صفحة الكاتب : علي القطبي الموسوي

الإمام الصادق حالة حضارية سبقت عصرها
علي القطبي الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مقتطفات من هذه المقالة  ألقيت في محاضرتين في حسينية خدام الحسين في مالمو/السويد 1/10/2010 ، وفي جمعية الهادي (ع) الثقافية في مدينة كريستان ستاد /السويد3/10/2010. من قبل كاتب السطور.  

 
بسم الله الرحمن الرحيم 
إحترام حرية الرأي عند مدرسة الامام الصادق.
 
( تميزت مدرسة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) على المذاهب الأخرى في عصره بحرية الرأي والبحث فكان ذلك من أهم أسباب انتشار المعارف الجعفرية وذيوعها.
 
وقد رأينا فيما تقدم أن المذهب الكاثوليكي بقي طوال ألف سنة في حالة من الركود والافتقار إلى النشاط الفكري ، وأن المذهب الأرثوذكسي لا يختلف اليوم عما كان عليه في القرن الثاني الميلادي في أنطاكية.
 
ولكن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أرسى للثقافة والمعارف الشيعية أساساً هيأ لها أسباب الذيوع والانتشار قبل نهاية القرن الثاني الهجري، بل لقد أصبحت هذه الثقافة نموذجاً لحرية الرأي والبحث، فاقتدت الفرق الإسلامية الأخرى بالشيعة في المباحث الكلامية والعلمية.
 
ويتوهم البعض بأن حرية البحث عند الشيعة مقتبسة من مدرسة الإسكندرية، في حين أن الواقع يختلف عن ذلك، ففي مدرسة الإسكندرية التي امتد نشاطها إلى القرن السابع الميلادي، وانهارت عند غزو العرب لهذه المدينة، كانت حرية البحث تقتصر على المباحث الفلسفية دون سواها، ولا تتعرض للمسائل الدينية، وأحياناً لمسائل علوم الفلك والفيزياء والطب والصيدلة.
 
وكانت أمور الدنيا محظورة فيها حظراً باتاً، صحيح أن بعض علماء مدرسة الإسكندرية كانوا من اليهود أو من المسيحيين، ولكنهم كانوا معرضين عن تناول المسائل الدينية في مباحثهم الفلسفية والعلمية، ومن هنا صارت مدرسة الإسكندرية مدرسة علمانية مجردة.
 
ولسنا في حاجة إلى سرد تاريخ مدرسة الإسكندرية، فالمعروف أن النشاط العلمي في الإسكندرية بدأ مع تأسيس مكتبتها الشهيرة على يدي بطليموس الأول ملك مصر الذي توفي سنة 258 قبل الميلاد وهو رأس أسرة ملوك البطالسة الذين حكموا مصر قرابة قرنين ونصف قرن، وهؤلاء على الرغم من أنهم من أصل يوناني، وكانوا يعبدون آلهة اليونان فإنهم لم يحاولوا حمل مدرسة الإسكندرية على قبول عقيدتهم الدينية وهم ملوك مصر.
 
وكان بيرون من أوائل علماء مدرسة الإسكندرية وفلاسفتها الذين اشتهروا باسم (الشكاكين). ولئن لم يقم في الإسكندرية طوال الوقت، إلا أنه يعد من فلاسفة هذه المدرسة. ومن الآراء التي ذهب إليها قوله إنه ليست في العالم حقيقة مجردة، لأنه ما من نظرية علمية إلا جاءت نظرية غيرها تفندها وتدحضها.
 
وهكذا كانت المخاطر تحيط بمدرسة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) والمترددين عليها، وكان طلاب المدرسة يعلمون علم اليقين بأن الإمام لا يملك مالاً أو مناصب فيوزعها عليهم، فلم يجتذبهم إلى مدرسته، برغم هذه المخاطر وبرغم انعدام المنفعة المادية إلا إخلاص مستقر في النفس، وإيمان عميق في القلوب، وانجذاب لشخصية الإمام (عليه السلام)، وإعجاب بدروسه التي يلقيها ببيانه العذب ويستهدف بها الحقائق وجوهر المعرفة.
 
وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يؤمن بما يقول، ويأخذ بالواقع لا بالمثاليات ، ولهذا لم يتوسل أبداً في دروسه بأسلوب (البوتوبيا) الذي سيطر على تفكير المجتمع الأوروبي منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي، ومن هنا انتفت من دروس الإمام الصادق (عليه السلام) أي دعوة إلى قيام حكومة مثالية لا تتفق مع واقع الحياة في المجتمع البشري.
 
وإذا كان بعض من الطلاب الذين أخذوا العلم عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) طمعوا في الظفر ببعض الوظائف كمناصب القضاء في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك الذي كان يسمح بتعيينهم، فإن المترددين على مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) لم يداعبهم الأمل في الحصول على مثل هذه الوظائف ، ولا على أي نفوذ سياسي ، وإنما كانوا يغشون مجلسه للاغتراف من علمه فحسب.
 
