صفحة الكاتب : لجنة الأداء النقابي

ملحق مقالات تقرير لجنة الاداء النقابى – مارس2016
لجنة الأداء النقابي
ماذا لم يعتذر الاخوان عن الشماتة عند مرض هيكل كما فعل ياسر رزق مع المرشد ؟  بقلم على القماش
  مالى الدنيا وشاغل الناس   بقلم  : فهمي هويدي
ضد الصهيونية : محمد حسنين هيكل -  بقلم  محمد سيف الدوله
لهذه الآسباب هيكل أسطورة لن تتكرر !  بقلم : أحمد رفعت
الانصراف الأخير للأستاذ هيكل إلى "دار العودة".. عندما تفقد الصحافة درعها وسيفها  بقلم : على عقيلى
هيكل .. امثاله لا يموتون   بقلم فهمى عنبه
لست عصا لضرب هيكل بقلم سمير شحاته
ساحر الابجدية بقلم حجاج الحسينى
الجورنالجى والشماشرجى بقلم طلعت اسماعيل 
محمد حسنين هيكل ( 1923 –2016) تسعون عاما من الفكر والسياسة والجدل علامة بارزة فى عالم  الصحافة وضمير نابض فى ذاكرة الوطن
بقلم : اخلاص عطا الله وميرفت عياد
هيكل «الجورنالجي» المسافر.. رسالة ماجستير في هارفارد عن إضافاته لتطويع العربية لمصطلحات السياسة   بقلم : ايمان عمر فاروق
نرفض بيان مجلس النقابة فى الدفاع عن رواية العهر
الإسرائيليون يشعرون بخيبة الأمل بعد طرد عكاشة    بقلم : نورا خلف
.
قصة المؤامره علي الاعلام " الوطني " المصري ! بقلم  : أحمد رفعت
يا نقيب الصحفيين : رئيس لجنة الحريات لا يراعي إلا حرية رأيه !!  بقلم : محمد صلاح الزهار
الرأى والتعبير والابداع بقلم محمد بركات - الاخبار
بين الآدب وقلة الآدب    بقلم جمال نافع
 طارق عبد الجابر .. وعودة مؤيدى الاخوان من الخارج   بقلم : عماد الدين حسين
الايذاء الافتراضى   بقلم : يسرى مصطفى
   اغلاق مكاتبنا الاعلامية فى التوقيت والاماكن الخطأ بقلم علاء ثابت
الاعلام فيه سم قاتل !! بقلم أشرف مفيد
المذيع وفضيلة النصاب الازهرى بقلم محمد موسى – الشروق
نهضة لا تأتى .. وديمقراطية لا تمر  بقلم : رضا العراقى
اخصائى تمييع القضايا   بقلم : محمود عطية
القرار الافتراضى   بقلم : د . عواطف عبد الرحمن
فيروس .. يحتاج " انتي بيوتك !!  بقلم  : محمد كمال " 
وائل " حريقة " ندابه تحت الطلب ! بقلم  : عصام العبيدى
أوراق التواليت    بقلم : علاء عريبى
التفاهة .. الى متى ؟!  بقلم عبد الوهاب عدس
سر العلاقة بين توفيق عكاشه وعميل الموساد  بقلم : عبد الفتاح عبد المنعم
الصحافة الجديدة   بقلم : جودت هوشيار
عملاق .. اسمه مجدى حنا .. تذكروه بالرحمه   بقلم : عبد الوهاب السهيتى
 
 
لماذا لم يعتذر الاخوان عن الشماتة عند مرض هيكل كما فعل ياسر رزق مع المرشد ؟
بقلم : على القماش
منذ أيام ثار و تباكى " الآخوان " على نشر جريدة " الآخبار " صورة للمرشد محمد بديع والتهكم من مرضه .. وكان لدى الزميل ياسر رزق رئيس مجلس ادارة أخبار اليوم الشجاعة الآدبية للاعتذار ، والدعاء بالشفاء ، والاشارة الى ضرورة التفرقة بين الخلافات السياسية والحالات الانسانية
وبالآمس واليوم و" الآخوان " يتبادلون أقسى وأمر عبارات الشماتة فى مرض الاستاذ محمد حسنين هيكل ، والدعاء عليه ، بل بعض المواقع تعجلت موته ونشرت خبر رحيله وهو على قيد الحياة
اننا تعلمنا من ديننا الحنيف ، بل كل الآديان  ، والفطرة الانسانية ، بانه لا شماته فى المرض أو الموت .. والرسول صلى الله عليه وسلم عندما مرت أمامه جنازة يهوديا وقف لها اجلالا لروح المتوفى والانسانية ، وعندما لاحظ ان يهوديا كان يؤذيه كل يوم بوضع القمامة وغيرها ، ولم يجده لعدة أيام سأل عنه وعاده ، وهو حث لزيارة المريض حتى لو أختلف فى الدين أو قام بالآذى .. وفى القرأن الكريم أيات كثيرة تحض على التسامح " أدفع بالتى هى أحسن " ونفس الآمر فى الاحاديث النبوية الشريفة .
ومما لاشك فيه ان " الآخوان يعرفون هذه المعانى وأكثر  .. ولكن يبدو انهم نسوا الآية الكريمة " كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لاتفعلون " .
والعجيب ان الآخوان يوبخون هيكل بكتابته قصيدة يمدح فيها الملك ، وتناسوا ان زعيمهم حسن البنا كان يتودد للملك وفى عز فترة فساده ! 
وكم تعرض هيكل لهجوم كثيرا ما ترفع عنه ، وكثير ممن هاجموه من أجل الشهرة أو الظهور بدور ، ويتبين للقارىء الفارق الكبير بين قامة هيكل وحجم من ينتقده ، فيخرج بانطباع عن كيد من يهاجمه  مثلما يفعل أحمد المسلمانى بكتابة مقالات تافهه
وهاجمه البعض بسخرية انه يحمل " دبلوم تجارة " رغم انه وقت هذا حصل على دبلومنتين فى اللغات الآجنبية وغيرها .. ويكفيه تفوقه فى سائر علوم الصحافة ، حتى ان المنتدى الامريكى العالمى عندما قرر افتتاحه منذ عدة سنوات أستضاف الاستاذ هيكل لالقاء أول محاضرة أمام كبار الصحفيين من العالم أجمع
هاجمه البعض بالوشاية في موضوع مصطفي أمين وأخيه علي عندما اتهم انه كان السبب في سجنهما فرد واستشهد باحياء وكان منهم رئيس وزراء السودان في ذلك الوقت انه فعل المستحيل مع عبد الناصر دفاعا عنهما ولكن التقارير المؤكده امام عبد الناصر كانت دامغه
وسواء أختلف البعض مع هيكل أو هاجموه بضراوة ، فان هذا لن ينتقص من موهبته ومكانته الصحفية ، بل وجعل مكانة الصحفى فى مصاف الرؤساء ، وسيظل هيكل رمزا صحفيا يفتخر به فى كل مكان
 
مالئ الدنيا وشاغل الناس – فهمي هويدي
بقلم : فهمى هويدى
حين يكون الرجل آخر الأساتذة في مصر المعاصرة، ويظل لأكثر من نصف قرن مالئا للدنيا وشاغلا للناس، فإن أي كتابة عنه تقصر عن تقديمه، فضلا عن أن توفيه حقه.
 فقد رأى فيه الناس الكاتب السياسي والشريك السياسي والصانع السياسي والمفكر السياسي، وظل كل ذلك بعض أوجهه وليس كلها. والشق الظاهر فيه وليس الغاطس وغير المرئي، رغم أن الوصف الأثير الذي كان يفضله هو «الجورنالجي».
 إذ منذ بدأت العمل معه في عام ١٩٥٨ حتى قبل أسبوعين مضيا، فإن سؤاله الأول عند كل لقاء كان عن «الأخبار».
 وإذا أدركت أن الرجل كان يتمتع بذاكرة جبارة، حرص من جانبه على انعاشها وتنميتها بكل السبل، فلك أن تتصور الكم الهائل من المعلومات والأخبار والأسرار الذي اختزنه خلال رحلته الصحفية.
 وهو كم شمل أطرف القصص وأخطرها التي تغطي تاريخ مصر والعالم العربي منذ العهد الملكي وحتى يومنا هذا. 
لذلك أفهم لماذا لم يكتب الأستاذ هيكل مذكراته، وظل يوظف بعض وليس كل معلوماته في كتاباته وتحليلاته.
 أما المذكرات فقد ظل يروى بعضها لدوائره المحيطة. 
وغالبا ما كان يقول شيئا ويحجب أشياء لحسابات خاصة به. 
 لذلك أزعم أن أقرب المقربين إليه لم يكونوا على إحاطة كافية بما لديه من معلومات. ومخطئ من يظن من خاصته أو تلاميذه أنه سبر أغواره أو قرأه قراءة وافية. 
ومن خبرتي معه فكل من اقترب منه رأى بعضه واستعصى عليه أن يدركه كله.
لا يستطيع المرء أن يغلق فهمه من الدهشة حين يستعيد شريط المعلومات التي كانت تخرج منه أثناء أحاديثه.
 من الإمام أحمد حين كان حاكما لليمن حين التقاه وكان أول سؤال سمعه منه كان عن صحة شائعة زواج عمر الشريف من فاتن حمامة،
 وصولا إلى قصة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران الذي اطلع الأستاذ وزوجته على شريط مسجل ومصور لأحد القادة العرب وهو يتسلم رشوة في باريس،
 مرورا بحكاية عملاء الموساد الذين حصلوا على عينة من بول الرئيس حافظ الأسد أثناء زيارته لعمان للعزاء في وفاة الملك حسين، 
وكم ثروة الخطابات التي أرسلها جمال عبد الناصر إلى المشير عبد الحكيم عامر أثناء إدارته للإقليم الشمالي في دمشق، (أحدها كان في ١٢ صفحة كتبها عبد الناصر بخط يده) 
وكان الأستاذ قد زار المشير في بيته لرأب الصدع بينه وبين عبد الناصر، 
وأثناء الحديث أشار المشير إلى كومة الخطابات قائلا إن ما فيها يثبت عن عبد الناصر تغيير اتجاهه. فما كان من الأستاذ إلا أن أستأذنه في الاطلاع عليها، وحملها معه ثم ضمها إلى خزانته التي تضم كنوزا من الوثائق التي تروى مختلف أسرار تلك المرحلة.
إلى جانب مخزون ذكرياته فإن أوراقه التي لا تعوض أودعها خارج مصر أثناء صراعه المكتوم مع السادات الذي حاول الإيقاع به بطرق عدة تراوحت بين التنصت عليه في بيته والتدقيق في سجله الضريبى.
 وسمعت منه أن جامعة «ييل» الأمريكية عرضت عليه شراء أوراقه تلك بعدة ملايين من الدولارات، إلا أنه اعتذر عن عدم قبول العرض.
هذا الذي ذكرته ومثله الكثير الذي سمعته منه بعد خروجه من الأهرام سنة ١٩٧٤، أي طوال ٤٥ عاما أتيح لي خلالها أن اقترب منه أكثر،
 ذلك كله يعد قطرة في بحره الذي لا شطآن له ولا أعماق. 
في هذا الصدد أزعم أن اقترابي من «الجورنالجي» كان أكثر وأقوى أثرا. 
وربما كانت تلك هي المساحة التي تلاشت فيها التباينات واختلاف الرؤى بين الأستاذ وتلميذه. 
ذلك أن الذي يتعامل مع «الجورنالجي» فيه يتعلم الكثير من خلال النموذج الذي يقدمه والحرفة التي أتقنها والأخلاق التي تمتع بها. فقد كان أستاذنا في كل ذلك.
 لم يكن يلقي تعليمات أو نصائح. ولكنه كان يجمع المعلومات كأي محرر ويصوغ الخبر بنفسه ويحرر العناوين، ويعلم من حوله بأدائه الرفيع واعتزازه بمهنته واحترامه لذاته ولمصدره.
في صيف العام الماضي حين زرته في منتجع «الرواد» على الساحل الشمالي، كان قادما لتوه من الخارج بعد أن قام بما وصفه بأنها آخر إطلالة له على أوروبا، بدا حزينا ومتشائما لأن الأمور في مصر سارت على نحو خالف توقعاته، 
وقال لي إنه لن يتكلم وإنه يخطط لرحلة إلى إسبانيا يصحب فيها شريكة حياته السيدة هدايت وأولاده وأحفاده، لأنه يريد أن يبتعد من ناحية وأن يطلع أحفاده على حضارة الأمة التي ينتمون إليها. 
إلا أنه بعد عودته ورغم أنه لم يكن قد تعافى تماما، ظهر على التليفزيون في لقاء مع الإعلامية لميس الحديدي. وبدأ حديثه مسكونا بالحيرة والحزن،
 ومما قاله إن مصر ليس لديها بوصلة واضحة وإن تلك مشكلة خطيرة جدا. 
وإذا لم تنتبه إلى ذلك فإنها ستصبح مرشحة للخروج من التاريخ، 
وإن مجمل البيانات المطروحة لا يكفى لإقناع الناس بأن هناك مستقبلا مرضيا ومقبولا. 
أدركت أنه أراد أن يرضى قبل رحيله.
فكتبت آنذاك في مقال الثلاثاء ٢٩/١٢ أنه تناول موضوعات حساسة بصراحة ودبلوماسية، وتوقعت أن يكون حديثه الأخير في محاولة الإجابة عن السؤال:
 مصر أين وإلى أين؟  
وفي لقاء لاحق قال لى إن مسؤولا التقاه بعد بث الحلقة، فقال له إن هذا الكلام لم يكن منتظرا منك، 
فرد عليه قائلا: إذا لم أقله أنا فلن يقوله أحد.
رحمه الله وغفر له وألهم زوجته وأبناءه وأسرته صبرا من عنده.
ضد الصهيونية : محمد حسنين هيكل
بقلم : محمد سيف الدولة
رحل محمد حسنين هيكل الذى أثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب والمؤلفات، على رأسها مجموعته الموسوعية عن الصراع العربى الصهيونى التى اختار لها عنوان "حروب الثلاثين سنة". والتى فتحت للقارئ العربى نوافذ نادرة على بحور من المعلومات والوثائق والأسرار، كانت محجوبة ومحظورة وبعيدة عن متناول يديه. وكانت جزء رئيسيا من مكتبة أى مثقف أو سياسى أو كاتب أو مسئول مصرى أو عربى جاد، أياً كانت مرجعيته الفكرية والايديولجية، لم يستطع ان يتجاهلها حتى الذين اختلفوا معه. ولو لم يفعل هيكل شيئا سواها، لكان هذا كافيا. 
أما عن أبرز مواقفه السياسي’ فهو موقفه الرافض والمناهض، حتى آخر يوم، لاتفاقيات كامب ديفيد واخواتها من اتفاقيات التسوية (السلام) العربية الاسرائيلية، وموقفه الصحفى الشجاع من اتفاقيات فض الاشتباك الاول فى 18 يناير 1974، حين انفرد بنشر خرائطها فى الاهرام، وما تضمنته من قبول السادات بانسحاب القوات المصرية التى عبرت فى حرب أكتوبر واعادتها مرة أخرى الى غرب القناة، مقابل انسحاب القوات الاسرائيلية من الغرب الى سيناء وانهاء الثغرة، وهو ما كان سببا فى اقالته من رئاسة تحرير جريدة الاهرام فى 2 فبراير 1974، والتى كانت مقدمة لاعتقاله والتحفظ عليه مع 1576 معارضا فى سبتمبر 1981.
 عدا ذلك، قد يختلف أو يتفق معه الكثيرون، خاصة أنه فى غالبية سنوات عمره كان لصيقا أو قريبا من السلطة ومراكز صناعة القرار فيها، فيما عدا صداماته مع السادات، وبعض انتقاداته لمبارك. وهو ما أثار حفيظة عديد من الشخصيات وحركات المعارضة التى عانت من استبداد وحصار ومطاردة وعصف السلطة على امتداد العقود والعصور المتتالية، مما جعلها تنظر بعين الريبة لكل من يقترب من السلطة فى أى عصر، وكل من يصمت على إجراءاتها القمعية تجاه معارضيها. وهو النقد الذى ظل يوجه اليه حتى شهوره الأخيرة.
ولكن ورغم ذلك، يجب أن نعترف أن حسنين هيكل هو واحد من الشخصيات القليلة والنادرة التى استطاعت أن تحفر اسمها وتحقق مكانتها وتصنع تاريخها بعد مغادرتها لدوائر السلطة، بل أن أفضل مؤلفاته هى تلك التى كتبها ونشرها من موقعه خارج السلطة وبعيدا عن أروقتها.
ولا شك اننا سنفتقد إطلالاته الاعلامية، والتى كان يحرص فيها دائما على إعطاء تحليلات او تلميحات أو اشارات أو انتقادات خارج السياق العام وغير مألوفة، قادرة على الدوام على أن تلقى ببعض الاحجار فى المياه الراكدة، وأن تفتح وتثير الحوارات بين المتابعين اتفاقا أو اختلافا، تأييدا أو نقدا 
كما نفتقد معه جيلا كاملا من المفكرين والكتاب والصحفيين من أصحاب المشروعات والمؤلفات والمواقف الفكرية والسياسية الموسوعية والعميقة، بعد أن أصبح غالبية من يتصدرون المشهد اليوم دون ذلك بكثير.حوارات بين المتابعين اتفاقا أو اختلافا، تأييدا أو نقدا
لهذه الاسباب..هيكل اسطوره لن تتكرر ! 
بقلم : أحمد رفعت
ائتونا بمن حفظ القران وحفظ عشرة الاف بيتا من الشعر ويتحدث الانجليزيه بطلاقه..ائتونا بمن حصل علي شهاده متوسطه ثم يصبح اهم محرر في الجريده الاجنبيه الاولي في مصر ..ائتونا بمن تجده في قلب كل الاحداث الساخنه من قضية متهمات البغاء في مصر والتي فضح من خلالها العلاقات السريه لكبار الساسه والوزراء الي انتشار الكوليرا في الصعيد وتغطيته من قرية " القرين " المصابه والتي يفر منها الناس قبل الصحفيين الي تغطية الحرب العالميه المشتعله في العلمين الي احداثها المستعره في مالطا وفرنسا ومنها الي حرب فلسطين ... ائتونا بمن التقي البرت اينشتاين ونهرو والخميني وميتران وسوكارنو وتيتو ومصدق وناتنج وجيفارا واغلب ملوك زعماء ورؤساء ورؤساء حكومات العالم..ائتونا بمن اختير رئيسا لتحرير اهم مجله مصريه وهو دون الثلاثين بعد صراع عليه من كبار الصحفيين واصحاب المؤسسات الصحفيه في مصر من روزاليوسف الي التابعي..ائتونا بمن تنفجر ثورة 23 يوليو ويتصل به رئيس تحريره من مصيفه بالاسكندريه ليسأله هل يعرف شيئا عما يجري فيبلغه انه بنفسه مع الثوار او الحكام الجدد في قلب قيادة الجيش..ائتونا بمن عرضوا عليه رئاسة تحرر الاهرام وقد تجاوز الثلاثين بقليل ويرفض ثم يقبل بعد ضغوط ..ائتونا بمن يحوا الاهرام من مؤسسه خاسره منهاره الي واحده من اكبر مؤسسات العالم..ائتونا بمن يحول مؤسسه تصدر جريده الي مؤسسه تضم اهم مركز للابحاث والدراسات ساهم عبر عقود في صياغة القرار السياسي المصري وتحيط به اصدرات للاقتصاد وللسياسه الدوليه وغيرها وغيرها .. ائتونا بمن صاغ افكار اهم زعماء العرب ـ جمال عبد الناصر ـ في وثائقه الثلاث " فلسفة الثوره " و " الميثاق " و " بيان 30 مارس " ومعها خطبه وبياناته كأروع ما يكون..ائتونا بصحفي يقول عنه رئيس البلاد ان " كل الصحفيين يسعون لحصول مني علي الاخبار الا هو..يأتيني بها " .. ائتونا بمن تعرض عليه الوزاره ويتهرب وتعرض عليه ثانية ثم يتهرب حتي يعرف نبأ تعيينه وزيرا من الاذاعه ليقبل اخيرا بالامر الواقع لاصراره ان يكون صحفيا وحسب..ائتونا بمن استكتب في الصحيفه التي يرأس تحريرها نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوي ولويس عوض والدكتور حسين فوزي ويوسف السباعي واحسان عبد القدوس وغيرهم وغيرهم ويقدم مئات التلاميذ تحولوا جميعا الي اسماء كبيره 
ولامعه..ائتونا بمن يرفض قرار رئيس البلاد بتعيينه مستشارا له ويقول " انه يملك ان يقيلني من الاهرام لكن لا يملك ان يذهب بي الي القصر الرئاسي " ..ائتونا بمن يدرك مبكرا ان الصحافه المرئيه والمسموعه هي مستقبل العمل الصحفي فيبدأها مبكرا جدا وفي تلفزيونات عالميه..ائتونا بمن كانت تجتمع له الجماهير من كل انحاء الارض في ندوته السنويه بمعرض الكتاب حتي الغوها لتأثيرها الطاغي ولتأثير صاحبها العابر للقصور قبل الحدود..ائتونا بمن كانت تترجم كتبه الي احدي وثلاثين لغه وتعاد نشر مقالاته في اكثر من مائة صحيفه حول العالم في وقت واحد..ائتونا بمن كانت تحاسبه دور النشر بالكلمه ويصدر الشيك بعدد كلمات كتبه ..ائتونا بمن كان يمتلك مائتين وخمسه وسبعون الف وثيقه بخلاف رسائل وقصاصات لزعماء العالم وعشرات الالاف من الكتب..ائتونا بمن كان زعماء العالم يستقبلونه يستحضرون عنده الحكمه والرأي والمشوره حتي بعد تركه لمواقعه بعشرات السنوات..ائتونا بمن امتد به اللقاء مع حاكم عربي هو الرئيس حافظ الاسد من نصف ساعه الي ست ساعات كامله رغم منع الاطباء للرئيس الاسد من اي مجهود وهكذا فعل معه رؤساء اخرون..ائتونا بمن كان في ذاكرته وحضوره وطلاقته وانطلاقه..ائتونا بمن لم ترونه مره واحده الا مبتسما رغم اي تجريح وبالرغم من اي جراح ورغما عن اي مراره..ائتونا بمن يكتب بمثل عبارته ويصيغ في سلاسته وينحت بمثل تعبيراته..ائتونا بكاتب واحد تنتهي كتبه بعشرات الوثائق والمستندات تؤكد صدقه وتثبت كلامه وتضعه للابد في خانة الحقيقه..ائتونا بمثله يهاجمه من لم يقرأ له وينتقده البعض بعيون خصومه وبما قبلوا به لغيره ويؤاخذونه بما لم يرتكبه ولا ذنب له فيه.. ائتونا برجل قرر مبكرا عدم الرد علي منتقديه مهما بلغت انتقاداتهم وتجاوزت الي حد الافتراء..ائتونا برجل بقي وقد تجاوز التسعين ملء السمع والبصر ومحور جدالا كبيرا ويتهم وهو يقترب من المائه بأنه يريد منصبا ونفوذا..ائتونا برجل اجتمع له مثل لك..وكل ذلك .. نقل لكم وقتها انه اسطوره..ربما تتكرر !!
الاستاذ شخص استثنائي صنعته الموهبه وودفعته الصدفه فساهم في صناعة التاريخ..
رحم الله اهم صحفي عرفته مهنة الصحافه..منذ عرف العالم مهنة الصحافه 
الانصراف الأخير للأستاذ هيكل إلى "دار العودة".. عندما تفقد الصحافة درعها وسيفها
بقلم : علي عقيلي
رحل الأستاذ.. وبقيت أستاذيته - وهو ركنها الركين- بوصلة تحدد معالم طريق صاحبة الجلالة.
رحل الجسد.. وبقيت الروح، والفكرة، والرؤية الثاقبة ما دامت الحياة. 
رحل القلم الرصاص.. وبقيت صورته التي رسمها بكلماته، وشهده الذي منّعه عبر رحلته الغائرة في سراديب الزمن البعيد لصياغة المفردات، وكأنه صائغ ذهب، ونحت العبارات وكأنه مثّال، وهندسة التراكيب، وكأنه فنان مبدع محب للجمال يغرق في تفاصيل الزمان والمكان. 
رحل الجورنالجي المسافر وهي سنة الله في خلقة.. وبقيت إنسانيته الفائقة، ورونقه الصافي، وفنه الرفيع، وذائقته المميزة، وأسلوبه الأدبي الراقي معينًا لا ينضب لعشاق الكلمة، ومجاذيب العبارة، ومفتوني الصحافة. 
رحل المخبر الأول.. وبقي تتويجه للخبر على رأس فنون صاحبة الجلالة كافة؛ كعمود رئيس لخيمتها. 
رحل عميد الكلمة.. وأبت أن ترحل مفرداته الخالدة، وعباراته الأنيقة وإبدعاته الصحفية الرائقة.
رحل رائد الصحافة المصرية الخلاقة الحديثة بلا منازع في مزج المعلومة بالتحليل حارسًا أمينا على شعرة معاوية بين الصحفي والسياسي. 
اختلف مع هيكل السياسي قدر استطاعتك لاستيعاب تدفق شلالات معلوماته، لكن من الصعوبة بمكان أن تختلف مع الأستاذ الظاهرة الصحفية الاستثنائية بأي مقياس للحكم.
وداعًا... الأستاذ.
 
