صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

بين الاستبداد وبين الديمقراطية من يتحكم بمصائر الملايين ..؟
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في البلدان التي خضعت - وتخضع - كحتمية او كقدر او لأسباب لا يمكن قهرها او دحضها ، الى نخب سياسية يسود فيها شعور عام يقود الى التكيف معها او بمعارضة غير فعالة ، لا يغيب السؤال التالي : من يتحكم بمصائر الملايين ؟ ففي مثل هذه الانظمة المركزية ، قبل ان تتكون سلطة الاقطاع الاستبدادية ، وبعد صعود الرأس مالية بما تمثله كذروة للهيمنة ، وبعد تفكك هذه الانظمة وتحولها الى ( ديمقراطيات ) متعددة بتعدد البيئات و المصالح الدولية تدرك انها لا تمتلك قدرات ( ابدية ) في الهيمنة فتعمل بمنطق ( النخبة ) التي تتحكم بالغالبية لقلب هذا النسق الى : النخب التي تمثل مصالح هذه الاغلبية لكن هل هو محض تلاعب بالكلمات ، ام ان للاغلبية في الانتخاب ، وفي ادارة البلاد تأثيره في تعديل النخب المسيطرة الى : نخب تمثل اصوات الاغلبية ومصالحها ..؟ 
ففي الاقاليم التي ( تبخرت ) انظمتها الاحادية التي حكمت الاغلبية فجأة من العراق الى اليمن ومن تونس الى مصر و من ليبيا الى .... - و المتغيرات ما زالت تؤدي دورها - شرعت بتعديل الصيغة من حكم ( الحزب ) الواحد باتجاه حكم ( الكتل او المجموعات او الاطياف ) و سمحت بترك العشوائية تعمل بصفتها ( ديمقراطية ) فما هي النتائج الملموسة امام الجميع مسبوقة بسؤال : هل جرى هذا التحول من الداخل وبفعل ارادة الاغلبية وهل ثمة شرعية باستطاعتها ان تطمئن الملايين الى مصير اخر غير الذي ساد فترات غير قصيرة من الاستبداد والفساد و قمع الحريات واغتصاب حقوق السكان..؟ 
في هذه الاقاليم من غير استثناء هناك النتائج المتقاربة : انهيار الدولة (الفولاذية ) و استبدالها بحكومات تفتقد الى الاساسيات : الامن ، الخدمات ، التنمية ، وحقوق الانسان .  فالمشترك الجديد الذي استبدل دولة الحزب ( الواحد ) بالحكومات (التجريبية ) فتح الابواب لمرحلة تسودها الفوضى حد الاقتتال في قلب المدن الامنة ، و سيادة ( الفساد ) كنظام يتستر بالشرعية تارة ، وبالديمقراطية تارة اخرى ، ولان وسائل الاعلام الحديثة وجدت هي الاخرى مساحات بلا رقابة وبلا حدود ، فان تدمير الدول ( الاستبدادية ) خلق نزعة مماثلة للانظمة السابقة من الصعب تتبع مساراتها وما ستؤول اليه .  فما علاقة ( الارهاب ) بالمعتقدات السامية و المثل العليا والقيم النبيلة كي تفقد هذه البلدان الملايين من الابرياء بين ضحية و مهاجر ومهجر ومستلب و مستضعف حد المحو وما علاقة ( الديمقراطية ) بالموت اليومي الذي حصد العلماء والنساء و الاطفال والشباب وماعلاقة ( الحرية ) او ( التحرير ) بالنهب والتدمير المبرمج لمرتكزات الدول : حضارتها ونسيجها الاجتماعي وامن المواطن ومستقبله ..؟ 
معضلات تعيد صياغة السؤال من جديد : ما الفرق بين (النخبة ) التي تحكم - وتتحكم - بالاغلبية وبين ( النخبة ) التي تمثل هذه الملايين عندما تتضاعف الخسائر في الارواح وعندما يغيب الامن وتتعثر التنمية وتتحول امآل الشعب الى سراب و اوهام لا تستطيع اية دعابة ان تسد افواه المظلومين لا ازاء حرية التعبير ولا ازاء الحاجات الاساسية للبقاء على قيد الحياة !
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/04



كتابة تعليق لموضوع : بين الاستبداد وبين الديمقراطية من يتحكم بمصائر الملايين ..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net