"الأرملة السوداء"..تلفت انتباه العراقیین وتسرق اهتمامهما بالأحداث السياسية

 وسط زحمة الأحداث السياسية والأزمة البرلمانية الأخيرة وتصاعد حدة المواجهة والقتال مع تنظيم داعش والانتصارات التي تحققت مؤخرا في جبهة الانبار، وجد العراقيون ما يشغلهم أكثر عن كل تلك التطورات وسخونة الاحداث.

فبعد تقرير تلفزيوني بثته قناة عراقية مثيرة للجدل وعرفت بتضخيمها للاحداث عن عنكبوت سام يدعى “الارملة السوداء” التي سرعان ما تحولت الى “بروباغاندا” جعلت العراقيين يقلقون ويبحثون في مواقع النت عن طرق الوقاية والعلاج وغبر اسرار هذه الحشرة الغريبة.
وليس للعراقيين سابق عهد بهذا النوع من العناكب والحشرات التي بدأت خلال السنوات تظهر انواعا منها بين فترة واخرى، حيث لا يستبعد البعض ان تكون هذه الظواهر مرتبطة بتطورات الاحداث السياسية ومحاولة اشغال الشارع وصرف انظارهم عما يجري سياسيا، لكن علميا يرى مختصون أن هذه العنكبوت وصلت إلى العراق عن طريق البضائع المستوردة، وقد تكون جاءت على شكل بيوض في الأخشاب أو الأجهزة المستعملة، وغالباً ما تكون تلك البيوض عالقة في صناديق الفواكه والخضار
ولايزال الكثير يعتقدون أن اجهزة النظام السابق لجأت إلى هذه الاساليب بغية اشغال الناس عن التأليب ضد النظام مثلما جعلهم ينشغلون في تسعينيات القرن الماضي عن كيفية الحصول على كيلو غرام من الطحين.
ويستذكر حسن مرداي من مدينة الصدر كيف انتشرت إشاعة عن افراغ مئات الآلاف من الفئران على المدينة ذات الكثافة السكانية واحدى ابرز معاقل المعارضين لنظام صدام.
“هذه الافلام قديمة سمعنا الكثير عن أنفلونزا الطيور والخنازير بعد 2003.. الله هو الحافظ“، بهذه الجملة اكتفى الحاج مرداي بالتعليق على ظهور الارملة السوداء في العراق وتسببها بحالات اصابة بين صفوف الاطفال والنساء، حيث تبقى نظرية المؤامرة حاضرة في مثل هذه القضايا لدى الكثيرين وخصوصا كبار السن.
وبالرغم من انتشار صورا عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي قال اصحابها إنها لحالات اصابة ولدغات بهذا العنكبوت، فإن السلطات الرسمية نفت عبر اكثر من بيان وتصريح تسجيل اي حالات اصابة. مدير دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة محمد جبر إن دائرته تابعت الاخبار التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي مع دوائر الصحة ولم نسجل هكذا ظاهرة.
ويبين جبر أن “نوع العناكب السامة يعيش في بيئة محددة وحتى اذا اتينا بها الى العراق والبلدان العربية لا تستطيع العيش والظروف المناسبة لها هي في استراليا“، لافتا إلى ان “ذلك النوع من العناكب يطلق عليه الارملة السوداء لانها تقظي على الذكر عن وضع بيوضها“.
وحمل جبر وزارة الزراعة مسؤولية مكافحة تلك الحشرات والقضاء عليها والوقاية منها، مؤكدا توفر مصول ضد لدغات بعض العقارب التي تنشر في شمال البلاد.
لكن مدير ناحية السيبة التابعة لقضاء ابي الخصيب بمحافظة البصرة احمد هلال أكد أن “أحد المواطنين راجع السلطات المحلية في الناحية وأبلغ عن رصده لعنكبوت غريب في منزله يعتقد أنه من نوع الأرملة السوداء“، مبينا أنه “تمكن من وضع العنكبوت الأسود الصغير الذي توجد بقعة حمراء على ظهره في عبوة زجاجية، وهو يعتقد أن العنكبوت وصل إلى منزله عن طريق شتلة اشتراها من أحد المشاتل الزراعية“.
لكن نقيب المهندسين الزراعيين في البصرة علاء البدران استبعد “انتقال العناكب السامة عن طريق الشتلات المستوردة لأن تلك الشتلات تعامل معاملة خاصة عند خزنها ونقلها“، مضيفا أن “عنكبوت الأرملة السوداء إذا كان موجودا فعلا فهذا يعني وجود الكثير منه“.
اما وزارة الزراعة فلم يصدر منها حتى الان اي تعليق رسمي حول هذه العنكبوت وانتشارها في العراق. وسواء كانت “الارملة السوداء” حقيقة واقعة ام وهم تبقى تشكل هاجسا كبيرا لدى المواطن حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/07



كتابة تعليق لموضوع : "الأرملة السوداء"..تلفت انتباه العراقیین وتسرق اهتمامهما بالأحداث السياسية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net