بالتفاصيل قصة شهادة الزهراء عليها السلام
 بسم الله الرحمن الرحيم
بعد ما رفض امير المؤمنين عليه السلام البيعة لابي بكر قام عدد من الصحابة المعارضين لبيعة أبي بكر بالاحتجاج عليه،وكانت هناك بعض العشائر المؤمنة المحيطة بالمدينة ممن شاهد بيعة يوم الغدير, رفضوا البيعة لأبي بكر ايضا، عند ذلك أحسّ أبو بكر وأنصاره بالخطر المحيط بهم وبحكمهم من خلال تصاعد المعارضة إن لم يبادروا فوراً إلى ايقاف هذا التيار المعارض ، وذلك بإجبار رأس المعارضة ( الامام عليّ عليه السلام) على بيعة أبي بكر .
ذكر ابن قتيبة في الامامة والسياسة وغيره : أنّ عمر بن الخطّاب أتى أبا بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة ؟ فانت لم تصنع شيئاً ما لم يبايعك علي ، فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة . فلمّا أتوا باب فاطمة (عليها السلام) ودقّوا الباب وسمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: «يا أبتِ يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة، فلمّا سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم تتصدّع وبقي عمر ومعه قوم ، ودعا عمر بالحطب ونادى بأعلى صوته : والذي نفس عمر بيده لتخرجنَّ أو لأحرقنّها على من فيها، فقيل له : يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة ، فقال : وإن؟؟!!
فوقفت فاطمة (عليها السلام) خلف الباب وخاطبت القوم : «ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله ؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟ والله متّم نوره». فركل عمر الباب برجله فاختبأت فاطمة (عليها السلام) بين الباب والحائط رعاية للحجاب، فدخل القوم إلى داخل الدار مما سبّب عصرها سلام الله عليها، وكان ذلك سبباً في إسقاط جنينها ...
وتواثبوا على أمير المؤمنين وهو جالس على فراشه، واجتمعوا عليه حتى أخرجوه ملبّباً بثوبه يجرّونه إلى السقيفة ، فحالت فاطمة (عليها السلام) بينهم وبين بعلها وقالت : «والله لا أدعكم تجرّون ابن عمّي ظلماً، ويلكم ما أسرع ما خُنتم الله ورسوله، فينا أهل البيت، وقد أوصاكم رسول الله(صلى الله عليه وآله) باتّباعنا ومودّتنا والتمسّك بنا»، فأمر عمر قنفذاً بضربها فضربها قنفذ بالسوط فصار بعضدها مثل الدملج !
فأخرجوا الإمام (عليه السلام) يسحبونه إلى السقيفة حيث مجلس أبي بكر ، وهو ينظر يميناً وشمالاً وينادي « واحمزتاه ولا حمزة لي اليوم، واجعفراه ولا جعفر لي اليوم»!! 
وروي عن عدي بن حاتم أنّه قال : والله ما رحمت أحداً قطّ رحمتي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) حين أُتي به ملبّباً بثوبه ، يقودونه إلى أبي بكر وقالوا له : بايع ! قال : «فإن لم أفعل فَمَه ؟ » قال له عمر : إذن والله أضرب عنقك، قال عليّ : «إذن والله تقتلون عبدالله وأخا رسوله» فقال عمر : أمّا عبدالله فنعم، وأمّا أخو رسول الله فلا، فقال : «أتجحدون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بيني وبينه ؟!» 
وعند ذلك وصلت السيّدة فاطمة (عليها السلام) وقد أخذت بيد ولديها الحسن والحسين (عليهما السلام) وما بقيت هاشمية إلاّ وخرجت معها ، يصحن ويوَلوِلن فقالت فاطمة (عليها السلام) : «خلوا عن ابن عمّي !! خلوا عن بعلي !! والله لأكشفن رأسي ولأضعنّ قميص أبي على رأسي ولأدعوَنَّ عليكم ، فما ناقة صالح بأكرم على الله منّي ، ولا فصيلها بأكرم على الله من ولدي ».