وقد قلنا قبلاً إن مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) كانت متمتعة بحرية البحث أسوة بمدرسة الإسكندرية، ولكن هناك بوناً شاسعاً بين المدرستين في هذا الأمر. ففي حين أن مدرسة الإسكندرية أوصدت الباب دون مناقشة المسائل الدينية كما ذكرنا آنفاً ، أباح الإمام الصادق (عليه السلام) في مدرسته حرية البحث في جميع الموضوعات، ومنها الدينية، ولم يكن ثمة حرج في أن ينتقد الطالب آراء أستاذه، أو أن يطرح عليه الأسئلة في ما يعن له.
 
وقد اغتذت الثقافة الشيعية من هذه الحرية التي هيأت لهذه الثقافة أسباب الذيوع والانتشار الواسعين، وأقبل عليها الراغبون في حرية البحث والاستدلال، كما أقبل عليها الموالون للشيعة مدفوعين إلى ذلك برغبة باطنية.
 
ومن يتصفح التاريخ قبل قيام الدولة الصفوية، يلاحظ أن الحكومات الشيعية التي قامت في البلاد الشرقية كانت معدودة، وأشهرها حكومة البوهيين، كما يلاحظ أن هذه الدول لم تتوسل بالقوة أو النفوذ السياسي لنشر المذهب الشيعي، وإنما اقتصرت على التمسك بالتقاليد والأعراف والمبادئ الشيعية، وفي مقدمتها الاحتفالات الدينية في أيام التعزية، وبصورة خاصة يوم عاشوراء عام 61 للهجرة الذي استشهد فيه الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) في كربلاء، ولم يكتب لدولة شيعية أن تستقر طويلاً في بلاد الشرق بعد البوهيين، باستثناء دولة الفاطميين في غرب العالم الإسلامي، إلى أن قامت الدولة الصفوية في القرن العاشر الهجري (1502ـ 1736م).
 
ومع ذلك، أخذ التشييع ينتشر في ربوع الشرق بثقافته العلمية المنطقية المبسطة، بإصرار وثبات في مقاومة التيار الحكومي المعادي له، وإن لم ينجح في إنشاء مركز سياسي أو نظام حكومي يستند إليه، أي أنه نجح بالفكر لا بالسلطان، وبالروح لا بالقدرة المادية). (1) .
 
الحرية التي كان يتعامل بها الامام الصادق سبقت عهده وعصره بمئات السينين حيث كان العلماء يعيشون في رعب من أي قول مخالف للكنيسة وهذا الحال كان اوروبا والعالم والارض. كانت البشرية تعيش في قسوة متناهية وأي رأي مخالف لللوك والجمومات والكهنة ومخالف كذلك إلى رجال الدين كان الحكم بالموت حاضر لكل من يقول فكرة أو كلمه يشم منها روح مخالفة للكنائس الحاكمة أو الحكام المسلطون على رقاب شعوبهم.
 
في ذلك الزمان قبل أكثر من الف ومئتين عام . كان الامام الصادق غاية الانفتاح على كل رأي يناقش الجميع مهما كان الرأي مخالف بل وقدم دروس في الحوار حتى مع الملحدين والكافرين والزنادقة. 
 
كان بإمكان الامام الصادق أن يكون مع السلطة ويفتي بتكفير أي رأي مخالف كما يفعل الكثير من وعاظ السلاطين.   
 
(وبعدما تخلصت القارة الأوربية من متاعب العصور الوسطى وظلمات الجهل، عاشت ألف سنة بعد الإمام الصادق (عليه السلام) وهي لا تملك حرية الاعتراض في مسائل الدين، أو حتى التساؤل حولها، فإن حدث في دولة من دول أوربا اللاتينية (فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال) أن سولت لأحد نفسه أن ينتقد موضوعاً من موضوعات المذهب الكاثوليكي، لنزلت به العقوبات الصارمة، فكيف به إذا جرؤ على انتقاد أصل من أصول الدين المسيحي؟
 
أمثلة مرعبة من القمع الفكري في القرون الوسطى. 
 
حرق القس الإيطالي جيوردانو برونوـ حيا حتى الموت.
 
( لقد قضي على القس الإيطالي (برونو) بالموت حرقاً، ولم يكن ذنبه إلا قوله: ( إن الإنسان متى بلغ سن الرشد، تكونت لديه آراء تتفق مع عقله واستنباطه في شأن الحياة والدنيا) ، وعلى بساطة هذه النظرية وواقعيتها، انقض عليه المتزمتون والتقليديون، فرموه بالهرطقة والكفر، ثم قتلوه بإلقائه في النار حياً.
 
