صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

ميرحاج عقراوي ؛ المناضل الكوردي
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم أطّلع لحد الآن على بحث شامل ، أو على الأقل مقالة وافية عن ميرحاج عقراوي ، مع انه شخصية كوردية نضالية معروفة ناضل في الثورات الكوردية في جنوب وشرق كوردستان متحمَّلا الكثير من المعاناة والصعوبات في سبيل شعبه الكوردي ووطنه كوردستان ، مضافا جهوده الكبيرة في تأسيس حزب كوردي بات اليوم أحد أكبر الأحزاب السياسية الكوردية في إقليم كوردستان ! . ترى ماهي الأسباب لطمس تأريخ هذا الرجل !؟ . بداية أعترف بأن هذه المقالة هي بمثابة بذرة تحتاج للنمو والتطوير والرعاية ، وقد تعتريها النقص وعدم الاحاطة بكل الجوانب لشخصية ميرحاج عقراوي . لذا الرجاء هو مَنْ كان له المعلومات الكافية عن هذه الشخصية الكوردية فليبادر في ذلك على شكل بحث علمي ، أو أقلا مقالة شاملة عنها ونحن سنكون له من الشاكرين ! .
من هو ميرحاج عقراوي ! ؟
_____________   
ولد ميرحاج عقراوي وأبصر النور في مدينة ئاكرى [ عقره ] بجنوب كوردستان عام <   1918 ؟   > . درس المرحلة الابتدائية في مدينة عقره والثانونية في مدينة الموصل ، ثم دخل الكلية العسكرية فتخرج منها برتبة ملازم . وبعدها تدرّج في المناصب والرتب العسكرية الى أن وصل الى رتبة عقيد في الجيش العراقي . وسمعت عنه بأنه كان يحمل رتبة عقيد ركن . بهذا نعرف بأن ميرحاج عقراوي كان عسكريا بارزا في الجيش العراقي ! .
كان ميرحاج عقراوي منذ شبابه المبكر مهتما بالقضية الكوردية ، وبتأريخ الكورد وكوردستان . لهذا لم يرق له الاستمرار في خدمة حكومة تحتل جزءا من كوردستان وتشن الحرب على شعبه ، فقرّر ترك الحكومة والجيش العراقي ومناصبه ورتبه كلها والانخراط في النضال السياسي والثقافي والعسكري للقضية الكوردية !! .
في عام 1943 إتصل بالثوار الكورد بجنوب كوردستان ، وفي مقدمتهم مصطفى البارزاني فبدء بالنضال معهم لتحقيق الحقوق القومية والوطنية الكوردية . وفي أواخر عام 1945 ، أي بعد الحرب العالمية الثانية غادر ميرحاج عقراوي برفقة القائد الكوردي المعروف مصطفى البارزاني والمئات من الثوار الكورد جنوب كوردستان ، الى شرقها ، فمهاباد تحديدا حيث كان قد تم في نفس العام المذكور تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني على أنقاض منظمة [ ژ ، ک  ] ، أي منظمة الإحياء الكوردية ، وتم بالإجماع إنتخاب القاضي محمد رئيسا لهذا الحزب . وبعدها تم التأسيس وإلاعلان الرسمي لولادة جمهورية كوردستان وإختيار مدينة مهاباد عاصمة لهذه الجمهورية الكوردية . وهكذا فقد تم إنتخاب القاضي محمد رئيسا للجمهورية ، فبدء هو بتشكيل كابينته الوزارية . 
وكان للثوار الكورد من جنوب كوردستان أدوارا هامة في دعم وإسناد جمهوية مهاباد ، وفي مقدمتهم مصطفى البارزاني وأفراد عشيرته البرزانية وميرحاج عقراوي وغيرهم من الثوار الكورد المناضلين .
لمزيد من الأسى البالغ لم تعترف أيّ دولة في العالم بجمهورية مهاباد الفتية والجديدة الاستقلال ، حتى ان الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان قد وعد القادة الكورد بدعمهم والاعتراف بدولتهم حال تأسيسها ضرب وعوده عرض الحائط ، ولم يعترف بها ، بل انه ساوم وضحّى بجمهورية مهاباد لأجل كميات من النفط الايراني ومصالح أخرى ! .
لذا بعد سقوط جمهورية مهاباد الكوردية في أواخر عام 1946 سلَّم القاضي محمد رئيس الجمهورية وغالبية وزرائه أنفسهم للجيش الايراني فتم إعتقالهم جميعا وزجّهم في غياهب السجون والمعتقلات الايرانية الرهيبة لنظامها الملكي يومئذ . وفي يوم الثلاثين من شهر آذار لعام 1947 أعدم النظام الملكي الايراني القاضي محمد في العاصمة مهاباد ، وفي ميدان [ چوار چرا ] أي ميدان القناديل الأربعة . وهذا هو نفس الميدان الذي أعلن فيه القاضي محمد تأسيس وقيام الجمهورية الكوردية !!! . 