وراحت الزهراء وهي تستقبل المثوى الطاهر لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تستنجد بهذا الغائب الحاضر : «يا أبتِ يا رسول الله! (صلى الله عليه وآله) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة؟ فما تركت كلمتها إلاّ قلوباً صدعها الحزن وعيوناً جرت دمعاً»
ولم تبق الزهراء (عليها السلام) بعد أبيها سوى شهور معدودة قضتها بالبكاء والنحيب والأنين حتى عُدّت من البكّائين ، ولم تر ضاحكةً قطّ .
وأخذت بالبكاء والعويل ليلها ونهارها، وهي لا ترقأ دمعتها. ولا تهدأ زفرتها.واجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) فقالوا له:يا أبا الحسن إن فاطمة (عليها السلام) تبكي الليل والنهار فلا أحد منا يتهنأ بالنوم في الليل على فرشنا، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا، وإنا نخبرك أن تسألها إما أن تبكي ليلا أو نهارا، فقال (عليه السلام): حبا وكرامة. فأقبل أميرالمؤمنين (عليه السلام) حتى دخل على فاطمة (عليها السلام) وهي لا تفيق من البكاء،ولا ينفع فيها العزاء فلما رأته سكنت هنيئة له، فقال لها: يا بنت رسول الله إن شيوخ المدينة يسألوني أن أسألك إما أن تبكين أباك ليلا وإمانهارا. فقالت: يا أبا الحسن ما أقل مكثي بينهم وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم فوالله لا أسكت ليلا ولا نهارا أو ألحق بأبي رسول الله، فقال لها علي (عليه السلام): افعلي يا بنت رسول الله ما بدا لك. ثم إنه بنى لها بيتا في البقيع نازحا عن المدينة يسمى بيت الاحزان، وكانت إذا أصبحت قدمت الحسن والحسين(عليهما السلام) أمامها، وخرجت إلى البقيع باكية فلا تزال بين القبور باكية، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) إليها وساقها بين يديه إلى منزلها ولم تزل على ذلك إلى أن دنت وفاتها .
قال سُوَيْدُ بن غفلة : لمّا مرضت سيّدتنا فاطمة (عليها السلام) المَرْضة التي توفّيت فيها; اجتمعت اليها نساء المهاجرين والأنصار ليَعِدْنَها ، فقلن لها : يا بنت رسول الله كيف أصبحت من علّتك ؟ فحمدت الله وصلّت على أبيها (صلى الله عليه وآله) ثم قالت :
«أصبَحتُ واللهِ عائِفَةً لدنياكم ، قالِية لرجالكم، لَفَظْتُهُم بَعدَ أنْ عَجَمْتهُمْ وَشَنَأْتُهُمْ بَعْدَ أن سَبَرْتُهُمْ فَقُبحاً لفُلول الحدِّ واللَّعبِ بَعدَ الجِدِّ، وقَرْعِ الصَّفاةِ ، وخَوْرِ القَناةِ وخَطَلِ الرّأيِ وزَلَلِ الأهواءِ.وَبِئسَ ما قَدَّمَتْ لهم أنفُسُهم أنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيهْمِ وفي العذابِ هُم خالدون .لا جَرَمَ [والله لَقَدْ قَلَّدَتْهُم رِبْقَتها [وَحَمَّلَتْهُم أَوْقَتَها وَشَنْنتْ عَلَيْهِم غارتهافجَدعاً وعَقراً وسُحْقاً للقوم الظالمين .وَيْحَهُم أنّى زَحْزَحوها عن رَواسي الرِّسالةِ ، وقواعِدِ النبوّةِ والدّلالَةِ ومَهبِطِ الوحيِ الأمين، والطّبين بأمرِ الدُّنيا والدّين،ألا ذلك هو الخسران المبين ، وما نَقَموا من أبي الحسن ؟ ! نَقَموا واللهِ مِن نَكيرِ سيفِهِ، [وَقِلَّةِ مُبالاتِه بِحَتْفِهِ ]وشِدَّةِ وَطأتِهِ[] ونَكالِ وَقْعته وتَنَمُّرِهِ في ذاتِ اللهِ عزّوَجَلَّ .