 
 
 
هيكل.. أمثاله لا يموت
بقلم : فهمى عنبه
امثاله لا يموتون.. لانه لايوجد من يقرأ بالعربية طوال النصف قرن الماضي.. إلا وكانت كلمات محمد حسنين هيكل أهم ما طالعه.. كما أثر في أجيال متتالية من الطبقة المتوسطة.. وكان صاحب مدرسة صحفية تمني كل من عمل في بلاط صاحبة الجلالة أن ينتمي إليها ويعمل فيها. 
بصراحة.. كانت مقالاته مصباحاً يضيء الطريق أمام الساسة.. وينقل الواقع بسلاسة.. ويرسم خطط المستقبل.. ويحاول تبسيط الموضوعات للقراء العاديين.. وعندما كان مشاركاً في الحياة السياسية.. كنت تعرف منه ماذا تنوي الدولة أن تفعل وما هي الخطوات التي ستتخذها.. ويبرر للناس المواقف والقرارات فيتقبلونها منه.. بينما لو فعل الوزراء نفس الشيء لرفضه المواطنون. 
الصحفي الوحيد ربما في العالم الذي يتم استقباله كرؤساء الدول.. ودعوته بصفة شخصية ليلتقي بكبار رجال الحكم والسياسة في مختلف البلاد من أمريكا إلي روسيا.. ومن الخليج العربي إلي إيران. 
.. وكان فريداً بين الاعلاميين والكُتاب لانه جمع بين اعجاب المواطن البسيط والملوك والسلاطين.. تتفق أو تختلف معه.. ولكن الكل يحترمه ويحسده علي معلوماته الموثقة بالمستندات. 
استطاع الأستاذ هيكل أن يبني لنفسه برجاً عالياً ومكانة مرتفعة من الصعب الوصول اليها جعلته يتغاضي عن الصغائر.. ولا يلتفت لمن يهاجمونه.. ولكنه لم يكن منعزلا عن نبض الشارع وعن الجماهير.. وكانت رسائله تصل اليهم كل يوم جمعة في مقالته بالأهرام التي كان ينتظرها العالم كله دون مبالغة.. فقد كانت تترجم ليقرأها ساكنو البيت الأبيض في واشنطن.. ومن يحكمون في الكرملين بموسكو.. وتحللها مراكز الأبحاث والدراسات السياسية في لندن وباريس.. وتقرأها الشعوب العربية من المحيط إلي الخليج.. وخلال سنوات الستينيات كان الشباب يجتمعون مساء كل جمعة أو صباح السبت في مدارسهم وجامعاتهم ليتناقشوا فيما كتبه هيكل.. ويفسرونه ويحفظون كلماته وعباراته عن ظهر قلب.. ويظلون يرددونها وكأنهم وزراء أو رجال سياسة واقتصاد. 
عندما اتجه الاستاذ الي التعامل مع "الميديا" كانت حواراته الممتعة المليئة بالأسرار تفسر ما مر علي المنطقة والعالم من أحداث وتحلل الواقع الذي نعيشه.. وفي نفس الوقت تضع رؤية للمستقبل.. وأثبت أنه من "الحكائين" الذين يجلس اليهم الناس ليستمعوا فيخرجون بالمعرفة والمعلومات والحكاوي مما يزيدهم ثقافة وعلما واستمتاعاً.. خاصة وأنه مرتب وحاضر الذهن حتي وهو يتخطي التسعين ويتذكر الوقائع ويرويها وكأنها حدثت أمس أو من وقت قريب رغم مرور عشرات السنين عليها. 
بلغ الأستاذ هيكل مكانه في مهنته تعادل أمير الشعراء شوقي بك.. وطه حسين عميد الأدب.. وأم كلثوم في الغناء.. وسيد درويش في الموسيقي.. ويوسف وهبي في المسرح فاذا ذكرت الصحافة المصرية والعربية لابد أن يكون محمد حسنين هيكل هو نجمها الأول فهو مختلف عن جيل الاساتذة أمثال التابعي وعبدالقادر حمزة وأحمد حلمي والعقاد والمازني وروز اليوسف وحسين فهمي.. وتميز عن أقرانه من العمالقة محمد بهاء الدين وعلي ومصطفي أمين وكامل الشناوي وفتحي غانم وصلاح حافظ ويوسف إدريس.. وقد تكون شهرته الدولية واقترابه من صانعي القرار خاصة في فترة عبدالناصر هي ما صنعت له هذا الفارق.. ولكن لابد أن نعترف له بالذكاء والعمل الدؤوب وتنظيم الوقت وقوة الاتصالات وتعدد المصادر إضافة إلي سلاسة الأسلوب وتوثيق المعلومات والقدرة علي الاستنتاج والتوقع واستشراف المستقبل.. كل هذا "الكوكتيل" هو الذي حول هيكل من مترجم في "الايجيبشيان جازيت" إلي عميد الصحافة العربية وأستاذ الأجيال في مهنة البحث عن المتاعب.. لذلك فإن رحيله أمس يمثل خسارة كبيرة لكل من يعملون في الإعلام لأننا سنفتقد كاتباً ومفكراً وسياسياً استراتيجياً.. بصراحة برحيله سنفتقد "الأستاذ". 
بدأ هيكل إصدار الكتب عام ..1951 وكان أول إنتاجه "إيران فوق بركان".. توالت بعدها المؤلفات وأصبحت بالعشرات ملأ بها المكتبة العربية والإنجليزية حيث صدر العديد من أعماله باللغة الإنجليزية التي كانت مدخله لعالم الصحافة الذي من خلاله التقي بكبار العلماء والباحثين والكتاب والمفكرين والفلاسفة وأيضا بنجوم السينما العالمية.. وساهم في إنشاء مراكز دراسات وأدخل الحاسب الآلي لأول مرة وظل رئيساً لتحرير الأهرام 27 عاماً حولها لتصبح واحدة من أهم 10 صحف تصدر في العالم في منتصف الستينيات من القرن الماضي. 
رحم الله محمد حسنين هيكل الذي كانت آخر كلماته لأبنائه كما قال الزميل جمال فهمي: "الرحلة انتهت.. لا تعاندوا القدر".. هي إرادة الله سبحانه وتعالي.. وإذا كانت رحلته في الحياة انتهت فإن مشواره لتنوير عقول الناس سيبقي فأمثاله لا يموتون. 
عاش الحاضرون أمسية رائعة.. كأنهم في سوق عكاظ.. تستمع لزهير بن أبي سلمي أو للنابغة الذبياني أو عنترة بن شداد يلقي بالمعلقات علي قارعة الطريق فيقف كل من يمر ليتذوق الشعر ويأخذ منه زاداً يعينه علي شقاء الحياة.. أو ربما جعلتهم يتذكرون المتنبي وصلاح عبدالصبور وأمل دنقل الذين كانت قصائدهم يحفظها أبناء المحروسة ويرددونها بلغة عربية صحيحة. 
كانت الأمسية تعبيراً عن لقاء السعودية ومصر وأهمية التوافق بينهما لجمع العرب.. فقد كان هناك ضيوف من عمان والجزائر وفلسطين.. فدائماً لقاءات القاهرة والرياض تحتضن أبناء العروبة وتقربهم وتوحدهم. 
لست عصا لضرب هيكل
بقلم : سمير شحاته
أمسك حرس الرئيس بجهاز تسجيل بحقيبتى، طلب تشغيله للتأكد من انه آمن، ولمح بجانبى زمزمية صغيرة وقبل ان يرتاب
فيها، رفعتها إلى فمى واخذت رشفة ماء فابتسم مطمئنا، طالبا ومن معى الهدوء بعد ان لمس فرحة طاغية بالزعيم، حدث ذلك وقت زيارة الرئيس جمال عبدالناصر الأهرام بدعوة من الأستاذ هيكل، كنت صغيرا أتحسس طريقى فى عالم الكبار، ومحظوظا أن أعيش تلك الحقبة الذهبية من تاريخ الأهرام، زعماء وساسة ومفكرون ترددوا على أهرام هيكل. فى شتاء 1970 استقبل الأستاذ «أم كلثوم» كانت تجمع تبرعات لتهديها «عيديات» فى العيد لأبناء المهجرين من مدن القناة، واصطحبها الأستاذ كمال الملاخ إلى توفيق الحكيم الذى اشتهر ببخله الشديد، تهلل وجهه مرحبا بسيدة الغناء التى باغتته بطلب التبرع، تمتم ثم أخرج محفظة عتيقة وأعطاها كل ما فيها، 7جنيهات.
 
بعد قرار الرئيس السادات بتولى على أمين رئاسة التحرير، سألته مذيعة التليفزيون، ماذا ستضيف للأهرام؟ قال: هى مثل شخص بالملابس الداخلية وسأكسوها بطريقتى. استشاط الأهراميون غضبا، وتحولت مائدة الاجتماعات بحضور د.عبدالقادر حاتم إلى محاكمة لعلى أمين، كان لطفى الخولى الأكثر حدة مؤكدا، هيكل جعل للأهرام كيانا مكتملا بأبنائه، وعليك ان تعتذر فى التليفزيون الليلة، لم يستمر على أمين طويلا فى الأهرام رافضا أن يكون عصا السادات لضرب أهرام هيكل.
 
عندما شرعت فى كتابة كتاب «فتيات قهرن الظلام» عن بنات «النور والأمل» لاحظت أن كل مؤسسى الجمعية من النساء باستثناء رجل واحد، الاستاذ هيكل، طلبت ان يكتب المقدمة، فاستهلها بقوله «النور إرادة الأمل». هذه فلسفته، التأمل والتمسك بالأمل.
 
 
ساحر الأبجدية
بقلم : حجاج الحسينى
الأستاذ ..اسطورة الصحافة..المؤسس الثانى للأهرام.. ألقاب معروفة للراحل "هيكل" ولكن فى حفل التأبين الذى نظمه الأهرام مساء أمس الأول كشف الرفاق والتلاميذ والمحبون الكثير من جوانب شخصيته وعبقريته ومشوار حياته وكان أكثر ما لفت انتباهى فى كلمات الرثاء انه «ساحر الأبجدية».
 
على مدى ساعة ونصف الساعة قدم فيها الزميل عزت ابراهيم مدير تحرير الاهرام التأبين وسط حضور كثيف بقاعة ومبنى هيكل بحضور نجله الدكتور أحمد هيكل واحمد النجار رئيس مجلس إدارة الاهرام ومحمد عبد الهادى رئيس التحرير ونبيل العربى الامين العام لجامعة الدول العربية ويحيى قلاش نقيب الصحفيين والدكتور خالد حنفى وزير التموين والدكتور أشرف العربى وزير التخطيط ورفاق وتلاميذ الساحر فماذا قالوا عنه ؟
 
احمد هيكل: كشف عن تفاصيل وصية والده والتزام الاسرة بتنفيذها بوضع وردة وتشغيل شريط الشيخ محمد رفعت داخل غرفته وباقى مراسم تشييع الجنازة.
 
أحمد النجار: أرسى قواعد استقلال المهنة ومؤسسة الاهرام مدينة له بالمكانة العالمية التى حققها للجريدة.
 
محمد عبد الهادى : تعلمت منه قيمة أن يكون للصحفى كرامة وشموخ.
 
مكرم محمد أحمد: أول من أخبر وأول من عرف وأول من حاور وأذاع، ووجه العزاء لأسرته وقرينته التى أعانته على مشوار الحياة الصعبة والعظيمة.
 
جلال عارف: انتشل الاهرام من هاوية الإفلاس ورفعها الى مقدمة الصحف العالمية.
 
مرسى عطا الله: أول من صك مصطلح «الرجل المناسب فى المكان المناسب» وهو أحد أسباب وصول الاهرام الى العالمية.
 
السيد ياسين: ملحق الجمعة فى عهد هيكل كان جامعة ثقافية، صاحب نزعة أكاديمية أطلق مركز الدراسات الفلسطينية – الإسرائيلية.
 
صلاح منتصر: أرجو ألا تحسدوننى، فقد عرفت الأستاذ هيكل قبل أى أحد فى القاعة، عرفته حتى قبل أولاده منذ عام1951.
 
فاروق جويدة : هيكل لم يصنعه عبد الناصر ولا الثورة وإنما هو من صنع نفسه بموهبته وثقافته وقدراته.
 
مصطفى الفقى: تحدث عن شموخ هيكل وتعامله بندية مع الملوك والرؤساء كما تحدث أحمد الجمال وهانى شكر الله وكشف التأبين عن مساحات من الاختلاف بين هيكل والسادات وأسرار استبعاد الراحل من الأهرام فى فبراير 1974 وانتقاله عام 1957 من آخر ساعة إلى الأهرام . رحم الله الأستاذ ساحر الأبجدية وأسكنه فسيح جناته.
 
