صفحة الكاتب : نجاح بيعي

زَيّـفُ الـبُطـوُلَـة ِالـجَـعْـفَـريّـة !؟.
نجاح بيعي

" الحشد الشعبي وحزب الله , حفظوا كرامة العرب ، ومن يتهمهم بالإرهاب هم الإرهابيون " .

ــ لا يوجد عاقل , على وجه البسيطة , يحكم على حزب الله اللبناني , والحشد الشعبي في العراق بالإرهاب , إلا ّ مَنْ سَفِه نفسه .  وإلا ّ بماذا نصف جبهة العدو المقابلة لحزب الله , وأعني بذلك اللقيطة إسرائيل , بحمامة السلام مثلا ً ؟. أو بماذا نصف العدو الذي يواجهه الحشد الشعبي داخل العراق , وأعني بذلك ـ داعش ـ بطيور الجنّة مثلا ً ؟. إنها حقا ً قسمة ضيزى . 

ولكن وجه اعتراضنا على ( جملة ) السيد إبراهيم الجعفري وزير خارجية العراق , التي ألقاها بوجه الإجماع العربي , المنعقد بالقاهرة , إثر اجتماع الدورة العادية الـ ( 145 ) للجامعة العربية الجمعة 11 / 3 / 2016 , والمتكونة من ( عشر كلمات فقط ) والتي جعلت منه بطلا ًشيعيا ً وعراقيا ً وعربيا ً وقوميا ً على غرّة , هو التوقيت المفاجئ اولا ً , وفتحه النار الغير المبررة , من قبله على مَن يفترض أنهم أصدقاء , باعتباره عرّاب اللحمة والعلاقة العراقية العربية , وخصوصا ً مع المملكة العربية السعودية ثانيا ً. وحشر أسم ( الحشد الشعبي ) وجعله بالواجهة السياسية والإعلامية , وزجّه بالصراع السياسي الإقليمي والدولي , مع أن الأمر لم يكن كذلك , لأنه لم يدرج ( الحشد الشعبي ) أصلا ً على جدول أعمال دورة الجامعة العربية , ولا بأي محفل دولي آخر , كحزب الله على لائحة الإرهاب ثالثا ً . 

ولنا أن نتساءل :

ــ هل هناك مِن العرب حقا ً مَن له كرامة ؟ . وعلى فرض أنها موجودة , فأين هي كرامة العرب من الدماء تلو الدماء العراقيّة المسفوحة منذ عشرات السنين , والمسفوكة بالفتاوى الطائفيّة من قبل شيوخ الفتنة السعودية , والمموّلة بالمال والدولار الخليجي , وتحت الغطاء السياسي ( الساكت ) للجامعة العربية . وآخرها صنيعتهم الدمويّة والمشوّهه ( داعش ) ؟. ألسنا عربا ً ؟. أليس جميع العراقيين وخصوصا ً ( الشيعة منهم ) ينتمون الى الأمّة العربية ؟. وهل العراقيين معنيين بكرامة العرب حقا َ ؟. ألا يفترض أن تكون لنا كرامة كما لهم ؟ . وإذا كنّتم عرباً وتمتلكون الكرامة كما هي لهُم , فلماذا السكوت عن جريمة ناحية تازة , المنكوبة بالسلاح ( الكيمياوي ) من قبل شركاء الوطن والوطنية ؟.

مَن أعطى للجعفري الإذن بالتكلم نيابة عن جميع المقاتلين المنضوين تحت مسمّى ( الحشد الشعبيّ ) ؟ . ومنذ متى تحوّل خطاب ( الإسلام السياسي العراقي ) الى خطاب عروبي قومي ؟. وهل الحشد الشعبيّ المنبثق من رحم فتوى الجهاد للمرجعية الدينية , جاء ليحفظ هيبة وكرامة العرب ؟. ألم يكونوا مواطني جميع الدول العربية والإسلامية , ملأى بهم السجون العراقيّة بتهم انتمائهم للقاعدة وداعش ؟. ألم يقتل الواحد منهم المئة والمئتين من العراقيين الابرياء , وللآن لم يتم إنزال القصاص بهم ؟. هل تقصد بحفظ كرامة العرب من قبل  الحشد الشعبي , هو بعدم تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهم ؟. وهل علم الجعفري الآن أن للعرب كرامة وراح ( يزامط ) بالحشد ويلومهم على ذلك ؟. ألم يذهب برجله للسعودية ولدول الخليج , موليا ً ظهره لكل جراحات العراقيين ولومهم وانتقاداتهم  اللاذعة له , مِن أن السعودية ودول الخليج هي من سببت بكوارث العراق ونزف دمائه , حتى ظنّ العراقيين الشرفاء حينها , من أنّ الجعفري وحكومته قاطبة لم تمتلك ذرّة ( حياء ) , بل راح مكابراً يعبّد الطريق بنظريته الشوّهاء من أن ( العراق ينتمي لمحيطه العربي ) وكان من إنجازاته جلب السفير ( سبهان ) ؟. فما عدا ممّا بدا ؟.  ألم يكن المدعو سبهان قد أساء للعراق والعراقيين وللحشد الشعبي وللشيعة من أول يوم تسنمه السفارة ببغداد ؟. ألم يتنفسوا الصعداء بــ ( السبهان ) كل دواعش السياسة من القوى السياسية السنّية والشيعية والكردية ؟. ألم يتبجّح السبهان وهو بعقر دارنا , بإعدام حكومته للعلامة المجاهد ( نمر النمر ) , ولم يحترم بذلك للبعد المذهبي المشترك ؟. ألم يتدخل بالشأن العراقي بلا رادع منك ومن حكومتك يا جعفري ؟. لم يكن حالك مع السبهان حال أبو موسى الأشعري , حينما نكل به عمرو بن العاص وثبّت معاوية خليفة , في حين كان قد خلع من قبل أبو موسى الأشعري علياّ (ع) كخليفة وقال له ( أنت كالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) فردّ عليه عمرو ببرود المنتصر ( وأنت كالحمار يحمل أسفارا ) ؟.