ومما يذكر أن القس برونو هنا ـ واسمه الكامل جيوردانو برونوـ عاش في أواخر القرن السابع عشر، وكان عمره عند إحراقه في عام 1600 ميلادية 52 سنة. وقد أنفق حياته كلها في إغاثة الملهوفين ومساعدة الفقراء والمعوذين ومعالجة المرضى المعدمين، وكانت لذته الوحيدة إرهاق نفسه إسعاداً للآخرين وتخفيفاً لآلام المحتاجين، شأنه في ذلك شأن النحلة (الشغالة) التي تكد وتتعب في جمع الطعام لأترابها من النحل.
 
ويقال إنه كان يدع بابه مفتوحاً حيثما حل، ليطرقه من يشاء من السائلين ليلاً ونهاراً، وإنه كان يلبي كل حاجة معقولة للآخرين، ولم يكن يرفض لأحد طلباً أو سؤالاً، ولكن كل هذا لم يشفع لهذا القسيس المنتمي إلى الكنيسة الدومينيكية، فقتل شر قتلة.
 
وقد رسم الشاعر الفرنسي الأشهر (فيكتور هيجو) في كتابه المعروف (البؤساء) صورة قسيس من خيار رجال الدين، أطلق عليه اسم (بينونو) رامزاً بذلك إلى (برونو).
 
وفي اليوم المحدد لتنفيذ حكم الإحراق في برونو في الساحة الكبيرة لمدينة البندقية، جندت السلطة قوة عسكرية ضخمة لتحول بين المشاهدين وبين مكان تنفيذ الحكم.
 
وعندما علق (برونو) مصلوباً على خشبة الإعدام، وتحته كميات كبيرة من الحطب والمواد المحرقة، تعالى نحيب الواقفين وعويلهم، وانبعث صراخهم تلقاء هذا المنظر، فعجل الجلاد بإشعال النار للانتهاء من تنفيذ الحكم قبل أن تنفجر ثورة الفقراء والمعوزين احتجاجاً على هذا الحكم الفظيع ، ووسط اللهب المتصاعد اختنق صوت برونو وانطفأت شعلة حياته ، ولم ينقذه من هذا المصير المروع رصيده الباذخ في خدمة الإنسان والإنسانية.
 
كان هذا الحكم صادراً من محاكم التفتيش العقائدية اعتبرت برونو خارجاً على الدين لقوله إن الإنسان متى بلغ سن الرشد، كون لنفسه عقيدة حول الدنيا والحياة تتفق مع عقله واستنباطه. وفي رأي هذه المحاكم أن المسيحي متى بلغ سن الرشد، تقبل دون نقاش ما تصوره له الكتب المقدسة بعهديها القديم والجديد، ورفض كل ما يخالف ذلك من نوازع عقله وتفكيره.
 
وقيل في حكم المحكمة إن برونو خارج على الدين لأن الشيطان حل فيه، ولابد من إحراقه لإخراج الشيطان منه.
 
أما في الإسلام، فقد بلغت حرية الرأي والبحث في جميع أمور الدين والعلوم حداً أتاح لرجل مثل (ابن الراوندي) أن يظهر وأن يطالع الناس بآرائه الجريئة التي نتناولها في الفصل التالي.
 
ومما يذكر أن القس برونو هنا ـ واسمه الكامل جيوردانو برونو ـ عاش في أواخر القرن السابع عشر).(2) 
 
ملاحظة الذي شارك في كتابة كتاب (الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب)علماء في مختلف المجالات العلمية الطبيعية المادية، وهم ليسوا من المسلمين. 
 
وقفة مع غاليلي غاليلو : 
( وبعد أن توفي البابا بولس الخامس، وخلفه البابا أربان الثامن، (وكان من أصدقاء العالم غاليلو) ، ظنّ غاليلو أن العهد الجديد سيكون عهد تساهل ، فوضع كتابا على نمط محاورة بين ثلاثة أشخاص: أحدهم يمثل رأي كوبرنيكوس، والثاني يمثل رأي أرسطوطاليس وبطليموس، والثالث يُدير المناقشة، وجعل الغلبة لرأي كوبرنيكوس، وقد قضى غاليلو ست سنوات في تأليف هذا الكتاب الذي اسماه (حوار حول النظامين العالميين الرئيسيين)، وفي هذا الكتاب اورد غاليلو كل الحجج المؤيدة لنظرية كوبرنيكوس. 
صودر الكتاب، وأُستدعيَ غاليلو للمحاكمة، وأمام مجمع الكرادلة حكموا باعدامه وبإعدام مؤلفاته، ولكن نظراً لكبر سنه، واعتلال صحته، وإعلانه لتوبته ، اكتفت المحكمة بسجنه في ديوان التفتيش طول عمره، بعد أن يشجب أمام الجمهور وجهة نظره وهي أن الأرض تدور حول الشمس .. وقد قام العالم البالغ من العمر 69 عاماً بهذا التصريح أمام الجمهور ، ثم خرج من المحكمة وهو يقول كلمته المعروفة : (ومع ذلك فهي تدور) ، وظل سجيناً في مدينة أركتيري الى ان توفي عام 1642م .(3)
 
وقفة مع توماس مور .
 
