صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

مجرد كلام : هل نغفر لهم ؟
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يقول نيلسون مانديلا: " التسامح المطلق لايستلزم نسيان الماضي بالكامل"، ونحن شعب نعيش على اوجاع الماضي واورامه الخبيثة ولم نعد قادرين لاعلى النسيان ولاالتسامح فالوجع مازال يوخزنا والاورام تواصل استفحالها ونعجز عن استئصالها جذريا ..لهذا صدمنا برؤية نواب اشتهروا بالفساد والاجرام والتاريخ الاسود ضمن مااطلق عليه " ثورة النواب " الداعية الى محاربة المحاصصة والتخلص من هيمنة الكتل واحقاق الحق وتحقيق الاصلاح الفعلي فهل يغفر لهم اعتصامهم وجلوسهم على الأرض ورفضهم "وثيقة الشرف " ومحاولتهم اقالة رئيس البرلمان ومطالبتهم بتغيير الرئاسات الثلاث مااقترفوه بحق الشعب من جرائم وفساد وتجاهل وانشغال بمصالحهم وولاء لكتلهم ؟..
اسئلة عديدة تطن في رؤوس العراقيين كالذباب ..كيف انتفض النواب على كتلهم التي تعتاش على المحاصصة وصار من جاء بفضلها يدعو الى (التكنوقراط ) والاختيار على اساس الكفاءة، وهل يكفي يوم وليلة ليتحول المالكي الذي كان مناهضا لاعتصام السيد مقتدى الصدر مع الشعب امام المنطقة الخضراء ويعتبره مخلا بالعملية السياسية وسياقات الدستور الى مؤيد لاعتصام النواب وتغيير الرئاسات الثلاث ..ماالذي دعا علاوي للالتحاق بالمعتصمين..كيف صحا ضمير مشعان الجبوري فجأة ليصبح رجل الاصلاح والثورة..ماالذي حول صاحبة المعادلة الطائفية المشهورة(سبعةxسبعة ) الى نائبة ثورية تدعو الى التغيير ونبذ المحاصصة وتطالب بالشراكة وفق الكفاءة ..قد يبرر ذلك رغبة البعض بالظهور وركوب الموجة قبل ان يجرفهم التيار.. اما نحن ، فلن نقدر حاليا على فهم مقاصدهم لنسامحهم ونؤيدهم لكننا قد نغفر لهم يوما لو عرفنا كل الحقائق ووجدنا اجوبة لكل الاسئلة وتخلصنا من طنين الذباب ولواقنعونا ان هناك معجزات قد تحصل في عالم العجائب والغرائب الذي نعيشه في العراق فيتحول الانتهازي الذي وصل الى قبة البرلمان بالوصولية ورشوة المنتخبين والتشبث بالاحزاب والكتل الى وطني مستقل يضحي بكل شيء من اجل بلده وشعبه ...
بعض هؤلاء النواب لايمثلون الشعب الذي خرج بشكل عفوي بعد اعتصامهم لاليؤيدهم بل ليقول انه الأحق بالمطالبة بحقوقه ، فهو الذي عاش الحرمان والفقر وضحى بدماء ابنائه ومستقبلهم ليرفع هؤلاء النواب على مقاعدهم وحين اكتشف انهم ليسوا سوى لصوص ومتزلفين فلن يصدق يوما انهم يعتصمون ضد اللصوص الاكبر ويصبح الشعب وهمومه همهم الأول والأكبر ..الشعب لم يعد يمتلك الثقة بمثل هذه السلوكيات فقد اكتشف تلوث رموزه الكبيرة التي انتخبها ولن يمكنه تصديق مايبدر عن ذيولها الصغيرة الا اذا كانت الانتفاضة على الولاء للكتل والتأثيرات الاقليمية حقيقية وتوحد نواب من طوائف وقوميات ومذاهب مختلفة على المناداة بنفس الاهداف دون محاصصة او مكاسب شخصية ..عندذلك فقط يمكن ان نغفر لهم ونراقب خطواتهم المقبلة ..ولكن ..بحذر ..
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/18



كتابة تعليق لموضوع : مجرد كلام : هل نغفر لهم ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net