هل هناك قرار رسمي , سواء من مجلس التعاون الخليجي , أو الجامعة العربية , باعتبار الحشد الشعبي منظمة ارهابية ؟. ما الذي دفع الجعفري حتى يقرن أسم الحشد الشعبي مع أسم حزب الله اللبناني ؟. هل أدبيات عمل الدبلوماسية العراقية اقتضت , أن يُقرَنَ اسم ( الحشد ) مع اسم حزب الله في حال الدفاع عن الأخير ؟. وهل الحشد الشعبي , حزب من الأحزاب السياسية , له جناح مسلح , كحزب الله اللبناني ؟. لماذا لم نجد تبريراً مقنعا ً لتخوفك المفاجئ , خشيّة من أن يوصف الحشد بالإرهاب من قبل المحافل الإقليمية ؟. وإذا كنت متيقنا ً من أن الحشد جامعا ً لكل مكونات وشرائح ومذاهب وأديان العراقيين كما تزعم ويزعمون , فأيّ محفل ِسياسيّ عاقل ممكن أن نتصوره أن يتخذ قراراً ضد الحشد الشعبي ويصفه بالإرهاب ؟.

وهل الحشد الشعبي خاضع لمعادلات الصراع السياسي الإقليمي والدولي كما يخضع حزب الله ؟. ألم يكن بزج أسم الحشد الشعبي وتدويل كيانه , وقذفه ضمن معادلة الصراع الإقليمي , هو بحد ذاته طوق نجاة لحزب الله اللبناني , لأنه فقد الكثير ضمن خارطة الصراع الدموي الدائر بالمنطقة ؟. ألم يفقد حزب الله للراعي القويّ للعملية السياسية اللبنانية وأقصد هنا السعودية , وخصوصا ً بعد قطع الأخيرة للمعونات المالية للدولة اللبنانية , والتي تقدّر بمليارات الدولارات ؟. ألم يكن هذا الطرح الآن هو إحياء للإستقطاب الإقليمي الطائفي المقيت ؟. ألم يكن هذا المطلب مطلب إيراني ـ سعودي معا ً؟. ألم تطبّلوا سابقا ً , وتتغنوا بالحلف الرباعي ( إيران ـ العراق ـ سوريا ـ حزب الله ) بالإضافة الى حوثييّ اليمن ؟. ألم تضعوا بالحسبان الجبهة المقابلة , بزعامة السعودية ودولة الخليج والأردن ومَن لفّ لفهم ؟. ألم يكن هذا الإستقطاب الطائفي بين إيران والسعودية , له انعكاس واضح لمجمل الصراع الدائر بالعاصمة بغداد . واللابسة لبوس الإصلاحات ؟. ألم تذكرنا أجواء بغداد المتشنجة اليوم , بأجواء الاصطفاف السياسي أبان مسرحية ( سحب الثقة ) و مسلسل عدم تمرير ( الولاية الثالثة ) ؟. 

ألم تكن تهديدات السيد مقتدى الصدر , باقتحام المنطقة الخضراء والمبررة من قبله إصلاحياً, وسط تأييد حلفائه من القوى السياسية الشيعية ككتلة المواطن , ومن العلمانيين التيار المدني المتمثل بالحزب الشيوعي , ومن اتحاد القوى السنيّة قاطبة , سببا ً لزجّك وحشرك ( الحشد الشعبي ) بالمعترك الدولي ؟. ألم تكن دولة القانون المدعومة من إيران , وقطبها حزب الدعوّة الممسك بالسلطة , وحلفائهم الباقيين واقفون على الجانب الآخر , وبالضد من توجهات مَن ذكرنا ؟. ألم يتهم إعلامكم و فضائياتكم السيد مقتدى الصدر وحلفائه , بأنه ترك الباب مواربا ً مع السعودية ودول الخليج ؟. ألم تكشفوا جانبا ً من الزيارات المكوكية لقادة التيار الصري وكتلة المواطن للسعودية ولدول الخليج ؟.ألم تتهموه وحلفائه بقيادة مؤامرة ببغداد بحجة الإصلاحات ؟. لماذا لم تنطقوا بالحقيقة ؟. ما الذي يمنعكم من أن توضحوا الأمر للشعب ؟. وأن الأمر ببغداد هو صراع إيراني سعودي حقيقة , وبأدوات عراقية خالصة ؟. 

