صفحة الكاتب : محمد جواد سنبه

بعض وزراء الحكومة العراقية في حَيّْصَ بَيّْصّْ.
محمد جواد سنبه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الوزراء يشكلون العمود الفقري للجهاز التنفيذي للدولة. و عندما يكون بعض الوزراء، في حالة من اللامهنية و يبتعدون عن تحمّل مهام المسؤولية، نجدهم ينهارون في اول أزمة تمر بها الحكومة. على عكس ما تفرضه عليهم ضوابط الوظيفة الادارية، التي تضع كل موظف موجود في كيان الدولة، تحت طائلة لوائحها القانونية في ممارسة واجباته، و حدود مسؤولياته، فتحدد ما له و ما عليه. 

والوزير كموظف في الدولة، يشغل أرفع مستوى قيادي، على مستوى التنفيذ و الادارة، فلا يحق له أن يغلق مكتبه، على حين غرّة، و يسلّم مفاتيحه الى وكيل الوزرارة، بعدما يكتب استقالته، التي لا تتعدى سطرين من الكلمات، و يرسلها بالبريد الى رئيس مجلس الوزراء. هذه كارثة في العمل السياسي، بكل ما للكلمة من معنى. 

عندما يرغب الوزير بالاستقالة، لاسباب تتعلق بعدم قدرته، على قيادة الوزارة، عليه ان يقدم الاستقالة بالطريقة القانونية، و ينتظر ردّ رئيس مجلس الوزراء على طلبه. فربما رئيس الوزراء، غير مهيأ لايجاد البديل عن الوزير المستقيل، الأمر الذي يتطلب بعض التريث لقبول الاستقالة، لتفادي حصول أيّ فراغ فني أو اداري، في بناء الحكومة، فينعكس ذلك سلباً على مصالح الشعب، التي اقسم الوزير أن يكون مخلصاً على صيانتها.

لكن يبدو ان بعض الوزراء، في حكومات العراق الجديد المتعاقبة، لا يضعون لما تقدم اي اعتبار، فالوزير عندما (يزعل) لأمر مّا، فأول عمل يقوم به، كتعبير عن هذا (الزعل)، هو تقديم استقالته و غلق باب مكتبه، و تسليم المفاتيح الى الوكيل، او اي موظف يأتي بعده، وينتهي الموضوع. هذه الحالة تكررت عدة مرات، خلال العقد الماضي من عمر وزارات العراق الجديد. 

فعلى ماذا تؤشر هذه الحالة؟. الجواب: 

هذا النوع من الوزراء، يعكسون حالة الانتهازية التي يتقمصونها، كما يكشفون للشعب خوفهم من كشف المستور، الذي يتوارى خلف كراسي مسؤولياتهم. و الذين يحسبون ان هذه الاستقالات المفاجئة، ستبعد عنهم تهم الفساد، و ستمنحهم مفازة للخلاص من مسائلة الشعب الغاضب عليهم. هذه التهم التي لا يكاد ان يسلم من دنسها، إلاّ ما رحم ربي من المسؤولين. 

فالشعب العراقي يغلي أَلماً، على كل المفسدين الذين سرقوا قوته، و تركوه في مهب الريح. كما ان الشعب العراقي يدرك جيداً، إِنَّ الخروج من صف الحكومة و المفسدين، و محاولة الوقوف في صف الحياد، الاعيب مكشوفة للجميع، و سيكون يوم المظلوم على الظالم، أشد من يوم الظالم على المظلوم، و الله المستعان. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد سنبه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/25



كتابة تعليق لموضوع : بعض وزراء الحكومة العراقية في حَيّْصَ بَيّْصّْ.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net