صفحة الكاتب : عبد الرحيم الماسخ

قصائد متنوعة
عبد الرحيم الماسخ

 { زيارة }

 
المقابرُ بحرُ رمال ٍ تتوهُ القوافلُ فيه
ووحديَ أضربُ في التِيه
صُبحان مُشتبهان
ِرداءُ الجِبال ِ تشرَّبَ نعليََّ
رفّتْ بأهدابهِ الروح
ماضٍ أليكِ
ضياؤكِ موَّجَ أغنيَة الشمس ِ
ـ أمِّي ؟
ـ بُنيّ ؟
الفضا الأبيضُ المُتناسِلُ أرخى نُعومَته
واكتستْ وردة ٌ بالندَى
قالتِ : الريحُ نافذتي فيكمُ
اجتزتُ دمعتَها بابتسامي
ـ اعذُرِيني
ـ عذرتُكَ , لكنني لا أراكَ , وأنتظِرُ
ـ القدَرُ ....
اقتربتْ جُثّتي من تدفُّقِها , فبُعِثتُ
وقبّلتُها
كشفتْ شعرَها ودعَتْ
طِرتُ في الدعوات
وعُدتُ , بكيتُ على صدرِها
وشكوتُ زواليَ
قالتْ : تركتكُمو قادِرين
تركتُ لكم شجراتِ الحنين فأظمأتمُوها
تمزّقَ ثوبٌ
فراقصَ فرحتيَ الليلُ
كنتُ على موعدٍ فتلوتُ الوصيَّة فيكمْ
تشهّدتُ , أبصرتُ في خُضرةٍ سفري
ففرحتُ
الملائكُ تنثرُ أنداءها في ثيابي التي غطّتِ الملكوت
تسيرون بيْ , تقِفون
رعى النورُ خيط َ احتراقكمو
واخترقتُ
تغيبون
ينقرُ قلبي سلامُكمو
كلما اخترقَ المُطلقَ الوقتُ
فامض ِ بخيرٍ وعُدْ
فأنا فيكَ لا أتبدد!!
 
 
{ انتماءات }
 
توقَّفِي .. توقّفتْ
سِيري .. بقلبيَ اختفتْ !
يا بائعَ الأحلام ِ بِعْني للحبيبةِ بابتهاجي
واشترِ بالابتهاج ِ غُنوًة
تأتي من المِعراج ِ بالقمرِ , النجوم ِ
وتختفي !
صِفْني لها
يا واصِفَ الشمس ِ التي تغيّرتْ
بحرْق ِ طائرِها المُجازف !
ثبوتُ حُسنِها بقلبي أعلنَ الصيامَ
دونما سحور !
منازلُ الطلوع ِ خالفتْ منازلي
فغيَّرتُ المنازل
والحبيبة ُ لم تعُد ْ!
يا فِتْنتي
قالتْ : نعمْ
يا فتنتي
سكتتْ .. وجاوبَني العدَمْ !
أحرُسُ عينيكِ من البُكا
.....       مِن الشكوى لساني
..... من براكين ارتحالي قدمي
أمّا فؤادي فلغَيرِ آهتي لا ينتمي !!
 
{ أركانُ النبُوءة }
 
قرأَتَْ كفِّيَ , قالتْ : لم تمُتْ بعدُ الورود
اغتسلَتْ في صلوَات
ودُخانٌ لفَّها, طارَ بها
البرْدُ شديد
همسَتْ وارتعدَتْ
جمَّدني الصمتُ
وفي الظلماءِ دارَ النورُ خيْطِيًّا 
عناقيدُ الرُؤى تغرَقُ في أطيافهِ
أنتِ
أنا ؟
ـ لا , أنتِ
فتَّشتُ فلم أعثرْ عليه
انفرط َ القلبُ بصدري 
وهي تدعوهُ.. ولا يأتي 
ـ أنا ـ لا ـ أنتِ
وهَبَّ الشجرُ الغافي بقلبي يقرأ ُ النقشَ على الماء
ستحيا هائما
يلْقفُكَ الحُوتُ من الحوت
وترعاكَ السماء
الشجرُ الطائرُ في الظلِّ يموت
الحُبُّ موقوتٌ كخطو الشمس
والريحُ بِساط ُ الرحلةِ
ـ ارحَلْ ـ كيف ؟ ـ لا أدري ـ إلى أين ؟
طوتْ أجنحة َ المعنَى 
ومدّتْ شفَةً تحسو الدُخان
الزُرْقَة ُ امتدّتْ
رأيتُ امرأة ً باهتًة شدَّتْ يدي 
قالتْ : لكَ الله ُ ولي 
أخطو 
المرايا لا تراني
وعلى النسمةِ أشتاتُ الدُخان
ارتفعتْ بي وهوتْ
غِبتُ وقلبي لم يمُتْ
فلتبكِ يا غيمَ تباريحيَ
ولتبتهِجي يا فِضّة َ الريح
فقدْ عايَنْتُ في البحر مكاني !!
 
