صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

حلبجة تازة بروكسل !..
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا يخفى على المتطلع ما جرى في حلبجة في ثمانينات القرن الماضي، أيام صولة صدام على حلبجة وضربها بالكيماوي، الذي خلّف عشرات الضحايا والمعاقين، وكانت بحق جريمة ضد الإنسانية لأنها تعتبر إبادة جماعية لمكون تم سلب حقوقه ومصادرتها. 
الإرهاب التكفيري المستمد من دين عبد الوهاب، الذي يروج له دين آل سعود ودويلة قطر واللوبي الصهيوني الجديد تركيا، قام بقصف منطقة تازة بالكيميائي، وكانت النتائج الأولية كارثية، مع الصمت الدولي والحكومي المستغرب، بينما وقفت الجمهورية الاسلامية في إيران وقفتها المشرّفة، بإرسال مفرزة طبية لمعالجة المصابين .
نقلت القنوات الفضائية حادث تفجير مطار بروكسل بكل تفاصيله ولحظة بلحظة، وتتصدر القنوات قناة العربية الحدث! وكأن المصابين من سلالة الانبياء، والدولة كأنها دولة العدل الالهي، والعراق غير معني بالأمر، لأنه لا يستحق أن يذكره الأعراب، وما ناله الإرهاب التكفيري من خراب ودماربكل مفصل من مفاصل الحياة اليومية، وهنا يكمن السؤال! لماذا تتسابق القنوات العربية بنقل أبسط خرق أمني وتفجير؟ بينما تنخرس السنهم عندما يكونون الضحايا عراقيين! فهل دماءنا رخيصة لهذا الحد، أو أننا غير محسوبين على بني البشر، أو أننا لا نستحق أن نكون حالنا كحال مواطني أوربا، وغيرها من المدن الآمنة، أو أننا مقصودين بالإبادة بموافقة كل الدول، التي صمتت عندما قصفت المجاميع الإرهابية لمنطقة تازة بالمواد الكيميائية ! 
عندما أمر صدام بقصف منطقة حلبجة بالمواد الكيمائية، كان من المؤكد بموافقة الدول الكبيرة، والتي هي اليوم اللاعب الأكبر بالعملية السياسية، بل وتم التغطية على تلك الجريمة، ومنع تداولها عبر القنوات الإعلامية العالمية، لبيان حجم المظلومية والمجزرة التي كان ضحيتها المواطنين العزل !.
ياليت المسؤولين العراقيين يقفون اليوم على المنصات، ويبكون كما بكت وزيرة المجموعة الأوربية أمام الصحفيين، ولم تُكمِلْ المؤتمر الإعلامي المقام! متأثرة بالضحايا الذين لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، بينما يتم تفجيرنا يوميا بالعبوات الناسفة والسيارات الملغمة، ويتم قتل الآلاف من العراقيين يوميا! يقابله الصمت من هؤلاء الذين يتباكون اليوم أمام عدسات الإعلاميين !
أيها السياسيون المحسوبين علينا، هل قمتم بواجبكم أزاء الضحايا من منطقة تازة؟ أو هل سعيتم بتدويل القضية وجعلها من جرائم الإبادة الجماعية، سيما وأنتم منتخبون من قبل هؤلاء الضحايا، وغيرهم وأنتم اقسمتم أن تكونوا عونا لهم، وتمثلونهم تحت قبة البرلمان !    

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/22



كتابة تعليق لموضوع : حلبجة تازة بروكسل !..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net