صفحة الكاتب : علي محمد عباس

عـتــــــــابُ سـجـيـــــن
علي محمد عباس
 نوروزُ عدنا فهل لي فيكَ من عَتَبِ  ... أشكـوكَ همّـاً من الأيّــامِ فلْـتجـــبِ
منكَ الـربيعُ ومنكَ الخلـدُ قدْ خَلـــدا  ...  يا واهبَ الكونِ آيـاتٍ من العجــبِ
لولاكَ ما وَهَـبَـتْ أرضٌ خمائلَهـــا   ...  ولا المجاديحُ إنْ تستسـقَ تستجـبِ
فالأرضُ قد لبستْ أزهارَها جــذلاً   ...  من كلِّ لونٍ بدا في ثوبِهــا القشـبِ
نوروزُ أينَ الصِّبا إذ كانَ يطـربُني   ...  نوروزُ أثملـنـي من نبعـــهِ العـذبِ
أمْ أينَ تلكَ الـرّبـا تـزهــو سنابلُــها   ... فيها منَ الشّمسِ أمواجٌ منَ الذّهـبِ
أليـكَ يا عـيـدُ شكـوانـا بـلا عـتــبٍ   ...  فالعمـرُ ضـاعَ على آهٍ منَ العتــبِ 
ما كنتُ أحسبُ يا نوروزُ منكَ وما   ...  ظـنَّ الفـــؤادُ بأنّ العيـــدَ لمْ يهــبِ 
أعـلـلُ النّـفــسَ يا نوروزُ في أمــلٍ   ... هــلاّ وفيتَ بعهـــدٍ منْـكَ مُـرتَقَــبِ
لا تحسـبنّ شكاتي اليـومَ من جـزعٍ  ...أو أنَّ عمري بدا ضرباً منَ الصخبِ 
بلْ سائني الّدّهـرُ والأيّامُ قد جحُدَتْ   ... إنْ تُعطني طلبي تسـرجْ الى طلبي
مالي وللـدهـرِ إنْ أدعوهُ من سَـــقَـمٍ   ... لم يستمـعْ دعـــوةً منّـي ولم يجـبِ 
فلْـيُسقـني الدّهــرُ أيّـاً كانَ مشـربُـهُ   ... قدْ ألقمتْني الدّنـا من أكلِهـا الجشـبِ 
قدْ ضاعَ عمري على أعتابِ مقبرةٍ ...فيها الضحايا، ضحايا الزّيفِ والكذبِ
ما بـالُ تـلـكَ الدّنـا ألقـــتْ بكلكلِهــا  ...  قدْ عاجلتني بـريحٍ صرصرٍ عجبِ
ما كدتُ أبلــغُ ما أبغيــهِ من ظمـأي  ...حتّى سرى سمُّها كالنّارِ في الحطبِ
إنْ كنتُ آخـرَ مَنْ يحظى بنعمتِهـــا  ...  فهيَ السعــادةُ إنّ الحـرَّ لــم يخــبِ
قدْ عشتُها شـرفــاً ، لم أبكِها شغفــاً  ...  إنْ أدبـرتْ صلفــاً، أو تنأَ لمْ تصبِ
إنْ بــانَ لي أمــلٌ من داجِ مظلمــةٍ  ...  يغشــاهُ داجٍ وأسـتــارٌ من الحجــبِ
فالنّاسُ قدْ أُثقلـتْ بالجهــلِ إذ لهثـتْ ... خلفَ السرابِ الذي لمْ يُـغنِ أو يهبِ
قدْ راودوني ولم أعبــأ لمــا جهلــوا ... يا لهفَ نفسي إلامَ النّاسُ في صخبِ
لكنّـنـي سائـرٌ في الدربِ إذ جُبِلَــتْ .. نفسي على الخيرِ ما تمضغْهُ يستطبِ
ديني لنفسي وحـبُّ النّاسِ فلسفـتـي  ...  لم يُثْـنَ عودي ومَنْ يندبني أنتــدبِ
                          #            #             #
بينَ الجداولِ والصفصافِ والغَرَبِ  ...  قضّيتُ عمراً كما الأطيارُ في لعبِ
تحتَ الظلالِ أناغي الطيرَ مفتـتـنـاً  ...  أغفـو على نغـمٍ من صوتهِ العــذبِ
جنّاتُ عدنٍ من الأشجارِ يحرسهـا .. حصنٌ منَ الوردِ إنْ تمسسْهُ يضطربِ
والطيرُ شادٍ وذي الأشجارُ مرتعُـهُ  ...  إنْ يشدُ لحنـاً ،لهُ الأشجارُ تستجـبِ
فكيفَ أنْسى جنانَ الخلــدِ يا وطني  ...  قـدْ طرّزتْهــا ثريّــاتٌ مـنَ العـنــبِ
والباسقــاتُ كأعــلامٍ لهـا سجـدتْ .. ما تنبتُ الأرضُ من سهلٍ ومن هُضُبِ
والنّايُ يعزفُ لحنَ الخلدِ في طربٍ  ... بينَ الخمائـلِ والأطيـارُ في طــربِ
ارضَ العراقِ سلامٌ زُفَّ في شجنٍ ... ما طال عمري فعنكِ الرّوحُ لمْ تغبِ
أرضَ العراقِ وهلْ لي غيرُها حسبٌ ...  قدْ شرّفتني بنعَـم الأصلِ والحسبِ
قدْ باركَ اللـهُ أرضي حينَ خلّدهــا   ...  بالرّافـديـنِ فقـرّتْ أعيـنُ العـــربِ
ماءَ الفـراتِ ومهمـا يسقـنـي زمـنٌ  ...  مــرّاً ، برشـفِ زلالٍ منكَ يستطـبِ
ياساهرَ الليـلِ كم من وقفــةٍ خلدتْ  ...   فيهـا المناجــاةُ أوطــانٌ لمغـتــربِ
على ضفافِكَ تسعى الـرّوحُ هائمةً  ... مَنْ غيرُكَ اليُرتجى في البعدِ والنّوبِ
على ضفافـكَ وشمي ظلّ مرتسماً   ...  قدْ خطّـهُ الدهـرُ بينَ الماءِ والعشبِ
                         #             #             #
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمد عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/20



كتابة تعليق لموضوع : عـتــــــــابُ سـجـيـــــن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net