كلمة أخيرة : حفظ الله مصر وطنا وشعبا وجيشا ورئيسا.
محمد حسنين هيكل ( 1923 –2016) تسعون عاما من الفكر والسياسة والجدل علامة بارزة فى عالم  الصحافة وضمير نابض فى ذاكرة الوطن
بقلم : اخلاص عطا الله وميرفت عياد
” نحن فى لحظة خطرة جداً.. بالتأكيد كنا نواجه خطورة غياب البوصلة، وفى بعض اللحظات ضلت البلد طريقها للمستقبل ونحاول الوصول من وقت لأخر لنقطة انطلاق حقيقية، وهنا نحتاج لجهد غير عادى لامساك زمام الأمور مرة أخرى ثم التطلع للعالم، ولا يبدو أننا نفهم ونعى العالم من حولنا كما يجب والتغيرات التى يمر بها العالم حولنا يومياً وكيف نجد طريقنا للمستقبل لغياب البوصلة… إلا أننا أمام لحظة فارقة وخطرة تحتاج لعمق أكبر مما نراه وجسارة أكبر مما نراها الآن. والقضايا أمامنا أكبر من جهد رجل واحد فى إشارة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى أو مجموعة من الناس، فنحن أمام عالم إذا لم نلحق به سوف تتركنا عربة التاريخ، لا أريد التشاؤم لكن يجب أن نقلق لأننا نحتاج للنظرة العميقة لهذه اللحظة التاريخية، وأنا متفائل بالطبع لكن هناك مشكلة وهى غياب الحقائق، فضلاً عن أن مسالك الطرق غير واضحة ولا يزال العمل بدون خريطة واضحة للمستقبل .. وما يقلقنى أننى أرى خرائط متغيرة ففى الأعلى أوروبا تتغير وأفريقيا أسفلنا تتحرك.. وتحركات واسعة وكبيرة فى آسيا ونحن لازلنا نقف ونأخذ الأمور على هوانا فى وضع تباطؤ وأتمنى فى هذه الحظة أن يضع أحدهم أمامى الطريق ومعالم الوصول إليه.. على الخروج للمستقبل وهذا يحتاج لقوى حقيقية واحتياطات كافية، والاحتياطى الكافى هو العالم العربى وقوتك الذاتية هى قوى الاقتناع العام بما تفعليه .. اتمنى جداً أن الرئيس السيسى بمساعدة آخرين له أن يضع خريطة للأمل حيث أننى أعتقد ان مهمتنا سنة 2016 هى وضع خريطة لأمل حقيقى، وخريطة يبدو منها ماذا أفعل فى الداخل.. أتمنى أن نرى إشراقا مصريا أخر.. انبثاق أمل ليس فقط فى الداخل بل يشع فى العالم العربى… “
هذا جزء من أخر حوار للكاتب الراحل محمد حسنين هيكل والذى وافته المنية منذ أيام عن عمر يناهز 92 عاما ، مع الإعلامية لميس الحديدى ببرنامج “مصر أين وإلى أين؟”، على فضائية “سى بى سي”، حيث قدم رؤية عميقة بعيدة عن السطحية والأمنيات الزائفة، مطلاً على تحديات عام 2016 بعد التحديات التى واجهنها فى عام 2015 .
فى بلاط صاحبة الجلالة
_______________________
ولد محمد حسنين هيكل في عام 1923 في حي الحسين، جنوب القاهرة، لأب من جذور صعيدية وتحديداً مركز ديروط بمحافظة أسيوط حيث كان يعمل تاجراً للحبوب، وكان يرغب في أن يصبح ابنه طبيباً، لكن الأٌقدار اختارت له طريقاً آخر وهو الصحافة، ونظراً لظروفه المادية الصعبة التحق هيكل بمدرسة التجارة المتوسطة.
قرر هيكل تطوير نفسه وتحقيق رغبته في العمل بالصحافة، ولذلك واصل دراسته في القسم الأوروبي بالجامعة الأميركية، وخلالها كانت النقلة التي غيرت مجرى حياته.
حيث تعرف هيكل خلال تلك الفترة على “سكوت واطسون ” الصحفى المعروف بجريدة “الإيجيبشان جازيت”، وهي صحيفة مصرية تصدر باللغة الانجليزية، ونجح واطسون في إلحاق هيكل بالجريدة في 8 فبراير 1942، كصحافي تحت التمرين بقسم المحليات وكانت مهمته العمل في قسم الحوادث.
كانت “الإيجيبشان جازيت” هي الصحيفة الأجنبية الأولى في مصر، وعندما التحق بها هيكل كان عمره 19عاماً، ووقتها أيضاً كانت الحرب العالمية الثانية قد اشتعلت، وزاد توهج الجريدة لتغطيتها أخبار الحرب، وكان دور هيكل ترجمة ما تنقله وسائل الإعلام الأجنبية عنها. 
حقق هيكل أول خبطة صحافية في حياته في تلك الجريدة وكانت خاصة بفتيات الليل، إذ حدث في تلك الفترة أن أصدر عبدالحميد حقي وزير الشؤون الاجتماعية وقتها قراراً بإلغاء البغاء رسمياً في مصر، وكان سبب هذا القرار إصابة عدد من جنود الحلفاء بالأمراض التي انتقلت إليهم من فتيات الليل، فكان أن اتفق الإنجليز وحكومة الوفد على إصدار القرار الذي أثار الجنود، كما أثار فتيات الليل وتم تكليف هيكل بلقاء فتيات الليل حيث حصل منهن على معلومات خطيرة هزت الرأى العام وقتها.
وبعد نجاح هيكل في تلك المهمة، كانت النقلة الأهم في حياته حين وقع عليه الاختيار ليذهب إلى العلمين ليغطي وقائع الحرب العالمية الدائرة هناك وبعدها سافر ليغطي الحرب في مالطا، ثم إلى باريس التي التقي فيها بالسيدة فاطمة اليوسف صاحبة مجلة “روز اليوسف”، والتي قررت أن تضم الصحفى الموهوب إلى مجلتها، ليصبح هيكل في عام 1944 صحفيا في مجلة “روز اليوسف”، وهناك تعرف على محمد التابعي، لينتقل معه إلى صفحات “آخر ساعة”.
وتحت إدارة التوأم مصطفى وعلى أمين قدم هيكل أبرع فنونه الصحافية وكتب في 13 أغسطس 1947 ما جعله حديث مصر، حيث قدم تقاريرا مصورة عن “خط الصعيد”، ولم ينته عام 1947 حتى اخترق هيكل وباء الكوليرا ليكتب تحقيقاً عن قرية “القرين” التي لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها، وهكذا كان طبيعياً أن يحصل الصحفى الشاب محمد حسنين هيكل عن جدارة على “جائزة فاروق”، أرفع الجوائز الصحفية بمصر في ذلك الوقت.
انتقل هيكل بعد ذلك للعمل بجريدة “أخبار اليوم” ومع التوأم على ومصطفى أمين والتي شهدت انفرادات هيكل، من تغطيته لحرب فلسطين إلى انقلابات سوريا، ومن ثورة محمد مصدق في إيران إلى صراع الويسكي والحبرة في تركيا، ومن اغتيال الملك عبد الله في القدس إلى اغتيال رياض الصلح في عمان واغتيال حسني الزعيم في دمشق.
في 18 يونيو 1952، فوجئ قراء مجلة “آخر ساعة” بعلي أمين رئيس تحرير المجلة يخصص مقاله للحديث عن هيكل، وينهيه بأنه قرر أن يقدم استقالته ويقدم هيكل رئيساً للتحرير، وهكذا أصبح هيكل رئيساً لتحرير “آخر ساعة”، ولم يكن تجاوز التاسعة والعشرين من عمره. 
أطلقوا عليه عدة أسماء مثل “كاتب السلطة” و”صديق الحكام” و”صانع الرؤساء” و”مؤرخ تاريخ مصر الحديث”، إلا أن “الصحافي” ظل اللقب الذي يفضله و”الكاتب” ظل التوصيف المحبب لديه، و”المفكر” ظلت الكلمة التي تجذبه لكي يروي ويسرد ما لديه من معلومات وتحليلات. 
الإرث الفكرى
____________
“كاتب السلطة” و”صديق الحكام” و”صانع الرؤساء” و”مؤرخ تاريخ مصر الحديث”، هكذا عرف هيكل بهذه الالقاب إلا أن “الصحفى” ظل اللقب الذي يفضله و”الكاتب” ظل التوصيف المحبب لديه، و”المفكر” ظلت الكلمة التي تجذبه لكي يروي ويسرد ما لديه من معلومات وتحليلات.
يكشف هيكل فى كتاب “مصر الى أين” الصادر عن دار الشروق 2012 ” أن الظروف التي تعيشها مصر هذه الأيام- والأسابيع والشهور- بما تموج به من أعراض الحيرة والجموح مما يشهده المجتمع المصري- وربما غيره من المجتمعات العربية- مرجعه إلى هذه القضية بالتحديد، وهي الإنتقال من حدث الثورة أي الإنفجار إلى الفعل أي البناء; وفي الحقيقة فتلك فترة شديدة الخطر؛ لأن أحوال الأمم فيها تكون مزدحمة بالهواجس، مكشوفة للمطامع، معرضة ومكشوفة للتدخلات والإعتراضات، تصد أو تعرقل إذا استطاعت، لأن بقايا الماضي في الداخل، وخصوم التقدم في الخارج، يحاربون آخر معاركهم بقصد أن لا تصل الثورة إلى غايتها، وتمسك بيدها حقها في فعل المستقبل
و يوضح حسنين هيكل فى كتابه ” مبارك وزمانه.. ماذا جرى في مصر ولها؟ ” الصادر عن دار الشروق 2012 “في حساب المستقبل وغاياته فإن البعض منا ينسون أحياناً أن كل إختيار سياسي- أو غير سياسي- هو بطبيعته رهان على إحتمالات لها أسباب، وعلى ممكنات لها تقديرات، لأن هذه جميعاً تطرح أمام أصحابها فرصاً تساوي الإقدام، دون أن تكون لديهم تأكيدات تضمن النتائج.
وليس إستخفافاً بالتاريخ إستعمال وصف الرهان على الخيارات السياسية وغير السياسية، لأن كل إختيار يتضمن بالقطع درجة- ودرجة كبيرة- من التعامل مع المجهول، بمعنى أن أي سياسي يجري تقديراته ويضع خططه بناء على شواهد- يراها بالبصيرة متاحة- ويستشعر بالحس قدرة شعبه وأمته على تحمل تكاليف الأمل والعمل في سبيلها- ويتوقع بالحساب أن بلوغها ممكن- كما يعتقد في نفسه بشرعية وأهلية تحمل المسئولية فيما راهن عليه.
ويعد كتاب ” المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل .. سلام الأوهام ” الصادر عن دار الشروق 2010 هو الجزء الثالث والأخير من كتاب ;المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل الذي يركز بالدرجة الأولى على الدور الذي قام به الفلسطينيون في التفاوض بأنفسهم ولأنفسهم. فإن الجزء الأول قد فتح على البدايات الاولى للصراع العربي-الإسرائيلي طوال القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، ثم جاء الجزء الثاني من هذا الكتاب ليتعرض لقصة الاتصالات والمفاوضات السرية في عصرجمال عبد الناصر وكيف جرت وقتها بعض المحاولات لإقامة جسور اتصال لم تصل إلى الضفاف الأخرى لأسباب عديدة. ثم وصلت رواية القصة بعد ذلك إلى زمن الرئيس أنور السادات وكيف تمت فيه بالفعل اتصالات تحولت بحقائق الأشياء إلى مفاوضات واتفاقات وإلى معاهدات.
وأخيراً يجيء هذا الجزء الثالث من الكتاب ليمسك من خلاله محمد حسنين هيكل بخيوط الدور الفلسطيني في التفاوض من أوله إلى آخره عبر محطات تتباعد المسافات بينها على خريطة العالم: القاهرة-عمان-بيروت-طهران-جنيف-ستوكهولم-أوسلو-واشنطن-عزة. وتلك كلها محطات كما يقول الكاتب متباعدة وبينها مسافات شاسعة، والسفر يكاد أن يكون مشياً على الأقدام من دون دروب فرعية معتمة. 
 
خريف الغضب
أما كتاب “خريف الغضب ” الصادر عن وكالة الأهرام عام 1998 فيقول فيه :” أتمنى أن يكون واضحا أن موضوع “خريف الغضب” كان – كما هو ظاهر من كل صفحة فيه – محاولة لشرح الأسباب التى أدت إلى اغتيال الرئيس السادات وبالتالى فهو ليس سيرة لحياته ولا لدوره السياسى ولو قصدته كسيرة لرجل لاختلف تناولى للموضوع. كان السؤال المحدد الذى حاولت الإجابة عليه هو: “لماذا جاءت النهاية على هذا النحو؟” واختصرت المراحل كلها إلى موضوعى وأخذت من المراحل ما كان لازما للموضوع وإلا اختلفت السعى عن القصد . 
 
بين الصحافة والسياسة
ويتعرض موضوع كتاب “بين الصحافة والسياسة ” الصادر عن دار الشروق 2003 لواحدة من أغرب القصص في علاقة السياسة بالصحافة في مصر على امتداد الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية وحتى الآن. فقد حدث للسياسة في مصر-وفي غيرها-ما يعرف من مد وجزر ومن انطلاق وانحسار، وفي هذا كله كان الإعلام-وصحافة الكلمة في وسطه-ساحة وطرفاً وأداة وفق طبائع الأمور التي تفرض-كما شرح محمد حسنين هيكل في بعض فصول هذا الكتاب، أن تكون الصحافة في أي بلد جزءاً من الحياة السياسية فيه.
ولهذا فإن متابعة هيكل لما جرى في عالم الصحافة في تلك الآونة من تاريخ مصر، على هذه الصفحات إنما هو مراجعة لما جرى في عوالم السياسة آنذاك.
وفي هذا الكتاب آثر هيكل رواية القصة كما عاشها، لذا فقد بدا الكتاب في جزء منه وكأنه تجربة ذاتية، وهذا لا بأس فيه ما دام الموضوع عاماً ووقائعه جزءاً من التاريخ، ثم دخول هيكل عليه هو من باب الشهود وليس من باب القضاة. ومن ناحية أخرى فلقد أراد الكاتب-والكتاب يتبع أسلوب التجربة الذاتية في كتابته-أن تظهر وتتفتح مناظر القصة ومشاهدها أمام القارئ كما جرت أمامه، ولتفصح بالتالي الوقائع عن مكنوناتها وتفضي بأسرارها على النحو الذي وقعت به فعلاً أثناء متابعته كصحفي لها. والهدف من وراء هذا الكتاب، كما حدده هيكل-ليس رواجه وتعداده من أكثر الكتب مبيعاً، ولكن الغاية هي كتاب موثق يبقى للتاريخ.
ويقول فى كتابه ” كلام في السياسة، قضايا ورجال “الصادر عن دار الشروق 2008 : “وخطر لي والأمة على أبواب ألفية ثالثة من التقويم الميلادي المصطلح عليه في زماننا العالمي – أننا نحتاج إلى وقفه لإطالة التفكير ولإعمال العقل في إناة. وقد تمنيتها وقفة نتأمل فيها دون أن نتعطل، ونراجع فيها دون نتكبر، ونتعمق – ولو قليلاً دون أن نغرق – ذلك أن الاندفاع الذي يسوقنا الآن إلى حيث لا نعرف خطر، والاستمرار فيه سباق نحو كارثة – ومجال الأفكار هو الأفق الرحب، والكتاب – كما كان على طول مسار الحضارة – لا زال مستودع الرؤى ومخزون التجارب 
وفى كتابه ” الانفجار 1967 حرب الثلاثين سنة” الصادر عن وكالة الاهرام للتوزيع 1998 يوضح : ” إن قصة 5 يونيو سنة 1967 .. ليست قصة أيام ستة اندلع فيها القتال ثم ساد وقف اطلاق النار بعده ، وإنما القصة قبل ذلك بكثير وبعده بكثير لأن وقائع التاريخ الكبرى لا تهبط على المواقع مثل قوات المظلات.
وقد أضيف إلى ذلك أننى راعيت في سياق رواية الأحداث ان تتكشف للقارئ وقائعها بنفس الطريقة والمنطق والتوقيت الذي تكشفت به امام صانع القرار الذي كان مسئولا عن ادارة الأزمة – وقد وجدت هذا الترتيب الطبيعي أكثر ملاءمة من غيره.
ويعرض كتاب ” على هامش صراع الحضارات ” الصادر عن دار الشروق 2009 “إننا نجد أنفسنا بالواقع وبسهولة شديدة – محزنة في نفس الوقت – نساعد على تحويل صراعات سياسية إلى حروب هويات حضارية تخرج غاضبة منسحبة من شراكة التقدم الإنساني الجامع والشامل مع أي استفزاز – يتحول بالإثارة إلى فتنة، ويتحول بالفتنة إلى حرب، ويتحول بالحرب إلى قطيعة، ويتحول بالقطيعة إلى حصار للذات، ومن سوء الحظ أن حكومات عربية إسلامية – بوعي أو بغير وعي – تصرفت حِيال الفتنة بقدر كبير من قصر النظر في إدارة الأزمات إن لم يكن بقدر كبير من سوء النية بمحاولة استغلال الفتنة للإلهاء والتغييب. 
هيكل .. والسلطة
وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، كان هيكل أكثر الصحفيين قرباً للرئيس جمال عبدالناصر، ووصلت العلاقة بينهما إلى ما يشبه الصداقة الحميمية التي جعلت هيكل يتبوأ مكانة كبيرة، مكنته من الاقتراب من دوائر صنع القرار في مصر والعالم العربي. وازدادت العلاقة قرباً بينه وبين جمال عبدالناصر ليصبح هيكل بعد فترة المتحدث الرسمي باسم “حركة الضباط الأحرار”.
في الفترة من 1956 إلى 1957، عرض عليه مجلس إدارة “الأهرام” رئاسة مجلسها ورئاسة تحريرها معاً، واعتذر في المرة الأولى، ثم قبل في المرة الثانية، وظل رئيساً لتحرير جريدة “الأهرام” حتى عام 1974، وفى تلك الفترة وصلت “الأهرام” إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم.
في سبيل البقاء كرئيس لتحرير “الأهرام” رفض هيكل الوزارة أكثر من مرة، حتى اضطر لقبول وزارة الإرشاد قبيل وفاة عبدالناصر، وحين اشتُرط ألا يجمع بينها وبين “الأهرام” تركها بمجرد وفاة عبدالناصر، ورفض بعد ذلك أي منصب مهما كان كبيراً طالما سيبعده عن “الأهرام”.
وبعد وفاة ناصر وتولي محمد أنور السادات حكم مصر، وقف هيكل بجانب الرئيس الجديد للتغلب على مراكز القوى، وبعد حرب أكتوبر ولخلافات بينه وبين السادات حول تداعياتها ومباحثات فض الاشتباك، خرج هيكل بقرار رئاسي من “الأهرام” عام 1974، وبعدها اتجه لتأليف الكتب ومحاورة زعماء العالم، وتم ترجمة كتبه إلى 31 لغة.
ونتيجة لكتبه التي كان ينتقد فيها سياسات السادات اعتقله الرئيس الراحل ضمن اعتقالات سبتمبر 1981، وخرج بقرار من الرئيس حسني مبارك وبعدها اعتكف هيكل وإن واصل إنتاج الكتب والمؤلفات. 
اعتزل هيكل الكتابة المنتظمة والعمل الصحفى في 23 سبتمبر 2003 بعد أن أتم عامه الثمانين، وكتب مقالاً مثيراً تحت عنوان “استئذان في الانصراف”، إلا أن حاسته الصحفية وعشقه للكتابة طغى عليه، فعاد ليواصل عطاءه الصحافي سواء في كتابة المقالات أو تقديم حلقات تليفزيونية للفضائيات العربية والمصرية.
لم يقتصر عمل هيكل على العمل الصحفى المعروف بل اتجه للتحليل ومحاورة زعماء العالم ومنهم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، وامبراطور اليابان، والخميني، وعدد من الرؤساء والزعماء السياسيين العرب والدوليين، وهو ما مكنه من الوصول إلى وثائق وأرشيفات مهمة جدا قد تكشف كثيرا من الاسرار فى السنوات القادمة ..
رحم الله هيكل – هذه الشخصية الثرية التى أثارت جدلا واسعا …
 
هيكل «الجورنالجي» المسافر.. رسالة ماجستير في هارفارد عن إضافاته لتطويع العربية لمصطلحات السياسة
بقلم  ايمان عمر فاروق
- روبرت فيسك: هيكل رمز وعميد الصحافة العربية مقاتل مخضرم وربما أهم مؤرخ وشاهد عيان على تاريخ مصر المعاصر
 
- هناك نحو 17 رسالة جامعية عن الأستاذ بجامعتى هارفارد والسوربون.. وهو يحرص على قراءتها لأنها أعمال جادة بلا أهواء
 
- فرانسوا ميتران قام بإهدائه نسخة من الجزء الأخير من مذكراته وتمنى الأستاذ أن يبادله بإهدائه كتابا آخر لكن القدر كان أسبق
 
- السير ستيفن رانسيمان أستاذ التاريخ الأشهر فى رسالة للأستاذ: لقد كان مثار اهتمامى فى تجربتك هو أن التاريخ عندك له آذان وله أيضا عيون
 
إن محاولة رسم صورة زيتية للأستاذ بتجميع الظلال والخطوط والرتوش المتناثرة عنه عبر الحدود، تمر بطريق العبور به باتجاهين، حيث الحدود بين الساحل والداخل فى قارة هيكل الصحفية، حدود ذات طبيعة خاصة جدا حفرت مسارها فوق رمال ذهبية قائمة على الاحترام المتبادل بين الطرفين. التبادلية والندية هما السمتان الغالبتان عليها سواء فى الدوائر الإعلامية أم القاعات الرئاسية، حيث تبادل الإهداءات لكل كتاب بكتاب ورسالة برسالة وإيماءة بتحية، فهناك مراسم خاصة جدا للأستاذ خارج الحدود، ترتفع به من مقام الصحفى الزائر أو الجورنالجى «الاسم الذى يحلو له « إلى رتبة الصديق، بما تفرضه تلك الوشائج من تواصل إنسانى دائم يتجاوز موسمية الاتصال المهنى، بحيث تشعر دائما بوجود بروتوكول مختلف فى تلك العلاقة المميزة بين هيكل ودوائر صنع القرار بالعواصم الغربية، فصورته من منظور غربى صورة من لحم ودم، ترصد التنهيدة واللفتة والهمسة بل ولحظات الصمت بحضور صاحبها الطاغي.
 
تلك العلاقة الفريدة من نوعها والتى منحته إياها تجربته الفريدة أو منحها هو لذاته بذكاء موهبته المتوثبة دوما، كان الأستاذ طرفا أصيلا  فيها، فاعلا ومشاركا أحيانا . فالحديث عن صورة هيكل على أغلفة العقل الغربى، يستدعى بالبديهة وابتداء الحديث عن كتبه التى تم نقلها إلى الغرب بوصفها بطاقة التعارف بينه وبين الرأى العام الغربى، وحتى فى تلك الزاوية تفاجئنا مراسم غير تقليدية خارج المألوف والمتعارف عليه، فأغلب الطبعات الأجنبية لمؤلفاته كان هو الذى يقوم بكتاباتها باللغة الإنجليزية ويتولى آخرون ترجمتها إلى العربية! 
فطوال سنوات المنع والحظر، كانت كتب الأستاذ تطبع وتصدر من لندن ونيويورك، من باريس وطوكيو، من مدريد وروما، وغيرها من القارات وفى نفس الوقت كانت هناك طبعة عربية لهذه الكتب تخرج إلى طلابها من خارج القاهرة. ويشرح الأستاذ فى مقدمة كتابه «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل» تفاصيل تلك العلاقة العكسية قائلا: «كذلك فإن ترجمة هذه الطبعة وتقديمها إلى القارئ العربى كان يقوم بهما غيرى، وكنت أقول لنفسى وللسائلين (إنه يصعب على كتابة الكتاب مرتين) مرة باللغة الإنجليزية للنشر الدولى ومرة باللغة العربية، خصوصا وقد وجدت أننى عندما أتعرض لترجمة أعمالى إلى العربية لا أكتفى بالترجمة، وإنما تدفعنى اهتمامات القارئ العربى إلى الأبعد بالزيادة وإلى الأوسع بالتفصيل، وذلك يجعل الكتاب الواحد بالفعل كتابين «.
ويستطرد الأستاذ قائلا: « لقد شجعنى على ترك مهمة الترجمة إلى العربية لغيرى، أن مترجمين مقتدرين تفضلوا وأعطوا لأعمالى من جهدهم ما يكفيها وأكثر، فعلى سبيل المثال قام الأستاذ محمد حقى، زميلى بالأهرام وقتها، على ترجمة كتاب «وثائق القاهرة «، كما قام الصحفى اللبنانى الكفء الأستاذ سمير عطا الله على ترجمة كتاب «الطريق إلى رمضان «، ثم قام الصديق العالم الدكتور عبد الوهاب المسيرى على ترجمة كتاب «مدافع آية الله»، وظل الأمر على هذا النحو حتى جاء كتاب (خريف الغضب)، ونظرا لحساسية موضوعه فقد آثرت ترجمته لنفسى وبنفسى إلى اللغة العربية ولم يخطر ببالى أننى بذلك أرسيت سابقة لم أعد أستطيع التخلى عنها أمام القارئ العربى. وأغرانى على ذلك أكثر أن كتبى رفع عنها المنع والحظر فى مصر، وأصبحت مطبوعة منشورة فيها منذ سنة 1985. ومنذ ذلك الحين صدرت لى كتب عديدة كان كل واحد منها فى واقع الأمر كتابين: طبعة إنجليزية هى الأصل لكل الترجمات، وطبعة عربية أقوم عليها بنفسى، ويتسع مجالها وتزيد تفاصيلها وتلتحق بها وثائقها، حتى يكاد الكتاب العربى أن يصبح بالفعل شيئا مختلفا عن الأصل الإنجليزى، وإن بقى الجوهر والسياق والاتجاه واحدا فى الحالتين «.
وإذا كان أسلوبى هو أنا هو شخصيتى، فإن هيكل بذلك كان هو رسول التعارف بينه وبين القارئ الغربى دون وسطاء . 
الاهتمام بهيكل عبر الحدود دخل حيز الدراسات الأكاديمية والمؤلفات الجامعية التى بلغت حوالى سبعة عشر مؤلفا، ما بين رسالة دكتوراة وماجستير فى جامعتى هارفارد والسوربون، لعل أهمها رسالة ماجستير فى جامعة هارفارد مسجلة عن الإضافات التى قام بها الأستاذ فى تطويع اللغة العربية للمصطلحات السياسية فى العصر الحديث، مثل مصطلح (التصاعد). ويحرص الأستاذ على قراءة  تلك الرسائل الجامعية بعناية فائقة واهتمام بالغ، لأنه يعتبرها أعمالا جادة استغرقت من كاتبها الوقت وتعمقت فى البحث، فضلا عن أنها بلا هوى مما يجعله يستفيد منها خلافا للكتابات الصحفية التى يحتفظ بها بمكتبه تحت بند « قراءات مؤجلة».
و تُعد شهادة السير ستيفن رانسيمان عن الأستاذ مرآة تعكس جانبا من صورته لدى النخبة المثقفة  الغربية، وتأكيدا أيضا على العلاقة التفاعلية كأنها تجديف فى اتجاهين بهذا المنحنى على نهر حياة الأستاذ. فعندما صدر أول كتاب من مجموعة «حرب الثلاثين سنة « تلقى الأستاذ خطابا من السير ستيفن رانسيمان أستاذ التاريخ الأشهر الذى حقق لنفسه مكانة فريدة، حين جلس على كرسى التاريخ فى جامعتى لامبردج وأوكسفورد برغم المنافسة التقليدية بين الجامعتين . جاء خطاب السير رانسيمان إلى الأستاذ مع السفير نديم دمشقية الذى كان لسنوات طويلة سفيرا للبنان، وعميدا للسلك السياسى العربى فى لندن وجمعته بالأستاذ علاقة صداقة. وبينما كان نديم دمشقية فى زيارة لجامعة أوكسفورد التقى بإحدى المناسبات السير ستيفن رانسيمان وجده يحدثه عن كتاب الأستاذ الذى فرغ من قراءته، فأخبره السفير نديم دمشقية. عن أنه والأستاذ أصدقاء عمر، فما كان من رانسيمان إلا أن رجاه أن يكون رسولا يحمل خطابا منه إلى الأستاذ ومعه هدية يعتز بها الأستاذ ووضعها فى مكتبته، ألا وهى دراسته العظيمة التى تقع فى ثلاثة أجزاء  عن «الحروب الصليبية «والتى تعتبر بحق أهم ما كتب عن هذه الحروب التى كانت واحدة من المعالم البارزة فى التاريخ الإنسانى .
 
