صفحة الكاتب : علاء كرم الله

تقبيل اليد بين قدسية رجل الدين وهيبة الرتبة العسكرية!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بعد الأحتلال الأمريكي الغاشم  للعراق عام 2003 وظهور أحزاب الأسلام السياسي  بشكل لافت على مسرح الأحداث وقيادتهم لدفة البلاد، لم تعد لرجل الدين وعمامته أيا كان شكلها وأيا كان مذهبه، تلك الهيبة والأحترام بين الناس،كالتي كان يحظى بها من قبل أستثناء من قلة قليلة منهم يعدون على أصابع اليد!، عندما كان رجل الدين يمثل للناس كل صور النقاء والطهر والشرف والنزاهة والتقوى ومخافة الله
فقد كشفت بهرجة السلطة والمنصب والجاه والمال حقيقتهم وزيف كل ما يدعون من طروحات أسلامية ودينية، بعد ان تجاوزوا على كل المحرمات وأرتكبوا كل المعاصي وأكلوا مال اليتيم والفقير قبل أن ينهبوا المال العام، حتى خرج المتظاهرون عليهم بشعار(بأسم الدين باكونه الحرامية)، فلم يكونوا قادة هذه الأحزاب الأسلامية ألا لصوص من درجة خمس نجوم!!!
صدمة العراقيين بأحزاب الأسلام السياسي وقادتهم كانت كبيرة حتى أن البعض منهم تمنى أن يبقوا على عماهم! حتى لا يأتي هذا اليوم الذي يكتشفوا به مثل هذه الحقيقة المفجعة والمخجلة عن رجالات الدين وقادة الأحزاب الدينية!؟.
بالمقابل لم تعد لصورة الجيش العراقي الحالي بكل صنوفه، وبكل منتسبيه من ضباط ومراتب وبمختلف الرتب، تلك الهيبة التي عرف عنها منذ تأسيسه عام 1921 حيث كان يقال عن الجيش العراقي وضباطه( أذا أردت ان تكون آلها تعبد فكن ضابطا في الجيش العراقي)!
حيث نخرت الجيش العراقي الحالي آفة ودودة الفساد، ولم يسلم كبقية مؤسسات الدولة من سرطان المحاصصة السياسية والطائفية والقومية!،بعد أن فقد عقيدته القتالية وأصابه الترهل من كثرة منتسبيه وأعيته كثرة (الضباط الدمج)! الذين يمثلون وصمة الخزي والعار في سفر وتاريخ  هذا الجيش وكذلك الرتب العسكرية العليا! التي أعطيت لكل من هب ودب لضباط لا تتناسب لا مع كفاءتهم العسكرية ولا حتى مع أعمارهم!؟.
فقد نشرت صحيفة (الجورنال) العراقية بعددها (86) بتاريخ 29/3/2016 بصفحتها الثانية، خبرا (عن توبيخ شفوي صدرمن مكتب رئيس الحكومة (العبادي) موجه الى الفريق الركن(محمد رضا)، آمر لواء حماية المنطقة الخضراء، على خلفية تقبيله يد السيد مقتدى الصدر!! أبان دخول الأخير المنطقة الخضراء للأعتصام).
المشهد حينها أثار جدلا كبيرا لدى الشارع العراقي وأستهجنه غالبية العراقيين، ومثلما لم يرض العراقيين على هذا الضابط برتبته العالية ( انا على يقين بأنه لم يأخذ هذه الرتبة العسكرية بأستحقاق)!!، وهو يؤدي التحية العسكرية وينحني ليقبل يد السيد مقتدى الصدر،
فأنه أيضا أنتقد السيد مقتدى الصدر! لأنه تقبل المشهد بأريحية وأبتسامة وزهو كبير ولم يحاول سحب يده!!!، بل أن صورة المشهد فتح شهية بقية الضباط والمراتب وكذلك شهية السيد مقتدى الصدر، حيث تقدم بقية الضباط والمراتب لآداء التحية للسيد مقتدى الصدر وتقبيل يده أو كتفه!!؟ أستثناء من ضابط واحد أو أثنين أكتفوا بأداء التحية العسكرية دون تقبيل اليد؟!.
وهنا لا بد من التذكير بأن الناطق العسكري السابق لوزارة الدفاع  الفريق الركن (محمد العسكري) قد أقيل من منصبه، لأنه في أحد اللقاءات التي أجرتها أحدى الفضائيات بالنجف الأشرف مع المحافظ، تصرف الفريق الركن(محمد العسكري) تصرفا لا يليق به   ولا برتبته العسكرية؟ عندما أخذ (المايك) بدلا من الأعلامي وأجرى اللقاء مع المحافظ!( يعني شيء من اللواكة )! كما يقال في لهجتنا البغدادية الدارجة
المنظر حينها أثار الكثير من الأستغراب والأنتقاد في الشارع العراقي ، مما حدى بوزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة حينها، أقالته من منصبه وأحالته الى دائرة المحاربين!، ومن الطبيعي أن لا رئيس الحكومة (العبادي) بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة، ولا وزير الدفاع(العبيدي) يمكن أن يقيلوا آمر لواء حماية المنطقة الخضراء! على خلفية تصرفه المعيب بحق صورة الضابط العراقي، لانه قبل يد السيد مقتدى الصدر!!؟.
صورة المشهد برمته (ضابط برتبة كبيرة يقبل يد زعيم ديني وسياسي) تجرنا للحديث عن واقع جيشنا العراقي الحالي بكل صنوفه وضباطه ومراتبه الذي  فقد الكثيرمن هيبته وبريقه بعد الأحتلال الأمريكي الغاشم للعراق، أضافة الى فقده للضبط العسكري والعقيدة القتالية ، فلا نجد في كل الرتب العسكرية أية هيبة أو قيمة تذكر؟!!، والفريق الركن في الجيش العراقي الحالي في نظر الناس، لا يعادل هيبة وقوة وكبرياء ضابط برتبة نقيب أو حتى ملازم أول!!  في الجيش العراقي أبان فترة الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي!!؟.
أخيرا نقول: أذا أرتضى السيد مقتدى الصدر أن يمد يده ليقبلها الضباط والمراتب، كنى نتمنى بنفس الوقت  من الفريق الركن (محمد رضا) آمر لواء حماية المنطقة الخضراء، ان لا يرتضي على نفسه ذلك وأن يحفظ هيبته الشخصية وهيبة الرتبة العسكرية التي يحملها!؟
وكذلك نقول للسيد مقتدى الصدر بقدر ما زاد أعجاب الناس بك وبثوريتك لقيادتك للمتظاهرين، بقدر ما أمتعظوا من تصرفك وأنت تمد يدك برضا كامل ليقبلها من يريد من ضباط ومدنيين؟!.
                      
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/18



كتابة تعليق لموضوع : تقبيل اليد بين قدسية رجل الدين وهيبة الرتبة العسكرية!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net