صفحة الكاتب : علي السواد

الربيع العربي وقدره السيء (3)
علي السواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
كدكتاتور تبين لايجيد الا ان  يمارس الحماقات والافعال الطائشة وفي احدى ليالي الصيف من شهر اب عام 1990 اللاهب في حرارته،فوجأ الشعب العراقي والعالم باسره بغزو الكويت الا الولايات المتحدة الامريكية كما نعتقد اي انها كانت تعرف ان عملية احتلال الكويت او غزوها سيكون امرا حتميا لابد منه. لانها سبق وان كلفت سفيرتها في بغداد ابريل غلاسبي،ان تجري حورا مع الدكتاتور حول قضية الكويت التي نشبت بسبب ما ادعاه في وقتها صدام حسين ان الكويت تسرق نفط العراق،من حقل الرميلة والا دعاء صحيحا فالكويت مارست سرقة نفط العراق.
 وادعت ان الحقل يدخل ضمن اراضيها وهذا ليس صحيحا بالمرة. اعود الى حوار صدام مع غلاسبي وكان سؤال الدكتاتور كعادته المفتعلة تارة كعميل وتارة كأحمق يسأل السفيرة ماهو موقف الادارة الامريكية من الازمة بين العراق والكويت فردت السفيرة وكأنها تعرف مسبقا سؤال صدام حسين او مايدور في ذهنه فكان ردها النهائي،ان الولايات المتحدة ليس لها اي علاقة بالخلافات بين الدول العربية ولايمكنها ان تكون طرفا  فأي صراع  في المنطقة فصدام اعتقد و فهم انه قد حصل على الموافقة و الضوء الاخضر، وبعد غزو الكويت اختفت السفيرة ابريل غلاسبي.
 تماما من اي نشاط داخل وخارج الولايات المتحدة وهذا ما يثير الاستغراب ويرشح فرضية ان الامر كان مدبرا؟ في حالة غزو دويلة الكويت وهكذا هو صدام حسين دائما يلجأ الى الاوهام والكذب لتعويض نفسه المضطربة والخائبة فوجد فرصة ملائمة لتحقيقها واهم الاسباب هو ستكون الولايات المتحدة متفرجة ولايعنيها الامر اطلاقا. فما ان تم الغزو دون علم العراقيين وأؤكد دون علم العراقيين الامجموعة صغيرة تكاد لا تتجاوز خمس اشخاص وهم المقربون من الدكتاتور والمهزلة المثيرة للدهشة حتى قادة الجيش العراقي لايعرفون عن هذا الامر اي شيء.
بما فيهم وزير الدفاع عبد الجبار شنشل في وقتها وهوعرف لاحقا من خلال راديو السيارة التي كانت تقله في الساعة الثامنة صباحا الى المركز الطبي لاجراء فحوصات روتينية. والخبر كان بصيغة ان القوات العراقية قد دخلت الكويت بعد نداء صدر من مجموعة كويتية ثورية نفذت عملية الاطاحة باسرة ال الصباح الحاكمة وهم يطلبون المساعدة من القيادة العراقية والقيادة امتثلت و امرت الجيش العراقي باجتياح الاراضي الكويتية لمساندة ( الحكومة الكويتية المؤقتة) التي شكلها العقيد علاء حسين كما ادعى. الاعلام العراقي في حينه وكانت كوميديا سخيفة يصعب تصديقها.
 
 
 اوالتأمل فيها حتى ولو لحظة واحدة ولكن اصرار اعلام النظام على الترويج لها كي يصدق نفسه اولا بهذه المهزلة وهوغير معني بما يقوله الشعب العراقي عنه وعن حماقاته او ما  ستقوله شعوب العالم او ردود افعالها كان يهمه فقط راي الولايات المتحدة وهو قد ضمنه كما كان يتصور بعد الحوار مع غلاسبي ولاباس لو عرفنا بشخصية علاء حسين رئيس( الحكومة الكويتية المؤقتة) كما سميت في الاعلام العراقي انذاك فعلاء حسين مواطن كويتي بسيط. وليس له اي صلة بالعمل السياسي او اي شيء اخر سوى انه رب اسرة وله اربع اطفال وكان موظفا.
 في شركة صناعة الكارتون الكويتية ولكن صادف وجوده ليلة الغزو في الشارع وتم اسره  واختير من قبل  حسين كامل ابن عم صدام  حسين  وزج ابنته رغد وتم  اقتياد علاء حسين دون ارادته الى بغداد لمقابلة الدكتاتور  ليكلفه كرئيس (لحكومة كويتية مؤقتة) وربما تم اختياره او ترشيحه لان اسم والد علاء هو مطابق لاسم والد الدكتاتور اي الاثنان تتطابق اسماء اباءهم هذا هو صدام مولع بالشكليات التافهة والتصرفات السخيفة والعراقيون يعرفونها.
وبعدها بايام قليلة تم استكمال الفصل الثاني من المهزلة بعنوان عاد الفرع الى الاصل اي ضم الكويت الى العراق. وسرعان ما توالت ردود الافعال الدولية منددة ومتوعدة وطالبت النظام العراقي بالخروج من الكويت فورا وبدون اي شروط ولكن النظام او صدام حسين بالتحديد كان يعتقد ان الردود الدولية والاقليمية ماهي الا تهديدات عابرة وسوف تنتهي والعراق قادر على فرض الامر الواقع.ولم يكن يتوقع ان الولايات المتحدة ستكون جادة بتهديداتها بل كان يتوقع ان الولايات المتحدة ستساومه على ضم الكويت مقابل اعطاءها حصة من النفط وهكذا ينتهي الامر وبهذه الطريقة الساذجة.
التي كان يتصورها الدكتاتور صدام حسين وبدأت الاجواء في العراق وانعكاساتها السلبية على المواطن العراقي لكونه كان يدرك ان القادم سيكون اسوأ ممامضى وانتهى و كان يعلل و يفسر خوفه وقلقله الشديد من القادم بعد كارثة غزو الكويت. والعراقيون يشعرون ان صدام حسين قد ورطهم بمغامرة يصعب التكهن بنتائجها وبالفعل كانت توقعاتهم صحيحة الم تكن قد تجاوزتهم بكل ما كانوا يتوقعونه ويراقبونه وصدام حسين اصبح هو ومن حوله كمجموعة من المهرجين الكذابين الذين لايندمون على افعالهم حتى لو تعرض العراق وشعبه الى المأساة واخذت التصريحات وخصوصا  الصادرة  من البيت الابيض وداوننغ سترتيت مقر رئيس الحكومة البريطانية يتوعدون العراق باشد التهديدات بعد اتخاذهم اشد الاجراءات ظلما وهو الحصار الاقتصادي وبالفعل بدأت تتضح ملاح الحرب بشكل متسارع ومنها نزول القوات البرية الامريكية باعداد هائلة متخذة من السعودية مقرا لها.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي السواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/28



كتابة تعليق لموضوع : الربيع العربي وقدره السيء (3)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net