صفحة الكاتب : فؤاد المازني

أصحاب الجنسية الثانية ماذا تعلمتم من تلك الدول ؟
فؤاد المازني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تكاد تكون جمهورية إيران الإسلامية وسوريا ولبنان والأردن محط رحال العديد من العراقيين أيام العهد البائد والكثير منهم كانت محطته دول أوربا بالخصوص الدول الإسكندنافية وبريطانيا وفرنسا وكذلك أمريكا وكندا وأستراليا وأغلبهم قضى زمنآ طويلآ في تلك الدول ومنح على أثر بقاءه جنسية الدولة التي هو فيها وأصبحت له إمتيازات المواطنة وعليه واجبات كما له حقوق ، ولا مجال للشك بأن أغلب الطبقة السياسية القادمة من وراء الحدود كانت ملتزمة أيما إلتزام بقوانين تلك الدول ولا تحيد عن الإنصياع لها بكل حذافيرها وبأدق تفاصيلها حتى أن البعض إنصهر بالعادات والتقاليد المجتمعية هناك وإنسلخ هو وعائلته عن أصل تربيته وعاداته وتقاليده قبل رحيله الى دول المهجر . لست في محل بحث وإستعراض طبيعة الحياة الشخصية فهذه جزء من الحرية الفردية والخصوصية مالم تؤثر وتتقاطع مع الآخرين فالشعار المعمول به غالبآ مقتضاه ( حدود حريتك تقف عندما تتقاطع مع الآخرين) ، وهنا يجدر القول بأن هؤلاء كانوا إما ضمن الأيدي العاملة في القطاعات العامة أو الخاصة في تلك البلدان أو لهم إحتكاكات متواصلة مع العاملين في الدوائر والمؤسسات الحكومية فجلهم كان يستلم معونات ومساعدات شهرية ( إستجداء بطريقة متحضرة ) وهناك جهات تتابع سيرة حياته وتحتك به وبعائلته بشكل دوري لتؤمن له ولعائلته المسكن والمأكل والمشرب والملبس ، وعليه لابد وأن تكون لتلك الإحتكاكات تأثيرات على نفسية هؤلاء سلبآ أو إيجابآ ويستوجب أن تنعكس هذه التأثيرات على سلوكيتهم وأخلاقياتهم في التعامل ، الكفاءة والنزاهة والإخلاص والدقة في العمل وتطبيق مجمل القوانين النافذة هي السمة الغالبة في دوائر الحكومات في تلك الدول ومقتضى الحال يستوجب أن تخلق لدى هؤلاء نزعة التمسك بهذه الخصال كونها تصب في خانة المواطنة الصالحة ومندوبة في شرائع السماء التي يتشدوق بأنهم من المؤمنين بها ومن الدعاة لها والمتمسكين بها كما وأنها مثبتة في القوانين الوضعية ، أما الإنعكاسات السلبية فهي التمرد النفسي والنزعة الذاتية العدائية والشعور بالنقص تجاه ما يراه المرء من حواليه مهما حاول أو يحاول أن يغلفه بشتى الطرق ليعطي لنفسه طابع الكهنوتية والقدوة الدينية والوطنية . ماذا تعلم هؤلاء من الدول التي سكنوا فيها وإحتكوا بمجتمعها طيلة عقود من الزمن ؟ لا شئ إيجابي بالمرة ودلائل ذلك كثيرة وحتى وهم في تلك الدول كان البعض يستلم رواتب معونات بالرغم من حصوله على عمل وهو مايسمى ( العمل الأسود) أي منافي للقوانين النافذة في تلك الدول ، ومنهم من كان يعمل في تهريب البضائع والبشر ومنهم من كان يستلم معونات من دولة ويعمل في دولة أخرى ومنهم من كان يجمع المساعدات العينية والمادية لعوائل الشهداء والسجناء والمتضررين من النظام البائد ليغمط منها مايشاء حيث لا رقيب ولا حسيب ، وحين أتيحت الفرصة لهؤلاء بالوثوب على مناصب الدولة الأم كشروا عن أنيابهم الحقيقية وتمردهم على كل إيجابيات الدول التي كانوا يلعقون فيها القصاع وأصبح همهم النهم ليعوضوا النقص الذي إستحوذ على عقولهم وزاد فيهم طمع غير محدود وشراهة غير مسبوقة من قبل وإستباحوا بدنائتهم ثروة البلاد ونشروا في مفاصله داء الفساد وأهلكوا بعنجهيتهم حياة العباد
فإن كان هناك عاق فبهؤلاء تكمن عقوق الوطن ..  

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فؤاد المازني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/16



كتابة تعليق لموضوع : أصحاب الجنسية الثانية ماذا تعلمتم من تلك الدول ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net