صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

تمديد عقود التراخيص الى 30 عاماً في حقول ميسان
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لجنة النفط في مجلس محافظة ميسان اعلنت في الحاجي والعشرين من اذار الماضي عزمها على رفع دعوى قضائية ضد وزارة النفط لقيامها بتعديل العقد المبرم مع الشركات النفطية الصينية من دون علم الحكومة المحلية. وكان مجلس محافظة ميسان طالب شركة بتروجينا بدفع 30 مليون دولار عن المنافع الاجتماعية المتراكمة عليها.
 
القوانين النافذة نصت على ان تقوم الحكومة الاتحادية باستغلال الحقول النفطية في المناطق كافة بالتعاون مع المحافظات الا ان الاولى تخطت ذلك وسمحت لنفسها بتعديل اتفاق مع شركة بتروجينا بتخفيض الانتاج من 535 الف برميل الى 435 الف برميل يومياً وتمديد مدة العقد من 20 عاماً الى 30 عاماً فضلاً عن تخفيض حصة الارباح الحكومية من 25% الى 10% بحسب تصريح لرئيس لجنة النفط في ميسان راهي البزوني الذي عدّ التعديل مخالفاً للمادة رقم 112 من الدستور العراقي التي نصت على الصلاحية المشتركة في رسم السياسة النفطية بين الوزارة ومجالس المحافظات. وبرغم ان جولات التراخيص اثارت انتقادات واسعة بين مسؤولين حكوميين ونواب وابناء الشعب العراقي عموماً. الذين دعوا جميعاً الى الدخول بمفاوضات لتعديلها حتى وزارة النفط ركبت الموجة وتبنت ما ذهب اليه هؤلاء ولكنها في السر دخلت بمفاوضات غير شفافة ولا يعرف عنها شيئ ولم تنشر نصوص عقود جولات التراخيص كي يتمكن المتخصصون من ابداء آرائهم ومقترحاتهم في كيفية انقاذ الثروة النفطية من رهنها وسلبها من قبل الشركات الاحتكارية. الواقع لم يخطأ من وصف هذه بالعقود بأنها اكبر سرقة لثروات الشعب بالتاريخ ودعوا الى محاسبة وتجريم من ارتكبها وملاحقة كل الذين يحاولون تزيينها بالرغم انها وفرت للعراق مبالغ طائلة. ان هؤلاء وغيرهم يتغافلون كيف ان العراق طور قدراته بملاكاته الاختصاصية والفنية وحقق نجاحات مبهرة وفي وقت اقل مما استغرقته جولات التراخيص وبالإمكانات الذاتية وفي ظروف الحصار ومحاولات اخراجه من السوق.
 
والأمر من ذلك ان كل الذين عارضوا جولات التراخيص هم الان خارج الخدمة او تركوا البلاد للعمل لدى الشركات الاجنبية ونحن نستورد عمالة غير موصوفة وخبراء بملايين الدولارات بحيث تضاعفت كلفة انتاج البرميل الواحد عشر مرات من دون ان تحرك وزارة النفط ساكناً لايقاف هذا الهدر والسرقة العلنية للثروة النفطية.
 
في تصريحات سابقة لوزير النفط عادل عبد المهدي بالذات انتقد بعض جوانب التراخيص والمفارقة الان يوقع اتفاقاً لتمديدها من عشرين عاماً الى ثلاثين عاماً ولم يكتف بذلك وانما قلص ارباح الحكومة الاتحادية بنسبة 15% فما حدا مما بدا. للأسف ان وزراء النفط الذين تعاقبوا على ادارة الوزارة كلهم من ذات المكون وهم مسؤولون مسؤولية مباشرة على التفريط بحقوق العراق وشعبه ويجب مساءلتهم عن ذلك.
 
في الوقت الذي يعمل الخيرون والنزيهون من المسؤولين على ايجاد الوسائل التي تعيد بعض حقوق العراقيين المهدورة نرى ان قسماً اخر منهم يمدد هذا القيد ويزيد من الاستنزاف للثروة من دون ان يرف له طرف جفن.. تقتضي الضرورة ان يشمل كل هؤلاء بالتغيير والاصلاح أفراد وسياسات ومحاسبة كل من ألحق ضرراً بالاقتصاد الوطني وخصوصاً في قطاع الثروة النفطية العمود الفقري للاقتصاد الوطني.
 
ان الاسراع في تشريع قانون النفط والغاز واعادة تأسيس شركة النفط والغاز واعادة تأسيس شركة النفط الوطنية وتشكيل مجلس اعلى  للطاقة اصبحت من المسائل الضرورية للحد من التفريط بأموال شعبنا وثرواته للأجنبي .. كما ان مثل هذه القضايا ينبغي ان تبحث في النور وتطرح للملأ لتستفيد الحكومة والرأي العام من الآراء والمقترحات كي لا نسمع بعد حين ان الاجراء الذي اتخذ بهذا الصدد فيه شبهات فساد او قلة معرفة وما الى ذلك من التسويغات التي لا توفر للعراقيين اموالهم واخيراً افتونا مأجورين هل تمديد العقود وتقليص الارباح الحكومية يصب في مصلحة الشعب مثلما يدعي المسؤولون؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/03



كتابة تعليق لموضوع : تمديد عقود التراخيص الى 30 عاماً في حقول ميسان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net