صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

الفضائيات المغرضة ومجانبة الحقيقة
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرّ العالم بثلاث ثورات رئيسية غيرت مجرى الحياة باتجاه التحسن والتطور, وبها تحولت الكثير من الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية إلى قمة التقدم والازدهار. فمنذ إن خلقه الله بدأ الإنسان بالعمل والتفكير على الأرض والبحث لمعرفة إسرار الكون ومتغيراته بما يتناسب مع وضع لمسات حقيقية تخدم الحياة البشرية ,وتنقله من حال إلى حال أكثر اطمئناناً وكذلك تأمين مستقبل أفضل , بدأ ً من ثورة الحديد ومروراً باكتشاف التكنولوجيا وصنع الأسلحة المدمرة ( الذرية والنووية) وانتهاءً بمرحلة ثورة الإعلام التي نعيش معها لحظة بلحظة, اليوم العالم أصبح
 عالم تبليغ واتصال سريع بحيث قيدت حدوده وكأنه قرية صغيرة جداً , والذي يحدث في أقصى الغرب ينتقل بثواني إلى أقصى الشرق والجنوب والشمال على كافة حدود الكرة الأرضية , أن ثورة الإعلام جعلت شعوب الأرض تتنافس في ما بينها لاأظهار ابتكاراتها وإنتاجها واستقرارها السياسي واستعراض قوتها العسكرية ,وفي الوقت الذي نرى فيه الفضائيات تعمل على مدار اليوم وعن طريق مراسليها الذين يجوبون شتى بقاع الأرض لنقل المعلومات والإخبار لتغذية عقول الناس بالعلم والمتعة الفكرية ,مع إن حال بعض من هذه الفضائيات تشكل لسان الحكومة وتسليط الضوء على معاناة الشعوب
 وتعكس الواقع والمعاناة وتؤرخ في نفس اللحظة الحدث وتفند الدعايات ببث الإخبار المسيئة  داخل الدولة خدمة لحكومتها وشعبها إمام الرأي العام العالمي , إما في حالة الاعتداء الخارجي فإنها تنصهر وتذوب مع حكومتها وشعبها لتشكل سد منيع يقف إمام العدو حال تنفيذ إغراضه لما يشكل الإعلام الصوت المؤثر على عقول الناس وتحريك عواطفهم  ويتعالى هذا الصوت للذود عن كرامة الوطن وحقوق الشعب , اليوم المشهد السياسي والأمني والخدمي في العراق يحتاج إلى تضافر جهود ومسؤولية تضامنية يشترك فيها الجميع للعبور إلى الضفة الآمنة , والإعلام هو من يقود هذه
 المعركة والأمور لأنه تقع عليه مسؤولية جماهيرية  وعمله يشكل رسالة سامية , ولكن مع الأسف الشديد إن بعض الفضائيات المحسوبة رقماً وعنواناً على عراقنا ! تتكلم باستمرار عن سوء الخدمات والوضع الأمني وتضخم من عملية الاغتيالات وتبالغ بحجم الضحايا إثناء انفجار عبوة أو سيارة مفخخة وتعطي استنتاجها على إن وضع العراق السياسي لاتقوم له قيامه وحين تسمع فضائية الرافدين المشحونة بالسم والحقد الطائفي والتناغم المستمر على دماء العراقيين الأبرياء وتعليقاتها المستمرة على الرموز الدينية والوطنية ولم تترك مجال إلا وعظمته وأعطت حزمة من المبالغات
 لتكشف للعالم إن الوضع الحالي أسوء من الوضع السابق الذي كان يقوده صدام المقبور , في الوقت الذي تستضيف في عدة محاور من برامجها السياسية لقاءات مع محللين هم من أزلام النظام السابق ومن الذين رفضهم الشارع العراقي ولايؤمنون بالعملية السياسية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات فمنهم من يكفر العراقيين لأنهم خرجوا للانتخابات ومنهم من ينعل الدستور والأخر يحث الشعب للخروج بإسقاط الحكومة عن طريق التظاهر وإرجاع الشعب للمربع الدموي وإحداث فتنة طائفية , أما في ما يخص نقل التظاهرات يوم الجمعة فتعطي صورة ضبابية بان
 هنالك الألوف خرجوا في ساحة التحرير للمطالبة بحقوقهم المغيبة والمضطهدة وهم يزحفون لإسقاط  حكومة بغداد حسب مايبث ويقال, ولازالت هذه القناة الطائفية تحمل شعارات معادية وأناشيد كنا نسمعها في عهد النظام السابق ولم تكلف نفسها إن تنسجم مع رأي الأغلبية برفض العلم القديم  واستبداله بالعلم الجديد  واحترام مشاعر العراقيين, من جانب أخر لأتقل خطر الفضائية البغدادية والشر....قيه وحقدهما من خلال مساهماتهما بنقل صورة أخرى مغايرة للحقيقة والمشهد السياسي , وقد عرضت الفضائية البغدادية في احد الجمع إثناء تغطيتها تظاهرات ساحة التحرير عن طريق
 المانشيت خبر مفاده ( اعتداء من قبل احد الضباط في ساحة التحرير بالضرب المبرح على جندي لتقديمه ماء لا احد المتظاهرين ) وتبث سمومها وهي من دولة عربية ساهمت في تدمير العملية السياسية وإرسالها عناصر دمرت وقتلة الكثير من أبناء الشعب العراقي المظلوم , لايخفى على الجميع إن العراق يعيش وضع سيء من ناحية الخدمات ولازال الأمن يحتاج إلى وقفة مشتركة وهنالك من يتلاعب بمشاعر المواطنين واستفزازهم كما ينتشر أيضا الفساد الإداري وسرقة المال العام  ولكن ليس بالحجم والمبالغة التي تبثها القنوات المعادية , ولا يخلوا الأمر من بعض التصرفات السيئة التي
 تصدر من إفراد الحرس أو الشرطة ولكنها لاتنسف جهود الخييرين والعاملين بجميع الدوائر الحكومية والخدمية وأجهزتنا الأمنية وهم الذين قدموا الغالي من اجل اظهار صورة العراق الجديد بالشكل المطلوب , وهنالك أيضا صور ولمحات ايجابية غيرت من واقع العراق الاجتماعي والسياسي , ولاننسنى إن التأمر العربي والدولي لازال مستمرا وبدون انقطاع . 
 
 
 
sadikganim@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/08



كتابة تعليق لموضوع : الفضائيات المغرضة ومجانبة الحقيقة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net