واللهِ لو تَكافُّوا عَن زَمان نَبَذَهُ رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) لأعْتَلَقَهُ ولَسار بِهِم سَيْراً سُجُحاً لا يُكْلَمُ خِشاشُه ولا يكلّ سائره ]ولا يُتَعْتَعُ راكبهُ ، ولأوردهم مَنْهَلاً نميراً فَضْفاضاً تَطْفَحُ ضِفّتاه [ ولا يَتَرَنَّقُ جانِباهُ ولاصَدَرَهُم بِطاناً ونصح لهم سرّاً وإعلاناً ] قد تحيّر بهم الرّيّ غير متحلٍّ منه بطائل . [ولا يحظى من الدنيا بنائل إلاّ بِغَمْرِ الماءِ وَرَدْعِه شَرَرَ الساغِب وَلَبانَ لَهُمُ الزّاهِدُ من الرّاغِب والصّادقُ مِنَ الكاذِبِ ولَفُتِحَتْ عليهِم بَرَكاتٌ مِنَ السماءِ والأرضِ، وسَيَأْخُذُهُمُ اللهُ بما كانوا يكْسِبونَ.
أَلا هَلُمَّ فَاسْمَعْ وَما عِشْتَ أراكَ الدَّهْرُ العَجَبَ، وإنْ تَعْجَبْ فَقَد أعْجَبَك الحادِثُ [لَيْتَ شِعري إلى أيِّ سِناد استَنَدوا [وعلى أيّ عِماد اعتَمَدوا] وبِأيَّةِ عُرْوة تَمَسّكوا، [وعلى أيّةِ ذُرِّيَّة اَقْدَموا واحتنكوا [لبئس المولى ولبئس العشير، وبئس للظالمين بدلا استبدلوا الذُنابى والله بالقوادِمِ والعَجزَ بالكاهِل، فَرَغْماً لمَعاطِسِ قوم يحسبون أنّهُم يُحسِنون صُنْعاً ، ألا إنّهم هُمُ المُفْسِدون وَلكن لا يَشْعُرونَ.
وَيْحَهُم [ أَفَمَنْ يهَدي إلى الحقِّ أَحَقُّ أن يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدّي إلاّ أَنْ يُهدى فما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمونَ .
أما لَعَمْري لقد لَقِحَتْ فَنَظِرَةٌ رَيْثَما تُنْتِج ثمّ احْتَلِبوا طِلاعَ القَعْبِ دَماً عَبيطاً وذُعافاً مُمْقِراً هُنالِكَ يَخْسَرُ المُبْطِلونَ، ويَعْرِفُ التالون غِبَّ ماسَنَّ الأوَّلونَ.ثمّ طيبوا [بعد ذلك] عن أنفسكم أنفساً وَطَأْمنوا لِلْفِتْنَةِ جَأشاً، وابْشروا بِسَيْف صارِم [وَسَطْوَةِ مُعْتَدغاشِم وهَرَج شامِل، وَاستِبداد مِنَ الظالمينَ ، يَدَعُ فَيْئَكُم زَهيداً ، وَزَرْعَكُمْ حَصيداً، فَيا حسرتي لكم ، وَأَ نّىبِكُمْ وَقَدْ عُمِّيَتْ عليكم أَ نُلزِمُكموها وَأَنْتُم لها كارِهون».
وكان الصحابة رجالاً ونساءً يعودون فاطمة (عليها السلام) بين الحين والحين إلاّ عمر وأبا بكر لم يعوداها لأنّها قاطعتهُما ورفضتهُما ولم تأذن لهُما بعيادتها ولمّا قاربتها الوفاة قال عمر لأبي بكر : إنطلق بنا إلى فاطمة فإنّا قد أغضبناها، فانطلقا فاستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما ، فأتيا عليّاً فكلَّماه فأدخلهما عليها، فلمّا قعدا عندها حوّلت وجهها إلى الحائط فسلّما عليها ، فلم تردّ عليهما السَّلامَ ، فتكلّم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والله إنّ قرابة رسول الله أحبّ إليّ من قرابتي وإنك لأحبّ إليَّ من عائشة إبنتي ، ولوددت يوم مات أبوك أَنّي متّ ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفكِ وأعرف فضلك وشرفك ، وأمنعك حقّكِ وميراثك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ إلاّ أنّي سمعت أباكِ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : « لا نورّث ، ما تركناه صدقه ».