كان خطاب السير ستيفن رانسيمان إلى الأستاذ بالغ الرقة، فياضا فى كرمه على حد وصف الأستاذ له، وجاءت سطوره على النحو التالى « لقد فرغت قبل أيام من قراءة كتابك الأخير، وكنت أبحث عن وسيلة لاتصل بك، ولسعادتى قابلت السفير دمشقية ومن خلال حديثى معه عرفت أنكما أصدقاء .وقد بعثت إليك معه بكتابى عن الحروب الصليبية، ولست أعرف إذا كنت قد اطلعت عليه، فإذا كان الأمر كذلك فلا أظنك تمانع أن تكون لديك نسخة مكررة منه، كتب لك مؤلفه عليها إهداء بخطه تحية لك .إننى قرأت كتابك وتصورت كم كان يمكن أن يختلف كتابى، وكتب كثيرين من الذين عانوا كتابة التاريخ غيرى، لو أنه أتيحت لنا جميعا رواية شاهد عيان عاش وقائع الأحداث التى نتعرض لها ثم فعل مثلما فعلت أنت وسجلت لنا ما رأى». 
يستطرد السير رانسيمان قائلا: «لا أخفى عليك أننى أحسدك على تجربتك التى أعطتك الفرصة لتعيش التاريخ وتكتب عنه أيضا .فهناك قول شائع لعلك تتذكره وهو يقول (إن التاريخ له آذان، ولكن ليس له عيون ) بمعنى أننا نسمع روايات عما جرى من وقائعه، منقولة لنا بالسماع والتواتر عن هذا أو ذاك من الناس، ومعظمها مكتوبة بأثر رجعى يخلط الوهم بالحقيقة إلى درجة تتركنا مع نوع من الفولكلور الأسطورى يعذبنا كثيرا فرزه، إذا كان ذلك الفرز ممكنا على الإطلاق! وصحيح أننا نصادف فى بعض المرات وثائق مكتوبة، لكننا نجد أنفسنا حائرين أمامها لا نستطيع أن نُقدر بالضبط أصالتها وظروفها ومدى تعبير ما فيها عن الواقع كما جرى. ولقد كان ما أثار اهتمامى فى تجربتك، هو أن التاريخ عندك له آذان وله أيضا عيون وهذه تجربة أتمنى لو ناقشتها معك إذا خطر لك يوم أن تعود إلى إكسفورد .»
 
وقد رد عليه الأستاذ برسالة شكر له فضله، معتبرا إياه قد تكرم بنسب ما يكتبه إلى علم التاريخ وهو شرف رأى الأستاذ أنه لا يستحقه وفق نص رسالته التى ورد بها « فقد كنت ولا أزال حتى الآن كاتبا وصحفيا همومه كلها فى الحاضر والمستقبل وليست فى الأمس وما قبله ومن ثم فهو قارئ للتاريخ، وليس كاتبا له وقصارى ما أطمح إليه مما أكتبه عن (حرب الثلاثين عاما) هو المشاركة مع كثيرين غيرى فى تنشيط ذاكرة الأمة «.
 
 أما علاقته بالساسة والرؤساء وصناع القرار فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فقد خرجت عن نطاق العلاقة التقليدية بين الصحفى والمصدر بالشكل المتعارف عليه، بحيث توحى وتبوح وقائع غير قليلة بأنها أقرب إلى علاقة الندية والصداقة بكل ما يستتبعه ذلك من ديمومة التواصل الإنسانى الذى يتجاوز اللقاءات والاتصالات الصحفية العابرة، والمجاملات المتبادلة من منطلق التقدير الذاتى والاحترام العميق بين طرفيها وليس لدواعى مهنية بحتة، وليس أدل على ذلك من الإهداء الذى كتبه الرئيس الفرنسى الراحل « فرانسوا ميتران» بخط يده وتوقيعه على آخر جزء صدر من مذكراته، قال فيه ما ترجمته الحرفية «إلى محمد هيكل تعبيرا عن الصداقة والاحترام أقدم لك هذا الكتاب، آملا أن تجد فيه مجالات لقاءات مشتركة بيننا». 
وتمنى الأستاذ أن يهديه النسخة الأولى من كتابه «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل « من الطبعة الفرنسية، لكنه لسوء الحظ –وفق تعبير الأستاذ - كان قد غادر دنيانا قبل صدورها وفلم يتح للأستاذ أن يبادله كتابا بكتاب كما حدث مرات قبل ذلك فقد حكمت المقادير فوق كل الأمانى وسبقت .
صورة قلمية أخرى رسمها له الكاتب البريطانى روبرت فيسك فى صحيفة «الإندبندنت « البريطانية توطئة لحوار دار بينهما فى أعقاب ثورة 25 يناير مباشرة حيث نُشر فى 15 من فبراير 2011وكتب فيسك عن هيكل قائلا «  إنه عميد الصحافة العربية، مقاتل مخضرم وربما أهم مؤرخ وشاهد عيان لتاريخ مصر المعاصر، إنه الرمز، ولقد بدا صوته لاذعا وعقله متقدا، فرغم شيخوخته فإنه يحتفظ بطاقة الشباب وحيوته ولم يفقد لسانه عذوبة البلاغة أبدا».
فهيكل حالة فريدة فى تاريخ الصحافة العربية فعلى حد قوله لحظة مغادرته «الأهرام» فى عهد السادات « إنه قد يفقد مكانه لكن أحدا لا يمكن أن ينتزع منه مكانته ومصادره « وقد تبوأ هيكل مكانة خاصة جدا إلى حد أنه أصبح « مصدرا « بحد ذاته  .. أصبح الجورنالجي المسافر في بلاط صاحبة الجلالة
اعتاد الأستاذ علي استهلال فصول مؤلفاته بفقرة بالغة  الدلالة أشبه «بتغريدات» اليوم، مستبقا بذلك كافة وسائل التواصل الاجتماعي، فلننصت معا لرنين بعضها:
> الاهتمام بالسياسة فكرا او عملا يقتضي قراءة التاريخ أولا، لأن الذين لا يعرفون ما حدث قبل أن يولدوا محكوم عليهم أن يظلوا أطفالا طول عمرهم.
 > وقائع التاريخ الكبري عائمات جليد طرفها ظاهر فوق الماء وكتلتها الرئيسية تحت سطحه، ومن يريد استكشافها عليه أن يغوص!
> إذا كان من الخطأ تصوير التاريخ وكأنه مؤامرة،فالأشد تورطا في الخطأ تصويره وكأنه مصادفة.
> من يملك القوة يملك الحقيقة والمنتصرون هم الذين يصنعون التاريخ ويكتبونه أيضا.
> لابد أن تكون أحلام الأمم حساب إرادات.. وإذا لم تكن تحولت الأحلام إلي كوابيس.
> ضباب الحرب عملية لا تقل أهمية عن ضربة الحرب. فمن المهم أن تجعل عدوك قبل اللحظة الحاسمة في حالة ارتباك تتزاحم فيها الأمور عليه حتي إذا جاءته الضربة في لحظة الارتباك كان محتملا ان تصبح قاضية.
> الحروب تدور في مجال السياسة، ومشاهدها الأخيرة فقط هي التي تنتقل إلي ميادين القتال!
> السياسة إنسانية، يتصدى لها بشر,ويفكر في أمورها بشر ويدير حركتها بشر، وبالتالي فإن وقائعها مجال لكل ما يعتري البشر من كمال ونقص، من قوة وضعف..حتى العواطف والعقد.
> أسهل الاختيارات هو موقف التبعية وأصعبها موقف الاستقلال، موقف التبعية اختيار مريح مرة واحدة طول العمر وموقف الاستقلال اختيار مرهق كل يوم إلي آخر العمر .
  
خريف المرض في حياة الأستاذ
 
هيكل موهبة متقدة تأبي أن تشيخ كأنه يحقن قريحته الصحفية «بالبوتكس «، أحبار الصحافة تسري بعروقه فتصبغ دماءه بفصيلة نادرة جدا ليس لها مثيل بالعالم،ظل محتفظا باللياقة الذهنية أمام زحف الوهن لجسده، ألمت به أزمات صحية عديدة في السنوات الأخيرة لكنه يتعامل مع المرض بكبرياء وكتمان باعتباره شأن شخصي كحياته التي يقول عنها «أعتقد أن حياة أي انسان ليست سيناريو معلق، خصوصا إذا كان مثلي فربما كان التناول أدق بعيون اخرى
 
قد تعثر علي لمحات عن علاقة هيكل بالمرض في خضم أحد كتبه لكن ذكرها يأتي في معرض الحديث عن السياسة وليس بغرض البوح بألم خاص، علي نحو ما روي في كتابه «مبارك وزمانه من المنصة إلي الميدان «أنه تعرض سنة 1986 لمشكلة صحية وجاءه الدكتور»عبد الجليل مصطفي»وأبدي رأيه بأنه في حاجة إلي إجراء فحص طبي علي القلب وربما يحتاج إلي تغيير شريان أو اثنين من شرايين القلب واقترح عليه أن يذهب إلي  «هيوستن -تكساس «حيث أشهر مراكز جراحات القلب. لكنه سافر إلي لندن لاختبار «بالقسطرة « حضره الدكتور مجدي يعقوب، وكان هو أول من دخل علي الأستاذ يقول له إنه يتابع بنفسه الفحص ورأيه المبدئي أن كل شيء علي ما يرام لكنه سوف يمر عليه بعد دراسة كل الصور في المساء في فندق «كلاريدج «ليحدثه في التفاصيل، وزاره بالفعل وقضي معه أكثر من ساعة. ثم عاد الأستاذ إلي الوطن وقد استغني عن الرحلة إلي «هيوستين» بعد أن زال داعي السفر إليها والقلق . والقلق الآن يحلق كالطير الشريد فوق فراش الأستاذ، تتردد في آفاق حجرته أصداء دعوات الملايين له
نرفض بيان مجلس النقابة فى الدفاع عن رواية العهر.
برغم إنى ضد الحبس فى قضايا النشر بصفة عامة ..الا أنى ارفض تبرئة مبدع "منشورات "العهر" 
والكارثة فى الأمر أن مجلس نقابة الصحفيين يساند مثل هذا النوع من أدب "الخرابات " ان جاز التعبير ..فالنقابة اصدرت بيان وتقدمت ببلاغ للنائب العام ودعت لعقد مؤتمر موسع بزعم ان الحكم مصادرة لابداع وخيال الكاتب !
وللمطالبة بالافراج والاعتذار" للمبدع" ! 
ولا أعرف أى خيال يتكلمون عنه ،و"كل شىء كان على عينك يا تاجر" مثلما يقولون ! " ..
فالمبدع "تجرد من ملابسة ومارس "العهر " فى العلن وحكى عن تجربته " القذرة " – بحسب ما جاء فى حيثيات الحكم ؟! 
هل من الممكن أن يقرأ كل من يساند هذا "المبدع " ذات النص المنشور فى الصحيفة أمام أولادهم أو اخواتهم وجميع أفراد اسرهم بزعم أنها قصة منشورة بالفعل وفى متناول يد الجميع حيث تباع بالمكتبات ؟! 
والله لو أنا مكان النائب العام لكنت امرت الحرس بتجريد كل من تقدم ببلاغ للمطالبة بترئة هذا "المبدع "من ملابسهم كما ابدع هو ليسيروا عراه من مكتب النائب العام لبيوتهم! 
ايه كمية القاذورات التى تلقى فى وجوهنا كل يوم ؟!
للأسف كثير من الموبقات ترتكب "تحت راية حرية الرأى والتعبير !
يذكر أن منذ انتخاب المجلس الحالى ونقابة الصحفيين تصدر بيانات وتدين وتشجب وتساند المنحرفين فكريا منهم اسلام البحيرى الذى سب الائمة الأربعة ،وناعوت التى سخرت من الركن الخامس للاسلام ،ثم الدفاع المستميت عن ابداع "العهر"! .. وغاب دور النقابة فى الاهتمام بقضايا الزملاء و مساندتهم ضد تلاعب رجال الأعمال ورؤساء الاحزاب بحياتهم ومستقبلهم !
اتمنى ان تستيقظ الجمعية العمومية من سباتها وتغير الواقع المٌحزن وتعيد تاريخ عمالقة الصحافة ودورهم الراقى المحترم فى القضايا الوطنية
الإسرائيليون يشعرون بخيبة الأمل بعد طرد عكاشة
 
بقلم : نوراخلف
إلى جانب خيبة الأمل في إسرائيل من طرد توفيق عكاشة من البرلمان، هناك من يدعو إلى تطبيق السياسة المصرية أيضًا على أعضاء الكنيست العرب في إسرائيل وطردهم  ليس هذا فقط بل وصل الامر بمطالبتهم بابعاد السفير المصري من تل ابيب ومن موقع المصدر الاسرائيلي الذي تناول واقعة الطرد وايضا نعليقات الاسرائيليين علي هذه الواقعة كتب ..أثارابعاد عكاشة عن البرلمان المصري عقب لقائه بالسفير الإسرائيلي في مصر حاييم كورن صدى في إسرائيل أيضًا. وعكست التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعيّ الإسرائيلية خيبة أمل من التصرف المصري ومن رفض يد السفير كورن الممدودة للسلام، وتطرق الكثيرون إلى طرد عكاشة كدليل قاطع على أنّ معاهدة السلام مع مصر لا تطبق في الحقيقة. وكان هناك من بين المعلقين على خبر إبعاد عكاشة من دعا إلى طرد السفير المصري من تل أبيب، بل وحذّروا عكاشة من أنّ طريقه السياسي سيؤدي إلى قتله مثل الرئيس الراحل أنور السادات. وقال أحد المعلقين: "ليس هناك ما يُعرف بالسلام مع الدول العربيّة، هناك هدوء مؤقت فقط. ورغم أن السلام أفضل من الحرب، على الحكومة الإسرائيلية أن توضح لمصر، والأردن أيضًا، ولكل دولة هناك علاقات بيننا وبينها أنّنا لن نتحمل علاقة مهينة كهذه".وقال معلقون آخرون إن تصرف إبعاد البرلماني والإعلامي المصري توفيق عكاشة عن البرلمان المصري عقب لقائه بالسفير الإسرائيلي في مصر حاييم كورن أثار صدى في إسرائيل أيضًا. وعكست التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعيّ الإسرائيلية خيبة أمل من التصرف المصري ومن رفض يد السفير كورن الممدودة للسلام، وتطرق الكثيرون إلى طرد عكاشة كدليل قاطع على أنّ معاهدة السلام مع مصر لا تطبق ف البرلمان المصري هو دليل على أن إسرائيل لن تقدم المزيد من التنازلات عن الأراضي أيضا تجاه الشعب الفلسطيني، لأنّ العداء تجاهها مستمر على أية حال. وزعم معلق آخر إنّ الكراهية المصرية ضدّ إسرائيل تنبع من كون إسرائيل قد انتصرت في جميع الحروب بين كلا البلدين، وكتب: "المصريون ساخطون لأنّنا انتصرنا عليهم في كافة الحروب".!!!!.في المقابل، هناك من اعتبر طرد عكاشة قدوة يجب على إسرائيل تبنيها أيضًا وتطبيقها تجاه أعضاء الكنيست العرب. في أعقاب لقاء أعضاء الكنيست العرب من حزب التجمع الوطني الديمقراطي بعائلات منفذي العمليات الفلسطينيين، يعتقد الكثيرون في إسرائيل أنّه يجب طردهم تماما مثلما طرد البرلمان المصري عكاشة كتب أحد المعلّقين: "أرجو التعلم من جيرانينا المصريين، وطرد أعضاء الكنيست العرب الذين رحّبوا بالإرهاب فورا". وكتب معلّق آخر: "على الكنيست أن يقتدي بالبرلمان المصري!".
 .
قصة المؤامره علي الاعلام " الوطني " المصري !
بقلم : أحمد رفعت
المؤامرات علي الدول والشعوب يكون دائما بحجم وقيمة هذه الدول وهذه الشعوب..والاموات لا يتآمر عليهم احد..ومصر العظيمه اقدم بلد في التاريخ لا ولن يتوقف التآمر عليها ابدا..
علي بلادنا المؤامره مركبه..تستهدف قدراتها العسكريه والاقتصاديه واحوالها الاجتماعيه ونسيجها الواحد ووحدة اراضيها واتصالها الجغرافي ودورها التاريخي ومخزونها الحضاري وهذا كله يمكن هدمه والقضاء عليه او علي الاقل العبث به والتأثير فيه من خلال العبث والتلاعب بالوعي والوعي يعني التعليم والاعلام ..وعند الاخير نتوقف قليلا..لأنه قادر علي التأثير في الاول ولذلك فليس مدهشا ان تكون مؤسسة " فورد فونديشين " المتهمه دائما بتمويل مؤسسات حقوقيه في مصر لاغراض غير بريئه موجوده في مصر منذ عام 1902 ! وليس مدهشا ان تتأسس بعدها بفتره الجامعه الامريكيه التي يتهمها البعض بأنها احد مراكز التجسس علي مصر تحت غطاء الابحاث العلميه المشتركه..التي يتم رصد اموال طائله للغوص في المجتمع المصري والحصول علي تفاصيل تفاصيله..كبحث عن " عمل المرأه في الريف "..او "تأثير التطرف في التنميه في الصعيد" وتحت غطاء هذه الابحاث الكبيره تجمع المعلومات الشامله عن ادق تفاصيل مصر وترسل الي اماكن مجهوله او حتي معلومه ليتم تحليلها وبناء خطط الاختراق عليها كما قال رئيس الاستخبارات العسكريه الاسرائيليه الاسبق ( دعت الجامعة الأمريكية مثلا الدكتور سامى زبيدة وهو يهودي متعصب للصهيونية لإلقاء عدة محاضرات عن الصراع العربي الإسرائيلي وكذلك ما قام به الدكتور " ليونارد بانيدر " أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو عن امكانيات مصر النوويه رغم انه والمستشار السياسي لرئيسة وزراء إسرائيل السابقة جولدا مائير)!
كانت البحوث العلميه المشتركه احدي وسائل التجسس الشرعي الذي يتم تحت سمع وبصر الجميع ثم تطور الامر لتدخل مؤسسات قياس الرأي العام علي الخط خصوصا بعد ظهور الفضائيات ووسائل الاعلام الحديثه خصوصا الالكتروني وهي مبررات لوجود وسائل دراسة تفضيلات المصريين ولكنها في حقيقة الامر كانت التطور الطبيعي لفكرة الابحا المشتركه التي هي اصلا التطور الطبيعي لفكرة التجسس الكلاسيكي القديم
 ! كان الغرب اسبق بمؤسساته العملاقه للموضوع ولم يكتف بسيطرته وهيمنته من المنبع علي الاخبار والمعلومات وقدرته علي التأثير وتوجيه الرأي العام بل سيطر ايضا علي شركات قياس الرأي العام وبلا ضوابط او لوائح بل وبلا رقيب من اي نوع عملت هذه الشركات في مصر واصبحت تصدر نتائج ابحاثها عن وسائل الاعلام في مصر..فتارة تقول ان هذه القناة هي الاولي علي الفضائيات المصريه..وان هذا البرنامج هو الاول علي البرامج..وان هذا الاعلامي او هذه الاعلاميه هو الاول او هي الاولي بين اقرانهم ومن خلال هذه النتائج يتم توجيه المعلن ايضا ليتم توجيه اعلانه هنا او حجبه عن هناك..حتي لو كان " هناك " هذا يقدم اعلاما وطنيا مخلصا وهادفا ونظيفا لكن يكفي وضعه في ترتيب متأخر لذبحه معنويا ثم وقف الاعلانات عنه ليتم ذبحه فعليا ولا يبق علي الساحه الا السئ من اصحاب الرساله الاعلاميه الرديئه او السلبيه!
من جهه اخري لا يسعدنا ونظن انه لا يسعد المسئولين عن الاعلام المصري ان تستبعد احدي الاستطلاعات اهم محطتين اذاعيتين مصرييتين وطنيتين من قائمة الاذاعات التي تتصدر الاذاعات العامله في مصر..خصوصا وانهما يقدمان رساله اعلاميه وطنيه ملتزمه ..تحمل هموم الوطن وقضاياه وقضايا شعبه وخصوصا ايضا ان التقارير والملاحظات المباشره يقولان عكس ذلك وخصوصا ايضا ان الاستطلاعات السابقه والقريبه لمؤسسات رسميه تقول عكس ذلك..والسؤال : من المستفيد من ضرب صوت الوطن في مقتل ؟ من يريد حصار الاعلام المصري الوطني ؟ من يتآمر علي الاعلام المصري الوطني ؟ ولماذا الان ولماذا الان تحديدا يتم ذلك ؟ علامات الاستفهام كثيره..وكبيره..ومن الخطر ان تظل علامات الاستفهام كثيره وكبيره !
يا نقيب الصحفيين : رئيس لجنة الحريات لا يراعي إلا حرية رأيه !! 
بقلم : محمد صلاح الزهار
بداية .. من حق الزميل الصحفي خالد البلشي رئيس لجنة الحريات بمجلس ادارة نقابة الصحفيين أن يتخذ ما يراه من مواقف معارضة لنظام الحكم ، ومن حقه أيضا أن يري أن النظام مغرق فى قهر وتعذيب معارضيه كل معارضيه، وخصوصا العاملين بمهنة الصحافة والرأي، ومن حق البلشي كذك أن يكون رئيسا لتحرير موقع إلكتروني لا ينشر إلا الموضوعات التى تحوي إتهامات للدولة واجهزتها، وخصوصا الأمنية، بإرتكاب كل الموبيقات، ومن حق البلشي أن يتولي رئاسة تحرير برنامج فى قناة أون تي في، لا هم له ولمقدمة البرنامج سوي تكرار ذات الإتهامات للدولة وأجهزتها .. وأيضا من حق البلشي أن يعيد نشر وإعادة نشر " تشيير " كافة المقالات والموضوعات التى تنشرها صحف العالم وتتهم مصر ونظامها بممارسة أبشع الممارسات، وأخرها كافة الموضوعات التى تحوي إتهامات صريحة لأجهزة الشرطة بقتل الشاب الإيطالي رغم أن التحقيقات لا تزال جارية وبمشاركة عناصر أمن طلاينة!
ولكن ليس من حق البلشي أبدا أن يوظف صفته كرئيس للجنة الحريات بمجلس نقابة الصحفيين فى الترويج لأفكاره ومعتقداته المناوئة لكل شيىء فى الدولة.
إنني لا أدافع عن الدولة ولا أى جهاز من اجهزتها، فكل هذه الأجهزة قادرة على أن ترد عن نفسها إذا رأت فيما ينشره البلشي غير صحيح، ولا يشغلني كيفية تعامل هذه الأجهزة مع ما ينشر عنها .. ولكن ما أعلنه على الملأ هو إنني أرفض تماما أن ينفصل الزميل الصحفي خالد البلشي بلجنة الحريات بنقابة الصحفيين لكي تدافع فقط عن أرائه وأفكاره هو فقط ! 
هذا ما أرفضه كصحفي منتمي لنقابة الصحفيين ومتحيز للحرية وضد أى تجاوز أو مساس بحرية أي شخص مهما كان رأيه أو فكره ، ولكن فى الوقت ذاته ضد توجيه إتهامات ليست موثقة لاي جهة أو شخص.
يا نقيب الصحفيين .. انت تعلم، أن لجنة الحريات بنقابة الصحفيين على مر الزمن كانت منبرا حرا للتضامن مع كل من تنتهك حريته أو تمس، بما فيها حرية المجتمع، ولا أظن ان تركها هكذا تدار وفقا لأفكار أو توجهات شخصية أمر مهني أو يفيد حرية الرأي أو التعبير .. وإذا اردت التحقق مما أراه ميلا من الزميل البلشي عن مهمة نصرة الحريات أرجوك أطلب تقرير لجنة الحريات الأخير عن أوضاع الحريات فى مصر خلال العام الماضي  !!! أقرأه بعناية .. وأنا راضي بحكمك مقدما
 
