صفحة الكاتب : رضي فاهم الكندي

حاكمية الوعي و الوعي الغائب
رضي فاهم الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يصدر السلوك الواعي عن منظومةٍ معرفيةٍ ممنهجةٍ تجعل صاحبها في مصاف العقلاء ، و لا حاكميةَ لأحدٍ عليه سوى من يحتكم لدائرة العقل و العقلاء ، أما أن يغيبَ الوعي خلف كواليس الجهل ويتصدر الأخير المشهد ليتحكم في إرادة الموقف وتنتهي حكايتنا بسيادة الانسياق الجمعي وتٌغلَبُ العاطفة على نواميس العقل وتذوب الجماهير في شخصية القائد الرمز، وتنشغل به عن القيم التي يقدمها ، والكارثة كل الكارثة حينما ينصاع القائد خلف صوت العاطفة ويجذبه زبرجها ويطربه صدى نغمها ، ليكون مقودا بعد ما كان قائدا وتابعا بعد أن كان متبوعا ، ولامن موقف حكيم أو بصيرة نافذة أو رؤية يستشرف بها أنامل المستقبل .

وبغض النظر عن الأسماء المهم أن تناقش المسميات لأن المشكلة فيها وليس في الأسماء ، إذ إن الاهتمام و التركيز على الأسماء سيخرج الموضوع عن أصله ويكون خارج دائرة العلاج والنقاش وسيتحول النقاش إلى جدال ( لنا أٍسماؤنا ولكم أسماؤكم ) ، 
وفي حقيقة الأمر يبدو لي أن هذه الظاهرة موجودة في أغلب التيارات الدينية و السياسية ولاتخلو منها جهة إلا مارحم ربي ويزداد حضورها في الجهات ذات القيادة الرمزية التي تكون رمزا في نظر أتباعها .
والسبب الرئيس في وجودها قوة وضعفا بحسب درجة حضور الوعي لدى أتباعها من جهة وبدرجة حضورالعقلية الرسالية في شخصية الرمز من جهة أخرى ، فحينما يزداد الوعي لدى القاعدة الجماهيرية بالدور الرسالي الذي يقوم به القائد المتبَع تتعلق به وتتبعه لكنها تنصاع إليه ضمن دائرة العقل وهو ما يمنع انسياقها خلف العاطفة ويقف سدا منيعا أمام الانسياق الجمعي فلا تذوب في شخصية القائد على حساب مبادئها وقيمها وتكون حاكمة على القائد تراقبه وتقيمه ضمن هذه القيم والمباديء ، وحينما يكون القائد الرسالي واعيا لدوره ومدى تعلق القاعدة فيه يبدأ بالتأسيس لثقافة الوعي الرسالي بين أتباعه ويحول دون تغليب العاطفة عندهم في التعامل مع المواقف وهذا ما يستلزم منه الحضور المتواصل مع قواعده يتابع تصرفاتهم ويقدم الحلول لما يعترضهم من شبهات فتنمو وتكون في أحضان الوعي بعيدا عن الجهل .
ومن هنا ينبع الحب للقائد الرسالي ذلك الذي الحب الواعي الذي يدفع بالأتباع طاعة قائدهم دونما اعتراضٍ أو تردد ليجعلهم مسؤولين أمام الموقف يتخذون القرار المناسب في الموقف المناسب ، لا أن تكون تصرفاتهم مسيرة ومحكومة لعوامل خارجية فإذا بهم تراهم حميعًا وقلوبهم شتى ، وهكذا نحن في مسيرتنا مترددين بين حاكمية الوعي في سلوكايتنا و تغييبه في دهاليزٍ مظلمة ، والأولى حاكمية الإنسان على حساب البهيمية و الثانية لامكان للفكر والتفكر ونكتفي بقراءة الفاتحة عزاءً و تأبينا .م

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رضي فاهم الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/06



كتابة تعليق لموضوع : حاكمية الوعي و الوعي الغائب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net