صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الملائكة والشياطين!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في عُرف المصالح الوطنية والوعي المصيري للأمم والمجتمعات , يمكن أن تتحول الشياطين إلى ملائكة , والملائكة إلى شياطين , ويتحقق تبادل الأدوار وفقا لمقاييس الربح والخسارة.
 
والمجتمعات التي تهتم بحاضرها ومستقبلها , تكون مصالحها الوطنية فوق كل شيئ فيها وعندها , فلا يمكن لأية حالة أن تتقدم على المصلحة الوطنية مهما كانت مواصفاتها ومفرداتها وقيمتها , ذلك أن كل شيئ يفقد قيمته ومعناه إذا تخرّب الوطن وتحطم الوعاء الوطني.
 
فلا قيمة لحزب ومعتقد ونشاط ومشروع وبناء , أو أي شيئ مهما صغر أو كبر , إذا تهدم الوجود الوطني وتلاشت المعايير الوطنية وانتفت.
 
ولهذا فأن المجتمعات الحكيمة الواعية الحريصة على أوطانها تتفاعل وفقا لبوصلة مصالحها ولا تفرط بها أبدا , وعليه فأن قيمة الآخر وتوصيفاته تتناسب ومقدار ما يساهم بتحقيق المصالح الوطنية , فإن كان ضدها وعدوها , تحوّل إلى شيطان , وإن تغيّر وأبدى تجاوبا وتفاعلا إيجابيا يكون مَلاكا , والعكس صحيح , فلا يوجد ثابت في أطراف التفاعل ما بين الدول والأوطان إلا المصالح.
 
وعليه فلا نستغرب أن تتحول الشياطين إلى ملائكة , ما دامت المصالح ذات فعالية وقدرة على التحقق والتنامي والإزدهار , وكما هو معلوم فلكل مصلحة مدى تصل إليه وأوج تبلغه فتنحدر إلى غير ما عهدته , مما يعني أن المصالح تتبدل وآليات إنجازها تتغير أيضا , وأنها تتعدد وتتطور وتمضي في سبيل صناعة مشاريع متجددة , والدخول في تفاعلات إستثمارية مع بعضها , فتلقي على الآخر مسؤولية التفاعل المتجدد معها.
 
وقد تحققت الكثير من المصالح الدولية وتبدلت الموازين مع توالي دورات الحياة وتداخلات مسيراتها ومعطياتها , ذات المفردات المتغيرة دوما والساعية نحو إنطلاقات ذات قيمة بقائية ومناهج صيرورات نوعية عالية.
 
فهل سندرك مصالحنا ونؤمن بها ونضعها فوق كل ما فينا وعندنا وحولنا , لكي نعيش مثل غيرنا المؤمن بمصالحه الوطنية؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/16



كتابة تعليق لموضوع : الملائكة والشياطين!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net