 الجورنالجى والشماشرجى
بقلم : طلعت اسماعيل
رغم طوفان الكتابة عن رحيل «الأستاذ»، سيظل الكاتب الكبير حاضرا ولفترة مشرعة على الأيام فى قلوب وعقول محبيه، فلم يكن محمد حسنين هيكل ظاهرة فريدة فى الصحافة المصرية والعربية والعالمية، فحسب، بل كان تجسيدا حيا لقدرة الشعب المصرى على تقديم أفضل إسهاماته فى ركب التنوير، رغم كل الظلام الذى أحاط ويحيط بمصر على مدى سنوات من القهر والظلم، ومن الفساد والتبعية.
عقب وفاة الأستاذ، سارع الصحفيون على اختلاف مشاربهم، وتبارى الإعلاميون مع تعدد منابرهم، فى الحديث وباستفاضة عن هيكل الإنسان، والمفكر والمثقف، الكاتب والمحلل، صانع الأحداث، والمشارك فى القرار السياسى، وعن هيكل المعتقل فى سجون السادات، وصاحب الرحلة الطويلة مع 6 رؤساء وملك، ومع ذلك سيظل هناك المزيد من المحطات التى تحتاج إلى بحث وتنقيب فى حياة الرجل.
أحد الزملاء انتقد حديث المئات من الصحفيين والسياسيين عن معرفتهم بالأستاذ وقربهم منه، مستكثرا على هؤلاء صدق القول، مشيرا بطرف خفى إلى أننا أمام مدعين للقرب برجل بات اليوم فى ذمة الله، رغم أن الكاتب الكبير كان مواكبا لكل الأحداث ومعايشا للأزمات التى تمر بها مصر، مفضلا بشكل دائم الوصول لمنابع الأخبار على تنوعها، من مصادرها المباشرة، ولنا أن نتصور كم اللقاءات والمواقف، التى يحق لأصحابها التباهى بمعرفة الأستاذ من خلالها عن قرب.
لا نود التشكيك فى شهادات الناس، فمن حق كل من التقى هيكل ولو بشكل عابر، أن يعتبر نفسه من المحظوظين، بحجم الطاقة الإيجابية التى كان يولدها، ويشع بنورها على كل من يحاوره أو يلتقيه، ولا يجب أن ننزعج من كثرة الكتابات التى تأخذ أبعادا ذاتية، ربما تنم عن التباهى أكثر من الرغبة الصادقة فى إضافة جوانب غير معروفة عن «الأستاذ»، وهى شهادات من حق أجيال قادمة الإطلاع عليها.
مسيرة الأستاذ الصحفية والسياسية، ورغم كونها كتابا مفتوحا لدى البعض سهل القراءة والفهم، إلا أنها مثار جدل لدى البعض الآخر، ممن يرون فى اقترابه وابتعاده عن السلطة ساحة للاختلاف، ومادة للتأييد، أو الانتقاد، وهذا الكلام قد ينسحب حتى على أصحاب الفكر الواحد والنضال المشترك الذى مثل الأستاذ أحد رموزه العظام.
ستظل علاقة هيكل وعبدالناصر، وخلاف الأستاذ مع السادات، ولقائه بمبارك، مادة ثرية للبحث والتنقيب فى شخصية الراحل الكبير، وهى حق للدارسين والباحثين فى تاريخ الوطن، والساعين إلى معرفة عيوبنا قبل مميزاتنا، علنا نقف فوق أرض أكثر صلابة ونحن نواجه الرياح العواتى بصدور مكشوفة، ونصارع للبقاء تحت سماوات مهدد بالغيوم والعواصف.
ترك هيكل إرثا ضخما من الكتابات التى ضمت خلاصة خبرته الطويلة مع الحياة، كما أعطانا دروسا مهمة، تؤكد جميعها على أن الصحفى قيمة لا يجب التفريط فيها، فقد اختارك المجتمع للعب دور اللسان الناصح الأمين، وليس البوق المنافق الرخيص، وهو فرق لو تعلمون عظيم.
لم يكن هيكل من حملة المباخر، ولا من جماعة السمع والطاعة يتلقى الأوامر من فوق، ولم يكن يوما ممن يسعون لإرضاء السادة الكبار على حساب ضميره الوطنى، ظل إلى آخر يوم فى حياته محافظا على دور «الجورنالجى» مقابل من اختاروا طريق «الشمشرجى» لصعود سلالم المجد الزائف.
سيبقى هيكل فى ضمائرنا المعلم الأول لكل صحفى، يختار الانحياز للمجتمع والناس، وبؤرة تنوير يصعب إطفاء نورها الساطع. رحمك الله يا  " استاذ "
 
الرأى والتعبير .. والابداع
بقلم : محمد بركات
لا اعرف من هو أول من صك تعبير «كم من الجرائم ترتكب باسم حرية الرأي وحرية التعبير»، ولا أعلم في أي موقف من المواقف وجد نفسه مضطراً لإستخدام هذه الكلمات، حيث لم يجد امامه سواها للتعبير عن رفضه الكامل لمحاولات البعض لإستخدام الحق في حرية الرأي وحرية التعبير في غير موضعه، وتوظيفه علي عكس غرضه ووظيفته، سواء كان ذلك بخطأ الفهم أو بسوء القصد ومع سبق الاصرار.
ولكني في الحقيقة ينتابني قلق شديد تجاه العديد من الظواهر السلبية التي طفحت علي السطح في واقعنا المعاصر، وباتت تشكل الآن تشويها جسيماً لوجه المجتمع في حاضره ومستقبله، نظرا لما تحمله في طياتها من أخطار جسيمة تهدد المجتمع، وتهز الكثير من قيمه ومفاهيمه الانسانية والاخلاقية الرفيعة التي كانت ثابتة وراسخة في وجدانه إلي يوم قريب.
ولعل أكثر ما يثير القلق في هذا الخصوص، هو ذلك الخلط المتعمد الذي نراه الان من البعض، بين الاسفاف والتدني القيمي والأخلاقي وبين حرية الرأي والتعبير،...، وهو ما اصبح متفشياً في بعض الفضائيات، التي انحدرت فيها لغة الحوار الي مستويات مخجلة لفظيا وفكريا وأيضاً اخلاقيا، وذلك بحجة ان تلك هي حرية الفكر وحرية الراي وحرية التعبير التي كفلها الدستور للمواطنين
وفي هذا السياق رأينا البعض يدافع عمن يتجرأون علي الدين ويفتون بغير علم ولا دراسة، مستخدمين الحجة ذاتها،...، ورأينا ايضا من يدافع عن جنوح البعض غير المبرر للانسياق والغوص المباشر والفج في وصف العلاقات الجنسية فيما يكتبه، وذلك بحجة ان هذه هي حرية الرأي وحرية الابداع والتعبير التي نص عليها الدستور ايضا،...، والدستور والحرية من كل ذلك براء..
 
بين الآدب وقلة الآدب
بقلم : جمال نافع
 أصدرت مجموعة من المثقفين بيانا يدين حبس أحمد ناجى لمدة عامين لنشره فصلا من روايته فى جريدة أدبية، بتهمة «خدش الحياء العام»، مدافعين عن حق المبدعين وأصحاب الرأى فى التعبير عن آرائهم- أيا كانت، وبأى لغة كانت- دون التعرض للتنكيل.
ورغم أننى ضد الحبس فى قضايا النشر والإبداع والإعلام، وكتبت ضد حبس إسلام البحيرى، أو وقف برنامج باسم يوسف، أو إغلاق القنوات الدينية، وضد محاكمة النصوص الأدبية دينيا أو قانونيا، إلا أننى ضد ما تحاول أن تقنعنا به جماعة المثقفين، بأن ما كتبه المؤلف هو أدب، فهناك خيط رفيع بين الأدب (الإبداع) وقلة الأدب (الإسفاف). 
وادعى أننى قارئ نهم للأدب العربى والأجنبى، وتناول أدباء كثيرون العلاقة بين الرجل والمرأة، ولكنى لم أقرأ نصا بمثل فجاجة وقبح وابتذال وإسفاف هذا االنص المشكلة«، فاستخدام الألفاظ الجنسية المباشرة والأوصاف المبتذلة ليست أدبا ولا إبداعا، وأتحدى جماعة المثقفين أن يقرأوا النص على أبنائهم أو فى ندوة عامة، وهو ما طلبته المحكمة من رئيس اتحاد الكتاب السابق، عندما دافع عن «النص المشكلة» فطلبت منه قراءته، فتهرب بحجة أن هذا يعد خروجا بالنص عن سياقه، ولم يبرر لنا خروج المؤلف بالنص المشكلة عن سياقه عندما نشره فى الجريدة الأدبية؟ ألم يكن يبحث عن شهرة زائفة؟ وترويج كاذب لروايته؟ وهو ما حققه المؤلف بالفعل بعد أن قرأ الرواية الملايين، ولكن لا الرواية ولا صاحبها حققا قيمة أدبية أو إنسانية.
 
اتفق مع جماعة المثقفين فى المطالبة بمنع الحبس فى قضايا النشر، ولكن أختلف فى خلط الأوراق، فلن تقنعنا بأن منع نص مبتذل هو «اغتيال» للمجال العام للتعبير، وإطلاق يد القوى المتطرفة، أو تخلق من المؤلف شهيدا لحرية الرأى والإبداع.
 
طارق عبد الجابر .. وعودة مؤيدى الاخوان من الخارج
بقلم : عماد الدين حسين
طارق عبدالجابر.. اسم يتذكره كثيرون، يعمل فى مهنة الإعلام منذ عام ١٩٨٨، وكان مراسلا للتليفزيون المصرى فى أكثر من مكان، لكن محطته الأبرز كانت فى تغطية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
 
بعد ثورة ٢٥ يناير عمل طارق فى أكثر من مكان، ومنها قناة «أون تى فى» متخصصا فى التحقيقات الاجتماعية.
 
بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وإخراج الشعب للإخوان من السلطة، سافر العديد من الاعلاميين الإخوان أو من أيدهم وتعاطف معهم أو من اختلف مع النظام الجديد، إلى الخارج، وخصوصا قطر وتركيا وبريطانيا.
 
طارق عبدالجابر انتهى به الأمر فى تركيا. طارق تواصل معى فى الأسابيع الأخيرة تليفونيا وعبر رسائل على الفيسبوك، وقال لى إنه عندما ذهب إلى هناك، فإن ذلك كان بدافع البحث عن عمل، ولسوء حظه فلم يجد إلا قناة الشرق الإخوانية.
 
وكما يقول عبدالجابر فى رسالته، فقد عمل فى الشرق لثلاثة أشهر، وتركها منذ شهور، وسافر إلى اليونان حيث يقيم الآن، وأصيب الرجل بمرض عضال فى المعدة ــ شفاه الله وعفاه.
 
فى رسالة طارق ــ التى احتقظ بها، وسمح لى بنشر مضمونها ــ يقول إنه ربما أخطأ فى قرار عمله فى الشرق، وقد يكون أدلى بآراء معارضة للحكومة، لكنه لم يخطئ فى حق البلد أو الجيش ومستعد ان يظهر فى أى وسيلة اعلامية ليقول ذلك.
 
يقول طارق أيضا انه لم يكن إخوانيا فى يوم من الأيام، وكل ما يرجوه أن يعود إلى مصر، فهو يخشى أن يموت فى الخارج ويدفن فى أرض غريبة.
 
قلت له: وما الذى يمنعك من العودة لبلدك طالما انك لم ترتكب أى شىء مخالف للقانون، قال انه يخشى وجود اسمه «فى قوائم ترقب الوصول».
 
يقول طارق أيضا ان هناك كثيرين من المصريين فى الخارج يريدون العودة لمصر، لكنهم يخشون أيضا من «ترقب الوصول» والقبض عليهم.
انتهت رسالة طارق واتمنى له الشفاء العاجل وان يعود إلى وطنه فى أقرب وقت هو وكل من يريد ذلك من الذين اختاروا المنفى أو اجبروا على ذلك.
 
طارق ليس حالة خاصة، فهناك فعلا كثيرون يرغبون فى العودة خصوصا الإعلاميين.
 
لا أحب الوعظ، أو المزايدة على أحد. ورأيى الواضح، انه من حق كل مصرى ــ بغض النظر عن نوعيه فكره ــ ان يعبر عن رأيه كما يشاء طالما انه فى حدود القانون، وغير مقبول بالمرة أن يكون دخول وخروج المصرى من بلده ورقة مساومة سياسية.
 
اختلف مع مواقف كثيرين من الذين قرروا المعارضة من الخارج، وبعضهم «أصدقاء بيننا عيش وملح وعشرة طويلة»، وتقديرى الثابث ان عملية المعارضة من الخارج فشلت فى ٩٩٪ من الحالات فى العالم بأكمله، ومنها تجربة المصريين الذين عارضوا السادات من سوريا وليبيا والعراق بعد كامب ديفيد.
 
المعارضة من الداخل لها ثمن، لكن ثمن الغربة أكثر فداحة، مهما كان حجم الاغراءات المالية.
 
بعض الموجودين بالخارج يعيشون على الكفاف وفى ظروف بالغة الصعوبة، وبعضهم صار من اصحاب الملايين، وفى النهاية كل إنسان يختار طريقه طالما انه يتحمل المسئولية.
 
أعرف بعض الزملاء المصريين يريدون العودة، وبعضهم فاتحنى شخصيا فى ذلك قبل شهور. بعضهم لديهم قصص إنسانية مؤلمة، من قبيل مرض أو موت الأم أو الأب. غالبيتهم لم يكونوا يعرفون أن الأمور ستصل إلى هذه الحالة. قد يكون بعضهم قد راهن خطأ، أو عبر عن رأيه وقناعاته، وبعضهم سافر عن قناعة كاملة التزاما بعضويته فى جماعة الإخوان.
 
السؤال الجوهرى: إذا كان البعض يريد العودة، خصوصا ولم يخالفوا القانون، فلماذا لا تقدم الحكومة المصرية وأجهزتها بادرة حسن نية، وتصدر بيانا واضحا بذلك.
 
وحتى لو افترضنا ان كل هؤلاء يعارضون الحكومة فما هو المانع. وأيهما أفضل أن يعارض المصرى بلده من الداخل أم من الخارج؟!
 
مرة أخرى.. أتمنى أن تبادر أجهزة الأمن المصرية إلى إعلان واضح يقول إن الباب مفتوح لكل من يريد العودة من المعارضين فى إطار القانون، وإذا حدث ذلك فستكون إشارة حقيقية بأن الحكومة جادة فى فتح كوة صغيرة فى جدار الموات السياسى العام الذى نعيشه.
 
تعاطفى بأقصى درجة مع كل الزملاء والأصدقاء الراغبين فى العودة لوطنهم وغير المتورطين فى العنف، وأتمنى أن أراهم يمارسون عملهم من القاهرة.
 
وأخيرا هل تخطئ الحكومة مرة وتمارس السياسة؟
إغلاق مكاتبنا الإعلامية فى التوقيت والأماكن الخطأ
بقلم: علاء ثابت
فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر إلى منبر إعلامى يخاطب الغرب، ويتصدى للحملات الإعلامية المنسقة والمنطلقة من عدد من عواصم أوروبا وأمريكا، تظهر قائمة بإغلاق 5 مكاتب للهيئة العامة للاستعلامات، والمدهش أن قرار الإغلاق شمل أهم المكاتب الموجودة فى البلدان المحورية، التى نحتاج إلى تواجد أقوى فيها مثل بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبى ولندن حيث أهم معاقل الإخوان فى أوروبا، وبرلين عاصمة ألمانيا ومركز السياسة الأوروبية، بالإضافة إلى مكتبى الجزائر والمغرب.
أما المبرر فكان أقبح من ذنب الإغلاق، وهو أن مديرى هذه المكاتب التى تقرر إغلاقها غير أكفاء وعلاقاتهم ضعيفة بصناع القرار والإعلاميين، وكأن عدم كفاءة مدير أو رئيس أى مؤسسة يبرر إغلاقها، بدلا من تصحيح أوضاعها، ووضع قيادات كفؤ وقادرة على القيام بمهامها.
مشروع قرار الإغلاق الذى أعده مجلس الوزراء جاء بناء على تقارير السفارات، والتى ستتولى النشاط الإعلامي، وكأن سفاراتنا فى الخارج ناجحة ونشطة بما يكفي، ومؤهلة لممارسة النشاط الصحفى، وهناك شواهد عديدة على الأداء الهزيل للكثير من السفارات، ورأينا كيف أن رئيس البرلمان الألمانى لم تكن لديه معلومات عن ثورة 30 يونيو وخارطة الطريق المصرية لإعادة بناء مؤسسات الحكم، قبل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة إلى برلين، وهو ما كاد يسبب أزمة سياسية كبيرة، إلى جانب أن التواصل مع الإعلام الغربى يحتاج مهارات مهنية خاصة، ولا ينبغى تقييدها بالحدود الدبلوماسية، حيث إن الإعلام أكثر انفتاحا، ويتحرك فى مساحة أكبر، ويشتبك مع مختلف المكونات، وربطه بالسفارات سيجعله مشلولا ومحكوما بالتقاليد والاعتبارات الدبلوماسية، وعبئا عليها.
تحتاج الهيئة العامة للاستعلامات إلى قيادات إعلامية وليست دبلوماسية، قادرة على تفهم العمل الإعلامي، الذى يختلف فى كثير من جوانبه عن العمل الدبلوماسي، وهى نقطة الضعف الرئيسية، المتسببة فى تدهور أداء المكاتب الإعلامية التابعة للهيئة، وليس تكريس التبعية للسفارات.
إذا كان الهدف من إغلاق مكاتب الهيئة العامة للاستعلامات فى هذه الدول المحورية هو ترشيد الإنفاق، فلا ينبغى أن يأتى هذا الترشيد على حساب الدور الإعلامى المهم، خاصة فى أتون حرب إعلامية يجرى شنها على مصر من الخارج، وتحتاج إلى تعزيز هذا الدور وليس إلى إلغائه، كما أن الترشيد يمكن أن يبدأ بتقليص بعثاتنا الدبلوماسية، خاصة فى السفارات المتخمة بالعمالة الزائدة وغير الكفؤة، وفى البلدان الهامشية.
يبدو أن السفير صلاح عبدالصادق، الذى جرى انتدابه من وزارة الخارجية ليرأس الهيئة العامة للاستعلامات يدير الهيئة الإعلامية بعقلية الدبلوماسى وخلفياته وعلاقاته، وليس وفقا للدور الإعلامى للهيئة، وهو ما يفسر هذا التوجه لإغلاق أهم مكاتب الهيئة، والاعتماد على عضو دبلوماسى فى السفارات ليقوم بهذا الدور.
أرى أن مجلس الوزراء عليه أن يعيد النظر لمشروع إغلاق نحو 27 مكتبا فنيا فى الخارج، تعمل فى المجالات التجارية والإعلامية والسياحية والثقافية والعمالية، نظرا لأهمية دور هذه المكاتب، مع العمل على رفع كفاءتها وتفعيل دورها، وأن يوجه ترشيد الإنفاق إلى بنود أخرى كثيرة، تهدر الكثير من المال العام دون طائل.
 