أما الملا مصطفى البارزاني ورفاقه فقد إنسحبوا بسبب هذه الأحداث المأساوية الى جنوب كوردستان لفترة قصيرة جدا ، ثم دخلوا شرقها فشمالها متجهين الى نهر آراس حيث حدود الاتحاد السوفيتي كي يلجأوا اليه ، لأن الحكومات والجيوش الايرانية والعراقية والتركية كانت تترصدهم كل مرصد .ولم يصل الثوار الكورد الى نهر آراس بسهولة قط ، بل انهم إشتبكوا مرات كثيرة مع جيوش تلكم الدول الاستعمارية الجائرة فتمكنوا بإيمانهم وصبرهم وشجاعتهم ودقة خططهم وتكتيكاتهم من صد ودحر هجوماتهم ، ومن ثم الافلات منهم والوصول الى حدود الاتحاد السوفيتي السابق !!! .
وتتواتر الروايات بأن مصطفى البارزاني عيّن العقيد ميرحاج عقراوي بالاتصال والتفاوض مع السوفيت حول لجوئهم الى دولتهم . وذلك لما كان يتمتع به ميرحاج عقراوي من معلومات وثقافة عالية ، ومن دراية كبيرة بالسياسة بشكل عام ، والسياسة الدولية بشكل خاص ، مضافا إجادته للغة الروسية . وبالفعل تمكن ميرحاج بفضل سياسته التفاوضية الناجحة والفعّالة والمقنعة من إقناع الروس فتم الموافقة بقبول الثوار الكورد لاجئين سياسيين في اراضي الاتحاد السوفيتي السابق . فبقوا في الاتحاد السوفيتي السابق إثني عشر عاما ، ومن ثم رجعوا الى العراق عام 1958 بعد انقلاب عبدالكريم قاسم الذي أطاح بالنظام الملكي العراقي وتأسيس النظام الجمهوري على أنقاظه في العراق . وفي ميناء البصرة تم إستقبال القائد الكوردي مصطفى البارزاني ورفاقه إستقبال الأبطال من قبل الجموع الغفيرة الكوردية والعربية  ! .
وكانت إحدى محطات توقف لاجئي الاتحاد السوفيتي الثوار في القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية ، حيث وصلها أيضا وفد رفيع المستوى من الكورد لأجل إستقبال قائدهم ورفاق دربهم الآخرون . وكان الوفد يتألف من :
1-/ الأمير صالح ميران الصديق المقرب لمصطفى البارزاني والشخصية الكوردية المعروفة عربيا وكوردستانيا . وقد كانت نفقات الوفد الكوردي الى القاهرة لاستقبال البارزاني ورفاقه ذهابا وإيابا بعهدة الأمير صالح ميران ! .
2-/ إبراهيم أحمد السياسي والكاتب الكوردي المعروف ووالد زوجة الرئيس جلال الطالباني .
3-/ عبيدالله البارزاني نجل مصطفى البارزاني .
4-/ شيخ صادق شيخ بابو البارزاني .
5-/ الملازم الأول نوري أحمد طه . 
وفي القاهرة إجتمع القادة الكورد ، وفي مقدمتهم مصطفى البارزاني ، ميرحاج عقراوي ، ابراهيم أحمد والأمير صالح ميران بالرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر وتباحثا طويلا حول العديد من القضايا السياسية ، وفي طليعتها القضية الكوردية وموقف العرب منها . وبعدها تم إلتقاط العديد من التصاوير التذكارية مع الرئيس جمال عبدالناصر . ويبدو واضحا من الصور الرئيس عبدالناصر في الوسط وبجانبه مصطفى البارزاني وابراهيم احمد وميرحاج عقراوي والأمير صالح ميران ! .
بعد وصول القادة الكورد ، وفي طليعتهم القائد الكوردي الكبير مصطفى البارزاني والبقية من الثوار الى العراق إعتزل العقيد الركن ميرحاج عقراوي السياسة بشكل عام وآحتجب عن الأنظار والمقابلات والنشاطات والفعاليات كليا ، وانه إختار العزلة والاقامة في بغداد العاصمة ، وانه بقي كذلك الى أن وافته المنية فآنتقل الى رحمة ربه تعالى عام 1988 ! .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/11



كتابة تعليق لموضوع : ميرحاج عقراوي ؛ المناضل الكوردي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : حسن حمودي من : الصين ، بعنوان : ماهذا التعصب الكردي في 2011/07/11 .

كه كه شنو هلتعصب هذا كردي وذاك مدري شنهو بطل من التعصب هذا سلوك الجاهل






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net