صفحة الكاتب : علي علي

سحب كلام في مجلسنا التنفيذي
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 معلوم أن المجلس التنفيذي في أي بلد يقع عليه العبء الأكبر في إدارة شؤون البلاد، ومهامه تكون على محك مباشر مع المواطن، وبالتالي هي في واجهة المنظر العام للبلد، وبالإمكان تشخيص الخلل من أول نظرة لمعطيات وزارات الدولة ومؤسساتها. وباستطلاع سريع لآراء الشارع العراقي، وكذلك بقراءة مقالات الكتاب والمثقفين المشهود لهم بحبهم للعراق وولائهم له، نرى الجميع يعلن استهجانه للآلية التي يتم خلالها انتقاء الشخوص للمراكز القيادية في الوزارات، حيث كان متوقعا بزوال النظام الدكتاتوري ان القادم سيكون أفضل بكثير مما مضى، ولم يكن توقعهم هذا إلا من خلال البرامج التي يعلنها رئيس الحكومة لحظة تسنمه مقاليد الحكم. فعلى سبيل المثال؛ طرح برنامج من قبل رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي في بداية شروعه بمهمته الجديدة، فالرجل رسم من خلال تصريحاته طريقا معبدا، تزهو على جانبيه الورود، وزف البشائر التي تنتظر المواطن في نهاية هذا الطريق، وقص شريط افتتاحه امام الشعب وباسم الشعب، متعهدا بجملة مخططات سينفذها أعضاء مجلسه التنفيذي الـ super men))، ولكن الصدمة كانت قوية وغير متوقعة بتاتا، ساعة إعلان أسمائهم، وكأنه -وهو كذلك فعلا- أمر دبّر بليل.. 

   لقد كان العراقيون ينتظرون وزراء يأخذون بأيديهم الى النجاح والفلاح، بسلوك الطريق السليم في أداء أعمال وزاراتهم ومؤسساتهم، وهم -العراقيون- يدركون جيدا من سيكون لهم عونا في هذا ومن سيكون (فرعون).. كما أنهم لم ينسوا الأسماء التي تسببت بتدني أداء الوزارات خلال العقد الماضي من السنين، وكما قال جون كنيدي: "سامح أعداءك لكن لا تنسَ أسماءهم". ولاأظن أحدا ينكر الإهمال الذي طال مؤسسات المجلس التنفيذي بشكل متعمد، ومارافقها من سبات طويل ونوم عميق غط فيه أعضاء ورئيس المجلس التشريعي، الذي كان حريا به البقاء بعينين يقظتين، لاسيما وهو أعلى سلطة تمثل الرقيب الأول على أداء الوزراء في أعمال وزاراتهم.

   ان المسرحيات التي تمثل تحت قبة "مسرح" البرلمان العراقي، يجيدون أبطالها في أداء أدوارهم أيما إجادة.. وكل سيناريوهاتهم محبوكة بشكل يمنع أي اعتراض على نصوصه المدونة مسبقا خلف الكواليس وفي خنادق معتمة، إذ من المؤكد أن صفقات تعقد تحت جنح ليل مدلهم، لايستبين دهاليزه إلا خفافيش الظلام، يستغفلون فيه الشعب بعد أن ظن انهم حراسه وحماته، وسلمهم "الجمل بما حمل" في أضحوكات كانوا قد ضحكوا عليه بها وكان اسمها (الانتخابات).

   المواطن ياساسة ويامسؤولون وياوزراء ويامن كلفت بانتقائهم، ينتظر قادة مؤسسات يرفعون بملء أشداقهم أذانا ينادي؛

"حي على الفلاح".. للمحافظة على البلد. 

"حي على الجهاد".. لتحرير البلد. 

"حي على خير العمل".. لبناء البلد.

حي على العراق.. للنهوض به واللحاق بباقي الأمم.

ولاينتظر الشعب وزيرا ليس له هم غير ملء جيوبه.. وتسيير متطلبات حزبه.. وإرضاء كتلته تحت شعار الأٌقربون أولى بالمعروف. وإلا فليعلق رئيسا المجلس التنفيذي والتشريعي خلف كرسيهما راية "داعش" مادام أعضاؤهما ورئيساهما يحققون ذات النتائج التي تحققها "الدولة الإسلامية". 

aliali6212g@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/23



كتابة تعليق لموضوع : سحب كلام في مجلسنا التنفيذي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net