صفحة الكاتب : علي السواد

الربيع العربي وقدره السيء (4)
علي السواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 وصول حاملات الطائرات الى مرافئ وموانئ الخليج العربي وصدام مازال مصرا على ممارسة التفاهات والشعب العراقي يراقب الامور بحذر شديد وقلق شديد، وهو يعرف ان صدام حسين قد وضعهم في وسط الكارثة،وبالنهاية هم الضحية المباشرة وليس صدام ونظامه الميليشيايوي بل كانوا متأكدين من النتيجة انها ستكون ضدهم وضد ابنائهم وادركوا ان هذه الحرب بدات تقترب اكثر فاكثر منهم وعليهم وعلى بلدهم وهم ليسوا الفاعلين لها او المقررين لها ولكن الولايات المتحدة الامريكية.
 
 مع ذلك قررت معاقبتهم  باشد العقوبات الاقتصادية هكذا هي دائما الولايات المتحدة تعاقب الشعوب والامعان في اذلالها وفي حالة العراق، بالتحديد وجدت الفرصة المناسبة كي تنتقم من الشعب العراقي والعراق كبلد ذو ثروات هائلة زائد ثروة نفطية كبيرة وتاريخ وحضارةعريقة وكأن امريكا عثرت على ضالتها في ازمة غزو الكويت كي تحقق مخططاتها التي كانت مؤجلة والان جاءت الفرصة الملائمة لتحقيق ما كان مؤجلا . اي ان الولايات المتحدة كانت تتمنى السيطرة.
 
 على العراق منذ نهايات السبيعات و بعد وصول حزب العبث لا البعث الى السلطة بعد مساعدتها له كما ذكرنا اعلاه،اما وقد تحقق الهدف لمشروع الهيمنة من خلال صدام التكريتي، ولكن بعد غزو الكويت تغيرت الستراتيجية الامريكية الهادفة الى عزل نظام صدام بعد ان قدم  الكثير من الخدمات المهمة لصالح الولايات المتحدة وبالتالي توفرت القناعة عند صانع القرار في البيت الابيض وكل الدوائر المعنية في امريكا ومنها السي اي ايه والقناعة هي خوف امريكا يتلخص باحتمالين.
 
 الاول ربما يتعرض صدام الى الاغتيال وتحصل الفوضى والاحتمال الثاني هو ان يحصل انقلاب عليه وبالتالي ستخسر العراق ويصبح بأيدي ابنائه الوطنيين، وكان تحليل الولايات المتحدة وهو ان النظام ارتكب ابشع الجرائم والقتل والتهجير بحق العراقيين. ومن هنا فأن الشعب العراقي في اغلبيته ينتظر الظرف المؤاتي للانقضاض عليه وعلى نظامه وهذه حسب تقديرات السي اي ايه وهي صحيحة جدا وبالتالي انعكست على المسؤلين الامريكان وزادت من مخاوفهم وهواجسهم.
 ومن الاحتمالات الاخرى كان التركيز على المؤسسة العسكرية ان صحة تسميتها فهي تعرضت الى التهميش والاهانات المتعمدة التي مارسها صدام، بحقها بعد ان اقصى الرتب الكبيرة من مواقعها الهامة وعين بدلا عنها مجموعة من اخوانه وابناء عمه. والكثير من اقاربه واغلبهم من الاميين في اهم المناصب والمواقع العسكرية والامنية والاستخبارتية والمخابراتية، وهذا ماجعل الولايات المتحدة  في حالة من الخوف والترقب والمتابعة الدقيقة لكل تفاصيل ما يجري في داخل العراق.
 
 وتركز خوف امريكا من كبار ضباط الجيش العراقي الذين شعروا بالاحتقار والاقصاء، بعد عزلهم من مواقعهم  وبالتالي ربما  يفكرون بثورة او انتفاضة شعبية تسقط  نظام صدام وتقودهم الى السيطرة على السلطة ويصبح العراق، خارج سيطرة الولايات المتحدة ففكر مسؤولو امريكا بخطة سريعة تستدرج النظام وايقاعه في الفخ وكان كالاتي ،هي ان تامر الولايات المتحدة وكلائها وعملائها في منطقة الخليج العربي كالنظام السعودي والاماراتي والكويتي-والكويتي كنظام نفذ الجزء الاول من المؤامرة.
  
