صفحة الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي

معرفة السيدة الزهراء وفضلها عليها السلام
السيد ابراهيم سرور العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
         بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نتكلم عن العلاقة مع الله سبحانه وتعالى نبدأ من المعرفة.أمير المؤمنين (ع) يقول: «أول الدين معرفته»، ولو أن هذه المعرفة إجمالية وعامة.‏ والمعرفة تبدأ في أن أعرف أنَّ الله موجود. وهي طبعاً معرفة متاحة للجميع، فلا نتكلَّم هنا عن أنبياء وأولياء وعرفاء وفلاسفة، لا، هذا أمر متاح لكل موجود وليس فقط للإنسان.‏ فأصل وجود الله أن نعرف هذا الأمر ثم بعد ذلك نأتي إلى صفاته وأسمائه. هذه معرفة في أصلها وبالإجمال متاحة لنا جميعاً، أن نؤمن ونعرف أن الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له. أنّ الله سبحانه وتعالى عالمٌ بكل شيء يعرف كل شيء. يعلم ما يجري في داخلنا وما يجري في خواطر كل الموجودات. وأن الله سبحانه وتعالى سميعٌ، يسمع شكوانا إذا شكونا، يسمع دعاءنا إذا دعونا، ويسمع كلامنا عندما نتكلم، وبصيرٌ يرى حالنا ووضعنا وأعمالنا وحاضرٌ ناظرٌ لا يخفى عليه شيء، ولا يغيب عنه شيء على الإطلاق.‏ 
المعرفة  السيدة الزهراء (ع) لديها المعرفة، والمعرفة ولَّدت لديها الحب والخشية اللذين جعلاها تسعى للقرب من الله سبحانه وتعالى عبر ما يحبه الله ويرضاه (الطاعة والعبادة والتقوى)، وعبر هذا وصلت إلى ذلك المقام العظيم.‏ فالإنسان عندما يصل إلى مرحلة أنه في سبيل بناء وحفظ وتطوير العلاقة مع الله سبحانه وتعالى هو مستعد لأن يتحمّل كلّ أشكال البلاء والمحن والمصائب، هو حاضر لأنْ يقدّم كلّ شيء: أولاده، أمواله، وحتى نفسه يقدمها في سبيل الله عزّ وجلّ فإنّه يبلغ الذروة، وهذه هي الذروة التي وصلت إليها السيدة الزهراء (ع)، والذروة التي وصل إليها الإمام الحسين (ع).‏  يرضى الله لرضاها‏ السيدة الزهراء (ع) المصداق النسائي الأعلى الذي يمكن أن يشكّل لنا قدوةً وأُسوة، والذي يمكن أن يجسّد أرقى علاقة بين امرأة (سيدة) وبين الله سبحانه وتعالى. لماذا هي في القمة؟ لأنهافاطمة(ع)، العارفة بالله عزّ وجلّ، العاشقة لله عزّ وجلّ في قمة العشق، التي تخشى الله في قمة الخشية والعاملة الساعية السالكة العابدة المجاهدة من أجل أن يرضى الله سبحانه وتعالى،فوصلت إلى أن رضي الله عنها وأصبح يرضى لرضاها. فالسيدة فاطمة هي الوسيلة الوحيدة لامتداد الوجود الخاتم في هذا العالم.. إذ إنَّ نسلها سلام الله عليها يمثِّل البُعد المُلكي له (صلى الله عليه وآله)، كما وأنَّ البُعد الملكوتي لدينه (صلى الله عليه وآله) باق بالأئمّة من ولدها صلوات الله عليها.تلك المرأة الوحيدة التي عدَّ الله سبحانه دعاءها عِدل دعاء خاتم النبين وسيد الوصيين في يوم المباهلة..تلك وحيدة الدهر التي توَّجها الله بتاج: إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً ) تلك التي شاهد رسول الله يوم المعراج مكتوباً على باب الجنَّة: «فاطِمَةُ خِيرَةُ اللهِ» )؛ نعم تليق لأحمد المختار خيرة الله.تلك التي قال فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله): وَأُبْعَثُ عَلَى البُراقِ خُطْوُها عِنْدَ أَقْصى طَرْفِها وَتُبْعَثُ فاطِمَةُ أَمامِي ) تلك كفاها أنَّها تحشر يوم النشور قدَّام إِمَام الأوَّلين والآخرين كي يتجلَّى معنى يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْديهِمْ )..ذاك النور الذي يتقدَّم يوم الجزاء صاحبه الذي عبَّر عنه ربُّ العزَّة في كتابه المجيد بـ: السراج المنير، وجعله مثَل نوره في آية النور.وليعلم أنَّ قدر (ليلة القدر) التي هي مَنزِل كتاب الله الأعظم مجهول، ودرك مقام تلك العطيَّة الكوثريَّة .
