صفحة الكاتب : سرمد سالم

الاجهزة الرقمية ووسائل التواصل الإجتماعي آفة المجتمع المعاصر
سرمد سالم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعد التكنولوجيا الحديثة ووسائل الإتصال الرقمية من الادوات الأكثر انتشاراً في العالم لا بل واصبحت من ضروريات الحياة في الوقت الحاضر والدليل على الرقي والتقدم بإعتبارها من المقاييس الحضارية ومن الأدوات المكملة لشخصية الفرد كما واضحت من سبل المفاخرة والتَّبجُّح بين فئات المجتمع وهذا ما جعل الشاب يسعى بشكل مستمر لاقتناء الجهاز الأكثر تقنية وتطوراً.
تحتل هذه الاجهزة مكانة كبيرة لكونها تتيح سرعة التواصل عبر شبكات الاتصال اللاسلكية والتي أمست متوفرة في جميع أنحاء العالم الحديث وهو ما اتاح للشاب فرصة التواصل مع العالم من خلال ولوج كافة المواقع والصفحات ووسائل التواصل المعروفة كـ(الفيس بوك ,الفايبر, الوتساب ... وغيرها) والتعرف على (الاخبار والتقنيات ومشاهدة النماذج الجديدة من الألِّبسة ووسائل الزِّينة الحديثة) فبات في خضمها وخضم الجو الجديد البعيد عن التقييد والرقابة أكثر انفتاحاً على الثقافات الأخرى لكن هذا الانفتاح سلاح فتاك لايستثني أحد ولايعرف صغير أوكبير. 
فالتقاليد العرفية للمجتمعات العربية وبالأخص المجتمع العراقي لاتبيح للشاب تقليد الغرب لوجود فاصل كبير بين الثقافتين ومسافة كبيرة لايمكن تجاوزها عبر الزمن لكونهما متعاكستين بالإتجاه والتوجه ومختلفتين بالنص والدستور وهذا ماجعل الغرب يعد العدة لاختراق هذه المنظومة المتراصة بطرق مبتكرة كالغزو الثقافي والتقني وهو ماينبأ بأننا مقبلين على حرب شعواء بكافة المجالات والصعد وخصوصاً بعد النجاحات الباهرة التي يحققها الغرب في عالم تقنيات الأجهزة الرقمية والبرامج والألعاب وربما هو بداية خطة إستراتيجية وضعت للنيل من فكرنا وثقافتنا الاصيلة. 
غياب الوازع الديني والعرفي مع عدم وجود قانون ينظم استخدام هذه الوسائل والاجهزة بالطريقة الصحيحة وكذلك انعدام المتابعة والرقابة داخل الأسرة هي العوامل الاساسية التي تساعد الغرب في مسعاهم لجعل الشباب ينخرط في تقليد المجتمعات الأوربية وهو ما نجحت به بالفعل من خلال ترويج الموضة الجديدة(تسريحات الشعر الغريبة والالبسة الضيقة وغيرها...) عبر الوسائل الإلكترونية والرقمية والمرئية وشيئا فشيئا بدأت تتسلل إلى المجتمع بأفكار مختلفة تحث على الإنفتاح والتحرر من جميع القيود في ممارسة الأمور الحياتية وهذا مايرفضه مجتمعنا رفضاً قاطعاً لكون التحرر التام يؤدي إلى تعطيل المنظومة الاخلاقية للفرد. 
تعد الاجهزة الرقمية ووسائل التواصل الحديثة هي الوسائل الاكثر استخداماً وشيوعاً بين كافة المراحل العمرية من كلا الجنسين في السنوات الأخيرة ولسهولة استخدامها والبحث خلالها واحتوائها على خصوصية عالية يراها البعض جانباً ايجابياً أصبحت محط نظر الصغير قبل الكبير والمرأة قبل الرجل ولكن هذه الخواص والعوامل المتاحة بشكل مجاني لاتكون صدفة او محاولة لدعم المستخدم  على حساب المستثمر فقد أمضت الشركات العالمية سنوات طويلة وهي  في صراع مستمر لاثبات نفسها في هذا المجال فبالإضافة لفوائدها وعائداتها الكثيرة في تسجيل الدخول والخروج لهذه المواقع أو نشر المواقع الدعائية المغرضة على واجهة صفحاتها نجد إن هنالك غاية تتركز وراء هذا وذاك وهو التجسس على خصوصيات كل فرد ومعرفة طاقاته وتطلعاته وقتل الوقت -إن وجد- من اجل ابقائه على ماهو عليه دون تقدم أو تطور وكذلك للقضاء على بعض التقاليد في المجتمع واجد ذلك تحقق جلياً عند البعض فعند زيارة احد الاقرباء للمنزل أول شيء يتبادر لذهنه هو السؤال عند توفر خدمة الانترنت لكي يتابع ماهو جديد على صفحات التواصل الاجتماعي وليستمر في لعب بعض الالعاب التي تحتاج إلى تسجيل يومي وفي هذا الحال فقد اختفت جلسات الود الإجتماعية مع الضيوف وتطور الحال ليصبح هنالك تطلع اكبر نحو مستقبل زاهر من خلال توفير خدمة الانترنت في بعض سيارات الأجرة وفي جميع المرافق العامة والخاصة والقادم اكثر.
فإلى متى يستمر الصمت المريب يسود المجتمع؟؟؟ وإلى متى تقف الجهات الحكومية والمنظمات الانسانية وقفة المتفرج؟؟؟ هل هو الصمت الذي سبق العاصفة؟؟؟ لأن هذه العوامل تجعل الأجهزة والوسائط الالكترونية من أكثر الادوات خطورة وفتكاً بالشاب -إذا لم تستخدم بالطرق المثلى- فللمحافظة على الشباب من هذا الخطر المحدق لابد من محاربة هذه الظاهرة لكونها آفة تنخر جسد العمود الفقري للمجتمع من خلال نشر الوعي الديني والأخلاقي والثقافي وضبط معايير التربية الأسرية ومحاربة كل دخيل على الثقافة العراقية الاصيلة والتقاليد الدينية والعرفية السائدة لتدعيم الممارسات الاخلاقية لدى المجتمع.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سرمد سالم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/10



كتابة تعليق لموضوع : الاجهزة الرقمية ووسائل التواصل الإجتماعي آفة المجتمع المعاصر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net