{ مُغادَرة }
 
سكنَ الماءُ خُطاكِ
انتبهِي 
قلبي يُغَذِّي ولَهِي
تسكنُ عينيكِ الحقولُ
الأرضُ لم تُبل ِ السما بعدُ
غِناءٌ سالَ من شمعتهِ : أنتِ ,
الزمانُ / البحرُ 
والبُركانُ : عين ُ الوقتِ
والصمتُ هُنا : بين نداءين الطبول
اعترفِي أنِّي تحررتُ
فأقمارُكِ لا ترصُدني
أرعَى فُجاءاتي كما شئتُ
وأنسى حجَرَ المِيقاتِ ما بين فضاءين
فألقاكِ ولا أعرفُكِ
الوردة ُ في شُرفتِها
النايُ الهُلامِيُّ : عبيرٌ من شُفوفٍ يُطلقُ الطير
الفراشاتُ : ارتعاشاتُ السُكون ِ / الصمت
إذ أفرَغَنا الوقتُ وقفْنا ومضينا
ما لنا ذاكرة ٌ تهدي إلينا
يسكنُ الماءُ خُطاكِ
وبعينيكِ الحقول
انتبهي
الراعي يسوقُ الذئبَ قي أغنامهِ
همهمة ٌ
أنتَ تكلمْ
أنتَ
ما كُنتَ فناءً وحُلول
من أنا , من أنت ؟
دارتْ قُبّة ُ الوقتِ بنا , عادتْ
ولو دُرْنا بها عُدنا , تركناها 
وقُلنا : ما لهذا السجن ِ معنى !!
 
 
{ اختلاف }
 
 
تزيحُ الصبابةَ عن وتَرِ القلبِ في فرَح ٍ
وتُغنِّي لرقصتِها الفلوَات
وأنتَ جريحٌ كما أنت
ليلُكَ أفتى بنسيانِها
انعَمْ بجُرحِكَ موتا
هُنا اختلفَ العُشبُ
قلنا : اختلافُ الفصول
هنا ..... واختلفْنا فماذا نقول ؟
تدوسُ المسافة ُ تذكارَها
ويحط ُّ الغُبارُ على وتَرٍ همسهُ النار
مُختلفٌ أنتَ فاركضْ ببَرََِّيةِ الوهم
إنّ الحقيقة تختارُ قوسًا لأبراجِها 
لا تُكَسِّرهُ نظرة ُ الظبي
والريحُ لا ترسمُ الكونَ مُختلفا
حين تخلعُ مِعطفها الأنجمُ المُستريبة ُ
تتركُ ذكراك
تعرفُ مُختلِفِين
تحمِلُها
تفقدُ العالمِين
المواجِعُ لا تنتهي بتلاشِيك
والنورُ في ظُلمةٍ يتفسَّر
ماض ٍ يُسِرُّ إليك
فبشِّرْ بآت
ولا تحمِل ِ الريحَ في شهقةٍ لِتطِير
فلن تبلغ َ الشمسَ قبلَ خُروجِكَ من غابةِ الذكريات .
 