قالت عائشة : ما رأيت أحد من خَلق الله أشبه حديثاً و كلاماً برسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاطمة (عليها السلام) 
ومن يعرف مواضع الجودة في الكلام ، ويلتمس بدائع الصنعة فيه ، يرى أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي لم تبلغ من العُمر ـ ما به تستطيع أن تُغنِيها التجارب ، و تجري بين يديها الأمثال ـ ثمانية عشر عاماً قد امتطت ناصية الكلام ، وجاءت بالعَجَبِ العُجَاب ، و حيَّرت العقول والألباب ، بما احتُوِيَ منطقُها من حكمة ، و فصل الخطاب ، و هي المَثكُولة بأبيها خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) .
ولا عجب من ذلك ، فهم (عليهم السلام) أئمة الكلام ، و أمراء البيان، ومن يتأمل خطبتها (عليها السلام) ، التي رَدَّدَتْها الأجيال ، و تناولها المُحققون و الشراح ، يجد ما نرمي إليه جلياً واضحاً .
فقد قال العلامة الأربلي صاحب (كشف الغُمَّة) في خطبة الزهراء (عليها السلام) في محفل من المهاجرين والأنصار : (إنها من مَحَاسن الخُطَب و بدايعها ، عليها مَسْحَةٌ من نور النُبُوَّة ، وفيها عبقة من أَرجِ الرسالة ، وقد أوردها المُوَالف والمُخَالف)
ونختم برواية في فضل السيدة الزهراء عليها السلام مروية عن اﻹمام الباقر (ع).
قال جابر للإمام الباقر (عليه السلام) : جعلت فداك يا بن رسول الله .. حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك .. قال الإمام الباقر (ع):
فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت.. فيقول الله: يا بنت حبيبي !.. ما التفاتكِ وقد أمرت بكِِ إلى جنتي ؟.. فتقول: يا رب.. أحببت أن يُعرف قدري في مثل هذا اليوم 
فيقول الله: يا بنت حبيبي !.. ارجعي فانظري من كان في قلبه حبّ لكِِ أو لأحد من ذريتك، خذي بيده فأدخليه الجنة ..
قال الإمام الباقر (ع): والله يا جابر.. إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها، كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء .. فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة، يُلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عز وجل: يا أحبائي .. ما التفاتكم وقد شفّعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟.. فيقولون: يا ربّ أحببنا أن يعُرف قدرنا في مثل هذا اليوم ..
فيقول الله: يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبّكم لحب ّفاطمة .. إنظروا من أطعمكم لحبّ فاطمة.. انظروا من كساكم لحب ّفاطمة .. انظروا من سقاكم شربة في حبّ فاطمة.. انظروا من رد عنكم غيبة في حبّ فاطمة ... خذوا بيده وأدخلوه الجنة.
قال الإمام الباقر (ع): والله لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق، فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله تعالى: { فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم }... 
فيقولون: { فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين }.
قال الإمام الباقر (ع): هيهات هيهات!.. منُعوا ما طلبوا {ولو رُدّوا لعادوا لما نُهوا عنه وإنهم لكاذبون}.
           والحمد لله رب العالمين
                  للتواصل؛
WhatsAPP:0096170843021
Email:ebrahimsrur@hotmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابراهيم سرور العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/26



كتابة تعليق لموضوع : معرفة السيدة الزهراء وفضلها عليها السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net