صفحة الكاتب : مهدي المولى

اقتحام الخضراء واحتلال البرلمان لعبة متفق عليها
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اي نظرة موضوعية وعقلانية لما جرى يوم امس من احداث من اقتحام للمنطقة الخضراء واحتلال البرلمان  يتضح لك بشكل واضح وجلي انها لعبة مدبرة مسبقا ومتفق عليها بين السيد  حيدر العبادي وبين السيد مقتدى الصدر وكان كل واحد من الاثنين اي الصدر والحكيم يحاول ان يجير الامر لصالحه  
فامر السيد مقتدى لأتباعه  بالهجوم على المنطقة الخضراء واحتلال البرلمان وفعلا كان الامر طبيعي ليس هناك اي قلق اي خوف رغم ان  وسائل الارهاب الوهابي الداعشي الاعلامي فضائية الخشلوك وفضائية البزاز وغيرها بدأت تهلل وتزغرد للانتصار الكبير ودعت داعش وعناصر البعث الصدامي التقدم لاستلام الحكم بعد هروب كل المسئولين خارج العراق رغم عدم حدوث اي شي  من هذا بل الاوضاع مستقرة ومطمئنة لان العبادي ومن معه يدركون ابعاد اللعبة ويفهمون اسرارها
فشاهدنا القوات الامنية تفتح الابواب لهؤلاء المتظاهرين وتصفق لهم وترقص معهم  وبعد فترة قصيرة يخرج العبادي  الى المتظاهرين مرحبا بهم ومباركا جهودهم ومثمنا تعبهم وهو مفتخرا بانتصاره وهذا يعني اللعبة نجحت
فشعر السيد مقتدى ان اللعبة كانت في صالح العبادي وانه  خرج بخفي حنين لهذا قرر الاعتزال والاعتكاف لمدة شهرين  وجمد عمل مجموعته وامر اتباعه الانسحاب فورا من البرلمان والمنطقة الخضراء وفعلا  أنسحبوا  وانتهت اللعبة
 
والدليل القاطع والبرهان الساطع على ان الهجوم على الخضراء  واحتلال البرلمان  لعبة متفق عليها بين السيد مقتدى والسيد حيدر العبادي دعونا نعود الى ايام خلت  فعندما تواطأت  بعض قادة الاجهزة الامنية مع المتظاهرين وسمحت لهم بالوصول  الى اسوار  المنطقة الخضراء ومحاصرتها   اثار غضب العبادي فاسرع الى اعتقال واقالة بعض  قادة الاجهزة الامنية واتهمهم بالتقصير بالاهمال بالعجز  بالتواطؤ و امر القوات الامنية بمواجهة هؤلاء بالقوة لولا تدخل السيد الصدر ودخوله الى منطقة الخضراء  حيث هدأ  من غضب العبادي وبعد ايام امرهم مقتدى بانهاء الاعتصام والانسحاب من اسوار الخضراء وفعلا استجاب المعتصمين  والنتيجة اضعف  موقف المتظاهرين ومنحهم صورة غير صورتهم الحقيقية
 