وهي سرقة نفط العراق بعد نهاية الحرب العراقية الايرانية مباشرة او بأشهر قليلة ان يضخوا كميات كبيرة من النفط الى الاسواق،دون حاجة الاسواق اليها مما سبب انخفاض حاد باسعار النفط  وهذا  كان يمثل الجزء الثاني من المؤامرة التي قام بها النظام الكويتي مع مشاركة السعودية والامارات هو ضرب اقتصاد العراق المتدهور اصلا بعد ما كبدته الحرب العبثية السابقة خسائر كبيرة ومع ذلك حاول النظام ان يفهم من الانظمة الثلاثة غاية تصرفها من تصدير كميات كبيرة من البترول.
 
 لكنها تجاهلت النظام واهملت استفساراته ومما دفع النظام،ان يبلغها ان ما تقوم به هو عمل مضر باقتصاد العراق وعدوان صريح على شعبه على حد تعبيره، وتصاعد الخلاف الى حد السب والشتم بين العراق والدول المعنية بالتصعيد و صدام حاول ان يستفرد بالكويت دون غيرها لغرض ضمها لاحقا الى العراق وهذا ماحصل بالفعل حتى اندلعت حرب تحرير الكويت او حرب عاصفة الصحراء او حرب الخليج الثانية كما تداولته  الصحافة والاعلام في وقتها وان ذكرت التسميات الثلاثة.
 
  لكن تسمية حرب تحرير الكويت هي الاكثر تداولا انذاك و بتاريخ 17-1-1991كانت بداية الحرب و المرحلةالاولى منها  بدأوا بالقصف الجوي العنيف والرهيب الذي استهدف كل شيء في العراق،وكان الضرب مركزا على كل شيء مراكز الطاقة ومصادر المياه ومراكز الاعاشة والمراكز الصحية والمستشفيات والطرق والجسور والمباني والاحياء السكنية حتى البدوي في الصحراء تم استهدافه وحرق خيمته وقتل حيواناته الاليفة كانت الليلة الاولى من الحرب من اخطر الليالي التي مرت في تاريخ العراقيين.
 
 التي انهمرت فيهاعليهم الصواريخ والقنابل وسقط جراء ذلك مئات القتلى والجرحى واغلبهم من المدنيين،والنسبة الاعلى بين الضحايا هم من النساء والاطفال وكبار السن كان قصفا فضيعا ومروعا حول الناس في حالة من الذهول والهذيان. الذي تفشى بينهم وهم لايعرفون الى اين يتجهون ومع من يتحدثون واستمر القصف اكثر من اربعين يوما ولم يترك شيئا في العراق الا وقصف ودمر تدميرا كاملا.
 
  وكان الشعب العراقي يعاني اشد المعاناة نتيجة لفقدان المواد الغذائية والطبية وكثير من الاشياء الضرورية فقدت من الاسواق فكيف تكون اوضاع واحوال شعب محاصر ومضى على حصاره اكثر من ستة اشهر؟ وهو يتعرض الى حملة قصف جوي وبحري تستخدم فيها احدث واخطر الاسلحة  فتكا وخرابا، ومن بينها صواريخ توماهوك وصواريخ كروز و حظ العراق السيء ان الامريكان قد جربوا كل اسلحتهم الحديثة بما فيها الصواريخ كروز والقنابل العنقودية وفوق هذا كله انه تحت تسلط نظام دكتاتوري.
 
 يسرق وينهب المواد الغدائية ليوفرها له ولعصابته المجرمة تاركا شعبه للجوع والمرض فأي امكانية وقدرة سيواجه بها الشعب مثل كل هذه الاسباب،والظروف الصعبة؟ المسؤولة عنها الولايات المتحدة ومن تحالف معها  التي جعلت من العراق بلدا مهدما ومحطما والمستثنى  كما تبين لاحقا من هذا ان الدكتاتور لم يستهدف ولو بصاروخ واحد ولم تضرب مقراته الرسمية او مراكز حكمه و  صدام في كل خطاب له موجه الى الشعب وهم يستمعون اليه عبر اجهزة الراديو وهو يتهكم ويسخر ويستهزأ ويضحك ويقيم حفلات الرقص والموسيقى بكل صفاقة،وكل همه يغيض ويتشفى بحياة العراقيين ما بعد القصف الانكلوامريكي ومن معهم من بدو الخليج فكان صدام حسين هو الرابح الوحيد من بين العراقيين لانه لم يمس باي اذى.  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي السواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/01



كتابة تعليق لموضوع : الربيع العربي وقدره السيء (4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net