 
 
الإعلام فيه «سم قاتل» !!
بقلم : أشرف مفيد
هل حقاً نحن أمة ضائعة ، وأننا شعب انتهى عمره الافتراضى ولم يعد هناك أى أمل فى الإصلاح ،فتلك للأسف الشديد هى الصورة الذهنية “غير الحقيقية”
 
التى يتعمد تصديرها لنا صباح مساء مجموعة من الإعلاميين المأجورين الذين يتلقون تعليماتهم من أعداء الدولة فى الداخل والخارج. 
 
وخطورة تلك الصورة المغلوطة أنها تستهدف فى المقام الأول اغتيال الروح المعنوية العالية التى تغمرنفوسناونحن نتابع الخطوات السريعة والمتلاحقة التى يقوم بها الرئيس السيسى من أجل النهوض بالمجتمع داخليا واستعادة مكانة مصر خارجياً. وإن لم يكن الأمر على هذا النحو ، فبماذا نفسر إصرار البعض على الترويج لفكرة أننا شعب متخلف ولا يزال أمامنا آلاف السنين حتى نلحق بركب الحضارة الغربية وأننا شعب غير مؤهل لممارسة الديمقراطية وحرية التعبير، وغيرها من الصفات السلبية. 
 
ما يفعله بنا الإعلام المغرض يذكرنى بقصة حدثت فى أثناء الحرب العالمية الثانية حينما فوجئ هتلر بأن هناك ثلاثة من ضباطه خالفوا أوامره ، فقرر عقابهم بطريقة غريبة ، حيث وضع كلا منهم مقيداً فى سجن انفرادى وبجواره ماسورة مياه بها ثقب لتنقيط المياه ببطء شديد وأمر بتشغيل موسيقى كلاسيكية، وأخبرهم بوجود تسرب لغاز سام سوف يتسبب فى قتلهم خلال ٦ ساعات ، وبعد ٤ ساعات فقط ذهب ليتفقد هؤلاء الضباط فوجد إثنين منهم قد فارقا الحياة بينماالثالث يلفظ أنفاسه الأخيرة ، أما المفاجأة الكبرى فهى أن موضوع الغاز كان مجرد «خدعة» و«حرب نفسية» ، جعلت عقولهم هى التى تقتلهم ، حيث اتضح فيما بعد أن فكرة الغاز القاتل هى التى جعلتأجسامهم تفرز هرمونات أثرت سلبياًعلى آداءالقلب وبقية أجهزة الجسم وهو ما تسبب فىحدوث الموت . وهذا بالضبط ما يفعله معنا الاعلام الآن بشكل يومى، حيث يبث فى عقولنا أفكاراً قاتله فنقوم بدورنابقتل أنفسنا ومجتمعاتنا أيضاً. 
 
المذيع و«فضيلة» النصاب الأزهرى
بقلم : محمد موسى
لحق برنامج «ممكن» هذا الأسبوع بإخوته، من أمثال صبايا الخير والمستخبى وغيرهما من البرامج التى أجرمت فى حق الناس، لكن أسوأ هذه البرامج لم يتوقف بعد، بدليل ما فعله «الحياة اليوم» قبل أيام. 
«سى بى سى» وصفت مذيع برنامج «ممكن» بأنه استضاف «رأيا منحرفا يثير ‏المشاعر ويستدعى الغضب، فى مقطع لم يحمل ردا أو رفضا». القناة تعرف أن مذيعها ليس لديه رفض أو رد، الرجل يبحث عن الإثارة، وقد وجدها فى تصريحات مسيئة لنساء الصعيد ومصر.
أما «الحياة اليوم» فقد ارتكب سقطة مهنية جسيمة، باستضافة أزهرى ادعى فوزه بالجائزة الأولى فى مسابقة حفظ القرآن بماليزيا، ولم يعتذر المذيع بعد الفضيحة الكبيرة.
 بدأت حكاية العار بـ "تدوينة" من عبدالرحيم راضى، طالب صيدلة الأزهر بسوهاج، تعلن تتويجه أفضل قارئ للقرآن، فى مسابقة عالمية بماليزيا. احتفل «الحياة اليوم» فى حلقة الخميس الماضى بالخبر، وقدمه المذيع على أنه قدوة للنجاح، وقال للضيف: بندور عليكم بالشوكة والسكينة، ولاحظ التعبير الخاطئ.
حكى الشيخ النصاب من دون أن تطرف له عين، عن ماليزيا والاستقبال فى المطار، عن يافطة مكتوب عليها بالعربى مرحبا بقارئ الأزهر، وافتتاحه لأكبر مركز إسلامى هناك، وانتصاره على القارئ الإيرانى الشيعى. وقال إن أعداء الإسلام يستهدفون الشباب بالفهم الخاطئ للقرآن.
هل هناك أخطر على الإسلام من شيخ نصاب ومذيع لا يعرف شيئا؟.
لم يسأل المذيع المخضرم سؤالا واحدا عن اسم المسابقة والجهة التى نظمتها. لم يضع علامات الاستفهام البدائية فى أية معلومة صحفية: متى، أين، لماذا، إلخ. لم يقم بأدنى مجهود ليسأل جوجل الذى لا يكذب ولا ينصب، عن ماليزيا ومسابقاتها.
 استرسل النصاب عن استقباله فى مطار القاهرة بوفود من الرئاسة والأزهر والأوقاف، «وجهات كويسة خالص فى البلد، وتليفونات من شخصيات سيادية». ولم يتوقف المذيع ليسأل عن طبيعة هذه الجهات الكويسة والشخصيات السيادية، بل اندمج وقال إن السيسى «يجب» أن يجد وقتا لتكريم أفضل وأنبغ و«أبهر» أبناء مصر، أنا عايزه يشاور عليك، ويطلع يقول للناس دا النموذج اللى أنا عايز كل المصريين يبقوا زيه.
 
وقريبا كل المصريين «يبقوا زيه»، طالما كان لدينا إعلام من هذا النوع.
عندما ذهب الطالب إلى مشيخة الأزهر، تشكك عباس شومان وكيل الأزهر فى الأمر، لأن الطالب لم يكن لديه ما يثبت ذلك، لكن الإعلامى المخضرم نسى يسأله عما يثبت ذلك.
الرجل مثل غيره من المخلفات الإعلامية لعصر التوريث، ليس مذيعا ولا إعلاميا، ولا علاقة له من أى نوع بمهنة الصحافة، فهل من المعقول أن يكون أمامى أفضل قارئ فى العالم، ولا أستمع لصوته؟. رفض النصاب التلاوة، وبلعها المذيع الفلتة.
سقوط مذيعى «ممكن» و«الحياة اليوم» هذا الأسبوع لن يكون الأخير من نوعه، فلا يوجد ما يحول دون تكرار هذه الجرائم، ولا يبدو فى الأفق أن الإعلام المصرى سيتغير، لأن المشهد السياسى الذى يصنعه لم يتغير، وعصر الفراعين والحساسين والبلالين مازال مستمرا، بإذن الله، وبأمر الحب نفسه. 
إعلام جمال مبارك كان سببا فى انهيار نظامه، لكنه بقى وتمدد بنفس الأسماء والوجوه، ليواصل أوهامه وأكاذيبه، ومقاطعه المثيرة عن النساء الخائنات والعفاريت والنقشبندى المزور.
حتى بتاع القرآن كذاب، الولد اشتغل مصر والأزهر فى غيبوبة؟، هكذا تساءل أحد مغردى تويتر، وهو لا يعرف أن الهدف الأساسى لهذا الإعلام هو أن تدخل مصر كلها فى الغيبوبة.
الايذاء الافتراضى
 بقلم :  يسرى مصطفى
أصبح الحديث عن الآثار الاجتماعية والنفسية المرتبطة باستخدام وسائل الاتصال الاجتماعى معرفة، وبالطبع هناك دراسات متخصصة فى هذا المجال، سواء تعلق الأمر بجرائم الإنترنت، أو التأثيرات الإيجابية أو الضارة على العلاقات الاجتماعية وصولا إلى التأثيرات النفسية على الصغار والكبار بسبب الإرتباط الشديد بهذه الوسائل والتى باتت لدى الكثيرين نوعا من الإدمان. ولأن مجال التواصل الاجتماعى مفتوح على مصرعيه لمختلف الآراء والأفكار والتوجهات، فقد بات شائعا أن تكون هناك تعبيرات عنصرية، وآراء تحض على الكراهية، فضلا عن التحيزات الجنسية إلخ. وعلى الرغم من أن مثل هذه الممارسات قد تكون مجرمة فى بعض البلدان، كما أنه يمكن الإبلاغ عنها للمسئولين عن إدارة وسائل الاتصال الاجتماعى وتحديدا الفيسبوك، إلا أن التدفق الهائل للأراء والتعبيرات يجعلها موجود باستمرار، إما بصورة عمدية أو بصورة عفوية. 
 
ولكن ثمة ظواهر أخرى يمكن أن تشكل نوعا من الإيذاء قد يراها البعض طبيعية وقد يراها البعض الآخر سلبية، ويصعب تجريمها أو الإبلاغ عنها لأنها تُصنف، فى نهاية الأمر، على أنها آراء أو وجهات نظر شخصية وليست موجهة مباشرة ضد شخص أو جماعة بعينها. وما أعنيه هو التعبير بالألفاظ والصور عن مواقف الهدف منها توجيه إهانة إلى جماعة أو اتجاه بدون ذكر أو وصف طبيعة هذه الجماعة أو هذا الإتجاه إلا بتعبيرات انتقامية أو عدوانية عامة ومطلقة، وغالبا ما تضمن أحكام مثل الجبن والتخاذل وعدم الشرف إلخ. وترتبط هذه المواقف بالأوقات واللحظات التى يحدث فيها استقطابات سياسية أو ثقافية. وغالبا ما تأتى هذه الممارسات من أشخاص يعتبرون أنفسهم أكثر شرفا أو وطنية من غيرهم. وقد لاحظنا فى مناسبات عديدة فى سياق ما يسمى بالربيع العربى، كيف دأب من يعتبرون أنفسهم أكثر ثورية أو شرفا من غيرهم على استخدام تعبيرات وألفاظ فى إهانات للآخرين بصورة مطلقة. ولا يغيب عن الأذهان تعبير “حزب الكنبة” والذى تم استخدامه بشكل واسع من قبل من يعتبرون أنفسهم يمثلون حالة “ثورية” مطلقة. وحزب الكنبة تعبير غير محدد، ولا ينطوى فقط على إهانة ورغبة فى الإيذاء، ولكن الإعلاء من شأن الذات من خلال التقليل من شأن أطراف أخرى غير محددة. 
 
ومع الأسف الشديد، فكما يأتى التكفير من قبل اللاهوت الدينى، والذى يحاسب الآخرين وفقا لأهوائه ومنطلقاته، فثمة لا هوت افتراضى يزعم أنه يمثل قيمة سياسية أو ثقافية أو حقوقية، وهو ما يعطيه الحق فى تكفير الآخرين ووصمهم بالجبن أو الخيانة. والأمر أشبه بطريقة “الردح الذكورى” فى الأحياء الشعبية، عندما يتوسط شخص عدوانى الشارع ويهتف بأعلى صوته “يا حارة مفيهاش رجالة”. وفى الحقيقة أنه قد يقصد شخص بعينه، ولكنه، من منطلق استعراض القوة، يوجه إهانته بصورة عامة ومطلقة. ولكن المجال الإفتراضى مختلف، لأنه أرحب وغير ملموس، حتى الشخص الذى يستعرض شرفه أو قوته، قد يكون فى مكان ما فى العالم منعزل تماما عن القضية التى يدعى شرف الدفاع عنها. 
 
وقد لا تنطوى مثل هذه الممارسات على إيذاء بالمعنى المباشر، إلا فى حالة تفاعل المتلقين معها واعتبار أن الألفاظ أو التعبيرات المهينة موجهه إليهم بشكل شخصى. ولكن المؤكد أنها تنطوى على رغبة فى الإيذاء، وهى رغبة قد تكون لها أسباب سياسية أو ثقافية أو نفسية. والأمر الآخر الذى يرتبط بمثل هذه الممارسات لا ترتبط بالضرورة بتعبيرات ينتجها الشخص الذى يتعمد الإيذاء، ولكن من الممكن الاستعانة باقتباسات من أقوال لمشاهير صدرت فى سياقات ومناسبات مختلفة. ومن ناحية ثالثة، فإن سمة مثل هذه الممارسات أنها ترتكز فى الغالب على مفهوم “الشرف”، سواءالشرف السياسى أو شرف الإنتماء إلى فكرة أو قيمة، ومن خلال احتكار “الشرف” يتم نزعه عن الآخرين. 
 
لا عتقد أنه ليس من السهل معالجة مثل هذه الظواهر، لأنها فى نهاية الأمر خارج أطر المحاسبة وتعتمد على تقديرات شخصية، والأمر الأهم أنها تبدو لقطاعات واسعة مسألة طبيعية، تماما مثل أشكال التواصل العنيف بين مشجعى الفرق الكروية، ولكن الفرق أن الإيذاء الإفتراضى يبدأ برغبة من طرف واحد يشجع ذاته. 
اخصائي تمييع قضايا
بقلم : د. محمود عطية
استضافته تتم سريعا علي الفضائيات وأحيانا علي التليفزيون الرسمي لأنه يؤدي دورا مطلوبا فهو جهوري الصوت يلفق أدلة سريعا بكل جرأة وحيثيات تحاول تتويه المشاهد وتمييع أي قضية مثارة.. ولأنه يرطن بكلمات عن حب الوطن ويدعي أنها تصب في الصالح العام وتقيم العدل والفضيلة وهو في الحقيقة يبحث عن الإثارة وادعاء المحافظة علي السلم العام كما يذيل قضاياه التي يرفعها حتي وهو نائم.
ما يحيرني فعلا من أين يأتي بكل ذلك الوقت لمتابعة التفاهات التي يحولها إلي قضايا تثار كأنها ستدمر البلاد والعباد ونعلم جميعا أن تلك التفاهات منتشرة في كل بلاد العالم ولا تحارب بالقضايا الغوغائية التي تثير وتضلل الرأي العام إنما تواجه بالأعمال الجادة والمعلومات الصحيحة والقدوة الحسنة.
ولا أعرف كيف وهو المحامي فاضي علي طول لرفع قضايا ضد كل شاردة عبيطة وتفاهة لم يشعر بها أحد جرت هنا أو هناك ولا تستحق التفاتا وجرت بمنطق» إذا بليتم فاستتروا» لكنه يعلنها بفعلته وينشرها، المهم يظهر في الإعلام، وبعض السادة الإعلاميين المتخصصين في إثارة الرأي العام جاهزون لاستضافته لأنه حسب تعبيرهم «بيسخن الحلقة» ويزيد من نسب المشاهدة مما يغدق بالطبع عليهم بالإعلانات.
آخر الأحداث التي تمت استضافته فيها ولا أعرف لماذا؟ حلقة عن عمومية الأطباء الأخيرة، وكالعادة قال عجبا عن العمومية بأنها تهدد السلم العام وتعوق سير العدالة وترفع شعارات سياسية.. بخزعبلاته وادعاءاته السخيفة حول العمومية الكارثة علي البلاد وكأن البلاد من الهشاشة لتسقطها عمومية طارئة.. وهي عمومية لم تزايد بأي شيء سياسي وكانت مطالبها مهنية بحتة.. لكن السادة الإعلاميين رأوا مزيدا من الإثارة فأحضروا اخصائي تمييع القضايا
نهضة لا تأتى .. وديمقراطية لا تمر
بقلم : رضا العراقى
فى إشاره له منذ منتصف القرن الماضى قال طه حسين "يقولون إننا فى مرحلة انتقالية، وأن النهضة آتية، وأنا أرى أن هذه المرحلة قد طالت أكثر مما هو مقدر لها، وأن النهضة قد تأخرت أكثر مما ينبغى " .. وفى مطلع القرن الماضى قبل أن يعلن طه حسين انزعاجه من تأخير النهضة المنتظره، كان الشرق على موعد من موجات طلبات الوحدة الإسلامية التى تجمع شتات المسلمين فى بوتقة واحدة، رغم أنهم لم يدركوا "سايكوس – بيكو" وتشطير الأمة الإسلامية والعربية إلى دول، وظلوا على ترياقهم حتى فنوا ولم يتحقق لهم مآلهم .. رحلوا غيلة وقهرا على أحلامهم التى لم تتحقق وكل عوامل نجاحها مسكونة فى صلب دعوتهم، ثم جاءت ثورة يوليو لتؤجل الأحلام الوردية بالوحدة والاصطفاف بالحجة والمبرر الذى اغتال عودتنا مرة أخرى إلى الحرية والديمقراطية "معركتنا مع العدو الإسرائيلى" كان هذا الكابح المقيت سلاح الحكام فى اغتيال حلمهم، رغم أن إسرائيل المحتلة وهى تعيش بين أنياب دول محيطة كارهه لها وشعوب طواقه لدحرها وطردها من المنطقة تتخذ من الحرية والديمقراطية أسلوبا للحياة السياسية لها .. يبدو أنه حلم استعصى على هذه المنطقة من بلوغه، حلم فنى أعمار مفكرين وكتاب وسياسيين بالوحدة والديمقراطية، وتركوه لأجيال أخرى بعدهم تعمل على تحقيقه .
أذكر تلك الجملة الجميلة التى قالها المواطن التونسى فرحا بنجاح الثورة التونسية على المستبد زين العابدين علي "هرمنا حتى بلغنا هذه اللحظة" لكن كان الحلم قصيرا ولم يدم طويلا فتكالبت عليه أشرار العالم والمنطقة وركبوا الثورات وأعادوا الحلم إلى المربع صفر، وأخشى أن يلملم هذا الجيل أوراقه ويرحل ولا يقوى على تحقيق أحلام السابقين ويتركها "تركة ثقيلة" للأجيال القادمة لتعيد ذات الأفكار من أول وجديد، فهل كتب على هذه الأمة أن ترث الفشل جيل وراء جيل؟ .. وهل كانت سببا وجيها من انتقال الأفكار الخلاقة إلى الأفكار المتدنية التى أخذت بتلابيب الأمم ومازلنا نعيش أسراها ؟.. فنرى الإسلاميين استدعوا نصوصا من الشريعة طوعوها أو وظفوها لحراكهم داخل المجتمعات الإسلامية وفق رؤية تختلف عما ألفته شعوب المنطقة، وكذلك القوميين والناصريين تشدقوا بمفاهيم معلبة بدعوى الحفاظ على دولة وحدودها ليست من صنعهم للتخلص من المعارضين والرافضين لأفكارهم .
هذه مشكلتنا مع العقل العربى عاش أسير معركة ليست من صنعه قامت بتصديرها دول الاستكبار، ففقد توازنه وغاب عنه الابتكار والتجديد، فغالبية الكتب المطروحة بالأسواق كتب تراثية أو مأخوذة منه او كتب تعاد طبعاتها من القرن الماضى لأدباء ومفكرين عصرهم، وحتى الأدباء الآن يستدعون قصصا من التاريخ القديم وتقديمها على شكل رواية فى قوالب أدبية "القصة والشعر" قديمة ليست من ابتكاراتهم  .
نفقد الابتكار ونفقد ما تركه لنا الأولين من أحلام ونتنازل عنها طوعا إلى أدنى مستوياتها، فقد طرحت فكرة "الجامعة الإسلامية" وفشلنا فى تحقيقها ثم طرح بديلا عنها "الجامعة العربية" فولدت ميته لأنها جامعة للأنظمة وليست للشعوب.. ثم تنازل العقل العربى لفكرة التجمعات الجغرافية مثل اتحاد دول المغرب العربى، ودول الخليج، والاتحاد العربى "مصر واليمن والعراق والاردن" وماتت الفكرة بعد غزو صدام حسين للكويت، ثم حدث التنازل الأكبر مستوى الحفاظ على وحدة الدول، ومشهد العراق وسوريا واليمن وليبيا خير شاهد.. وأخشى أن نصل فى سلسلة التنازلات لمستوى الحفاظ على وحدة الاحياء والمدن والنجوع  ..
يقول الشيخ البشير الإبراهيمي المفكر الجزائرى: "هذا الاستعمار لعقولنا وأفكارنا هو أخطر أنواع الاستعمار علينا، وهو الذي مهّد للطامة الكبرى التي هي مأْرَب الاستعمار؛ وهي هذه الوطنيات الضيّقة المحدودة التي زّينها لنا وحبّبها إلينا، ولو كانت خيرًا لَسَبقَنا هو إليها في أممه وأوطانه، ولكنه يتكتَّلُ ليقْوَى في نفسه، ويفرّقُنا لنضعفَ زيادةً في قوّته" .
توقف العقل العربى أو قل شاخ وأصبح غير قادر على الابتكار او حتى إيجاد حلولا لمشاكله وليس جادا لتحمل ما تركه له الأولين من أحلام ومشاريع، فأصبحت أمة تعيش على الشعوب الأخرى فلابد ان يحدث لها هذا الانهيار بسبب نهضة لا تأتى وديمقراطية لا تمر !!
القرار العجيب
 د . عواطف عبد الرحمن
فى أغسطس عام 5791 وفى أثناء مناقشة رسالتى للدكتوراه عن الصحافة المصرية والقضية الفلسطينية 7191 ـ 6391، 
وجهت نداء إلى المسئولين عن الهيئة العامة للكتاب وجميع المهتمين بالتراث الصحفى بضرورة الإسراع إلى حماية هذا التراث من الاندثار نتيجة الاهمال الجسيم وضياع جزء كبير من الصحف التى تضم بين صفحاتها تاريخ الوطن السياسى والاجتماعى والثقافي، وعندما توليت مسئولية تدريس مادة تاريخ الصحافة، ثم شاركتنى الدكتورة نجوى كامل النداءات، ولكن على امتداد أربعة عقود لم تجد آذانا صاغية، بل تدهورت الأمور إلى الحد الذى يهدد ما تبقى من التراث، ولقد ظل طلابنا الذين نحرص على ضرورة اطلاعهم على الصحف القديمة، ودراستها، وتحليل مضامينها يوافوننا بالشكاوى ويزودونا بالإيصالات المكتوب عليها كلمة واحدة «فى الترميم»، إشارة إلى الصحف غير المتاحة، وقمنا بتأسيس مركز علمى بكلية الإعلام لحماية ودراسة التراث الصحفي، وتوجهنا إلى كل الهيئات المعنية بحماية الوثائق والمخطوطات التى تسجل تاريخ الوطن منها مكتبة الإسكندرية ودار الكتب المصرية وبعض المؤسسات الخاصة، وبكل أسف لم تجد محاولاتنا، وتضاعفت مأساتنا فى إصرار الجامعة على تجميد نشاط المركز لعدم قدرته على إدارة نشاطه بموارده الذاتية، باعتباره وحدة ذات طابع خاص، ولابد أن يواصل دوره اعتمادا على تنمية موارده الذاتية، وازداد الأمر سوءا عندما  فوجئت بطلاب قسم الصحافة يخبروننى برفض إدارة الدوريات والصحف بدار الكتب السماح للطلاب بالاطلاع على الصحف اليهودية الصادرة فى مصر، رغم اطلاعى عليها ودراستها وإصدارها عام 9791 فى كتاب بعنوان «الصحافة الصهيونية فى مصر من 8981 ـ 4591»، علاوة على إنجاز الدكتورة سهام نصار لرسالة الدكتوراه عن الصحافة اليهودية فى مصر عام 0891.. فما هو السبب الحقيقى الكامن وراء هذا القرار العجيب؟.
نقطة على السطر 
 
