صفحة الكاتب : زيدون النبهاني

الأرستقراطية في الدعوة للتكنوقراطية
زيدون النبهاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شَخصياً لستُ ضِد حكومة تكنوقراط لكن؛ ضِد طبيعة الدعوة إليها، وطريقة تنفيذها، بَل ضِد الجِهة التي دَعت إليها.
الدَعوة لحكومة التكنوقراط، كانت ناقِصة الأسس، ما يجعل مِنها، دعاية إنتخابية أخرى، حالها حال توزيع الأراضي عند النائب الحَسن، ودولة مؤسسات موفق الربيعي، وحتى دولة قانون المالكي.
طريقة جَديدة، يَتبعها جناح لندن في حِزب الدعوة، الذي يُعتبر أكثر هدوءاً، مِن جناح سوريا الذي يُمثله السيد المالكي، هَذه المرة التَصعيد الإعلامي غَير مرغوبٌ فيه، فالأسلوب الدارِج هو التسويف، وسياسة خَلط الأوراق.
الأحداث إلى الآن، تُشير إلى تمادي السيد العبادي بتأجيل الأهم، لصالح المُهم، فالمرجعية والمتظاهرين طالبوا بإصلاح القضاء، محاسبة الفاسدين، القضاء على الفساد، وإرجاع الأموال المُهربة، ليكون الطريق مُعبداً لِأجراء تقييم للوزراء والنِظام بِشكلٍ عام، وهو الفاصِل في إحداث أي تغيير.
هذا بالضبط، ما أهمله السيد العِبادي في قراراته، كانَ الأولى أن يُصلِح المنظومة القضائية، قبل الإعلان عَن تحويل بعض المسؤولين للقضاء، فالشعب الذي يَملك حَق التقييم، شكك بهذا الإجراء، نتيجة لسابق معرفة بالقضاء، فوزير التجارة، المفتش العام لوزارة الصحة، ملف السونار سيء الصيت، كانت وما تزال، تَطعن بنزاهة المحكمة.
جُملة هذه الإمور، تسويف الأهم لاجل المُهم، تجعلنا ننظر لحكومة التكنوقراط المُرتقبة، على أنها تَكريس لأرستقراطية حزبية، فَحديث السيد الصَدر الأخير، يوحي لإستهداف مبرمج ضِدَ ممثلي التيار، في حكومة العِبادي، ويؤكد أيضاً على تمكين حزب الدعوة، من المناصب المهمة والحساسة.
النِظام العراقي بَعد سُقوط الصَنم، يُعاني من إقطاعية حِزب مُعين، مبدأ التعيين بالوكالة، أتاح للسيد المالكي، زج كل مريديه داخل مؤسسات الدولة، مُحولاً أياها إلى مؤسسات حِزب، يتوارثها الدُعاة، بَعيداً عن تكنوقراطية جناح لندن.
إذاً، الإرستقراطية الحاكمة هي الأقرب، من تكنوقراطية فاقدة للمصاديق وإلا؛ ما الذي مَنعَ المالكي من تمكين التكنوقراط، في مؤسسات الدولة، وهو خالق نِظام التعيين بالوكالة! ثُم لماذا لم يوكل العبادي المسؤولية لتكنوقراطي من حزبه، حينَ شكل الحكومة الحالية!
فلسفة حزب الدعوة، كِلا جناحيه (سوريا ولندن)، قائمة على الحُكم، فهو ليسَ تياراً جماهيرياً، ولا يُمكن أن يكون كذلك، وهذا ما يجعلهُ مُتمسكاً بدفة الحُكم، ويحولهُ مطيةً لرفاق الدرب، فبلا حُكم لا وجود لحزب الدعوة.
الإشارات تأخذنا إلى إقطاعيات جَديدة، بِعنوان تكنوقراطي، تؤسس لأرستقراطية حاكمة، ليست الأفضل بالتأكيد، لكنها أمتهنت التسويف، وإعتاشت على صِناعة الأزمة، وتَمكنت من الماكنة الإعلامية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيدون النبهاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/26



كتابة تعليق لموضوع : الأرستقراطية في الدعوة للتكنوقراطية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net