صفحة الكاتب : محمد الوادي

أوجه التشابه بين صدام والمالكي
محمد الوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الكثير من الاراء والمقالات التي تنشر في الصحف والمواقع الالكترونية بدأت تشبه نوري المالكي بصدام حسين , على اعتبار ان الثاني رمز للتفرد والديكتاتورية والاقصاء والملاحظ ان هذه الاوصاف بدات تطلق على المالكي قبل الانتخابات وزادت حدتها مع اعلان النتائج والتاخير المارثوني في تشكيل حكومة العراق العتيدة المنتخبة الغائبة المغيبة حتى هذه اللحظة . ومما لاشك فيه ان اصحاب هذه التوصيفات وهذه الحملة هم من المتضررين من بقاء المالكي في موقع رئيس الحكومة العراقية لكن  الحقيقة في الوقت الذي يسجل على الرجل الكثير من السلبيات ايضا يسجل له الكثير من الايجابيات وفي عملية موازنة منصفة لايمكن باي حال ان يكون هذا الوصف عادلا او منصفا بل هو وصف ممكن ان يطلق عليه نوع من " التسقيط السياسي " . خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان اخر تقليعات جماعة الصنم في التسقيط بان يتهموا خصومهم او ممن يدخل في مواجهة معهم نتيجة لموقف وطني او موقف سياسي او شخص ي  بانه يسير على شاكلة الصنم  بل قد يتهم انه فعلا من جماعة " الصنم " !! ومثل هذه الاساليب الرخيصة اصبحت سوق رائجة في عراق اليوم بين الخصوم السياسيين لكنها تكون مفارقة مضحكة حينما يستخدمها اتباع الصنم أنفسهم لاسقاط خصومهم .

كل عوامل ومستلزمات التشابه بين صدام والمالكي مفقودة تماما لعدة اسباب قد يكون أهمها ان الوضع العراقي الحالي لايحتمل مثل هكذا تقليعة ديكتاتورية وايضا شخصية المالكي ومن يعرفه عن قرب يعرف جيدا انها شخصية لاتميل الى الديكتاتورية او الى النزعة الصنمية لكن بذات الوقت الرجل قوي الشخصية ويريد ان يعطي لهذا المنصب الخطير في عراق اليوم حقه من التثبيت الدستوري والتركيز الشخصي في ظل تناقضات وتشعبات سياسية وطائفية وقومية واجتماعية في البلد لها اول وليس لها اخر . اعتقد ان من أهم النقاط التي تسجل على المالكي في هذا الجانب هي عكس هذه التهمة السياسية الموجهة اليه حيث يبدو في احيان كثيرة وفي بعض المواقف متواضعا الى حدود يطمع بها الاخرون ومن جانب اخر يفسرها البعض بشتى التفسيرات .
صدام جاء بقطار أمريكي وسقط بدبابة امريكية  والمالكي لم يات بهذا القطار لانه اصلا ابن عائلة اعطت التضحيات مسبقا لهذا التغير وهو ابن حزب كان له دور تاريخي في مقارعة صدام  لكنه بعد نيسان 2003 تعامل مع واقع على الارض  واراد تغير دفة بعض الامور في ظل عناصر قوة وتقاطعات لاتجري  لصالح مشروعه العراقي اذا جاز التعبير فحاول ان يضع يديه على مقبض قيادة المركب مشاركا لاقوى لاعب الذي تمثله  الولايات المتحدة و التي فرضت هذا الواقع , لذلك اعتقد ان كل خطواته تجري باتجاه كسب اكثر مساحة ممكنة من دفة القيادة وتقليل مساحة الاخرين في هذا الاتجاه من خلال قراءة الواقع العراقي والامريكي ومن خلال الاقناع والتفاعل مع الخطط الامريكية بما يصب لخدمة العراق البلد .ممكن مثلا اقتباس احداث معروفة لمعرفة طريقة تفكير وتركيب شخصية المالكي ... وقد يكون مثال صحفي الحذاء الذي حصل على محاكمة لاتتوفر الا في أرقى الدول الديمقراطية وحين انتهاء فترة سجنه القانوني تم اطلاق سراحة دون أدنى تدخل من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وبدأ صحفي الحذاء يصرح من بغداد وحتى جنيف بما يحب ويشتهي من البطولات الورقية والتهجم على رئيس الوزراء  .. وفي نفس الموضوع مثلا الكاتب حسن العلوي قال نصا ومن قناة دعمت ابو القندرة ان " المالكي تحول الى حارس مرمى يصد الاحذية عن بوش " لكن حسن العلوي وبعد ان اصبح عضو برلمان عن القائمة العراقية ذهب عدة مرات الى المالكي في محاولة شخصية منه لايجاد دور لنفسه كوسيط لحل أزمة اكبر بكثير من امكانياته الشخصية , ومع ذلك لم يجد عند المالكي الا الاحترام  وحسن الاستقبال والتوديع !! هذه الحادثتين تعطي اشارات واضحة على طبيعة شخصية المالكي التي لاتميل الى الانتقا م او تستسهل تسخير قوة الحكومة والدولة لضرب الخصوم .
قد لايعجب هذا الكلام الكثيرين وقد يصفه البعض بالدعاية لكن وقت الدعاية الان انتهى مع نهاية الانتخابات واعلان النتائج وتاخير تشكيل الحكومة بشكل " مقلق " والرجل قد لاتكون له فرصة كبيرة في البقاء في منصب رئيس الحكومة العراقية الجديدة لكنه ايضا لايتحمل وحده هذا التاخير بل هو جزء من واقع سياسي عسير ومتشعب . المالكي له اخطاء واضحة وله مساحة واضحة من الصواب لكنه ليس مثل صدام لامن بعيد ولامن قريب بل انه لايصلح ان يكون تلميذ صغير في مدرسة الديكتاتورية التي تلاشت في العراق ودون رجعة لانه وببساطة من مدرسة تاريخية ايجابية اخرى تماما و يحاول ان يبقى متمسكا بحبالها في ظل مغريات السلطة والحكم والجاه في العراق .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/05



كتابة تعليق لموضوع : أوجه التشابه بين صدام والمالكي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابوالحسن من : العراق ، بعنوان : المالكي لايشبه صدام في 2010/10/05 .

الاخ محمد الوادي نعم بالتاكيد المالكي لايشبه صدام بكل التصرفات ولاكن هناك بعض المغالطات الواضحه في مقالك كيف المالكي لايشبه صدام وهو الذي تستر على فساد عبد الفلاح السوداني ووحيد كريم وكان صدام يتستر على اقاربه كيف لا يشبه صدام وهو الذي صال على البصره وقمع المتظاهرين بحجه القضاء على الخرجين على القانون وها هو اليوم يتحالف معهم ومن اول شروطهم اطلاق سراحهم ونحن نعرف انهم مجرمين وقتله وصدام اطلق سراح كافه المجرمين بالعفو الشهير الذي اصدره وصدام جاء للعراق بقطار امريكي غير علني ولاكن المالكي جاء بالقطار الامريكي العلني وووو هذا غيض من فيض ما يتسع المجال للمناقشه المهم ان العرب تعشق رموزها كما الثورات تاكل رجالها وانته وامثالك صنعتم الدكتاتور الجديد وسترون ماذا سيحل بالعراق اذا ما تسلط المالكي على الرقاب مره ثانيه ولنا عوده




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net