أين وضعتم المرجعية الدينية العليا من قضية تدويل الحشد الشعبي ؟. ألا يفترض أخذ رأيها باعتبارها معنيّة بالأمر بالصميم ؟. هل دار بخلد السياسيين العراقيين أن المرجعية على علم مسبق بكل انحرافاتكم وفشلكم وتبعيتكم للخارج ؟. هل علمتم أن المرجعية أعطتكم الفرصة تلو الفرصة , على أن تكونوا على قدر من المسؤولية , وعلى أن تتخذوا القرار الوطني الخالص , دون تدخل من دول الجوار وفشلتم ؟. هل تعلمون أن المرجعية كانت ولا زالت ساحبة البساط من تحت أقدامكم  وما أنتم بالنسبة لها وللجميع العراقيين , إلا ّ كفزاعات لا حول لها ولا قوّة , واقفة بمهب الريح ؟. هل خبرتم لماذا لا تزال المرجعية وللآن , لم تستخدم بخطابها الرسمي أسم الحشد الشعبي ؟. هل أدركتم أنها للآن تستخدم لفظ ( المتطوعين الغيارى ) و ( أبنائنا المقاتلين ) ؟. هل وعييتم أنكم بهذه الخطوة قد حرفتم الحشد الشعبي عن هدفه المرسوم له من قبل المرجعية ؟. هل لي أن أخبركم عن الهدف السامي الذي رسمته المرجعية الدينية , والذي من أجله هبّ المتطوعون المقاتلون الغيارى ؟. هو (( فإنّ المسؤولية في الوقت الحاضر هي حِفْظُ بلدنا العراق ومقدساته من هذه المخاطر، وهذه توفر حافزاً لنا للمزيد من العطاء والتضحيات في سبيل الحفاظ على وحدة بلدنا وكرامته، وصيانة مقدساته من أن تهتك من قبل هؤلاء المعتدين ))؟ .

هل أنتفت المسؤولية ؟. هل تحقق المراد ؟. ماذا لو أفتت المرجعية بحل الفصائل المسلحة بعد تحقيق المراد بحفظ الأرض والمقدسات ودحر العدو ؟. ألم يكن الأمر من الخطورة ممّا جعل قيادة الحشد الشعبي لم تبد رأيا ً رسميّا ً للآن ؟. وهل يعقل أن تتخذ قيادة الحشد قراراً أو رأياً , مخالفا ً لرأي وتوجهات المرجعية ؟.

ولماذا كل من نطق بكلمة حق ( إذا كانت حقا ً ) يراد بها باطل , ينقلب علينا بطلا مغوارا ً ؟؟. ألم ينتسب الجعفري الى منظومة حزبية وسياسية وحكومية , طالما وصفتها المرجعية الدينية  بالفاسدة المفسدة , وأنهم لصوص وسراق للمال العام ؟. كم مرة ومرة وصفتهم المرجعية بأنهم فاشلين , وأنهم استخدموا الظاهرة الداعشية , بأفعالهم ومواقفهم . وكانوا عونا لأعداء العراق على شعب العراق الجريح ؟. وهل نأمل من الجعفري إن شاء الله تعالى ونقول ( رجله خضّرة ) ويسحب معه للواجهة الإعلامية كل جرابيع الحكومة العراقية , وكل سرّاق ولصوص القوى السياسية , ويستعرضهم علينا في الإعلام المسيّس , أبطالا أشاوس وأصحاب غيرة مذهبيّة , وحميّة وطنية , وأصالة عربية , ونخوة قومية ؟.

وأي بطولة يتحدث عنها ( والكلام لجميع مَن طبّل وزمّر وهيّص ) للجعفري وأمثاله ؟؟ لو كانت عنده وعند جميع السياسيين العراقيين  أدنى كرامة , وأدنى وطنية ممن هم في الحكومة , وممن ينادون بالإصلاح والصلاح والفلاح والنجاح .. لما سكتوا عن جريمة ناحية تازة , وضربها بالكيمياوي , وراحت ضحيتها مئات العوائل نساء وأطفال ؟؟. وما كان رحيل الطفلة فاطمة سمير إلا ّ( عار ) ما بعده عار , على جبينهم جميعا ً ؟. 

واخيرا ً وليس آخرا ً وللعلم فقط  , أنّ زجّ اسم الحشد الشعبي ( الاسم الجامع لكل المتطوعين والمقاتلين ) بالمعترك السياسي الاقليمي والدولي , أمر ليس بيد السّاسة اللصوص ! وإنما بيد راعي الحشد الشعبي المقدس , وهي المرجعية الدينية العليا ؟؟ . وما الجعفري وأمثاله ممن طبلوا للموضوع وزمّروا , إلا ّ كمن القائل بحقه ( يهب الملك بما لا يملك ) ؟ .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/14



كتابة تعليق لموضوع : زَيّـفُ الـبُطـوُلَـة ِالـجَـعْـفَـريّـة !؟.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net