صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

عراقيون
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
      هم يريدون حقوقا طالما إنتظروها ساكتين، وكان صمتهم يتكلم، تحملوا صنوف الوجع والجوع، ساروا في الطرق الوعرة، أكلوا من الطعام الذي تزهد فيه الحيوانات، وقفوا في الجبهات يواجهون الموت والرصاص، وسقطوا مضرجين بالدماء بعيدا عن حبيباتهم وأمهاتهم وصغارهم حتى صار حلما أن يروا بيوتهم، ومنهم من قتل في الجبهات وتوارت جثثهم في السبخ، جوار بقايا السلاح والقنابر التي لم تنفجر وتركت للصدأ والتراب على مدى عقود.
      عراقيون لم ترهبهم الحياة رغم أنها آلمتهم وحفرت في وجوههم ونفوسهم أخاديد من العذابات، موعودون بالتخلص من طاغية ليصطدموا بطاغوت وطواغيت وسراق وقتلة ومتخلفين لكنهم على الدوام يقاومون الوجع والألم، وتمر عليهم أزمنة العذاب، وينظرون الى سراقهم وقتلتهم يعيثون بحاضرهم ومستقبلهم وهم صامتون صابرون، ينتفضون فتنتفض عزائمهم ونفوسهم وتبتهل أرواحهم الى بارئها مضحين منتصرين على ذواتهم، راغبين بالحرية والنصر على الظلم والفساد والجبروت.
     فقراء وكرامتهم لم تهتز رغم أنها سحقت ببساطيل الظالمين، فنفضت عن نفسها التراب وقامت لتتحرك من جديد وتعلن النهضة التي تحث الخطى الى المستقبل، ينظرون الى بيوتهم مخربة آيلة الى السقوط، وشوارعهم عارية من الأسفلت، يغطيها التراب، وضواحي مدنهم مكبات نفايات ومزابل تبعث السموم والدخان، يحلمون بشبكات المياه، والصرف الصحي، ويتمنون أن يروا المدن الصناعية والمزارع والجامعات والطرق والإتصالات، لكنهم يصطدمون بمجموعات من السراق والمحتالين الذين يلتقطون الفرصة ويسرقون حقوقهم ويهربون عنهم بالكلمات المعسولة، ولايقدمون لهم سوى الوعود الفارغة.
     يتظاهرون بعد سنوات على التغيير، ويمارسون الضغوط على الحكومة لعلها أن تعيد حساباتها وتمتلك إرادة الإصلاح دون أن تستلم لإرادات الكتل السياسية الفاسدة التي نهبت كل شئ ولم تبق إلا القليل، بينما مظاهر الخراب تبدو ماثلة للعيان ويصعب التخلص منها، فليس من مسؤول لديه الهمة والعزيمة ليتحرك طالما هو منشغل بنفسه ومطامحه الدنيئة التي تلبي نزواته ورغباته.
    الشعب في النهاية سيضطر للتحرك، ولن يوقفه شئ.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/28



كتابة تعليق لموضوع : عراقيون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net