 
{ بللُ الفُجاءة }
 
 
أنتفضُ ببسمتِكِ
انتفضَ العصفورُ بريح
أنتفضُ
تمُرِّين تُثِيرين حنينيَ في كلِّ جهاتِ الكون
تُعرِّيني هرولة ُعيوني خلفَ رفيفِ الألق الدوّار
تتداخلُ جنة ُ حُلمي مع نار يقيني
وتصيدُ صحارى الوهم ِ غمامَ الأفكار
أنتفضُ
الجمرة ُ تزهو فتُفَضِّضُ رُوحي بشرانقِها المُنْحلّه ْ
يفتقدُ الظلُّ وُضوحي ما بين البرق ِ الخاطفِ والقمرِ البسّام المجروح
انتفضَ الروحُ , ابتلََّ
وسكنَ ابتلَّ
تُراكِ لبستِ الغيمَ فأطلقتِ الطوفان
شربتِ البسمة َ في كأس تدفُّقِها 
فسكنتِ الألحان
وخلّيتِ لخلخلةِ الأرض الأوتادَ
وصرتِ بلادا تمنحُنا الحُبَّ وتنسانا ؟
أنتفضُ ببسمتكِ
لماذا بسمتُكِ الآن؟
تُراكِ دخلتِ مدارَ الشكِّ
امتحنِينا بغيابِكِ
إنّ طُلوعَكِ للروح الهاربِ من مطر الشوكِ نداءٌ ورجوع
يفتقدُ القمرَ المتحرِّرَ من شجر الظُلمةِ
والظُلمة ُ أنفاسُ دماءٍ ودموع !!
 
{ تعويذة تجلبُ الحاسِدين }
 
أعِيذُكِ بالتحيةِ والسلام  ِ* من الصمتِ المُرصَّع ِ بالخِصام ِ
وأبدأ ُ كُلَّ يوم ٍ من جديد ٍ * بناءَ الشمس ِ في بحر الظلام ِ
بلادي أنتِ , أسكُنها حياًة * وموتًا , كيف لا ترعى ذِمامي ؟
ولو فرّتْ طيورٌ من رياض ٍ *تجفُّ .. جعلتُ في رَحْلٍ مقامي
أعلِّلُ بالوفا قلبي وأخفِي * بهِ نارًا تأجَّجُ في عِظامي
مُعَذِّبتي .. وكُلُّ ضنى عذابٌ * إذا غلبَ التِئامًا بانقسام ِ
أهبُّ إليكِ ما اختلفتْ رياحٌ * وأشعِلُ صحوتي برُؤى المنام ِ
وأنتِ سكِينة ُ المعنَى تسامَتْ * بمعراج ِ الخفا فوقَ التسامِي
يمسُّ النيلُ عينيها صفاءً * يُذيبُ الشمسَ في كأس ِ ابتسام ِ
يُفتَِّحُ للورُودِ بكلِّ همس ٍ * عيونَ الفجرِ تفتحُ للغرام ِ
أراكِ : أرى ابتداءَ الخلق ِ , وهْمِي * يمسُّ حقيقتي بيدِ الدوام ِ
ويسري بيننا برقٌ شفِيفٌ * يُكَشِّفُ بدءَ نصركِ بانهزامي
وكيف يُصيبُ من روح ٍ لجسم ٍ * فيخلُقُ عينَ ماءٍ من ضرام ِ
فمِيلي .. كي أهُبَّ إلى سماءٍ * تُرابًا لا يبينُ من السقام ِ
فصمتُكِ لا يدلُّ عليكِ , وحدي * أدلُّ على التزامِك ِ بالتزامي .
 
 
 
{ آخرُ الفقْد}
 
أّوّلُ الفقْدِ في عمُري 
بسمة ٌ هيّأتْ شجَري للربيع
الشتاءُ يُصافِحُني , لا أحِسُّ بُرودتَهُ
الوقتُ بيتُ الجميع
ونافذتان بهِ : الشمسُ والقمرُ
الفقْدُ في غُنوة ٍ ذكرياتٌ
وآخرُ ريح ٍ تهبُّ السكوتُ
الربيعُ تدفَّقَ , فرَّقَ قُمصانَ فرحتهِ في عرائس أحلامِنا
انبجسَ الماءُ , أخرجَ تِيجانَ مملكةِ النور لامعًة
ومُهيّأة ً للعُبور
إذا حرضَّتها السماءُ .. ابتدا الفقدُ
والسريانُ ارتدى حُلّة َ النارِ أينَ أرادَ غدا
وغد ٌ ناعمٌ في مرايا انكسار
يجيءُ الشتاءُ , يجيءُ الربيع
صباحي غِناءٌ
مسائي دموع
ولا يقفُ الوقتُ عندَ وقوفي على طلل ٍ
لا يهم ُّ إذا ما هممتُ إلى أمل ٍ
لا . أنا لستُ وقتيَ
وقتيَ ليس أنا
نحنُ نارٌ وماءٌ تلاقينا
فابتدا الفقدُ
عيناكِ يا روضة َ الروح ِ وعدٌ أخير
وريحُكِ قبلَ الوضوح ِ سِراجٌ  مُنير
فلن نلتقي قبلَ طَلٍّ ونارٍ 
إذا اقتربا اختلفا
عرفا أنّ وقتا مضى لا يعود
وأنّ الظُهورَ وَقودُ الخفا !!
 
