387 وكتاب الأربعين للماحوزي ص223 و 226 و 401 وتفسير نور الثقلين ج1 ص503 و 504 وتفسير الميزان ج3 ص381 وتفسير أبي حمزة الثمالي ص80 وتفسير العياشي ج1 ص252 وينابيع المودة ج1 ص351 وج3 ص456.
(35): الوافي للفيض الكاشاني ج1 ص97 وج4 ص468 وهداية الأمة إلى أحكام الأئمة للحر العاملي ج5 ص545 وج8 ص220 والكافي للكليني ج2 ص122 وكامل الزيارات لابن قولويه ص455 ووسائل الشيعة للحر العاملي (ط آل البيت) ج14 ص516 وج15 ص277 وج25 ص274.
(36): الآية 94 من سورة طه.
(37): علل الشرائع للشيخ الصدوق ج1 ص69.
(38): كتاب العين للفراهيدي ج6 ص17.
(39): لسان العرب لابن منظور ج17 ص510.
(40): راجع: بحار الأنوار للمجلسي ج34 ص413 وج36 ص46 و ج38 ص292 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج1 ص235 ونهج الإيمان لابن جبر ص309 وشجرة طوبى ج2 ص237 والفصول المختارة ص59.
(41): مجمع البحرين للطريحي ج5 ص96.
(42): ميزان الحق للسيد جعفر مرتضى العاملي ص177 و178.
(43): التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري «عليه السلام» ص637 و 638 وبحار الأنوار ج3 ص266 وج94 ص55 و 56 عنه، ورواه ابن الأثير في الكامل في التاريخ ج1 ص132 و ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج10 ص81 والبغوي في تفسيره ج3 ص259 عن أيوب «عليه السلام».
 
----------------------------
عبد الله وعبدهم
السيد يوسف البيومي/الرضوي.
حرر في لبنان – صيدا: 
في الآخر من رجب المرجب 1437 هـ. ق
الموافق له: 7 آيار 2016 م.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد يوسف البيومي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/08



كتابة تعليق لموضوع : «في رحاب الدعاء النافع من شهر رجب السابع»
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : السيد يوسف البيومي/الرضوي ، في 2016/05/09 .

الهوامش:
(1): بحار الأنوار للمجلسي ج47 ص36 وج95 ص390 ومنهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للهاشمي الخوئي ج18 ص184 ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي «قدس سره» ج17 ص105 وموسوعة المصطفى والعترة «عليهم السلام» للشاكري ج10 ص600 ومفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي (ط نجفي) ص234 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج3 ص211.
(2): جاء في إقبال الأعمال لابن طاووس ج3 ص211 (محمد السجاد: وهو محمد بن ذكوان يعرف بالسجاد، قالوا: سجد وبكى في سجوده حتى عُمي، أي فقد بصره).
(3): الكافي للكليني ج1 ص53 وروضة الواعظين للفتال النيسابوري ص211 ووسائل الشيعة للحر العاملي (ط مؤسسة آل البيت) ج27 ص83 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص58 والإرشاد للمفيد ج2 ص186 والخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي ج2 ص895 ومنية المريد للشهيد الثاني ص373 و وصول الأخيار إلى أصول الأخبار للشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي ص153 وبحار الأنوار للمجلسي ج2 ص178 و 179 وتفسير نور الثقلين للحويزي ج5 ص148 وتفسير الميزان للطباطبائي ج19 ص33 وإعلام الورى للطبرسي ج1 ص536 وج2 ص384.
(4): مصباح المجتهد للطوسي ص797 وتذكرة الفقهاء للعلامة الحلي ج6 ص195 وهداية الأمة إلى معرفة الأئمة للحر العاملي ج4 ص282 والحدائق الناضرة للمحقق البحراني ج13 ص381 ووسائل الشيعة للحر العاملي (ط آل البيت) ج10 ص480 و(ط الإسلامية) ج7 ص356.
(5): راجع: الزهد والرقائق لعبد الله بن المبارك المروزي، ط1، دار المعراج، (قسم ما رواه نعم بن حماد) ج1 ص23 والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص12.
