صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

بين حوار الحضارات و تصادماتها متى يجيد العرب اللعب ...؟!
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 تزدهر فنون الالعاب الرياضية ان كانت جسدية او فكرية او مشتركة بينهما ، بدءا برياضة السباحة الى الشطرنج ، و من العاب الساحة والميدان الى الملاكمة و من العاب الهواء الى العاب الدومينو و المبارزة الى الالعاب الذهنية ... الخ عندما لا يمكن عزل هذه الالعاب عن تنظيم ساعات العمل و ساعات الفراغ و صلتهما بالمجتمعات . فاللعب ليس تسلية خاصة او نشاطا لا علاقة له بالانظمة وما تمتلكه من اهداف و تطبيقات عملية . الالعاب و منذ اقدم الازمنة برزت مع ( الصيد ) لانها قامت على المنطق و العقل و التأملات الفلسفية ! لكن العاب الصيد بدءا بصيد الاسود الى صيد الارانب ، و من صيد الطيور الى صيد الحيتان ، ومن صيد الثعالب الى صيد الافاعي ... الخ كلها لم تتقدم الا بتقدم التقنيات لان الاخيرة منذ البدء لا يمكن عزلها عن اهداف الناس ، و تطوير ادواتهة في العمل و في التفكير او في المجالين معا .
 
فهل اجاد العرب منذ نهاية الحرب العالمية الاولى (١٩١٤- ١٩١٧) مهارة اللعب لا على صعيد ما يحدث في ساحات اللعب و المهرجانات الدولية ، بل على صعيد موقعهم الانساني في عالم تزداد تصادماته وتحولاته و تداخلاته ....؟ 
 
لا لان مفهوم الصيد بالمعنى العام يقوم على قانون : الصياد - الطريدة او الغالب - و المغلوب فحسب ، بل على البرامج التي حكمت المجتمعات منذ التجمعات الزراعية الاولى وصولا الى مفهوم العالم الموحد تحت شعار القرية الصغيرة او اي مفهوم للعالمية حتى عصر العولمة - وما بعدها تأسست على ازدواجية او جدلية - قانون صراع المصالح تارة و على تكامل عمليات البناء ما بين المجتمعات البشرية تارة اخرى ! 
 
على ان الصراع برمته ليس مشهدا مسرحيا للتسلية ، كالاحتفاء بالمنتصرين في الالعاب الكبرى و كتابة التاريخ برؤية المتفوق في هذا الصراع فحسب بل هناك الجانب الاخر الذي يتراوى في العتمة ، و بعيدا عن التاريخ مع انه الاكثر قسوة و اهمالا عن النظر و القراءة ! 
 
فهل اجاد العرب خلال المائة عام الاخيرة اداء ادوارهم وهم يعيشون ويشهدون و يتأملون مايحدث لهم من مأزق ليس خاصة باحتلال اراضيهم او مجتمعاتهم او معتقداتهم حسب ، بل توغلت ابعد من ذلك كي تتحول القارة العربية الى مشاهد لا تحصى من التحولات و المتغيرات تركت اثرها العميق في هذا الذي نراه لا يعرف الاستقرار ... ام كان العرب لا يمتلكون الا القليل في مواجهة تقنيات العالم ...؟ حقا ان اقتران الكلمات بالعمل و العمل بالكلمات ليس معيارا للحكم على لاعبينا ، ان كانو قادة في الحكم او في المعارضة او كانو ضحايا قرون من السبات ، عبر ملايين عاشت خارج الحضارة و بعيدا عن حقوق الانسان فحسب ، بل غدا وحده يرتقي بالوعي لتجاوز له و العبث واضاعة الزمن ... نحو : قراءة و مراجعة قائمة على الأدلة و المنطق و الصدق و عدم الخداع ، و ليس على شعارات و الاناشيد و العاب الفضائيات !!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/05



كتابة تعليق لموضوع : بين حوار الحضارات و تصادماتها متى يجيد العرب اللعب ...؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net