صفحة الكاتب : فادي كمال يوسف

فخامة الرئيس، "عرب وين والبعثات الدبلوماسية وين"
فادي كمال يوسف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اطلق رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، دعوة لعدم تحويل السفارات الى "مقار للأحزاب والتجمعات السياسية والدينية والمذهبية"، كما شدد على ضرورة تمثيل هذه البعثات للعراق وتوطيد علاقاته مع الدول المتواجدة فيها، وتأمين الخدمات والحماية للعراقيين المتواجدين في تلك البلدان، أو ليس هذا ما تفعله السفارات بالعادة؟، وهل على رئيس البلد ان يذكر السفراء بعملهم الاعتيادي؟، ام ان دعوته وتحذيره تعتبر اعترافا مضمونا بأن السفارات قد تحولت بالفعل الى مقرات تمثل أحزاب ومذاهب وقوميات وتيارات سياسية على حسب انتماءات العاملين فيها. خلال السنوات الماضية دأبت الحكومات المتوالية، على اعتماد المحاصصة الحزبية والسياسية في التعينات بالسلك الدبلوماسي، فمواقع السفراء والقناصل ورؤساء البعثات، اصبح يشغلها اقارب المسؤولين والصف الثاني من قيادات الاحزاب السياسية، وبعض حملة الشهادات العليا والاكاديميين المقربين من صانعي القرار كمكافأة نهاية خدمة، وكل هؤلاء بعيدين كل البعد عن المهنية الذي يتطلبها شاغلوا هكذا مراكز، فماذا كنت تنتظر أن تتحول البعثات يا فخامة الرئيس؟. اختيار الدبلوماسي يجب ان يخضع لشروط ومعاير مهنية دقيقة، او على اقل تقدير ينتقى هؤلاء من الموظفين المتدرجين داخل الوزارة، من ذوي الخبرة في العمل الدبلوماسي، لنضمن المهنية في اداء واجباتهم، والاستقلالية عن التأثيرات الحزبية والدينية والقومية. وما يدعونا للتساؤل، لماذا يطلق الرئيس هكذا تصريح في هذا التوقيت؟، هل هي صحوة متأخرة باتجاه التغيير والشروع بإطلاق ثورة من الإصلاحات الشاملة، وهل حسم الرئيس امره وسيبدأ بخوض معركة شرسة ضد الاحزاب والكتل الطائفية والسياسية ومراكز القوى، وهل سنشهد عملية تغيير شاملة تطال كبار موظفي الخارجية الغير مؤهلين لشغل مناصبهم، أم أن هذا التصريح لم يكن سوى محاولة سيئة الاخراج، لركوب موجة التغيير، والقفز الى وسط صورة الاصلاح السياسي الضبابية. تحذيرات الرئيس جاءت خلال لقاءه بالسفيرين حازم اليوسفي وحسين العامري والذين نقلا كسفراء الى الفلبين واستراليا، فالأول قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي ينتمي له معصوم، ونائب في برلمان اقليم كردستان، تم تعينه ضمن حصة الكرد والاتحاد الوطني بشكل خاص، فهي محاصصة قومية حزبية، والاخر طبيب بيطري يحمل درجة الدكتوراه في علم المناعة والتي لا نعلم مدى علاقتها بالعمل الدبلوماسي، حيث تم ترشيحه من التيار الصدري، والذي هو الأخر وجها من أوجه المحاصصة. فليشرح لنا سيادته كيف لن تتحول البعثات الدبلوماسية الى مقرات للأحزاب، وممثلي الاحزاب يتحكمون بها وبتوجيهات من قيادتهم السياسية، وها هو معصوم يجدد الثقة بسفيريه القادمين من قلب المحاصصة، أذن فالأحلام شيء والواقع المقيت شيئا اخر، وهنا ينطبق المثل الشعبي على العلاقة بين الدبلوماسية وتحذير الرئيس فنقول: "عرب وين وطنبورة وين".

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فادي كمال يوسف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/24



كتابة تعليق لموضوع : فخامة الرئيس، "عرب وين والبعثات الدبلوماسية وين"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net