البوتوبيا) لفظة يونانية مركبة من مقطعين هما (يو) بمعنى (لا) و(توبوس) بمعنى (مكان)، أي (اللامكان). وقد أطلق هذا الاسم على بلد خيالي نظام الحكم فيه مثالي. وقد جاء الفيلسوف الإنكليزي توماس مور، الوزير الأول لهنري الثامن ملك بريطانيا في النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي، وأخرج كتاباً عنوانه (اليوتوبيا) صور فيه مجتمعاً مثالياً يعيش جميع أفراده على مستوى واحد من حيث الإمكانيات المادية والحياة المرفهة. ومن المفارقات العجيبة أن توماس مور هذا حكم عليه بالإعدام في بريطانيا العظمى وهو في الخامسة والتسعين من عمره، وفصل رأسه عن جسمه في سنة 1535م.(4)
  
حديث الإمام الصادق(ع) مع الملحدين.
 
كان ابن أبي العوجاء يوماً هو وعبد الله بن المقفع في المسجد الحرام ، فقال ابن المقفع : ترون هذا الخلق، وأومأ بيده إلى موضع الطواف. ما منهم أحد أوجب له اسم الإنسانية إلا ذلك الشيخ الجالس يعني أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام)، أما الباقون فرعاع وبهائم.
 
فقال ابن أبي العوجاء: وكيف أوجب هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء؟.
 
فقال: لأني رأيت عنده ما لم اره عندهم.
 
فقال أبن أبي العوجاء: لا بد من اختبار ما قلت فيه منه.
 
فقال ابن المقـفع: لا تفعل، فإني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك.
 
فقال: ليس ذا رأيك، لكن تخاف أن يضعف رأيك عندي في احلالك إياه هذا المحل الذي وصفت.
 
فقال ابن المقفع: أما إذا توسمت علي، فقم إليه وتحفظ من الذل، ولا تثن عنانك إلى استرسال فيسلمك إلى عقال.
 
فقام أبن أبي العوجاء إلى الصادق (عليه السلام) فلما رجع منه قال: ويلك يا أبن المقفع، ما هذا ببشر، وإن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ظاهراً، ويتروح إذا شاء باطناً، فهو هذا.
 
فقال له: كيف ذلك؟
 
فقال: جلست إليه، فلما لم يبق عنده أحد غيري، ابتداني فقال: إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء، وهو على ما يقولون ـ يعني أهل الطواف ـ فقد سلموا وعطبتم، وإن يكن الأمر كما تقولون وليس هو كما تقولون، فقد استويتم وهم.
 
فقلت: يرحمك الله، وأي شيء نقول، وأي شيء يقولون؟ ما قولي وقولهم إلا واحد.
 
فقال: وكيف يكون قولك وقولهم واحد، وهم يقولون إن لهم معاداً وثواباً وعقاباً، ويدينون يأن للسماء إلهاً وإنها عمران، وأنتم تزعمون ان السماء خراب ليس فيها أحد.
 
قال: فأغتنمتها منه، فقلت له: ما منعه إن كان الأمر كما يقولون أن يظهر لخلقه يدعوهم إلى عبادته حتى لا يختلف فيه اثنان. ولم يحتجب عنهم، ويرسل إليهم الرسل، ولو باشرهم بنفسه كان أقرب إلى الإيمان به؟
 
فقال لي: ويلك كيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك، نشوك بعد أن لم تكن، وكبرك بعد صغرك، وقوتك بعد ضعفك، وضعفك بعد قوتك، وسقمك بعد صحتك، وصحتك بعد سقمك، ورضاك بعد غضبك، وغضبك بعد رضاك، وحزنك بعد فرحك، وفرحك بعد بغضك، وبغضك بعد حبك، وعزمك بعد إنابت، ورغبتك بعد رهبتك، ورهبتك بعد رغبتك، ورجاؤك بعد يأسك، ويأسك بعد رجاؤك، وخاطرك لما لم يكن في وهمك وغروب ما أنت معتقده عن ذهنك).(5)
 
يشرح هذا الحديث قول الامام علي والامام الحسين (عليهما السلام) :
 
عرفت الله بنقض العزائم وفسخ الهمم. (6)
 
والمعنى أن الله (تعالى شأنه) موجود داخل نفس الانسان حين يعقد العزم على عمل ثم يغير رأيه ويتبدل مزاجه وروحيته ، وهولا يدري لماذا. 
 
