صفحة الكاتب : تحسين الفردوسي

زعامات تزعم أنها تزعم
تحسين الفردوسي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 العنوان بدون حركات, لكن إجمالاً مفردة (الزعامة) في اللغة هي (اسم) دال على الرئاسة والسيادة, و(إصطلاحاً) تشير هذه المفردة إلى من بيدهم السلطة في الحزب أو حكومة أو تشريع وما إلى ذلك.
لا تقتصر القدرة على الزعامة, إلى تسيير شؤون الناس والمؤسسات, بل تتمثل كذلك بإبراز السبيل للآخرين وإلهامهم في الرغبة بإتباعهم, وقد تتأثر المجتمعات التي تعاني من وضع غير مستقر بغياب زعيم قوي, لكن ينقلب الأمر إلى الضدّ إذا ما بلغت قوة الزعامة حدَّ الاستبداد فيكون نقمتهُ على المجتمع.
أما بالنسبة للحركة, فجمعها يكون (حركات التشكيل) أي أنها شكلة توضع أعلى الحرف العربي أو تحتهِ, لتوضيح طريقة نطق الحرف, وعن قيمة الحركات في الشعر, يقول د. صالح عبد العظيم الشاعر في كتاب (حركة النحو والدلالة في النص الشعري) "إذا كانت الكلمات والحروف ذات معنى وقيمة في البناء الشعري, فأن الحركات لا تقل قيمتها عن قيمة الكلمات".
لم أُحرِك العنوان تَعَمِّداً, حتى يبقى مفتوحاً وشاملاً ومتعدِّداً, لأن الحركة تُحدِث تَغييراً كبيراً رغم صِغَرِ حجمها, تارةً تُقلِب المعنى إلى ما هو حَسنٌ وصواب, وتارَة أخرى تُذهِب بالكلمة إلى الحضيض, بالضبط مثل حركة الزعامة والزعماء التي تحصل هذه الأيام.
ثمَّةَ حركات صدرت من بعض الزعامات, ابتعدت كثيراً عن هموم الناس, معَ ما رَفَعت من شِعارات بَرَّاقَة, وصور مُشرِقة, ورسَمت لهم المستقبل بلُغَةِ الأحلام, لكن حركاتها ذهبت بغير المعنى الذي تقدمت به, وحركات بعض من تلك الزعامات اتخذت من هموم الناس ورقةٍ تلعب بها متى ما خسرت كل أوراقها, لِتَكسب النجاح الذي ساهمت بإفشاله, مُستَغلَّة عاطفة الناس وسذاجة العقول التي خلَّفها الفقر والحرب.
ومن بين هذه وتلك تظهر لنا زعامات بالصدفة, تمتهن العزف على أوتارٍ مذهبية أو عقائديةٍ أو عرقيةٍ حتى, تتراقص على أنغامها أقداماً خفيفةً كمثل القائل لهم (على حس الطبل خفاً يرجليه), لأننا للأسف أصبحنا أرضاً خَصبَةً, لمثل هكذا زعامات تُبعِدُ بالناس عن زعامتهم الحق, وتذر الرماد على عيون الحقيقة والعقيدة.
وحدها الحركة من تتحمل مسؤولية تغيير المعنى الكامل للكلمة, كما إن حركة الزعماء أيضاً تتحمل مسؤولية تغيير معنى الشعارات والإدعاءات.   
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


تحسين الفردوسي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/06



كتابة تعليق لموضوع : زعامات تزعم أنها تزعم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net