(6): راجع على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: جامع بيان العلم ج1 ص76 و34 و85 و84 و72 وج 2 ص34 وكشف الأستار ج1 ص109 وتيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب ص44 والغدير ج8 ص154 وتحفة الأحوذي (المقدمة) ج1 ص34 و35 ومروج الذهب ج2 ص294 والبحار ج2 ص144 و152 و47 وج 71 ص139 و130 والبداية والنهاية ج1 ص6 وج 5 ص194 وتقييد العلم ص65 ـ 70 و72 و85 و86 و88 و89 وميزان الاعتدال ج1 ص653 ولسان الميزان ج2 ص298 وج 4 ص21 وج 1 ص172 ـ 173 ووفاء الوفاء ج2 ص487 ومسند أحمد ج1 ص100 و238 وج 2 ص248 ـ 249 و403 و162 و192 و215 وج 4 ص334 وج 5 ص183 والمعجم الصغير ج1 ص162 و114 والاستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص106 وفتح الباري ج1 ص184 و182 و199 و203 و246 و247 والعقد الفريد ج2 ص219 والبيان والتبيين ج2 ص38 وسنن الدارمي ج1 ص125 ـ 127 وذكر أخبار أصبهان ج2 ص228 وحسن التنبيه ص194 ومجمع الزوائد ج1 ص151 و152 و139 والمنار ج1 ص763 والتراتيب الإدارية ج2 ص244 ـ 249 و250 و199 و225 و223 و227 و316 و317 والثقات ج1 ص10 وتدريب الراوي ج2 ص66 والأدب المفرد ص129 والمصنف للصنعاني ج11 ص254 وتذكرة الحفاظ ج1 ص42 وتأويل مختلف الحديث ص93 وأدب الإملاء والاستملاء ص5 والمعارف ص200 وكنز العمال ج10 ص157 ومن ص75 حتى ص195 وج 4 ص100 والإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير ص145 وشرح معاني الآثار ج4 ص318 ـ 320 والضعفاء الكبير للعقيلي ج3 ص83 وتهذيب تاريخ دمشق ج7 ص377 وحياة الصحابة ج3 ص268 و273 و442 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص37 وعن البخاري ج1 ص148 والباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ص132 و133 وعلوم الحديث لأبي الصلاح ص161 وشرف أصحاب الحديث ص35 و14 ـ 23 و31 و80 وبحوث في تاريخ السنة المشرفة ص219 و220 وصحيح البخاري ج1 ص15 و18 و20 و21 ط سنة 1309.
(7): دراسات وبحوث في تاريخ الإسلام للسيد جعفر مرتضى العاملي، ط2، المركز الإسلامي للدراسات، بيروت، لبنان، 2012م، ج3 ص67.
(8): أنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص98 وترجمة الإمام علي «عليه السلام»، لابن عساكر (بتحقيق المحمودي أيضا) ج2 ص456.
(9): لقد ذكر العلامة الأحمدي في كتابه مكاتيب الرسول ج2 ص71 ـ 89 طائفة من المصادر لذلك لكنه قد أضاف عشرات النصوص والمصادر الأخرى، التي سوف يجدها القارئ في الطبعة الثانية لكتابه المذكور. ويمكن مراجعة: الوسائل، كتاب القضاء، وكتاب الحدود، والكافي ج7 ص77 و94 و98 وج 2 ص66 وكنز العمال ج1 ص337 ورجال النجاشي ص255 وأدب الإملاء والاستملاء ص12 وحياة الصحابة ج3 ص521 ـ 522 ومسند أحمد ج1 ص116 والغدير ج8 ص168 والمراجعات ط الأعلمي ص305 و306 وربيع الأبرار ج3 ص294 والبحار ج72 ص274 وراجع: صحيح البخاري ط سنة 1309 ه‍. ج1 ص20 ـ 21 والبداية والنهاية ج5 ص251 وراجع: طبقات ابن سعد ج5 ص77 وعلوم الحديث لابن الصلاح ص161 والباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث (متنا وهامشاً) ص132 وتقييد العلم ص88 و89 والرحلة في طلب الحديث ص130.
(10): راجع: بحار الأنوار ج2 ص152 و153 و50 وسنن الدارمي ج1 ص130 وعلل الحديث ج2 ص438 وتقييد العلم ص89 ـ 91 و104 والتراتيب الإدارية ج2 ص222 و223 و246 و247 و257 و259 وربيع الأبرار ج3 ص326 و294 وجامع بيان العلم ج1 ص99 وترجمة الإمام الحسن «عليه السلام» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ص67 وروضات الجنات ج8 ص169 ومعادن الجواهر ج1 ص3 وطبقات ابن سعد ج6 ص116 وتاريخ بغداد ج8 ص357 ونور الأبصار ص122 والعلل ومعرفة الرجال ج1 ص412 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص227 وشرف أصحاب الحديث ص69 و80 و94.
(11): راجع: رجال النجاشي ص3 و4 والطبقات الكبرى ج6 ص220 وج 5 ص77 وج 2 قسم 2 ص123 وج 7 قسم 1 ص14 وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص280، والمراجعات ط الأعلمي ص306 وراجع: الضعفاء الكبير للعقيلي ج2 ص29 و96 و224 وأحوال الرجال ص116 و192 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص78 وتهذيب تاريخ دمشق ج1 ص234 والتراتيب الإدارية ج2 ص259 و324 ـ 325 والإصابة ج1 ص213 والغدير ج9 ص130 وراجع: شرف أصحاب الحديث ص95.