وقال الإمام الحسين (ع) في دعاء له:
 
الهي متى غبت حتى  تحتاج الى دليل يدل عليك؟ ومتى بعدت حتى تكون الاثار هي التي توصل اليك
عميت عين لا تراك عليها رقيبا , وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا مفاتيح الجنان عباس القمي باب الزيارات والأدعية. (7) 
 
وقال  الامام علي عليه السلام في حديث عن الله تعالى ونفي الصفات عنه 
 
اول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشاهدة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة فمن وصف الله فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله ومن جهله فقد أشار إليه ومن أشار إليه فقد حده ومن حده فقد عده ومن قال فيم فقد ضمنه ومن قال علام فقد أخلى منه. نهج البلاغة.(8)
 
الامام الصادق يشرح أسباب المصائب والكوارث الطبيعية 
 
اذا فشت أربعة ظهرت أربعة : اذا فشا الزنا ظهرت الزلازل، وإِذا اُمسكت الزكاة هلكت الماشية، وإِذا جار الحاكم في القضاء اُمسك القطر من السماء، وإِذا خفرت الذمّة نصر المشركون على المسلمين. (9)
 
لماذا لا يستجاب الدعاء؟ 
 
قال قوم للإمام الصادق عليه السلام : ندعوا فلايستجاب لنا. قال : لأنكم تدعون من لا تعرفونه. (10)
 
ومن كلام  للإمام (ع) من عرف نفسه فقد عرف ربه ، وقال عليه السلام (غاية المعرفة أن يعرف المرء نفسه) ، وقال علي عليه السلام : (المعرفة بالنفس غاية المعرفة). (11)
 
إذن المشكلة في معرفتنا انفسنا ، فإن كنا لا نعرف انفسنا كيف نعرف ربنا. 
 
  تعامل الامام (ع) مع المشركين. 
 
كان للإمام صديق لا يكاد يفارقه ، فغضب يوماً على عبده وسبه قائلاً : أين كنت يا ابن الفاعلة !! فلما سمع أبو عبد اللـه دفع يده فصك بها جبهة نفسه . ثم قال : سبحان اللـه تقذف أمه ، قد كنت أرى لك ورعاً . 
 
  
 
فقال الرجل : جعلت فداك إن أمه أمة مشركة ، فقال (ع) : أما علمت أن لكل أمة نكاحاً .(12) 
 
  
 
وهذا الحديث الذي يرويه السيد محمد تقي المدرسي  يظهر أن للمشرك كرامة الانسان باعتبار حرية الرأي واصل الخلقة الانسانية عند الإمام الصادق (ع) لقول الامام (ع)  أن لكل أمه نكاحا ، أي زواجا .
 
النقصود ، وإن كانت مشركة . فلا يجوز المس بشرفها.
 
مقدمات شهادة الإمام الصادق (ع). 
 
روى الفضل بن الربيع عن أبيه ، فقال : دعاني المنصور ، فقال : إن جعفر بن محمد يلحد في سلطاني ، قتلني الله إن لم أقتله. فأتيته، فقلت: أجب أمير المؤمنين. فتطهّر ولبس ثياباً جدداً. فأقبلت به ، فاستأذنت له فقال : أدخله ، قتلني الله إن لم أقتله . فلما نظر إليه مقبلا ، قام من مجلسه فتلقّاه وقال: مرحباً بالتقيّ الساحة البريء من الدغل والخيانة، أخي وابن عمي. فأقعده على سريره، وأقبل عليه بوجهه، وسأله عن حاله، ثم قال  :
سلني حاجتك ، فقال (عليه السلام): أهل مكّة والمدينة قد تأخّر عطاؤهم، فتأمر لهم به .
قال: أفعل ، ثم قال: يا جارية ! ائتني بالتحفة فأتته بمدهن زجاج ، فيه غالية، فغلّفه بيده وانصرف فأتبعته ، فقلت:
يابن رسول الله! أتيت بك ولا أشك أنه قاتلك ، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول، فما هو؟
قال : قلت : «اللّهم احرسني بعينك التي لاتنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واحفظني بقدرتك عليّ ، ولا تهلكني وانت رجائي.
 