فقالت (عليها السلام) : « أرأيتكما إن حدّثتكما حديثاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعرفانه وتفعلان به ؟» فقالا : نعم، فقالت : «نشدتكما الله، ألم تسمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحبّ فاطمة إبنتي فقد أحبّني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟ ».
قالا : نعم ، وسمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
قالت : «فإنّي اُشهدُ الله وملائكته أَنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي (صلى الله عليه وآله) لأشكونّكما اليه »، فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه ومن سخطكِ يا فاطمة، ثم انتحب أبو بكر يبكي ، حتى كادت نفسه أن تزهق و فاطمة تقول : « والله لأدعونَّ عليكما في كلّ صلاة اُصليها ، ثم خرج باكياً» فاجتمع الناس إليه فقال لهم : يبيت كلّ رجل معانقاً حليلته مسروراً بأهله، وتركتموني وما أَنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي ...
يقول امامنا الباقر عليه السلام : لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله ونال جدتي فاطمة من القوم مانالها، لزمت الفراش، ونحل جسمها، وذاب لحمها، وصارت كالخيال، فلما احتضرت قالت لاسماء بنت عميس: كيف احمل على رقاب الرجال مكشوفة، وقد صرت كالخيال، وجف جلدي على عظمي ؟ قالت أسماء: يا بنت رسول الله ! إن قضى الله عليك بأمر فسوف أصنع لك شيئا رأيته في بلد الحبشة، قالت:وما هو ؟ قالت النعش يجعلونه من فوق السرير على الميت يستره، قالت لها: افعلي، فلما قبضت صلوات الله عليها صنعته لها أسماء فكان أول نعش عمل للنساء في الاسلام .
وفي اليوم الاخير من حياتها رات اباها رسول الله صلى الله عليه واله في قصر من الدر الابيض فقال لها هلمي الي يابنية فاني اليك مشتاق فقالت والله اني لاشد شوقا منك الى لقائك فقال رسول الله صلى الله عليه واله انت الليلة عندي ففتحت عينيها واستعدت للموت ثم اقبلت تمشي متكئة على الجدار لكسر كان في اضلاعها نحو الموضع الذي يوجد فيه الماء من بيتها وشرعت تغسل ثياب اطفالها بيديها المرتعشتين ثم دعت اطفالها وحنت عليهم وطفقت تغسل رووسهم بالماء والطين وكانها تودعهم ولما فرغت عادت الى فراشها فدخل امير المؤمنين عليه السلام عليها وكان في المسجد فناداها: يا زهراء ! فلم تكلمه، فناداها: يا فاطمة كلميني فأنا ابن عمك علي بن أبي
طالب: ففتحت عينيها في وجهه ونظرت إليه وبكت وبكى وقال: ما الذي تجدينه فأنا ابن عمك علي بن أبي طالب. فقالت: يا ابن العم إني أجد الموت الذي لا بد منه ولا محيص عنه،وانا اوصيك باشياء في قلبي فقال لها امير المؤمنين عليه السلام اوصيني بما احببت فجلس عند راسها واخرج من كان في البيت فقالت يابن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال (عليه السلام): معاذ الله أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله من أن أوبخك بمخالفتي قد عز علي مفارقتك وتفقدك، إلا أنه أمر لابد منه، والله جددت علي مصيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد عظمت وفاتك وفقدك،فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها هذه والله مصيبة لا عزاء لها ثم بكيا جميعا ساعة وأخذ علي رأسها وضمها إلى صدره ثم قال: أوصيني بما شئت فإنك تجديني فيها أمضي كما أمرتني به وأختار أمرك على أمري.