(12): روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقية للمجلسي الأول ج2 ص292 والوافي للفيض الكاشاني ج8 ص648 و806 وملاذ الأخبار في فهم تهذيب الأخبار للمجلسي ج4 ص403 والأمالي للصدوق ص740 وعيون أخبار الرضا للصدوق ج2 ص8 ووسائل الشيعة للحر العاملي (ط آل البيت) ج6 ص57 و60 و(ط الإسلامية) ج4 ص745 و747 وغيرها من المصادر.
(13): الآية 13 من سورة نوح.
(14): مصباح المجتهد للشيخ الطوسي ص586 والصحيفة السجادية للإمام زين العابدين «عليه السلام» من دعاء السحر في شهر رمضان المبارك.
(15): الآية 153 من سورة الأعراف.
(16): الآية 34 من سورة إبراهيم.
(16): الآية 34 من سورة إبراهيم.
(17): الآية 34 من سورة سبأ.
(18): الآية 56 من سورة الذاريات.
(19): الفوائد الطوسية للحر العاملي ص79 والتوحيد للشيخ الصدوق 165.
(20): كنز العمال للمتقي الهندي ج1 ص432.
(21): مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ج1 ص157 ومستدرك سفينة البحار للنمازي الشاهرودي ج1 ص422 والنور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين للسيد نعمة الله الجزائري ص306.
(22): المحاسن للبرقي ج1 ص199 وبصائر الدرجات لابن فروخ ص385 ومستدرك الوسائل للطبرسي ج1 ص158 وشرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ج3 ص9 وبحار الأنوار للمجلسي ج27 ص181.
(23): المحاسن للبرقي ج1 ص199 بصائر الدرجات لابن فروخ ص348 وبحار الأنوار للمجلسي ج26 ص149 وج65 ص95.
(24): الآية 40 من سورة النساء.
(25): الآية 56 من سورة الذاريات.
(26): الرواشح السماوية للمحقق الداماد ص45 ومنهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للهاشمي الخوئي ج5 ص402 وج17 ص227 ومفتاح السعادة في شرح نهج البلاغة للقايني الخراساني ج1 ص63 و218 وج5 ص347 و423 وعمدة القاري للعيني ج9 ص25 وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج2 ص44.
(27): بحار الأنوار ج31 ص407 ـ 427 و 428 ـ 432 وكتاب سليم بن قيس ج2 ص636 ـ 660 وغاية المرام ج2 ص102 و 103 وج6 ص103 وإكمال الدين ج1 ص247 ـ 279 مختصراً، وعن المصادر التالية: منهاج الفاضلين للحموئي الخراساني (مخطوط)، وإثبات الهداة ج1 ص108 و 620 وج2 ص447 و 184 وفضائل السادات ج2 ص284 واللوامع النورانية ص237 والغيبية للنعماني ص52 والتحصين لابن طاووس باب 25 ونور الثقلين ج5 ص516 وفرائد السمطين ج1 ص312 وينابيع المودة ص114 و 445 وكفاية الموحدين ج2 ص343 و 359 وج3 ص202 ونزهة الكرام لمحمد حسين الرازي ص539.
(28): راجع: مسند أحمد ج5 ص90 و 92 و 93 و 99 و 101 وج6 ص4 وصحيح مسلم ج6 ص4 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص34 و 37 وكتاب الغيبة للنعماني ص123 والمعجم الكبير للطبراني ج2 ص196 وراجع: الأمالي للصدوق ص387 والخصال ص475 وكمال الدين ص273 وبحار الأنوار ج36 ص231 و 241 وغاية المرام ج2 ص271 ومسند أبي عوانة: ج4 ص394 وحلية الأولياء ج4 ص333 وإعلام الورى ص382 والعمدة لابن البطريق ص416 ـ 422 وإكمال الدين ج1 ص272 و 273 والخصال ج2 ص469 و 275 وفتح الباري ج13 ص181 ـ 185 والغيبة للنعماني ص119 ـ 125 وصحيح البخاري ج4 ص159 وينابيع المودة: ص444 و 446 وتاريخ بغداد ج2 ص126 وج14 ص353 والمستدرك على الصحيحين ج3 ص618 وتلخيصه للذهبي (مطبوع بهامشه) نفس الصفحة، ومنتخب الأثر ص10 ـ 23 عن مصادر كثيرة، والجامع الصحيح للترمذي ج4 ص501 وسنن أبي داود ج4 ص116 وكفاية الأثر من ص49 حتى نهاية الكتاب.
(29): الصحيح من سيرة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» للسيد جعفر مرتضى العاملي، ج23 ص8.