قال شهاب بن عبد ربّه : قال لي أبو عبدالله (عليه السلام): كيف بك إذا نعاني إليك محمد بن سليمان؟ قال: فلا والله ما عرفت محمد بن سليمان من هو. فكنت يوماً بالبصرة عند محمد بن سليمان، وهو والي البصرة إذ ألقى إليّ كتاباً، وقال لي: يا شهاب، عظّم الله أجرك وأجرنا في إمامك جعفر بن محمد. قال: فذكرت الكلام فخنقتني العبرة.
ب ـ أخبر الإمام (عليه السلام) المنصور بدنوّ أجله لمّا أراد الطاغية أن يقتله فقد قال له: ارفق فوالله لقلّ ما أصحبك. ثم انصرف عنه، فقال المنصور لعيسى بن علي: قم اسأله، أبي أم به؟ ـ وكان يعني الوفاة ـ .
فلحقه عيسى ، وأخبره بمقالة المنصور، فقال (عليه السلام): لا بل بي. وتحقّق ما تنبّأ به الإمام (عليه السلام)   فلم تمضِ فترة يسيرة من الزمن حتى وافته المنية.
كان الإمام الصادق (عليه السلام) شجي يعترض في حلق الطاغية الدوانيقي، فقد ضاق ذرعاً منه، وقد حكى ذلك لصديقه وصاحب سرّه محمد بن عبدالله الاسكندري.
يقول محمد: دخلت على المنصور فرأيته مغتمّاً، فقلت له: ما هذه الفكرة؟
فقال: يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة (عليها السلام) مقدار مائة ويزيدون ـ وهؤلاء كلهم كانوا قد قتلهم المنصور ـ وبقي سيّدهم وإمامهم.
فقلت: من ذلك؟
فقال: جعفر بن محمد الصادق.
وحاول محمد أن يصرفه عنه، فقال له: إنه رجل أنحلته العبادة، واشتغل بالله عن طلب الملاك والخلافة. ولم يرتض المنصور مقالته فردّ عليه: يا محمد قد علمتُ أنك تقول به، وبإمامته ولكن الملك عقيم.
وأخذ الطاغية يضيّق على الإمام، وأحاط داره بالعيون وهم يسجّلون كل بادرة تصدر من الإمام، ويرفعونها له، وقد حكى الإمام (عليه السلام) ما كان يعانيه من الضيق، حتى قال: «عزّت السلامة، حتى لقد خفي مطلبها، فإن تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول، فإن طلبت في الخمول فلم توجد فيوشك أن تكون في الصمت، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها». لقد صمّم على اغتياله غير حافل بالعار والنار، فدسّ اليه سمّاً فاتكاً على يد عامله فسقاه به، ولمّا تناوله الإمام(عليه السلام) تقطّعت أمعاؤه وأخذ يعاني الآلام القاسية، وأيقن بأن النهاية الأخيرة من حياته قد دنت منه. ولمّا شعر الإمام(عليه السلام) بدنوّ الأجل المحتوم منه أوصى بعدّة وصايا كان من بينها ما يلي:
 
 
أ ـ إنه أوصى للحسن بن علي المعروف بالأفطس بسبعين ديناراً، فقال له شخص: أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة؟ فقال (عليه السلام) له: ويحك ما تقرأ القرآن؟! (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل، ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب). لقد أخلص الإمام (عليه السلام) كأعظم ما يكون الإخلاص للدين العظيم، وآمن بجميع قيمه وأهدافه، وابتعد عن العواطف والأهواء، فقد أوصى بالبرّ لهذا الرجل الذي رام قتله لأن في الإحسان اليه صلة للرحم التي أوصى الله بها.
ب ـ إنه أوصى بوصاياه الخاصّة، وعهد بأمره أمام الناس الى خمسة أشخاص: وهم المنصور الدوانيقي، ومحمد بن سليمان، وعبدالله، وولده الإمام موسى، وحميدة زوجته.
وإنما أوصى بذلك خوفاً على ولده الإمام الكاظم (عليه السلام) من السلطة الجائرة، وقد تبيّن ذلك بوضوح بعد وفاته، فقد كتب المنصور الى عامله على يثرب، بقتل وصي الإمام ، فكتب إليه: إنه أوصى الى خمسة، وهو أحدهم ، فأجابه المنصور: ليس الى قتل هؤلاء من سبيل.
ج ـ إنه أوصى بجميع وصاياه الى ولده الإمام الكاظم (عليه السلام) وأوصاه بتجهيزه وغسله وتكفينه، والصلاة عليه، كما نصبه إماماً من بعده، ووجّه خواصّ شيعته إليه وأمرهم بلزوم طاعته.
د ـ إنه دعا السيّدة حميدة زوجته، وأمرها باحضار جماعة من جيرانه، ومواليه، فلمّا حضروا عنده قال لهم: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة...». وأخذ الموت يدنو سريعاً من سليل النبوة، ورائد النهضة الفكرية في الإسلام، وفي اللحظات الأخيرة من حياته أخذ يوصي أهل بيته بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، ويحذّرهم من مخالفة أوامر الله وأحكامه، كما أخذ يقرأ سوراً وآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى النظرة الأخيرة على ولده الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ، وفاضت روحه الزكية الى بارئها. لقد كان استشهاد الإمام من الأحداث الخطيرة التي مُني بها العالم الاسلامي في ذلك العصر، فقد اهتزّت لهوله جميع ارجائه، وارتفعت الصيحة من بيوت الهاشميين وغيرهم وهرعت الناس نحو دار الإمام وهم ما بين واجم ونائح على فقد الراحل العظيم الذي كان ملاذاً ومفزعاً لجميع المسلمين. وقام الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وهو مكلوم القلب، فأخذ في تجهيز جثمان أبيه، فغسل الجسد الطاهر، وكفّنه بثوبين شطويين كان يحرم فيهما، وفي قميص وعمامة كانت لجدّه الإمام زين العابدين(عليه السلام)، ولفّه ببرد اشتراه الإمام موسى (عليه السلام) بأربعين ديناراً وبعد الفراغ من تجهيزه صلّى عليه الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) وقد إأتمَّ به مئات المسلمين. وحمل الجثمان المقدّس على أطراف الأنامل تحت هالة من التكبير، وقد غرق الناس بالبكاء وهم يذكرون فضل الإمام وعائدته على هذه الاُمة بما بثّه من الطاقات العلمية التي شملت جميع أنواع العلم. وجيء بالجثمان العظيم الى البقيع المقدّس، فدفن في مقرّه الأخير بجوار جدّه الإمام زين العابدين وأبيه الإمام محمد الباقر (عليهما السلام) وقد واروا معه العلم والحلم، وكل ما يسمّو به هذا الكائن الحيّ من بني الإنسان. 
 
