صفحة الكاتب : عباس الكتبي

قصة المليارات التي كانت مهدورة
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بسمه تعالى:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
 
الثواب والعقاب، مبدأ شرعي وعقلي، وعلى ضرب الأمثال في المسلمات، فهذا المبدأ، لايختلف فيه أثنان، ولاينتطح عليه كبشان، ومن واجبنا ككتاب أن نثيب الوزير المحسن، من أي جهة وطائفة كان، نظهر انجازاته للشعب وما قدم من مجهود يشكر عليه، وبالمقابل نعاقب الفاسد، ونبين فساده وتقصيره، ونفضحه أمام الناس.
 
منذ عقود طويلة، والغاز المصاحب لإستخراج النفط لا يستثمر في العراق، والأسباب عديدة يدركها اللبيب، ومن أهمها: الفساد، وسوء الإدارة، وقلة الخبرة.
 
في البدء لنعرف ما أهمية هذا الغاز المهدور حَرقاً؟ أورد لكم بعض المعلومات التي وردت من وزارة النفط، ومن تقارير بعض خبراء التنمية والإقتصاد، والتي لا تخفى على الفنيين والمعنيين في هذا الشأن، لكي نعرف حجم الأموال الضائعة في العراق.
 
تقول المعلومات:يقدر مخزون الغاز الطبيعي ب 112 ترليون قدم مكعب، والذي يحرق في الجو منه يقدّر بنحو 700 مليون قدم مكعب يومياً، وبعضها أشارت إلى 7 مليار قدم مكعب يومياً، وحسب النسب، تصل نسبة الإحراق فيه من 70-75بالمئة، والباقي من النسبة المئوية تستثمره الدولة!
 
تقدّر القيمة المالية للغاز المحروق بملياري دولار سنوياً، وفي تقدير آخر ب 12 مليار دولار، والشوائب الموجودة في الغاز التي تمثل غاز الطبخ، تبلغ قرابة 4 آلاف طن، تكفي لتزويد 300 ألف قنينة غاز، وكمية الغاز المحروق، لو حوّلت إلى الطاقة الكهربائية، فأنها تكفي لأكثر من 2.5مليون منزل بالكهرباء!
 
الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة بعد التغيير؛ لم بستثمروا هذا الغاز، رغم الإمكانيات والقدرة المالية الهائلة التي لديهم، في توفير الآليات وتهيئة البنى التحتية لأستثماره.
 
قطر دولة صغيرة جداً، وتمتلك ثالث أكبر إحتياطي للغاز في العالم، وأحتلت المرتبة 4 عالمياً عام 2012، و16 من الأنتاج النفطي، حيث بلغ معدل انتاج النفط الخام733.661برميلاً في اليوم، وجلبت صادرات الغاز لها في شهرٍ واحد من نفس السنة 7.6مليار دولار، وطبيعي هناك أرتباط وثيق بين أسعار النفط والغاز، كلما زاد سعر النفط زاد سعر الغاز، والآن وسعت من مشاريعها الاستثمارية، وهذا كله بسبب الاستثمار الجيد، والإدارة الناجحة.
 
وزارة النفط، بقيادة السيد عادل عبد المهدي، حققت أنجازات كبيرة، تكاد تكون شبه مستحيلة، مع طبيعة الظروف الحرجة  والمختلفة بالنسبة لأقرانه السابقين، نظراً لإنخفاض سعر النفط، وسيطرة داعش على المنافذ الشمالية، التي عاقت من تصديره،كل هذه الظروف لم تمنع الوزير من المثابرة والسعي في إصلاح عمل وزارته.
 
فقد رفع إنتاج النفط قياساًبالشهرستاني، من 2.400مليون برميل يوميا، إلى 3.850مليون برميل، وزاد من نسبة الغاز المنتج، من25 إلى 55 بالمئة، وقلل نسبة الإحراق، من 75 إلى 45 بالمئة، وبالتالي زاد من معدل الغاز المنتج بفارق كبير، فكلما تصاعد الإنتاج النفطي، تصاعدت كمية الغاز المصاحب له.
 
في تصريح لأحد مسؤولي الوزارة، قال:( ان هذه النسبة مؤشر جيد في الأستثمار)، وقال آخر:(عمليات أنتاج الغاز، توفر للعراق أمرين مهمين، الأول:المساعدة في زيادة الطاقة الكهربائة، والثاني:التقليل من كميات الغاز المستورد، والذي يصل إلى مليارات الدولارات)، وخلال الفترة القليلة المقبلة سيصل العراق إلى الأكتفاء الذاتي من الغاز.
 
بما أن أغلب الأشياء في العراق تسير بالعكس، نرى أكثر وسائل الإعلام وللأسف الشديد، تحاول النيل من هذا الوزير الناجح السيد عادل عبد المهدي، والتشهير به وتسقيطه، بدلاً ان تكيل له المدح والثناء لمجهوده المميز، وتثيبه على عمله، من مبدا الثواب والعقاب الذي أشرنا إليه، وكان المفروض بهذه الوسائل الإعلامية، التشهير بإنجازاته، من باب هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، ونحن لم نذكر له سوى منجز واحد، وسنأتي على البقية لاحقاً، ومن أراد أن يتقصى الحقائق فهي ليست ببعيدة عنه!
 
أما آن الآوان، أن نستحي من أنفسنا ومن خالقنا، ونحن مسلمون نؤمن بكتابه الكريم، فقد قال تعالى:( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )،فلنخشى الله فيه، ولنعلم ان الله يحاسب على كل شيء:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، ولكن من لم يستحِ فليقل وليفعل ما شاء!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/04



كتابة تعليق لموضوع : قصة المليارات التي كانت مهدورة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net