صفحة الكاتب : اكرم السياب

الموصل ليست الآن!!
اكرم السياب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ونحن على أبواب تجحفل اللواء 71 على تخوم الموصل، وارتفاع الأصوات نحو رفض مشاركة الحشد الشعبي في المعركة المرتقبة لتحرير الموصل. نضع سؤالاً هاماً مفاده. هل الوقت مناسباً؟ 

لا نقصد الوقت هنا التوقيت الذي يفرضه ميل الساعة. وإنما الوقت الذي يبدأ "بجهوزية" القوات الأمنية. والتحركات السياسية. 

الموصل معركة الجميع. وليس العراق فقط. فهي حرب يترقبها المجتمع الدولي والإقليمي أيضاً. باعتبارها آخر معاقل المسلحين. والمتبقي من دولتهم المزعومة.. ما قدمه الجيش السوري في أراضيه وتضيق الخناق حولهم، بالإضافة إلى انتصارات القوات الأمنية في العراق. أصبحت جغرافية المعركة محصورة في شوارع نينوى فقط. 

بقاء "داعش" مرهون بما تقدمه حكومة بغداد، من تنازلات حول تعديل أسلوبها في إدارة الحكم. والذي يعرف بــ"المشاركة الوطنية" التي يبحث عنها سنة العراق. بتعاون ودعم الرياض وأنقرة. 

لم تنتهي معركة الموصل، بالنتائج التي تمنيها حكومة بغداد للرأي العام، ما لم تستعد في إقناع المحيط الدولي. بمرحلة "ما بعد داعش"!. 

دعونا نذهب بزيارة سريعة للتاريخ، كيف انتهت مرحلة طالبان بهدوء؟ كيف انسحبت تدريجاً من أفغانستان أمام أعين ومسمع العالم؟ وذلك للحفاظ على عدم تشتت المقاتلين المحاصرين داخل البلدان المجاورة. 

البوسنة والهرسك ومذابح المسلمين. كيف استطاعت واشنطن وروسيا في العام 1993 بمسلسل خروج المقاتلين "الجهاديين" وإرجاعهم إلى بلدانهم دون الحيلولة إلى هروبهم وسط أوربا؟ حتى رجعوا بــ"حفل زفاف" استقبلوهم كفاتحين منتصرين.

كيف تمكنت القاعدة عام 1989 من إفراغ (كابل) من مقاتليها. وتوزيعهم على اليمن وليبيا ومصر وشمال العراق. كما يذكرها "عبد الباري عطوان" في كتابه " القاعدة التنظيم السري"؟

لذا تحرير الموصل ليس الآن.. لأن الموصل تحريرها دبلوماسياً وليس عسكرياً حينما تنتهي الأزمة الإقليمية تنتهي قصة الموصل.. فلو دخلها الجيش العراقي، أين سيذهب المقاتلون المحاصرون؟

وهذا السؤال الذي يبحث عنه كل من تركيا والأردن وسوريا وروسيا وإيران وأمريكا.. فدول الإقليم تحاول تفريغ الموصل من المجاهدين، وإرجاعهم إلى بلدانهم وإلا ستنتهي القصة أما  بمجزرة بحق المدنيين كما حصل في سربرنيتشا!!. أو إدامة زخم المعارك حتى تستسلم بغداد لمشروع "التفريغ". 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اكرم السياب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/27



كتابة تعليق لموضوع : الموصل ليست الآن!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net