فيروس .. يحتاج " انتي بيوتك !! " 
بقلم  : محمد كمال
قبل النقطة .. بنقطة لبسوها الطرحة ودقوا المزاهر في " السكشن " ؟
الحبيب علي الجفري بأن الزواج العرفي بين الطلاب - حلال شرعًا
وإذا وجد اثنان من الشهود وتوافرت فيه مقاصد الزواج الحقيقية الشريفة 
زعم الداعية أثار - جدلا فقهيا. 
لماذا تكون الرذيلة شديدة في حق المرأة وبسيطة فى حق الرجل؟
وخطأ الرجل يغفر والمرأة تحاسب عليه ؟ 
ذلك من أساليب الجاهلية.
حب الشاب للشابة واجب وفريضة !! 
على الشباب بأن يحترموا قيمة الحب : 
"ليس معنى الحب أن يقول الشاب 10 بحبك لـ10 فتيات في اليوم" 
على فكرة يا شيخ :
كل مشايخ السنة حرموا الزواج العرفي على الطلاب – ليه ؟
لضرره على المجتمع والأسرة 
لكن الشيعة المقرب منهم الحبيب الجفري يقرون زواج أقرب لذلك 
هو " زواج المتعة " . 
( احصائية غير مدققة :
مليون حالة زواج عرفي و نحو 14 الف قضية نسب ينظر فيها القضاء) 
1 - هيثم الحريري عضو مجلس النواب المصري تعليقاً على رفع الحصانة عنه للمثول أمام القضاء في القضية المرفوعة ضده مع 7 آخرين منتمين لجماعة الإخوان ومتهمين بالتعدي على شباب حملة «تمرد» بالإسكندرية في فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي :
أثق في براءتي وفي القضاء المصري 
2 - النائبة هالة أبو السعد غاضبة من تهديد مرتضى منصور :
أنا مش بخاف منك، و وريني هتعمل إيه ؟ 
ولا عشرة زيك يخوفوني مبخافش غير من ربنا
اللي قولته كلمة حق، إحنا مش جايين عشان نصفي حسابات .
3 - أعلن الإعلامي جابر القرموطي تضامنه مع زميله عمرو أديب
بعد الهجمة الشرسة التى يتعرض لها من النائب مرتضى منصو ر 
أديب يقف وحيدًا أمام ما يتعرض له دون مساندة من غرفة صناعة الإعلام
دعا البرلمان إلى ضرورة ترفع النواب عن الدخول في خلافات شخصية
( سبنا كل مشاكل البلد ومركزين في وقف برنامج ) .
// ثمة فيروس يسري في اجساد الكثير من المتضررين من المنصور
ما يعني انه في حاجة ماسة الى ( انتي بيوتك ) // 
4 - بلغة الارقام :
الكاتب الصحفي أبوبكر الديب .. 
مصر بها أكثر 23 ألف مليونير 
و نسبة الفقر تبلغ 3ر26 % من السكان 
أي نحو 5ر23 مليون شخص.
( ربنا يزيد – و يبارك !! ) 
5 - لماذا رفض حسام غالي لاعب الأهلي ارتداء شارة القيادة في مباراة المصري ؟
الموقف تسبب في تساؤل جماهير الأهلي حول سر رفض غالي شارة القيادة
هل بسبب جلوسه على دكة البدلاء؟
أم لأسباب أخرى؟
خر السطر :
سهران طول الليل وتذكرت ابن القيم الجوزية حين قال : 
قد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يُدرك بالنعيم 
وأن من آثر الراحة فاتته الراحة 
وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق 
تكون الفرحة و اللذة 
فلا فرحة لمن لا هم له .. 
ولا لذة - لمن لا صبر له .. 
ولا نعيم - لمن لا شقاء له .. 
ولا راحة - لمن لا تعب له .. 
" الصلاة خير من النوم " – الله اكبر
وائل " حريقة " ندابه تحت الطلب !
 بقلم : عصام العبيدى
اليوم.. بكت السماء.. واهتزت جنبات الأرض.. وانطلقت صرخات الرياح والزعابيب.. يوم حالك فى تاريخ مصر.. يوم ضاعت فيه الانسانية.. أهدرت فيه كرامة الخلق التى باتت رخيصة على مسئولين فقدوا ابسط قواعد الرحمة الانسانية.. حادث جلل اهتزت له مصر.. بل واهتز له ضمير العالم بأثره! 
بعد هذه المقدمة النارية الباكية.. بدأ وائل حلقته.
<< معى الآن على التليفون السيد وزير الصحة.. والذى لاتصل سيارات اسعافه لموقع الحادث الا بعد موت الضحية!!
< سيادة الوزير ارجوك اخبرنا..هل تستطيع النوم بعد أن شاهدت حادثة اليوم!!
- فرد الوزير.. والله أنا أصلا.. كنت نايم يا استاذ وائل.. وانت اللى صحتنى!!
< فصرخ فيه وائل.. كمل نومك يا معالى الوزير.. ومتنساش تشد الغطا على سيادتك.. وأكمل: فمن نام ضميره.. من الطبيعى أن ينام بدنه.. وتغمض عيناه عن رؤية الحقيقة!!
<< ومعنا أيضاً السيد وزير النقل..
< أهلا سيادة الوزير.. خبرنا كيف علمت بالفاجعة.. وماذا كان رد فعلك؟!
- فرد الوزير.. والله يا أستاذ وائل انا عنفت الولد جدا.. وبعثت ابن الجيران للمستشفى ليعالج على نفقتى الخاصة.. لكن اطمئن يا أستاذ وائل الكلب سليم ومش سعران ولا حاجة.. واحنا بنديه التطعيمات أولا.. بأول.. وفى مواعيدها!!
< فصرخ وائل.. كلب إيه.. وسعران إيه.. أنت بتتكلم عن ايه ياسيادة الوزير؟!
- فرد الوزير.. مش أنت طالبنى علشان الكلب البوبى بتاع ابنى اللى عض ابن الجيران امام الفيلا!!
< فصرخ وائل.. هؤلاء وزراؤك يا مصر.. أنا أكلمه عن كارثة قومية.. أصابت الوطن.. وادمت مشاعر الشعب.. الوزير يكلمنى عن البوبى وابن الجيران.. خلاص يا معالى الوزير.. مش هنعطلك.. أكثر من كده.. وخلى بالك من البوبى بتاع المحروس ابنك.. ومتنساش مواعيد تطعيماته!
<< وأكمل وائل.. عندما يتفرغ وزير النقل بتاعنا لمشاكل البوبى.. فمن الطبيعى ان تنطلق عرباته فى الشوارع لتدهس خلق الله.. لك الله يامصر!!
<< معنا أيضا أم الضحية التى فقدت حياتها نتيجة لاهمال مسئولينا.. وموت الضمائر لديهم.
< سيدتى.. كيف كانت مشاعرك عندما احضروا لك ابنتك الوحيدة.. وهى ممزقة الجسد.. وغير واضحة المعالم.. وتغطى الدماء الطاهرة كل شىء فى جسدها الممزق اربا.. اربا.. ارجوك احكى لنا.. ودعى دموعك تسيل انهارا على ابنتك الوحيدة.. والتى لن تريها بعد الآن.. ولن تلبسيها فستان الفرح بايديك.. لن تحملى ابناءها على يديك.. لن يكون لك احفاد بعد اليوم.. الو.. الو.. انقطع الخط.. واضح ان حرارة التليفون لم تتحمل سخونة دموع ام الغالية.. ضحيتنا..التى فقدت حياتها.. نتيجة لاهمالنا.. وموت ضمائرنا.. وانعدام المروءة عند مسئولينا!!
ومعنا الآن الصديقة الصدوقة للمرحومة.. أهلا بيكى احكى لنا عن المرحومة..
فردت الصديقة والله يا أستاذ وائل.. المرحومة كانت اشبه بالملائكة.. كانت بتحب الناس.. ولاتفكر مجرد تفكير فى إيذاء أحد.. كانت تحب كل حاجة حلوة..وكانت بتحب السكر زى عينيها.. وكانت على وشك الارتباط بحبيب عمرها بعد أيام قليلة.. لكن القدر لم يمهلها!!
وهنا قال لها بصوت مخنوق كفى يا عزيزتى.. لقد أبكيتى مصر بأكملها..لاتحزنى.. المرحومة الآن فى الجنة.. هى بالتأكيد فى مكان افضل..ومع بشر أفضل.. رحمها الله.. وألهم أهلها الصبر والسلوان.
<< ومعنا الآن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.. والذى أبلغنى بتأثر مؤسسة الرئاسة لما حدث للفقيدة.. وتعهدها بسرعة القصاص من المجرم الذى قتلها.
- وهنا سأله المتحدث الرئاسى عن اسم المرحومة بالكامل لاتخاذ اللازم..ومعرفة ظروف مصرعها.. حتى يتم تشييع جنازتها بشكل لائق..واقامة عزاء رسمى يحضره كبار رجال الدولة.. بل وبعض وفود الدول الاجنبية الصديقة تقديرا لروح المرحومة.. وعرفانا لما قدمته للانسانية.. حسبما ذكر المذيع النجم!
< فرد وائل على المسئول الرئاسى.. أنا فى الحقيقة لا أعرف الا اسمها الاول والوحيد!
- فسأله المسئول.. وما هو اسم المرحومة؟!
فرد الابراشى.. اسمها «نملة».. وكانت خارجة من علبة سكر فى احد المنازل.. فدهستها سيارة مجنونة.. وقتلتها!!
-فصرخ المسئول الرئاسى قائلا: يعنى كل موضوع برنامجك عن موت نملة!!
وهنا أغلق المسئول الرئاسى سماعة التليفون.. وهو يلعن «سنسفيل» أبو الاعلام والاعلاميين.. الذين جعلوا من موت نملة.. حديث العالم!!
 وهنا انهى وائل برنامجه.. على وعد باللقاء مع مشاهديه فى عزاء المرحومة "نملة " !!
أوراق التواليت
بقلم : علاء عريبى
قرأت رواية الأديب الشاب أحمد ناجى المعنونة بـ«استخدام الحياة»، وهى فنيا رواية جيدة، الراوي فيها له حضوره الطاغي، يروى الأحداث ويعلق عليها باسهاب، لغة السرد فيها واحدة، لا توجد فروق فى لغة ولهجة الشخصيات، الجميع يتحدث من قاموس واحد، واستخدام الحياة ليست مميزة في التقنية أو لغة السرد أو حتى في الفكرة أو الشريحة التي تتناولها وتعبر عنها، فأغلب كتابات جيل ناجى متشابه، قد تختلف الأفكار لكنها فى النهاية ترى الحياة من نافذة واحدة، عندما تقرأ لأحدهم تستشرف عالمه وبيئته والأماكن التي يرتادها، إضافة إلى قاموسه.
والحقيقة أن عالم ناجى وزملائه يثير تساءل يجبرنا جميعا على مناقشته، وهو: ما هو حدود المبدع؟، وما هو سقف حريته؟، هل له أن يشتط بخياله وبلغته وبسلوكيات أشخاصه؟، هل نحن مطالبون بأن نساوى بين الخيال المكتوب وبين الخيال المحبوس فى المخيلة؟، هل خيال المبدع لا يجب أن يخضع لعقيدة أو عادات أو أعراف؟، هل الخيال لا يكون إبداعا سوى عندما يعبر عن أحط الشخصيات؟، هل لن يكون إبداعا إلا باستخدامه أقذر القواميس؟.
الذي تعلمناه خلال دراستنا للفلسفة أن الحرية ليست مطلقة، وجان بول سارتر قال حدها الآخر، والآخر كما نفهمه ليس الإنسان الذى يقابلني فى الطريق كشخص أو كجسد، بل الآخر بما يمثله من بيئة وثقافة وعادات ومعتقد وقانون، فالآخر هو المجتمع الذى نعيش فيه وليس الفرد المجاور لى فى الطريق.
وقد حاول سارتر فى مسرحية الذباب أن يهدم بعض العادات والتقاليد، صنع بطله خارج مدينة، وسلحه بالثقافة والمنطق وبجميع الأدوات التى تعينه على قتل الله، حاول مع شقيقته ان تبتعد عن الطقوس المرتبطة بالله، شوه فيها، واستطاع بمهارته وثقافته أن يخدرها، إلى أن جاءت المواجهة الحقيقية، أفاقت شقيقته وتمسكت بعادات وتقاليد بلدها وعقيدتها، وشعر سارتر بالهزيمة، فقد تأكد أن حدود حريته العادات والتقاليد والثقافة والمعتقد، وأنه له أن يتخيل ويحلم لكن ليس كل ما يتخيله ويعتقده يمكن نقله من الذهن إلى الواقع، لهذا دفع ببطل الذباب إلى ترك البلدة معترفا بوجود الله: أنت الله وأنا حر».
بعض من قرأت لهم من جيل أحمد ناجى ينقلون كل ما يتخيلوه إلى الواقع، كان متوافقا مع الواقع أو مخالفا له، والملفت أن مخيلتهم رهينة لورق التواليت، الأشخاص معظمها شواذ فكريا وجنسيا، والقاموس منحط وسافل، يعتقدون أن عالم التواليت هو الواقع، وأنهم بتصوير هذه الشريحة يعبرون عن الواقع كما، لأنه من الصعب ان تعبر عن هذه البيئة والشخوص المريضة بقاموس ليس قاموسهم.
بالطبع نحن ضد حبس المبدع، ولا نوافق أبدا على الزج بأحد إلى السجون لأنه إنحرف عن العادات والقوانين والمعتقد، لكننا أيضا لسنا مع أوراق التواليت وعالمها المريض وقاموسها المنحط، لهذا علينا أن نفكر بشكل جاد: هل كل ما نتخيله يمكن نقله للواقع؟، وهل التعبير عن عالم التواليت يلزمنا بقاموسه؟، وهل سيظل عالم التواليت هو المتسيد على كتابات أغلب أو بعض الشباب؟، وهل يتوقع أن يعيش عالم التواليت لفترة كبيرة؟، وكيف سيتناوله مؤرخي الأدب؟، وما هو توصيفهم له؟.
التفاهة.. إلي متي؟!
بقلم : عبد الوهاب عدس
ماذا حدث للاعلام المصري؟ ما هذا العبث الذي تجاوز حدود المنطق والعقل وأيضا الحياء وهل وصل بنا الحال إلي اعتبار تفاهة "وش السعد" ضمن الابداع الفني وان ما يقدمه محمد سعد "الليمبي" يمكن ان يضاف للفن المصري وان يصبح من المحسوب علي أهل الفن وهل هذا يندرج تحت بند الكوميديا الهادفة!! لماذا تحولت بعض شاشات الفضائيات الخاصة.. إلي نموذج للسطحية والتفاهة والاستهتار بالمشاهد.. والأسوأ من ذلك هذه الاباحية العلنية التي اسقطت من حساباتها تماما حق المجتمع في بث المباديء النبيلة والأخلاق الكريمة.. كيف سمح اصحاب القرار بإجازة مثل هذا البرنامج "وش السعد".. وكيف سمح محمد سعد نفسه بتقديم مثل هذه التفاهة وخدش الحياء.. انها سقطة مؤلمة.. اساءت لمحمد سعد وللقناة وقبلهما للفن المصري وانتقل من تفاهة "وش السعد" إلي وصلات الردح والاساءة والتطاول المنتشرة علي شاشات الفضائيات والتي طالبت البرامج الرياضية أيضا والتي تتميز باللغة الهابطة والحوار المتدني.. ولا أريد ان اخوض فيما حدث بين رئيس ناد كبير ومدربه المقال.. ولا أريد ان اتوقف أمام ما حدث من تفاهة وفوضي وفضائح وانتهاك الحياة الخاصة خلال الفترة الماضية.. ولا أريد ان اتعرض لبرامج الجن والالحاد والشذوذ.. ولا المداخلات البذيئة والتطاول والسباب.. هل هذا هو الاعلام المصري وهذه برامجه.. وهل هذا ابداع؟!
وطالما نتحدث عن فضائح ومساويء الاعلام.. فلابد ان نذكر ايضا الدور الذي يقوم به بعض الاعلاميين من محاولات اقصاء الآخر.. وهو ما يؤدي إلي تقسيم المجتمع.. وخلق عداء.. نحن لسنا في حاجة إليه.. اتعجب من دعوة الإعلامي يوسف الحسيني إلي قيام ثورة للتخلص من انصار مبارك وأيضا من انصار شفيق.. ولا أدري لماذا نخاف ونرتعد منهم ونحن نعلم جيدا انه من الصعب هذا التصنيف وبمعني ادق التقسيم ولنتذكر ماذا فعل نيلسون مانديلا عقب توليه الحكم في جنوب افريقيا بعد 27 سنة في السجن.. استعان بالبيض الذين ناصبوه العداء وعذبوه وسجنوه وجاء برئيس وزراء أبيض من أصحاب الخبرة ولم يفكر لحظة في الانتقام أو تصفية حساباته.. إنما وضع أمام عينه مصلحة بلاده ووحدتها وعدم تقسيم شعبها! ولا أدري كيف يمكن معرفة أو تحديد انصار مبارك أو شفيق.. ولا أدري كيف اكتشف الاعلامي انهم يعملون ضد الدولة.. وما هي الادلة التي يستند إليها.. وهل النظام في حاجة إلي اعداء جدد.. من هنا اطالب بأن يتحمل كل اعلامي مسئوليته تجاه وطنه.. وان يذاكر جيدا المادة التي يقدمها في برنامجه.. وان يعلم جيدا مدي تأثير كل كلمة تخرج منه.. وان الحكاية مش سايبه.. ولا تخضع لمزاجه.. أو رأيه الشخصي.. أو صوته العالي أو ميوله واتجاهاته أو مرجعياته.. إنما مصلحة الوطن هي التي يجب ان تسود.. ولابد ان يرتفع الجميع عن التفاهات والصغائر.. ولتكن البداية ايقاف سباق الاساءة والبذاءة والردح بين المستشار مرتضي منصور وميدو.. وايضا ايقاف "وش السعد"!! وكفانا تفاهة.
 
