صفحة الكاتب : رشيد السراي

إقالة رئيس مجلس النواب بداية الحل أم تأزيم للأزمة أكثر؟
رشيد السراي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أبدأ بالخبر الغريب ولعله خطأ من وسائل الإعلام أو ربما من القائل نفسه حيث صرح عدنان الجنابي-رئيس السن وفقاً للمعتصمين وواقعاً هو رئيس السن السني- لوسائل الإعلام إن جلسة إقالة سليم الجبوري عقدت حسب المادة 11 من الدستور!

فعلى ماذا تنص المادة (11) من الدستور؟
تنص على التالي:
المادة (11): 
بغداد عاصمة جمهورية العراق!!
حتى لا يقول البعض إن هدفنا السخرية فقط وتأييد طرف دون طرف فأقول إنه بحسب تتبعي لا توجد مادة دستورية يمكن الركون لها بخصوص هذا الموضوع بشكل مباشر، ولكن لعل المقصود المادة (11) والمادة (12) من النظام الداخلي لمجلس النواب واللتان تنصان تباعاً على التالي:
المادة (11):
اولاً. في حالة تعذر قيام الرئيس أو نائبيه بمهامهم يتولى رئاسة المجلس من يتم انتخابه بشكل مؤقت بأغلبية الحاضرين للجلسة ذاتها.
ثانياً. يدعو الرئيس او النائبان مجتمعين الى عقد الجلسات بموجب برنامج الجلسة المتوافق عليه في هيأة الرئاسة.
ثالثاً. ترفع الجلسات بالتوافق او بأتفاق الرئيس مع احد النائبين.
المادة (12(:
أولاً: عند تقديم أحد أعضاء هيأة الرئاسة الاستقالة من منصبه تقبل بعد موافقة المجلس بأغلبية عدد أعضائه الحاضرين.
ثانياً: لمجلس النواب اقالة اي عضو من هيأة رئاسته وفق القانون.
ثالثاً: إذا خلا منصب رئيس المجلس أو أي من نائبيه لأي سبب كان ينتخب المجلس بالأغلبية المطلقة خلفاً له في أول جلسة يعقدها لسد الشاغر وفقاً لضوابط التوازنات السياسية بين الكتل.
 
أي إن النواب المصوتين اعتبروا قيام رئيس مجلس النواب ونائبيه بمهامها متعذراً وفق المادة (11) البند أولاً.
علماً إن التعذر هنا غير واضح ويتطلب تفسيراً من جهة مخولة وهي بالتأكيد المحكمة الاتحادية.
النصاب مكتمل مادام قد حضر بحدود 174 عضو من اصل 328 إن صح هذا الكلام لأن هناك أخبار تؤكد إن عدد الحضور لم يصل للنصاب القانوني ولكن المشكلة في إمكانية انعقاد الجلسة بدون رئيس مجلس النواب أو نائبيه وهم المخولون بذلك فقط وفق المواد 34 و 35 و36 من النظام الداخلي، والمشكلة الثانية في تسبيب الإقالة بل إنه لا توجد في نصوص القانون إقالة بل تعذر فقط!
ربما يمكن مقارنة إقالة رئيس مجلس النواب بإقالة رئيس الجمهورية كما في المادة 61 البند سادساً الفقرة ب والتي نصت على إن من ضمن اختصاصات مجلس النواب: "إعفاء رئيس الجمهورية، بالأغلبية المطلقة لعدد أعضاء مجلس النواب، بعد إدانته من المحكمة الاتحادية العليا، في إحدى الحالات الآتية:
1-    الحنث في اليمين الدستورية.
2-    انتهاك الدستور.
3-    الخيانة العظمى." 
ولكن ذلك يتطلب التسبيب المذكور في نص المادة.
على أية حال الموضوع فيه جدل قانوني وأرجح بنسبة كبيرة إن أحيل الأمر إلى المحكمة الاتحادية فإن حكمها سيكون لصالح رفض الإقالة وسواء تم رفض الإقالة أو قبلت فنحن أمام أزمات وليس حلول اعتقد ستستغرق وقت طويل إذا لم تتدخل جهات خارجية كما هو المعهود!
وبالمناسبة لا يستطيع اعضاء المجلس تجاوز المحاصصة في اختيار رئيس مجلس النواب لأن اختيار الرئيس الجديد مشروط بمراعاة ضوابط التوازنات السياسية بين الكتل كما ذكرنا سابقاً في نص المادة 12 من النظام الداخلي لمجلس النواب.
كان الله في عون العراقيين إذ إن مطلب الإصلاح إجمالاً واضح ولكن الطريق له وآلياته ونقاط الخلل التي ينبغي البدء منها لضمان مسيرة إصلاحية فعلية مختلف عليها وتتدخل بها المصالح والتقاطعات.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رشيد السراي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/15



كتابة تعليق لموضوع : إقالة رئيس مجلس النواب بداية الحل أم تأزيم للأزمة أكثر؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net