فقالت: جزاك الله عني خير الجزاء يا ابن عم رسول الله أوصيك أولا أن تتزوج بعدي بابنة اختي أمامة فإنها تكون لولدي مثلي فإن الرجال لابد لهم من النساء ثم قالت اذا قضيت نحبي فغسلني ولاتكشف عني فاني طاهرة مطهرة وحنطني بفاضل حنوط ابي رسول الله صلى الله عليه واله و لايشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي فإنهم عدوي وعدو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا تترك أن يصلي علي أحد منهم، ولا من أتباعهم، وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الابصار وعف موضع قبري ثم قالت يابن العم فإن أنت تزوجت امرأة فاجعل لها يوما وليلة واجعل لاولادي يوما وليلة يا أبا الحسن لا تصح في وجوههما فانهما سيصبحان يتيمين غريبين منكسرين فإنهما بالامس فقدا جدهما واليوم يفقدان أمهما، فالويل لامة تقتلهما وتبغضهما ثم أنشأت تقول: ابكني إن بكيت يا خير هادي واسبل الدمع فهو يوم الفراق
ابكني وابك لليتامى ولا تنسى قتيل العدى بطف العراق 
واوصته ان يتعهد قبرها ويقرا القران عند مرقدها ثم اوصت ابنتها زينب ان تقبل نحر الحسين عليه السلام عوضا عنها اذا حان يوم عاشوراء في ساعة الوداع, ثم ارسلت ابنتيها زينب وام كلثوم الى بيوت بعض الهاشميات لئلا تشاهدا موتها, ثم بعثت الحسن والحسين لزيارة قبر جدهما صلى الله عليه واله, واما امير المؤمنين فقد خرج الى المسجد فلم يبق عندها احد الا اسماء بنت عميس وخادمتها فضة فنظرت نظرا حادا وانكشف لها الغطاء فقالت السلام على جبرئيل السلام على رسول الله اللهم مع رسولك اللهم في رضوانك وجوارك ودارك دار السلام ثم قالت اترون ما ارى هذه مواكب اهل السماء وهذا جبرئبل وهذا رسول الله يقول يابنية اقدمي فما امامك خير لك ثم قالت وعليك السلام ياقابض الارواح عجل بي ولا تعذبني ثم قالت اليك ربي لا الى النار ثم غمضت عينيها ومدت يديها ورجليها وفارقت روحها الدنيا ...
(رحم الله من نادى واشهيدتاه وافاطمتاه )...
تقول اسماء بنت عميس ولم تمض ساعة الا وقد اقبل الحسنان وهما يناديان يا اسماء كيف حال امنا فاطمة ؟فقالت اسماء يابني رسول الله ان امكما لما بها نائمة ,فقالا يااسماء اما علمت ان امنا اذا راتنا ارتاحت روحها وسكن انينها ؟ تقول اسماء فاتيت اليهما بطعام وصعته امامهما وقلت كلا يابني رسول الله فنظر الي الحسين وقال يا اسماء من اين علمت اننا ناكل وامنا ليست معنا ؟ فانفجرت باكية فركض الحسين نحو حجرة امه , فاخذ قدميها وصار يمسح خديه بهما وهو يقول اماه انا عزيزك الحسين كلميني .ثم جلس الحسن عند راسها يبكي ويقول اماه كلميني قبل خروج روحي من بدني .ثم خرج الحسنان الى المسجد وهما يبكيان وحينما سمع امير المؤمنين بموت الزهراء سقط مغشيا عليه ثم رش الماء في وجه فقام وهو يتوكا على جدار المسجد ويقول:
ارى علل الدنيا علي كثيرة وصاحبها حتى الممات عليل
وان افتقادي فاطما بعد احمد دليل على ان لا يدوم خليل 
ثم جاء واخذ بتجهيز الزهراء تقول اسماء كنت اناوله الماء فبينما هو يغسلها اذ اعتزل ناحية من المغتسل وصار يبكي فقلت ياامير المؤمنين اتوصونا بالصبر وتجزعون ؟ فقال يااسماء ان الصبر حسن جميل ولكن على فاطمة ليس بجميل يا اسماء لقد مرت يدي على ضلع من اضلاعها مكسور !!!
ثم اكمل الغسل وقبل ان يعقد ازار الكفن نادى ياحسن ياحسين ويازينب وياام كلثوم هلموا وتزودوا من وداع امكم فاطمة ,يقول امير المؤمنين والعيش الذي عشته مع رسول الله لقد رايت فاطمة حنت وانت واستخرجت يديها من الكفن وضمت اولادها الى صدرها فسمعت هاتفا يقول ياعلي نح اولاد الزهراء عن صدرها فقد ابكوا ملائكة السماء !!!
 
وارجو من الاخوة الخطباء ان لا ينسون العبد الفقير من دعائهم .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/22



كتابة تعليق لموضوع : بالتفاصيل قصة شهادة الزهراء عليها السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net