صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

محاصرة المنطقة الخضراء
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    التوجيهات التي صدرت عن المكتب الخاص لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر كانت واضحة بضرورة الإعتصام عند بوابات المنطقة الخضراء في بغداد، للمطالبة بالكشف عن المفسدين، وتغيير الكابينة الوزارية، وتحقيق شروط الإصلاح التي يطالب بها العراقيون منذ أشهر عدة، وسيكون مع الصدريين مجموعات من المعارضين والمؤيدين للتيار المدني، وقوى مارست التظاهر السلمي والإحتجاج في ساحة التحرير خلال الفترة الماضية وتجمع أنصار الحركة السلمية في بقية المدن العراقية، وكانت المظاهرات بشكل عام سلمية بعيدة عن العنف وحظيت بتغطية صحفية واسعة ووصلت أخبارها الى العالم بأسره، ومثلت ضغطا متزايدا على النخب السياسية التي وجدت أنها بمواجهة شارع غاضب، وكان مغيبا لكنه بدأ ينتفض رافضا مايجري، ومطالبا بحقوق صمت عنها طويلا.
    الموجة الأولى من التظاهرات أدت الى دخول المرجعية الدينية العليا على الخط، وبدأت بإطلاق جملة مطالب محددة، وكانت تنتظر تحقق النزر اليسير منها، ولكن النزر اليسير لم يتحقق وبقية الأمور على حالها، ولم يتقدم السياسيون خطوة واحدة الى الأمام، وبقي العديد منهم يراهن على عامل الزمن، وكسل المتظاهرين، وإمكانية أن تنخفض درجات الحرارة لكن المرجعية واصلت الضغط، وإستمر الناس بالتظاهر، بينما بقيت الكتل السياسية تحتال وتناور، حتى قررت المرجعية الكف عن ضغوطها وفوضت الأمر الى الشارع الذي تناول الكرة، وبدا يعدو بها، وصار واضحا إن التوتر سيسود الشارع، فالذين يمارسون الفساد لايهتمون كثيرا بمثل هذه الإحتجاجات بعد أن ضمنوا مصالحهم، وعرفوا إن الضحية في كل الأحوال هي مجموعة أسماء، وربما هو رئيس الحكومة بذاته، وأنهم سيفلتون بجريمتهم ولايهمهم إن حدث شئ ما، أو لم يحدث.
    بعد بيان المرجعية بالكف عن المطالب الموجهة للحكومة والقوى السياسية إستمر الشارع بالتظاهر والإحتجاج، وهنا بدأت الأمور تأخذ منحى آخر مع دخول التيار الصدري وبقوة الى الميدان، ودعوة السيد مقتدى الصدر الى التظاهر السلمي، ثم إمهاله الحكومة بعض الوقت لتجري تلك الإصلاحات الموعودة، وألقى كلمات قوية ومباشرة خلال جمعتين وختمها بتوجيه الجمهور الى الإعتصام على أبواب الخضراء ليكون الضغط أشد وأقوى، وبدا جليا الإهتمام الذي أظهرته قوى سياسية، وكان في المقدمة رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي أمهل القوى السياسية أياما معدودات لتقدم مرشحيها وهو طلب قد لايكون ذات جدوى لأن الوقت يبدو أنه قد فات للأسف.
    حصار المنطقة الخضراء بدأ ولن ينتهي إلا بتحقيق شروط قاسية نحن بإنتظار تلبيتها. 
Pdciraq19@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/21



كتابة تعليق لموضوع : محاصرة المنطقة الخضراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net