 
{ المِزلاج }
 
ما لهُ ذاكرهْ
كي يُذَكِّرَ بالقادمِين
لهُ أنّة ٌ تتسحّبُ بين الأسى والحنين
وتفتحُ أوْ لا لكَ الخِيَرهْ
ولقلبِكَ طَرْحُ الخيال ِ
له ُ أنْ يعيشَ فراغَكَ أو يُنكِرَهْ
يا ظلامًا بكى أو ضحِكْ
قُلْ ولا ترتبكْ : أنّ قلبَكَ صخرٌ
أنا النهرُ مزّقتُ قلبي جنينا
طلعتُ على الشمس ِ ليلاً سجِينا 
بسجّانهِ يشتبكْ
دارتِ الأرضُ أو لم تدُرْ
نصبتْ عُمرَنا في مَهبِّ القدَرْ
سوف يأتي زمانٌ يُغاثُ بهِ الناس
يأتي من البحر / من دمِنا
البابُ بين ظلام ٍ ونورٍ تشَرْنَقَ في راية ٍ وطنا
ما لهُ ذاكِرَهْ
كي يُذَكِّرَ بالراحلين
لهُ عبَقٌ لا يكادُ يَبِين
وتفتحُ أمْ لا لكَ الخِيَرَهْ
ولقلبِكَ طَرْحُ الخيال
لهُ أنْ يعيشَ انفعالكَ أو يُنْكِرَهْ !!
 
 
{ تطوع } 
 
وقفوا عند دهشتِهم
ووقفتُ بطابور ذاكرتي
ـ اهدأ ْ
هدأتُ
ففاض َعلى غُنوتي الصمتُ
والدهشة ُ انسحبتْ : من فم الحجَرِ  الماء
أغنيتي : شمعة ٌ لا تبلُّ المساء
أنادي
يُقصِّفُ صوتي صدى يتقصّفُ 
والحرفُ مُنشعِبٌ في الرماد
ـ انفعلْ
أتزلزلُ
يشطرُني الأجلُ
ـ ابقَ مكانَكَ
أسقط ُ في بئرِ ذاكرتي
فأصافِحُ موتِي بريحين من جهتين
وأهربُ عبرَ شُروخ ِ المَحارةِ
أعرفُ بعضي وأنكِرُ .......
أرضيَ من قدمَيَّ تفرُّ
قِفوا عند دهشتِكم
ودَعُوني ألملمُ جُرحَ سنيني
فما اخترتُ من طرَحُونيَ في الجُبِّ
, سيّارًة أرسلتْ وارِدًا دلْوهُ قبْضُ دمعيَ
, سجنًا يصبُّ رصاصَ مراثيهِ في سمْعيَ
الوقتُ غادرني
والخزائنُ فارغة ٌ في انتظارِ الشِبَع !!
 
 
{ ماءُ العيون }
 
صاحبِي
تعبَتْ قدماي
وأنتَ دلِيلي
توقَّفْ لأرشُفَ أهدابَ دمعي الثقيل
وقفتُ
وساروا
أنادِي الديارَ التي خلَّفتْني
وهامتْ على غيمةٍ تنحني للرياح
وتعبرُ بوّابة َ المُستحيل
قفِي يا ديار
لأرشُفَ من شفتيكِ ضياءً لكهفي
احتوينِي لأنساكِ
لا تترُكِيني لأهواكِ حتى جُنوني
الهواءُ الذي أتنفَّسُ أثقلَنِي
والغمامة ُ نِصفي
دلِيلي بُكاءُ المَحاق ِ على بسمةِ البدر
تسْحبُ خيطانهُ شجرَ الرمل
في السريانِ إلى النفَس ِ الأوّل ِ
, الضمَّة ُالمريميَّةُ  : دفءُالتباريح
والرسلُ بين الشذا والعليل
وقفتُ
وسارَ دليلي
فناديتُ
هبّتْ حجارة ٌ احتملتْ شجَري
فافتقدتُ طُفولتَهُ في الظلام الطويل !!
 