سر العلاقة بين توفيق عكاشه وعميل الموساد
بقلم : عبد الفتاح عبد المنعم
الفقى جاسوس باع وطنه ودينه من أجل عشيقته فى 25 فبراير 2014 فوجئ مشاهدو قناة الفراعين بالإعلامى توفيق عكاشة بإقراره أن جده من أمه هو اللواء عبدالحميد الفقى متفاخرا بأن جده كان وراء دخول الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات الكلية الحربية، ولا يهمنا هنا إذا كان عكاشه صادقا أم كاذبا ولكن الذى يهمنا أن هناك من يقول إن عبدالحميد الفقى هو والد فاروق الفقى عميل الموساد الذى جندته الجاسوسة هبة سليم بعد نكسة يونيو1967 الذى تم تجسيد قصتهما فى الفيلم الشهير الصعود للهاوية للراحلة مديحة كامل والراحل إبراهيم خان، وحتى الآن لم ينف عكاشة هذه الرواية ولم يؤكدها ولكنها منتشرة بصورة كبيرة خاصه أن الجاسوس الخائن فاروق الفقى تم إعدامه بعد سقوطه فى يد جهاز المخابرات. والغريب أن أكثر من موقع إخبارى وعلى صفحات الفيس بوك تناولوا هذه القصة وكما قلت لم نرَ أو نسمع تكذيبا من جانب هذا الإعلامى الذى تحول هذه الأيام ومنذ 25 يناير 2011 إلى منظر تارة ومؤرخ وثورجى ووطنى بل ومفجر ثورة تارة أخرى حيث ينسب لنفسه أنه لولاه لما قامت ثورة 30 يونيو 2013 التى أسقطت نظام الإخوان ووصل الهوس بهذه الشخصية إلى أنه يعتبر نفسه أهم رجل فى العالم وأنه محرك الأحداث
. ويبدو أن نجاحه فى انتخابات مجلس النواب أصابته بهوس آخر وهو أحقيته برئاسة جمهورية مصر العربية لأنه الثائر الأعظم هذا هو توفيق عكاشة الذى يشعر دائما بعقدة الاضطهاد والتجاهل لهذا يستخدم نظرية «الدوشة تقنن أوضاع» لذا تحول المتهم بأنه حفيد جاسوس وعميل الموساد فاروق الفقى إلى أكثر نواب البرلمان دوشه بدون فائدة. والحقيقة أننى أصبحت أخشى على مجلس النواب من أمثال توفيق عكاشة فالرجل ومنذ أن وصل لكرسى البرلمان وهو يحتمى بالحصانة لهذا فإنه لم يترك كبيرا أو صغيرا داخل المجلس إلا وشتمه وسبه حتى الزملاء الصحفيين بالبرلمان لم يسلموا من لسانه وكاد أن يتسبب فى أزمه عندما دخل فى معركة مع الصحفيين وهو ما جعل نقابة الصحفيين تقرر وقف التغطية الإعلامية ولولا اعتذار رئيس البرلمان الدكتور على عبدالعال للصحفيين لحدثت كارثة، ولكن ما الذى يريده عكاشة من البرلمان خاصة أنه زعم منذ فترة أنه سيقدم استقالته من البرلمان ويهاجر خارج مصر وهو مالم يحدث وتراجع ولكن يبدو أنه أراد أن يدخل البرلمان ليحدث فتنة كبرى والأيام سوف تثبت صحة كلامى.
وعودة لقصة عميل الموساد فاروق عبدالحميد الفقى الذى يشاع أنه خال توفيق عكاشة فإننا نعيد نشر قصة هذا الجاسوس طبقا لشهادة شهود العيان للمجموعة 73 مؤرخين الذى نقلها الإعلامى أحمد زايد وسأنقل جزءا من شهادات المؤرخين لكشف حقيقة هذا الجاسوس القذر الذى باع وطنه وربما دينه من أحل جسد امرأه هى هبة سليم التى جسدت دورها الفنانة الراحلة مديحة كامل فى الفيلم الرائع «الصعود للهاوية» بينما مثل الفنان الراحل إبراهيم خان دور الجاسوس الخائن فاروق عبدالحميد الفقى «الذى يقال إنه جد توفيق عكاشة». تقول شهادة المجموعة 73 مؤرخين إن فاروق الفقى تم تجنيده بواسطة هبة سليم كما تم ذكره فى فيلم الصعود للهاوية، كان فاروق يعشقها جدا وكان يحاول باستماته أن يتقرب منها - إلا أنها كانت تصده باستماته لأن طموحها كان أكبر من الارتباط بمثله (كما اعترفت فى التحقيقات لاحقا)، سافرت إلى فرنسا للدراسة فى السوربون وهناك تم تجنيدها من الموساد بعد فترة من الاختبارات المخابراتية لمعرفة مدى استجابتها للتجنيد. 
 
الصحافة الجديدة
 
بقلم : جودت هوشيار
في أوائل الستينات من القرن الفائت توصل عدد من الصحفيين الشباب في الولايات المتحدة الأميركية  -خلال عملهم كمراسين ميدانيين لعدد من الصحف والمجلات الأميركية  الشهيرة التي تخاطب النخب المثقفة - الى إكتشاف مهم مفاده أن المقال أو التحقيق الصحفي - الذي ينطلق من الواقع -  ينبغي أن يصاغ على نحو يمكن قراءته مثل قصة مشوقة. وأنه يمكن في الصحافة وفي النثر غير الفني ( نون فيكشن ) استخدام  كل التقنيات الروائية وبضمنها الوصف ، والحوار، وتيار الوعي ، وتطبيق هذه التقنيات في وقت واحد ، أوالواحدة تلو الأخرى ، مما يضفي على النص جاذبية تثير إهتمام القاريء وتدفعه الى التفكير.
 
لم تكن تجارب هؤلاء الصحفيين تقليداً لفن الرواية ، بل محاولة للتعبير عن الظواهر الجديدة في المجتمع الأميركي على نحو صادق وجذاب يترك اثرا عميقا في نفس القاريء ، وبذلك اتسعت الحدود التقليدية للصحافة والنثر الفني ( الرواية، والقصة ) في آن واحد . وعرف هذا الأتجاه الجديد بـ( الصحافة الجديدة ) وأعقب هذا الأكتشاف المثير ظهور جنس أدبي جديد اطلق عليه اسم ( الرواية غير الخيالية  - نون فيكشن نوفيل ) وهي بصفة عامة ، تصور شخصيات حقيقية وأحداث واقعية من الحياة ، باستخدام تقنيات السرد القصصي . وهوجنس مرن ،يقع على تخوم الصحافة والأدب أو بتعبير أدق يمزج بينهما . .ويطلق عليه أحياناً الأسم الدارج ( فاكشن ) من الكلمتين الأنجليزيتين (فاكت - حقيقة أو واقعة) و ( فيكشن – رواية أوخيال) .
 
لم يتعمد روّاد الصحافة الجديدة استعارة التقنيات الروائية عن قصد ، بل اكتشفوا هذه التقنيات بتلقائية عند محاولتهم تناول القضايا الساخنة وجعل المادة الصحفية صادقة الى أقصى حد ممكن ومثيرة ، برسم صورة حية لما يحدث في الواقع ومنح القاريء شعورا بالأندماج فيه بكل أحاسيسه.
ازدهرت الصحافة الجديدة بين عامي (1962(- 1973 ) أي في العقد الصاخب الذي حدثت فيه تغييرات عميقة في المجتمع الأميركي ، تجلت في تطور نمط الحياة ومظاهره الجديدة . كان ذلك زمن الأحتجاجات والتظاهرات الحاشدة  ضد الحرب في فيتنام ، وزمن الثورات ( الطلابية ،والجنسية ، والعرقية) ، وحركة اليساريين الجدد ، وظاهرة الهيبز ، أو بأختصار زمن الثقافة المضادة.
(الصحفيون الجدد) الذين تبنوا الأتجاه الجديد لم يكونوا يكتبون مقالاتهم وتحقيقاتهم الصحفية من وحي الخيال ولا يستقون المعلومات من هذا المصدر أو ذاك ، بل كانوا يكتبون ما عايشوه في مواقع الأحداث ، بعضهم سافر الى الفيتنام ليس مراسلا صحفيا عاديا ، بل مشاركا بجبهات القتال والبعض الآخر عمل في في هذه المهنة أو تلك ، أوانخرط في مجموعة معينة  من اجل دراستها من الداخل مثل ( الهيبز ، أو تجار المخدرات.. الخ )  ،ومثل هذه الحالات  كثيرة للغاية . أى أن الصحفي الجديد كان مشاركاً فعالاً في ( القصة ) التي يكتبها أو شاهدا عليها في الأقل .,
 لم يكن الكاتب والصحفي الأميركي الشهير (توم وولف – ولد عام 1931 ) أول من أطلق مصطلح ( الصحافة الجديدة ) على هذا الأسلوب الصحفي  المثير للجدل  - كما يعتقد البعض - ، فهو يقول أنه قرأ في عام 1962 في مجلة ( اسكواير ) مقالا للكاتب (هاي تاليس) تحت عنوان " جو لويس – ملك في عنفوان الشباب "  يختلف تماماً عن المقالات الأخرى في اسلوب صياغته وكان أشبه بسرد قصصي  من حيث احتوائه على مشاهد عاطفية وحوارات حميمة بين رجل وزوجته في المطار. ويضيف وولف : " اذا غيّرنا هذا المقال قليلا ستكون لدينا قصة قصيرة متكاملة الأركان ". كان انطباع (وولف) الأول ان المقال غريب ، والحوار متصنع ، وحتى المَشاهد يمكن ان لا تكون لها اي علاقة بالواقع ، وان الكاتب لا يعرف كيف يكتب مقالاً جيداً ! .وكان هذا رأي عدد من الكتاب والصحفيين أيضاً . لأن الصحافة وفن السرد القصصي - في رأيهم - على طرفي نقيض . 
ثم كتب( جيمي بريسلين ) في عموده الصحفي انطباعاته عن حادثة كان شاهدا عليها- بأسلوب قصصي ، ولم يكن حظه أفضل من حظ سلفه . ويعلق وولف على ذلك قائلاً : " ان النظرة التقليدية الى الفن كالنظرة الى الدين أو إلى  شيء مقدس . والروائي الفنان ، صاحب المعجزات المقدسة هو الذي يأتيه الألهام مثل ومضة خاطفة تنير ذهنه فيبدع عملا فنيا ..هكذا كان يعمل عمالقة الرواية في العالم .اما الصحافة فلا شأن لها بالألهام ولا بالعبقرية ". ولكن رغم هذه النظرة التفليدية ومحاولات النيل من الأسلوب الصحفي الجديد ، فأنه حقق نجاحا باهراً بين القراء وحرك المياه الراكدة في الصحافة الأميركية " .
 وتتابعت المقالات والتحقيقات الصحفية وفق الأسلوب الجديد الممتع وأخذ هذا الأتجاه الصحفي يترسخ وينتزع الأعتراف حتى من المعارضين له في بداية ظهوره . وفي الفترة ذاتها ظهرت روايات وثائقية  ذات قيمة فنية عاليه ، لعدد من الروائيين الأميركيين المشهورين ، منها رائعة ترومان كابوتي " بدم بارد " الصادرة في عام 1965  ورواية نورمان ميلر " جيوش الظلام " في عام  1967. 
 أنطولوجيا الصحافة الجديدة :
 في عام 1973  نشر (توم وولف ) كتاباً  تحت عنوان (أنطولوجيا  الصحافة الجديدة) ، يتضمن دراسة تؤرخ لهذه الأتجاه الطليعي في الصحافة الأميركية ، ومقتطفات  من روايات ( نون فيكشن ) - أختارها بالتعاون مع زميله ( أ . جونسون ) لعدد من الروائيين الأميركيين المعروفين ( كابوتي ، هانتر تومبسون ، نورمان ميلر ، هاي تاليزي ، جون ديديون ) وغيرهم .
يقول وولف في دراسته : " ان الرواية الأميركية في الستينات وصلت الى طريق مسدود لأن الكتّاب أداروا ظهورهم للواقعية الأجتماعية , وانغمسوا في الفرويدية ، والسوريالية ، والكافكاوية ، وفي عالم الأساطير .بدلاً من أن يكتبوا على غرار زولا وديكينس وثاكري، وبلزاك ". 
ويضيف قائلاً : " تخلى الروائيون عن الحياة الاميركية الجديدة ، ولم يبق امام الصحفيين الا  أن يملأوا الفراغ باستخدام تقنيات الرواية الواقعية الأجتماعية ، واصبح واضحا ان الصحفين امتلكوا ناصية تقنيات الكتابة بمستوى الروائيين القديرين . والصحافة الجديدة كانت تلبي متطلبات العصر واكثر امتاعا للقاريء ".
 ويشرح وولف في دراسته التقنيات الأربع الفعالة  التي اكتشفها هو وزملاؤه الرواد، وهي حسب أهميتها: 
1 – تسلسل المشاهد : تنظيم النص الصحفي  بشكل متسلسل والأنتقال من مشهد الى آخر من دون فواصل استطرادية. 
2 – الحوار : تمكن رواد الصحافة الجديدة أن يكونوا مشاركين أو في الأقل  شهودا مباشرين على هذا الحدث أو ذاك في حياة شخوصهم وكتابة حواراتهم كاملة . الصحفيون ، كما الروائيون في بداية حياتهم الأدبية اكتشفوا عن طريق التجربة والخطأ ،  أن الحوارات الواقعية غير المنقحة التي لا تخلو من كلمات عامية وأصوات مثل ( آه ، أوه )  تجتذب القاريء بشكل أقوى بكثير من اي مونولوجات وهي تصور الشخوص على نحو اكمل واسرع من اي وصف . 
كان بوسع ديكينس أن يصوّر البطل على نحو يخيل للقاريء أنه يراه شاخصاً امامه ، رغم أن هذا الوصف لم يكن يتعدى ، جملتين أو ثلاث  ، والجزء الأكبر من تشكيل صورة البطل كان عن طريق الحوار) . اما عند الصحفيين الجدد فأن الحوار كان طبيعياً للغاية وصريحة ، في حين أن الروائيين كانوا يحاولون جعلها غامضة ومبطنة . .
3 – وجهة النظر : عرض الحدث أو الأحداث من وجهة نظر الشخص الثالث (هو). وكل مشهد يقدم من وجهة نظر احدى الشخصيات التي بوسع القاريء بسهولة ان يضع نفسه مكانها . وبفضل هذا يشعر  كأنه يرى بعينيه ما يحدث . ولكن الضمير (هو) لا يستطيع النفاذ الى دواخل الشخصيات. 
 الصحفيون الجدد كتبوا أيضاً بالضمير الأول ( أنا )  الذي يعد أكثر الضمائر قدرة على الكشف عن مكنونات الذات – كما في السير الذاتية والمذكرات وبعض الروايات .ولكن احيانا كانت تظهر مواقف حرجة  نتيجة لأستخدام الضمير الأول .  كان على القاريء أن ينظر الى ما يجري بعيون الراوي أي الصحفي نفسه – ولكن مثل زاوية النظر هذه كانت تبدو غير مناسبة وغير مقبولة . كيف استطاع الصحفي كاتب النص غير الخيالي ان يتغلغل بكل هذا العمق في افكار شخص آخر ؟ . الجواب بسيط ، حسب رأي وولف : ينبغي معرفة الدوافع التي تحركهم ، وبماذا يفكرون عن طريق توجيه الأسئلة الى الشخص بحيث يتسنى معرفة أفكاره وشعوره واشياء اخرى .
4 –تفاصيل الحالة : ويتلخص في وصف ما يميز الشخص من إيماءات وحركات وعادات وطبائع ، واسلوبه في الحياة ، وعلاقاته في العائلة وفي محل العمل ، وآرائه ومعتقداته وغير ذلك مما يميزه عن  الآخرين . النص الزاخر بهذه التفصيلات ليس من اجل غاية جمالية ، بل لأنها تعطي للواقعية قوة مثل التقنيات الأخرى . وهذا يفسر قدرة بلزاك على خلق الشعور بمشاركة القاريء في ما يجري . قاريء روايات بلزاك يشعر بالقرب الشديد من الشخوص. لماذا ؟ لأن  بلزاك كان يستخدم هذا الأسلوب مراراً وتكراراً . ففي روايات بلزاك الناضجة كل تفصيل يدل على الشخصية ، مما يجعل القاريء يفكر بوضعه ومكانته في المجتمع وتطلعاته وطموحاته ومخاوفه وانجازاته واخفاقاته . هكذا يستولى بلزاك على اهتمام القاريء .
والميزة الأساسية للشكل الصحفي الجديد – حسب وولف – أن القاريء يعلم ان ما يتحدث عنه الصحفي قد حدث فعلاً في الواقع ، وان هذا ليس ثمرة خيال الكاتب .
الصحافة الجديدة في الميزان :
ان معظم النصوص التي اشتملت عليها " أنطولوجيا الصحافة الجديدة " ممتعة حقاً ( نتاجات ترومان كابوتي ونورمان  ميلر وهانتر تومبسون ) . ولكن لا يمكن القول أنها مكتوبة وفق التقنيات أوالقواعد الأربع التي تحدث عنها (وولف ) في دراسته ، وبضمنها نصوص (وولف) نفسه .
 صحيح أن وولف يؤكد أنه لا توجد أية قواعد مقدسة للصحافة الجديدة ، ولكن ثمة بون واضح بين النتاجات المنشورة في الأنطولوجيا وبين القواعدالمذكورة. والغريب أن وولف سمح لنفسه في  الملاحظات التي كتبها في ( الأنطولوجيا )  حول نصوص كل من كابوتي وميلر ،أن  يوجه لهما نصائح حول كيفية كتابة قصة ناجحة ! رغم أن هذين الكاتبين العملاقين كانا ، يتصدران الصف الأول من الروائيين الأميركيين في النصف الثاني من القرن العشرين . ويقال بأن وولف كان متأثراً برواية كابوتي الوثائقية " بدم بارد " سواء خلال عمله في الصحافة أو بعد اتجاهه لكتابة روايات من هذا النوع . ثم أن الكثير من الكتاب الذين ساهموا في الأنطولوجيا لم يعتبروا أنفسهم من الصحفيين الجدد ، ولم يكن العمل الصحفي بالنسبة الى كابوتي أوميلر عملاً اساسيا بل نشاطا جانبيا ، فهما روائيان قبل أن يكونا صحفيين. يقال أحياناً ان اسلوب الصحافة الجديدة لا يصلح للموضوعات السياسية والأقتصادية ، والعكس هو الصحيح ، لأن العديد من الصحفيين الجدد كتبوا نصوصا واقعية بأسلوب أدبي حول الحرب في الفيتنام وعما يحدث في عالم البزنس . 
خلال العقود اللاحقة تخطت الصحافة الجديدة حدود الولايات المتحدة الميركية وأخذت تنتشر في الصحافة الأوروبية وفي صحافة العديد من بلدان العالم  . ويطلق على (الصحافة الجديدة ) أحياناً في ايامنا هذه اسم ( الصحافة السردية ) أي صحافة التحقيقات والنصوص الوثائقية الطويلة نسبياً ، المصاغة باسلوب أدبي ذي وضوح وجمال  والتي تنشر في العادة في المجلات التي تخاطب المثقفين . وثمة مجلة روسية اسمها ( ستوري – القصة ) متخصصة في هذا المجال .  ورغم ظهور الأنترنيت والصحافة الرقمية  - التي تنشر النصوص القصيرة الواضحة بعيدا عن التقنيات الأدبية - الا أن الصحافة الجديدة أو السردية تشهد في أيامنا هذه ازدهاراً ، مما يدل على ان هذا الأسلوب أو النمط الصحفي ، لم تكن ظاهرة عابرة أو نزوة لعدد من الصحفيين ، بل اثراء للصحافة الجادة والأدب الواقعي في آن واحد .
-- 
عملاق .. اسمه مجدى حنا .. تذكروه بالرحمه
بقلم : عبد الوهاب السهيتى 
عندما حضر مجدى حنا للعمل بمعامل قسم التصوير بجريدة الوفد .. اكتشفت انه كان مبدعا فى استخدام الاجهزه المعمليه وتركيب الكيماويات كما لو كان خريج كلية العلوم .. كيمياء .. بتفوق .. كان ضغط العمل شديد جدا لاعتماد الجريده على الصوره كماده اساسيه للعمل الصحفى .. وفى احد الايام حضر لى الزميل ناصر فياض .. ليطلب زميل يرافقه فى تغطية مشكله فساد مصل شلل الاطفال بمستشفيات شبرا الخيمه .. ولم اجد امامى الا المرحوم مجدى حنا وسالته تقدر تغطى هذا الموضوع .. فرد متواضعا .. قول يارب .. وبقيت مشكلة البحث عن كاميرا فلم يكن عندى الا كاميرا ( روليفلكس 6×6) وهى كاميرا لايستخدمها الا المصوربن شديدوا الاحترافيه . لم يكن امامى خيار اخر .. وبعد عودة مجدى .. سارعت لاتفحص النتيجه والتى كان من خلاصتها صوره لام تحمل طفلتها المشلوله فوق كتفها وكلاهما يغلب عليهم البكاء والصراخ .. وكان القرار الذى ايده زميلى محمد الشربينى .. المسؤول عن التحقيقات فى هذا الوقت واستاذنا مصطفى شردى بان تحتل الصوره ثلث مساحه الصفحه واختصار الكلام باعتبار ان الصوره ابلغ من اى كلام .. هذا بالرغم من البلاغه الشديده التى يتمتع بها الكاتب ناصر فياض .
وكانت هذه نقطة بدايه هذا النجم الذى ظل يعطى لجريدته ولمهنته حتى اخر نفس ودقة قلب في حياته .. مجدى حنا .. حاله نادره تستحق الدراسه .. رحم الله الفنان .. الصحفى .. الخلوق .. المبتسم .. صاحب الاصل الطيب والقيم الجميله .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لجنة الأداء النقابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/11



كتابة تعليق لموضوع : ملحق مقالات تقرير لجنة الاداء النقابى – مارس2016
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net