(ولادته)
 
ومضى أبو عبدالله؛ جعفر بن محمد، الصادق عليه السلام وهو ابن خمسٍ وستين سنةً، في عام ثمانيةٍ وأربعين ومائةٍ.
وكان مولده سنة ثلاثٍ وثمانين من الهجرة. (وكان مقامه مع جدّه اثنتي عشرةَ سنةً.
ومع أبيه ـ بعد مضيّ جدّه ـ تسع عشرة سنةً.
وبعد أبيه أربعاً وثلاثين سنةً)(13)
 
---------------------------------------------------------------
 
  
 
وفاته
 
وقيل : كانت وفاته عليه السلام في الخامس والعشرين من شّوال.
 
وقيل :في النصف من رجب، والأوّل هو المشهور، واتّفق المؤرّخون من الفريقين على أن وفاته كانت عام 148 كما قلنا.
 
كما اتّفق مؤلفو الشيعة على أن المنصور اغتاله بالسمّ على يد عامله بالمدينة، وقيل أن السّم كان في عنب كما ذكر ذلك الكفعمي في المصباح.
 
وذكر بعض أهل السنّة أيضاً موته بالسمّ، كما في «إِسعاف الراغبين» و« نور الأبصار» و« تذكرة الخواص» و«الصواعق المحرقة» وغيرها.
 
رسول الله (ص) يتنبأ بالظلم على آله من بعده. 
 
(إنّا أهلُ بيت اختارَ اللهُ لنا الآخرة على الدنيا، وإنّ أهلَ بيتي سَيَلْقَوْنَ بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتّى يأتيَ قومٌ مِن قِبَل المشرِقِ معهُم راياتٌ سـود ، فيسألونَ الخيرَ فلا يُعْطَوْنَهُ ، فَيُقاتِلونَ فَيُنصَرونَ فَيُعْطَوْنَ ما سألوا فلا يَقْبَلُونَهُ ، حتّى يدفعوها إلى رَجُل مِن أهلِ بَيتي فيملأها قِسطاً كما ملأوها جوراً ، فمَن أدركَ ذلك منكم فَلْيَأتِهِم ولو حَبْواً على الثّلج.(15)
 
وصايا عند الموت.
 
ولمّا كاد الإمام الصادق أن يلفظ النفس الأخير من حياته أمر أن يجمعوا له كلّ مَن بينه وبينهم قرابة، وبعد أن اجتمعوا عنده فتح عينيه في وجوههم فقال مخاطباً لهم : إِن شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة.
 
وهذا يدلّنا على عظم اهتمام الشارع الأقدس بالصلاة ، فلم تشغل إِمامنا عليه السلام ساعة الموت عن هذه الوصيّة ، وما ذاك إِلا لأنه الإمام الذي يهمّه أمر الاُمة وإِرشادها الى الصلاح حتّى آخر نفس من حياته ، وكانت الصلاة أهم ما يوصي به ويلفت اليه.
 
وأحسب إِنما خصّ أقرباءه بهذه الوصيّة ، لأن الناس ترتقب منهم الإصلاح والإرشاد فيكون تبليغ هذه الوصيّة على ألسنتهم أنفذ، ولأنهم عترة الرسول فعسى أن يتوهّموا أن قربهم من النبي وسيلة للشفاعة بهم وإِن تسامحوا في بعض أحكام الشريعة، فأراد الصادق أن يلفتهم الى أن القرب لا ينفعهم ما لم يكونوا
 
 
قائمين بفرائض اللّه.
 
وكانت زوجته اُمّ حميدة تعجب من تلك الحال وأن الموت كيف لم يشغله عن الاهتمام بشأن هذه الوصيّة، فكانت تبكي اذا تذكّرت حالته تلك.
 
وأمر أيضاً وهو بتلك الحال لكلّ واحد من ذوي رحمه بصلة، وللحسن الأفطس بسبعين ديناراً، فقالت له مولاته سالمة : أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك ؟ قال : تريدين ألا أكون من الذين قال اللّه عزّ وجل فيهم : « والذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل ويخشون ربّهم ويخافون سوء الحساب » نعم يا سالمة إِن اللّه خلق الجنّة فطيّب ريحها، وإِن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاقّ ولا قاطع رحم. 
 