 
 
 
 
{ خياراتٌ لا تفِي }
 
أفلتِي يا شمسُ عينيَّ إلى ريحين ِ مسنُونين بالذكرى مساءَ
كي أرى أغنيًة تحبو على سجّادةِ الروح
وتختارُ الحنايا وتَرا
ينحلُّ في كأس ِ الشذا
الغُربة ُ في الليل ِ جراحٌ
يصعدُ البحرُ إلى أغصانِها
المِلحُ يُضيء ُ
البرَدُ الهاربُ من غيماتهِ يلتحفُ العظْمَ
وأنتِ الشمسُ لا تمتحِنُ الأعمى ببرْدٍ وضياء
تسلخ ُ الماءَ عن الماءِ كما تنسلخ ُ الجمرة ُ في الريح
وما قلت ِ : تعالَ
القلبُ لبّاكِ
فأهداكِ اكتمالَ الشجرِ الباكي على النهر الذبيح
اقتربي , مُرِّي وغيبي
ودعيني أخلعِ الروحَ على أغصان ذكراكِ
وأنسى لُغًة تُثْبِتُني للنار ِ, للطوفان والريح
أرِيْحُ البرزخَ الحائرَ ما بينَ يمام ِ الدم ِ في الكهف القريب
اقتربي , مُرِّي وغيبي
امتحنيني في ابتسامي ونحيبي
وافتحي بابَ سماءٍ خلعتْ أعضاءها نجمًا فنجما لقتالي
ورمتْني آخِرَ الليل ِ بما لا يتسمَّى بيقِين ٍ أو خيال
أفلتِي يا شمسُ عينيَّ إلى الظلِّ 
ولا لا تُفلتي عقلي
فعقلي ـ حينما يرضعهُ الصمتُ 
وتغزوه النهاياتُ ـ على نارٍ يُصلِّي
ودمي في النار لا يُمسكُ أعضائيَ
في البرِّ نداءُ الطُحلبِ الرخو
إذا ما انطبعتْ في فتْقِه الأعضاءُ
هبَّ الماءُ
كي ينكسِرَ الضوءُ على أوّل ِ سيل ِ !!
 
 
{ قبلَ القِيامة }
 
رمادُ ذاكرةٍ
رياحٌ كُلَّما حملتْ رمادًا صادتِ النجومَ بانطفائهِ
القادِمون من الفراغ ِ إلى التوجُّس ِ
يحصدون نشيدَ رحلتهِم أمامَ النار
من شجرٍ يهِيمُ بلا قرار 
من تُرابِ الحِسِّ يخلُصُ عائدًا قبلَ الفِرار
يُبشِّرُ الآتِين بالنور المُعَتَّق في سماءِ سمائهِ
الريحُ انتِشاءُ مواجِع ِ الذكرَى بأغنيةِ تمُرُّ
تُضيءُ كهفَ فضائِها بتملْمُل ِ النجم ِ المُعَطَّرِ  بالكرَى
وجدائلُ النسيان ِ تمرَحُ في دروبِ الليل
شاربة ً حُروفَ الرحلةِ
البدءُ انتهاءٌ دائمٌ
والريحُ ريحٌ تحتويها
والسماءُ يفكُّ وحدتَها انتماءُ مراصِدٍ أخرى لنفس ِ النقطةِ
الماضي يُعَبِّدُ وحدَهُ الطرُقاتِ
والآتي يتوهُ
فتحضنُ الشجَنَ الوجُوهُ
وتسبحُ الذكرى ببحرِ الدمع ِ لائذًة بأوتارِ التوقُّع ِ
يسقط ُ الهُدبُ الأخيرُ على عيون الجمرِ مُنكسرا
وينسلِخُ الدُخانُ عن الوطنْ !!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرحيم الماسخ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/02



كتابة تعليق لموضوع : قصائد متنوعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net