(30): راجع: روضة الواعظين ج1 ص267 و 268 و 269 وإعلام الورى ص320 وعلل الشرايع ج1 ص236 وينابيع المودة ص384 وأمالي الصدوق ص42 و 43 والإرشاد ص310 وكشف الغمة ج3 ص65 و 66 و 87 وعيون أخبار الرضا ج2 ص149 و 140. ومناقب آل أبي طالب ج4 ص363 والكافي ج1 ص489 وبحار الأنوار ج49 ص129 و 134 و 136. ومثير الأحزان ص261 وشرح ميمية أبي فراس ص164 و 165 وغاية الإختصار ص68.
(31): مصباح المجتهد للطوسي ص568 والوافي للفيض الكاشاني ج11 ص462 وتهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج3 ص92 ومستدرك الوسائل للطبرسي ج6 ص287 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج1 صص330 والدروع الواقية لابن طاووس ص121، وغيرها من المصادر.
(32): السنن الكبرى للبيهقي ج2 ص245.
(33): الصحيح من سيرة الإمام علي «عليه السلام» للسيد جعفر مرتضى العاملي ج37 ص59.
(34): راجع: مسند أحمد ج4 ص96 وج3 ص446 ومجمع الزوائد ج5 ص218 و 223 و 219 و 224 و 225 وشرح المقاصد ج2 ص275 وشرح التفتازاني لعقائد النسفي (ط سنة 1302 هـ) والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص156 وتيسير الوصول ج2 ص47 وعن صحيح مسلم ج4 ص126 و 124 و 125 وشرح السير الكبير ج1 ص113 والعثمانية ص29 و (ط دار الكتاب العربي ـ مصر) ص301 والمحلى ج9 ص359 والوافي بالوفيات ج9 ص63 و 110 والمعيار والموازنة ص24 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص489 وصحيح ابن حبان ج10 ص434 و 435 والمعجم الأوسط ج3 ص361 وج6 ص70 والمعجم الكبير ج10 ص289 وج12 ص337 وج19 ص338 ومسند الشاميين للطبراني ج2 ص438 وج3 ص260 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج9 ص155 وج13 ص242 وكنز العمال ج1 ص103 و 207 و 208 وج6 ص65 ومسند أبي يعلى ج13 ص366 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج1 ص517 وإزالة الخفاء ج1 ص3 والمستدرك للحاكم ج1 ص77 و 117 ومسند أبي داود الطيالسي ص259 وراجع: المحاسن للبرقي ج1 ص92 والكافي ج1 ص377 وج2 ص20 و 21 ودعائم الإسلام ج1 ص25 و 27 وثواب الأعمال للصدوق ص205 ووسائل الشيعة (آل البيت) ج28 ص353 و (الإسلامية) ج18 ص567 ومستدرك الوسائل ج18 ص183 وكتاب الغيبة للنعماني ص129 والإفصاح للمفيد ص28 والفصول المختارة للمرتضى ص325 والثاقب في المناقب ص495 ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص212 وبحار الأنوار ج8 ص362 و 368 وج23 ص76 و 77 و 78 و 85 و 89 و 94 وج27 ص201 وج32 ص331 وج37 ص27 وج49 ص341 وج65 ص337 و 339 و 387 وكتاب الأربعين للماحوزي ص223 و 226 و 401 وتفسير نور الثقلين ج1 ص503 و 504 وتفسير الميزان ج3 ص381 وتفسير أبي حمزة الثمالي ص80 وتفسير العياشي ج1 ص252 وينابيع المودة ج1 ص351 وج3 ص456.
(35): الوافي للفيض الكاشاني ج1 ص97 وج4 ص468 وهداية الأمة إلى أحكام الأئمة للحر العاملي ج5 ص545 وج8 ص220 والكافي للكليني ج2 ص122 وكامل الزيارات لابن قولويه ص455 ووسائل الشيعة للحر العاملي (ط آل البيت) ج14 ص516 وج15 ص277 وج25 ص274.
(36): الآية 94 من سورة طه.
(37): علل الشرائع للشيخ الصدوق ج1 ص69.
(38): كتاب العين للفراهيدي ج6 ص17.
(39): لسان العرب لابن منظور ج17 ص510.
(40): راجع: بحار الأنوار للمجلسي ج34 ص413 وج36 ص46 و ج38 ص292 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج1 ص235 ونهج الإيمان لابن جبر ص309 وشجرة طوبى ج2 ص237 والفصول المختارة ص59.
(41): مجمع البحرين للطريحي ج5 ص96.
(42): ميزان الحق للسيد جعفر مرتضى العاملي ص177 و178.
(43): التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري «عليه السلام» ص637 و 638 وبحار الأنوار ج3 ص266 وج94 ص55 و 56 عنه، ورواه ابن الأثير في الكامل في التاريخ ج1 ص132 و ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج10 ص81 والبغوي في تفسيره ج3 ص259 عن أيوب «عليه السلام».








حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net