وهذا أيضاً يرشدنا الى أهميّة صِلة الأرحام بعد الصلاة وقد كشف في بيانه عن أثر القطيعة.
 
وما اكتفى عليه السلام بصِلة رحمه فقط بل وصل من قطعه منهم بل مَن همّ بقتله ، تلك الأخلاق النبويّة العالية.
 
أبيات شعرية رثائية شعبية في حق الامام الصادق والسيدة الكبرى زينب الحوارء في رثاء اخيها الامام الحسين عليهم السلام.  
 
يا گلب لمصاب جعفر تهدم       وانته  يا جفن هل دمعتك دم
ابـد  ما  جايز المنصور عنّه     لمن  بالسم تگاضه النذل منه
گعد عنده اوليده او جذب ونّه   او سالت دمعته والدمع عندم
 
يـالصادق يـسمونك وتنصاب   او مـآتم شيعتك تبني وتنصاب
 
او عليك ادموع تتجاره وتنصاب  أو بسمك كل بلد نصبوا عزيه
 
إليك جيت خويه ابهودة الليل      اشـرب  دمع واگبع بالعويل
واتـعـثر ابـين الـمچاتيل      او تميل الرزايا امنين ما ميل
يـحسين يـا حـد الزياجيل      صفينه حرم ما مش لنا اكفيل
 
كـفيل الحرم وجعان واعليل
 
نـايم اخـويه اشـولن نومه      او حر الشمس غير ارسومه
 
او  سـلبت بني أميه اهدومه
 
  
 
----------------------------------
 
مصادر ومراجع البحث 
 
1-  مقتطفات من كتاب الإمام الصادق في نظر علماء الغرب. الكتاب كتبه عشرون من علماء الغرب والشرق في مختلف المجالات العلمية..نقله إلى العربية نور الدين آل علي. 
 
2- نفس المصدر السابق.
 
3- د. أسامة شمس الدين عزيز الحاتم ، مجلة ديوان العرب ، 1 أيار (مايو) 2005.
 
4- مقتطفات من كتاب الإمام الصادق في نظر علماء الغرب. نقله إلى العربية نور الدين آل علي. 
 
5- مولي محمد صالح المازندراني ، شرح أصول الكافي جزء3،  ص، 18 .
 
6- تحقيق صبحي الصالح، نهج البلاغة.
 
7- الشيخ عباس القمي ، مفاتيج الجنان، زيارة عاشوراء. ص319 . طبعة بيروت دار التعارف 
 
8- شرح إبن أبي الحديد المعتزلي، نهج البلاغة.
 
9-  تأليف: العلامة الشيخ محمد الحسين المظفر / الإمام جعفر بن محمد الصادق/ الجزء الثاني.
10- المحدث الشيخ الصدوق توفي  381 هجري ، كتاب التوحيد ، تحقيق السيد هاشم الحسيني الطهراني دارالمعرفة، بيروت  ص 288.
11-  كتاب التوحيد ، دروس العلامة السيد كمال الحيدري ، تقرير جواد كسار، جزء -1- ص 16،  نقلاً عن كتاب الدرر والغرر للشيخ الآمدي. 
 
12- كتاب الامام الصادق قدوة واسوة ، آية الله محمد تقي المدرسي.
 
13-هذه القصة بمثلها أو ما يشبها جاءت في عدة مصادر تأريخية منها هذه القصة نقلا عما ورد في كتاب اعلام الهداية:  موقع 14 معصوم (الإمام جعفر الصادق ع) ، وجائت في بحار الأنوار ومصادر عديدة أخرى. 
 
-14- كتاب تاريخ أهل البيت عليهم السلام : تحقيق السيد محمد رضا الحسيني « مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث، ص 81.
 
15- رواه ابن ماجة في سننه (4082) ، والحافظ الذهبي في السير (6/132).
 
---------- 
 
ملاحظة : من اراد التحقق من تاريخ الطباعة ودار النشر ومدينة ودولة الطباعة بامكانه الاتصال على الايميل الخاص بي.  
 
 
 
علي القطبي الموسوي
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي القطبي الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/04



كتابة تعليق لموضوع : الإمام الصادق حالة حضارية سبقت عصرها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : ناصر العيساوي من : الناصرية ، بعنوان : الامام الصادق في ( ع ) في ذكرى شهادته في 2010/10/05 .

السلام على صادق علوم الدين
السلام على الحق الصادق
عظم الله اجورنا واجوركم جميعا



• (2) - كتب : ابو علي من : العراق ، بعنوان : عظم الله اجوركم في 2010/10/05 .

نعزي الرسول الأكرم وآل بيته الطيبين الاطهار و نعزي صاحب العصر والزمان بهذه الفجيعة عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد ابا عبد الله الصادق سلام الله عليه

شكرا لكم سيدنا على هذا المقال
جزاكم الله كل خير عن جدكم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net