اما في هذه الحالة نرى اتباع الصدر يغزون الخضراء ويحتلون البرلمان ويخرج العبادي مزهوا بالنصر وهو يحي المتظاهرين  وكان يقول اهلا وسهلا بكم  كفيتم ووفيتم
الحقيقة اني لا اشكك في اخلاص ومصداقية السيد الصدر بل اني على يقين انه في منتهى الصدق والاخلاص ونكران الذات  الا ان تصرفاته غير عقلانية وغير ثابتة ونتيجة  هذه التصرفات الغير عقلانية والغير ثابتة تصب دائما في مصلحة اعداء العراق وخاصة المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية في العراق وفي خارج العراق
لا اريد ان اذكر كل تصرفاته منذ تحرير العراق في 9-4-2003 وحتى الان ولكني اريد ان اذكر بثلاثة تصرفات منذ قيام  الجماهير التي احترقت بنيران الفساد والفاسدين حقا كانت مظاهرات حضارية انسانية سلمية ملتزمة بالدستور وداعية الى الالتزام بالدستور والمؤسسات الدستورية ودعوا الى الغاء المحاصصة الطائفية والعشائرية والعرقية والمناطقية  الى حكومة تضمن للعراقيين المساوات في الحقوق والواجبات وتضمن لهم حرية الرأي والعقيدة
 اولا  وفجأة وبدون مقدمات  يأمر السيد مقتدى اتباعه  المشاركة في المظاهرات وهلل المتظاهرون واعتبروا ذلك انتصارا كبيرها لقضيتهم رغم ان التيار الصدري جزء اساسي وكبير  من المحاصصة التي كانت سببا في هذا الفساد وسوء الخدمات وفجأة يخرج صوت مهددا ومتوعدا نحن الان  حول اسوار الخضراء وغدا نحن في داخلها   رغم ان هذا التهديد مرفوض وغير مقبول الا انه كان طبيعي  عندما لا يجد الانسان طعاما يسد جوعه ودواءا يخفف ألمه ومعاناته وشعر المتظاهرون ان هناك قوة كبيرة اضيفت اليهم ونالوا تأييدا شعبيا واسعا   ولو استمروا في مظاهراتهم لحققوا بعض المكاسب وفجأة وبدون مقدمات يأمر السيد الصدر انهاء الاعتصامات والانسحاب من اسوار الخضراء
لماذا امر اتباعه المشاركة في المظاهرات ولماذا امرهم بانهاء المظاهرات وانسحابهم
ثانيا نتيجة لمظاهرات ساحة التحرير وساحات المدن الاخرى شعر  الكثير من اعضاء البرلمان بذنبهم وصحت ضمائرهم وقرروا الانتفاضة على نظام المحاصصة الطائفية والعرقية التي كانت السبب  في كل ما حدث ويحدث من فساد وارهاب وسوء خدمات ومن فشل في كل مرافق الدولة وفي كل المستويات وفعلا  حصلت انتفاضة البرلمان وحققت بعض الانتصارات وفق الدستور وبالطرق السلمية من خلال اقالة رئاسة البرلمان وكان من المشاركين والمساهمين في هذه الانتفاضة اتباع الصدر في البرلمان وكانوا من اكثر المنتفضين نشاطا  وتحديا وعندما بدأ المنتفضون بالخطوة الثانية وهي انتخاب رئاسة جديدة للبرلمان العراقي يسرع  السيد الصدر الى سحب اتباعه ويأمرهم بالانضمام الى مجموعة المحاصصة والفساد وبالتالي يؤدي الى اعاقة حركة الاصلاح والمصلحين
ماذا يريد   لا يريد سوى الفوضى لانه يعلم كل ما يقدمه مرفوض وغير مقبول من قبل الاطراف الاخرى
ثالثا  اعتبر انسحاب اتباعه من مجموعة الاصلاح والمصلحين والانضمام الى مجموعة  المحاصصة والفاسدين نصر كبير ونجاح عظيم  كيف رأى ذلك  فأي نظرة عقلانية تقول ان انسحاب اتباع الصدر من انتفاضة البرلمانيين كان خسارة كبيرة له من حيث يدري او لايدري كان يعتقد ان استمرار اتباعه في مظاهرات البرلمان ستصب في صالح غريمه السيد المالكي لكنه كان على خطأ كبير كان بأمكانه ان يكون بطل الاصلاح لو استمر اتباعه في مظاهرات البرلمان وبالطريقة السلمية والدستورية  فخوفه من بروز السيد المالكي والاكاذيب التي قدمتها له مجموعة المحاصصة والكذب ضيع فرصة الاصلاح وانتصار جبهة المصلحين  ومنح مجموعة المحاصصة والفساد القوة  ورسخ جذورها
فشعر السيد الصدر بالاحباط لا يدري ماذا يفعل فقال في آخر كلمة له اما بقاء المحاصصة او اسقاط الحكومة فضحكت مجموعة المحاصصة 
المحاصصة باقية والحكومة باقية
فقرر السيد الصدر الاعتزال والاعتكاف لمدة شهرين ومنع مجموعته من العمل
حقا ان قرار اعتزاله واعتكافه امر صائب
لكن منع مجموعته من العمل السياسي الحقيقة غير صائب 
بل عليك تطلق سراحهم تعتقهم وتقول لهم انتم احرار انا غير مسئول عنكم انتم مسئولون عن تصرفاتكم
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/01



كتابة تعليق لموضوع : اقتحام الخضراء واحتلال البرلمان لعبة متفق عليها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net