صفحة الكاتب : مفيد السعيدي

الإصلاح والاعتصام .. حرب النفسية
مفيد السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تعد الحرب النفسية من اخطر الحروب، التي يستخدمها الخصم، عندما يلاقي عدو أكثر قوة منه، فيلجا الى استخدام بث الشائعات، التي من خلالها يمكن تفكك تلك القوة، عبر نشر الذعر والقلق النفسي، داخل جنود الخصم، عندها يتمكن الطرف الأخر، من تحقيق مبتغاة.

اليوم يواجه أبناء القوات المسلحة، والحشد الشعبي المبارك، وأبناء العشائر والبيشمركة، اعتي عصابات ظلامية، ووحشية على وجه التاريخ البشري، حيث حققوا الانتصارات، والحقوا الهزيمة بتلك العصابات، وما على الدول التي ترعى "داعش" أن تستخدم الحرب النفسية، داخل المدن لإضعاف معنويات تلك القوى.
استعمل الأشوريين من قبل، أسلوب الصدمة المفاجئة، التي هي الوجه الأخر للشائعة، من خلال استخدام العربات الحربية، مما دفع الأعداء الى التحصين، داخل أسوار المدن، والامتناع عن المواجهة، مما دفع الأشوريين، الى استعمال المقلاع، وأدوات الهدم في الحرب، بعدها أصبح ألمدك ليس للهدم الأسوار فقط، بل تطور ليصبح، وسيلة لمخاطبة الخصوم عن قرب، للتأثير النفسي بهم، عبر الحديث اليومي، وبث الشائعات.
قبل أكثر من نصف عام على وجه التحديد، أطلق رئيس مجلس الوزراء الإصلاح، عبر حزم أولى وثانية، بعدها حصل على التأييد الشرعي والشعبي والقانوني، لكن سرعان ما حصل ذلك، حتى أمست تلك الحزم الإصلاحية، فتنة داخلية، تشضى بعدها الوضع السياسي من الداخل، في خضام الحرب الضروس ضد "داعش" ليفتح الطريق أمام المهزومين، والمتصيدين بالماء العكر، من استغلال تلك الفجوة السياسية، ليدس السم بالعسل، عبر طرق شرعية ورسمية.
ما يحصل الآن، من مظاهرات واعتصام، بالأحرى هي عصيان مدني، ظننا أنها وسيلة، ضغط الشارع على الكتل السياسية؛ لأجراء التغيير الوزاري الذي يسمى (أصلاح)، مكان الاعتصام على بوابات المنطقة الرئاسية، وهناك تحذيرات لاقتحامها، أذا لم ينفذ مشروع الإصلاح، وهذه كلها مؤشرات انقلاب على الحكومة، وهذا ربما يضعف عزيمة أبناء القوات المسلحة، في حربه ضد "داعش" وهذا استهداف من الداخل، لإثارة القلق النفسي، داخل أبناء الشعب والقوات المسلحة، حول مستقبل مجهول، ليضع استفهام أذا اقتحم المعتصمين المنطقة الخضراء، كيف سيكون شكل الدولة المقبلة؟ وما نوع الحكم حين ذلك؟
أن ما يعيشه العراق، من فوضى و وفقدان بوصلة الحكم، و عدم إدراك سياسي، للخطورة الموقف من قبل الدكتور العبادي، أذا أراد رئيس مجلس الوزراء خروج العراق من عنق الزجاجة، عليه فعل آمرين هما
الأول: التغيير الوزاري، وفق رؤية إستراتيجية، وعبر تشكيل للجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء، لتقييم الوزراء، والفاشل تبلغ كتله، أن تستبدله بتكنوقراط، والأمر الثاني: فصل السياسة ورجالها عن الكابينة الوزارية، حتى لا تصبح الوزارة وزارة الحزب (س) و أنشاء مركز أعلى للسياسات الإستراتيجية، وواجبه ساند للحكومة والبرلمان، وهذا يجنب البلاد والعباد، من خوض بحر الشائعات، وخطر الحرب النفسية على العراق.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مفيد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/23



كتابة تعليق لموضوع : الإصلاح والاعتصام .. حرب النفسية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net