صفحة الكاتب : قيس المهندس

بين دولتين .. الدولة العصرية العادلة ودولة العدل الإلهي ..!
قيس المهندس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

طالما تعرضت الأمة الى هجمات خفية، من نوع الحرب الناعمة، التي تستهدف روح الممانعة والراسخ الإيماني لدى الفرد والمجتمع الإسلامي على حد سواء.

تلك الهجمات الإعلامية، لم تتخذ مظاهرها عادة من زمجرة الرصاص وقعقعة الصواريخ والقنابل المتفجرة، وانما أخفت نفسها خلف قناع من المكر والدهاء الكلامي، بغية إختراق درع الأمة الفكري، وبالتالي هد أركانه من الداخل، إذ ترفع مصاحفها على اسنة الرماح!

شعار الدولة العصرية العادلة، كان شعاراً رفعه السيد عمار الحكيم تعبيراً عن مشروعه السياسي الوطني، بيد أن ذلك المشروع بات ينظر اليه كأقرانه من المشاريع السياسية العراقية، على انه لم يكن بمستوى الطموح، لكن في الوقت ذاته وعند التبصر في زاوية أخرى، قد تكون ضبابية لدى البعض، فإن مشروع الدولة العصرية العادلة، رغم نموه في ذات الوسط السياسي الموبوء، كان مشروعاً مهدوياً متميزاً.

ثمة من عمد الى دس السم بالعسل، وما زال جاهداً في ذلك، من خلال إحداث مقارنة بين الدولة العصرية العادلة، ودولة العدل الإلهي! بالرغم من انتفاء مسوغات تلك المقارنة، فمشروع السيد عمار الحكيم السياسي، لم يكن مشروعاً بديلاً لمشروع الإمام المهدي عج، كي يتم المقارنة بينهما! انما كان في أحد جوانبه مشروعاً تمهيدياً لدولة العدل الإلهي ليس الا.

من هنا يبدو جلياً الفارق في المقارنة بين المشروعين، فليس ثمة وحدة موضوع بينهما، لا من خلال التوقيت، ولا الظروف الموضوعية، ولا نوعية القيادة، ولا عديد الأنصار، ولا من حيث طبيعة المشروع ذاته، إذ أن مشروع التمهيد غير مشروع القيام.

من أهم مقدمات قيام مشروع دولة العدل الإلهي، هو اضمحلال المشاريع الطاغوتية في الرقعة الجيوبولوتيكية للظهور الشريف، وهكذا كان العراق بالرغم من قيادته من قبل حكومة ذات طابع شيعي، منذ عام 2006 وحتى عام 2014، بيد أن المنحى العام للحكومة كان سائراً بإتجاه تكوين نوع سادر من الديكتاتورية المبرقعة ببرقع الديمقراطية، فكان لمشروع السيد الحكيم السياسي، قدم السبق والتفرد في ممانعة مشروع التطرف الجديد، والذي لو قدر له ان يستمر لولاية ثالثة، لكنا قد فقدنا مقدمة مهمة من مقدمات قيام المشروع الإلهي.

لنا في أحداث التأريخ بصائر وعبر، عندما اقبل أبو مسلم الخراساني الى العراق بجيشه الجرار، ووصلت رسائل الخراساني الى الصادق عليه السلام، أحرق أبو عبد الله عليه السلام رسالة الخراساني وقال مقولته الشهيرة: نحن نشهدكم انا لسنا نرضى به، وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد، وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر ألا يسمع منا.

لذلك كان مشروع السيد الحكيم السياسي، بما شابه من شبهات، مشروعاً تمهيدياً عظيماً لا يقل شأناً من مشاريع تمهيدية أخرى في المنطقة، كمشروع حزب الله اللبناني، ومشروع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل ان هذا المشروع امتاز بأنه ما كان ليتم لولا ان سار بالطريقة التي سار عليها.

تلك كانت زاوية من زوايا مشروع السيد الحكيم، والا فليس من المستطاع في هذا المقال احتواء المشروع من جميع جوانبه المتعددة؛ الاجتماعية والجهادية والثقافية والاصلاحية ...!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس المهندس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/23



كتابة تعليق لموضوع : بين دولتين .. الدولة العصرية العادلة ودولة العدل الإلهي ..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net