صفحة الكاتب : مهدي المولى

لماذا الهجوم على البرلمان ومن هجم
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
البرلمان العراقي يمثل  كرامة وشرف وارادة العراقيين جميعا مهما كانت سلبيات ومفاسد  الكثير من اعضائه 
فما حصل عليه العراقيون نتيجة تضحياتهم ودمائهم التي استمرت قرون عديدة مقابر جماعية وذبح بالجملة امثال حلبجة والانفال وجرائم مختلفة غير معروفة ومعلومة ضمت اطفالا ونساءا ورجالا وشيوخا لا لشي سوى انهم عراقيون  سوى انهم يحلمون بعراق ديمقراطي  فيه دستور وبرلمان
وفعلا حقق ما كان يتمناه وما كان يحلم به
ربما هناك من يقول ان الدستور فيه نواقص وسلبيات وهذا امرطبيعي وسبحان الذي لا نواقص فيه ولا سلبيات   فالعراق الذي خرج من ظلام العبودية الى نور الحرية من احتلال العقل الى حرية العقل  فجأة وبدون تدرج لا يمكنه ان يأتي بدستور دفعة واحدة مساويا لدساتير سبقتنا في السير في درب الحرية والتعددية عشرات بل مئات السنين فالدستور يتغير ويتطور بتغيير وتطور الظروف ومن الطبيعي ان الشعوب التي تتخذ من حرية العقل والتعددية ظروفها تتغير نحو الافضل ومن الطبيعي هذا التغيير يتطلب تغيير الدستور وفق تلك الظروف وهكذا يستمر التطور والتغيير في حياة الشعب ويستمر التغيير والتطور في الدستور والمؤسسات الدستورية وهذه طبيعة كل عمل خير كل نقطة ضوء في هذه الحياة
 لهذا يعتبر البرلمان هو الثمرة الوحيدة الابن الوحيد للدستور فاحترام الدستور احترام وليده وبقاء الدستور من خلال بقاء البرلمان فالبرلمان هو الذي يشرع  القوانين النافعة وهو الذي يبطل القوانين المضرة وهو الذي يخلق الحكومة وهو الذي يقيلها وهو الذي يميتها
نعم قد يكون في البرلمان اعضاء ليسوا في مستوى المسئولية  وربما عناصر فاسدة لصوص خونة هذا امر طبيعي خاصة بالنسبة لنا نحن العراقيون
 لاننا لا نملك تجربة بهذا الشأن لا بد من ممارسة وتجربة ووقت وهذا امرطبيعي مرت به كل الشعوب التي اختارت  طريق الديمقراطية اي حكم الشعب
لا شك ان التغيير الذي حدث في العراق كان مفاجئة وغير متوقعة لا للصديق ولا للعدو  فكان تغييرا كاملا قلب الاوضاع رأسا على عقب حيث جعل من العراقيين جميعا بكل اطيافهم واعراقهم والوانهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات وحرية الرأي والعقيدة فهذا التغيير نجاحه يشكل خطرا كبيرا على كل الانظمة الاستبدادية والدكتاتورية والعوائل العشائرية وخاصة العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود
لهذا تجمعت هذه العوائل في جبهة واحدة خاصة بعد ضم كلاب صدام اليها وقررت افشال التجربة العراقية بكل طريقة من الطرق والعودة الى نظام الفرد الواحد الحزب الواحد الرأي الواحد فدعت شيوخ الضلال والظلام الوهابية الى اصدار الفتاوى الظلامية باشعال الحرب الطائفية والعرقية  التي دعت الى ذبح الشيعة على اساس انهم كفرة والكرد لانهم مرتدون والسنة الذين تعاونوا مع الشيعة وفق قاعدة الذي يتعاون مع الكافر فهو كافر
وارسلوا كلابهم الوهابية  التي  جمعتهم من بؤر الفساد والرذيلة واجرتهم  الى العراق وامرت كلاب صدام ومن معهم باستقبال هؤلاء الوحوش وفتحوا لهم ابواب بيوتهم وفروج نسائهم وقالوا لهم انتم اهل البيت ادخلوها بسلام  آمنين
وكان اول شعار رفع هو الغاء الدستور والمؤسسات الدستورية لانهم يدركون الغاء الدستور والمؤسسات الدستورية وام المؤسسات الدستورية هو البرلمان يعني الغاء العراق الغاء العراقيين يعني الغاء عقول العراقيين
لهذا نرى كل اعداء العراق وخاصة العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود ال ثاني ال خليفة ال نهيان يرون في التغيير الذي حدث في العراق اي في الدستور البرلمان سيف سلط على رقابهم  فمجرد نجاح  الديمقراطية في العراق في سوريا في اليمن في البحرين في مصر في لبنان يعني  بدأ سيف الحق بقطع رقاب  هذه العوائل الفاسدة ومن معها
لهذا نرى هذه العوائل جندت لها مجموعات مختلفة  من العراقيين انفسهم واجرتهم وصبغت كل مجموعة بلون معين  شيعة سنة كرد علمانين  وهناك من دخل العملية السياسية واخترقوا الدولة  وبدأت كل مجموعة تتحرك وفق لونها الا ان الهدف واحد هو افشال العملية السياسية من خلال الغاء الدستور وام المؤسسات الدستورية البرلمان
وكان على رأس هؤلاء الذين عملوا ويعملون على افشال العملية السياسية والغاء الدستور والبرلمان هو البرزاني ودواعشه فهؤلاء لا يعترفون بالعراق ولا بدستوره ولاببرلمانه  فتعاون وتحالف مع الدواعش الوهابية والزمر الصدامية من اجل تحقيق احلام هذا العميل ولكن هيهات فالشعب الكردي قال له لا  ستقبر كما قبر الذي حماك في عام 1996 واذا تعتقد ان اردوغان سيحميك  فانت واهم فالشعب الكردي اختار العراق الديمقراطي الأتحادي فسعادته وكرامته ومستقبله لا يجده الا في بناء العراق التعددي الديمقراطي الحر المستقل
وكل هؤلاء  المجموعات الوهابية والصدامية والمجموعات  المأجورة الشيعية مثل الصرخي واليماني والبرزاني وجحوشه الكردية  والمجالس العسكرية  وثيران العشائر توحدت واتجهت الى اختراق  المظاهرات السلمية الحضارية التي قام بها العراقيون الذين أكتووا بنيران الفساد والارهاب وساندتهم المرجعية الدينية الرشيدة وبعض المجموعات المدنية  وفعلا تمكنت من السيطرة على المظاهرات خاصة بعد ان تمكنوا من ركوب ثيران السيد القائد واقتحموا البرلمان وصرخوا لا للبرلمان لا للدستور
فشعر سفيه ال سعود في بغداد بالزهو والنصر وارسل برقية تهنئة الى اسياده بانتصارهم وقال نحن في حلف واحد سنتوجه للحرب ضد ايران في قادسية ثالثة
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/08



كتابة تعليق لموضوع : لماذا الهجوم على البرلمان ومن هجم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net