صفحة الكاتب : ياس خضير العلي

المسرح العراقي تحدث مؤلفه ومخرجه مع ممثليه!
ياس خضير العلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كتابة المسرحية ليست كباقي أنواع الأدب لأنها تواجه محددات تضيق حرية العمل المسرحي لان الكاتب ليس حرا في اختيار الموضوع, ليس حرا في طرقة المعالجة ليس حرا في المجال الذي يعبر فيه عن فنه ولا في الوقت الذي يقدمه .
 
لأنه ليس كل موضوع يصلح أن يكتب للمسرح لانه يتعامل مع الحياة بكل جوانبها فالشعر مثلا لا  يتكلم في أسعار القطن أو أيجار السكن أو ظاهرة البطالة أو ظاهرة العنوسة الخ....., ولا يمكن اظهار كل شيء على مسرح محدود بواسطة ممثلين معدودين , لان المسرحية تفتقد الى الجمادات والنباتات وحركة الحياة العامة وهي دورها أهم من الانسان , لذلك الرواية تسهل على الكاتب الوصف للاشياء والاحداث والاماكن أكثر من المسرح والموضوع الجيد يرتفع بمواهب الكاتب المسرحي والممثلين يخرج احيانا عمل خالد , النقاد يعتبرون اختيار الموضوع الجيد اكثر من نصف النجاح , تمكن الرواية من الحوادث وجمع تفاصيلها تستطيع ان تنجح خير النجاح بمجرد وصفها للاحداث وحكايتها دون اعتماد الا على جودة النثر وبلاغة التعبير وبراعة السرد , بينما في الرواية المسرحية الموضوع الجيد أهم شيء فيها, والموضوع المسرحي الجيد هو الغني الذي يفيض بالمواقف المتجددة والأفكار الطريفة والشخصيات المنوعة حتى تحس انه كالشجرة تتهيء وتنمو وتزدهر للأثمار, والرواية تحددها قوالب أرسالها مثل قالب الاعترافات أو المذكرات أو اليوميات أو الرحلات أو الرسائل , أو قالب رواية على لسان صديق أو شاهد عيان, أو قالب تسرد القصة كما يريد المؤلف وهذا غير مباح للمؤلف المسرحي, لأنه مقيد بقالب واحد كالشاعر تقيده القافية والوزن, لا يمكنه أن يخرج عن قالبه التمثيلي الموجب له أجراء الحوادث على لسان أشخاص يتحاورون , لا يظهر المؤلف بينهم او يتدخل فيما يقولون ليؤثر في أحوالهم وتصرفاتهم , لكن المخرج المسرحي العراقي منح المؤلف ميزة التكلم فشاهدنا مسرحيات اعتمدت أسلوب تحدث المؤلف بصيغة الحكواتي مثال ذلك (مسرحية الخيط والعصفور), كانت المسرحيات العراقية باللهجة الشعبية العراقية ميزتها عدم وجود ما يسما الملقن يكو في زاوية خشبية تخرج على سطح المسرح تخفيه عن الشاهدين وبين يديه النص المسرحي ليذكرهم بالمفردات التي قد ينسونها فالمسرح العراقي ارتجالي .
 
والمسرح في العراق نقل حياة الريف والمدينة وطبق4ات المجتمع كلها فقدم أعمال على ألوان النفوس والطبائع والأخلاق والمدارك التي يمتلكها العراقيون متأثرا بالظروف السياسية والحروب التي مر بها العراق, فكان لرجال التصميم والأخراج المسرحي ثم الأنارة والديكور دور كبير لأنه الأحداث تنقلهم من وادي الى بيت الى قمت جبل الى داخل طائرة أو على ظهر سفينة لتنوع الأحداث لكن المسرحي مقيد بمناظر قليلة يجب أن يعرض خلالها قصته وهو يحمل أعظم المآسي البشرية والمهازل الأنسانية  لتحدث الأثر في النفوس وهو تحت ضغط عنصر الزمن وقت المشاهدة المحدود .
 
 أن التمثيل عرف في أوربا منذ زمن بعيد فكان للمسرحية شأن كبير في حياة الأغريق منذ ما يقارب خسة الأف سنة قبل الميلاد ولكننا لا نجد اثر للتمثيل في العالم العربي ألا منذ مئة عام مضت والعراق من ضمنها لأنه دراسة المسرح عربيا لم تكن موجودة ربما لأسباب دينية , فالكنيسة التي كانت لديها مجاميع الأنشاد والتمثيل للأحداث الدينية التاريخية لم يكن العرب يمارسونها الا من خلال الفرق الصوفية التي تنشد في المناسبات فقط, يعتبر المؤرخون اليونان اول امة عرفت التمثيل من خلال طقوس دينية تقربوا بها الى الآله ديونسيوس ستمائة قبل الميلاد , تطورت الى فن له قواعده وأصوله ظهرت للعالم بتمثيليات رائعة , ثم ورث الرومان عن اليونان فن التمثيل ولكنهم لم يصل والى درجة اليونان وظهر التمثيل في الهند ولكنه لم يثبت تاريخ بدئه عندهم وكذلك اليابان والصين , لم يكن ألا في القرن الثامن الميلادي , ويقول المؤرخون أن انتشار الديانة المسيحية هي السبب في عدم انتشار التمثيل حيث المسيحية واليهودية معاديتين للتمثيل , يعتبرونه عبادة أوثان وخاصة عدم سماح الديانتين للمرأة بالظهور في الملاهي العامة , أصبح المسرح يحتاج الى العنصر النسائي لذلك قام اليونان باستخدام الصبيان في القيام بادوار النساء في المسرح , وهذا حدث في انكلترا كذلك في أيام شكسبير , وفي بلاد العرب والعراق حينما دخل التمثيل والمسرح أول مرة , ويعتبر رجال الدين العرب أن المسرح يخلق شخصيات خيالية وهذا من اختصاص الله وحده يعني يحرمونه بينما الروايات من النوع القصصي لا يشملونها بهذا , لم تبدأ كتابة المسرحيات وتمثيلها على المسرح في أوربا الا بعد ان ضعفت قوة رجال الدين وتأثيرهم في عصر النهضة القرن السادس عشر والسابع عشر بعد الميلاد , لذا التمثيليات كانت مواضيعها دينية , بينما في شرق أوربا وروسيا تحديدا بقية رجال الدين يسيطرون على القرار لذا تأخر ظهور المسرح والتمثيل فيها الى ما قبل مئة عام وهذا الشيء  نفسه ينطبق على العالم العربي الذي حكمته الخلافة العثمانية باسم الأسلام فضهرت أول مسرحية عربية نقلتها لنا الروايات التي كتبها وأخرجها مارون النقاش في مدينة صيدا بلبنان بعد أن عاش في ايطاليا سنتين فشاهدة هذا الفن فعرضها في بيته في بيروت عام 1848 م امام مجموعة من وجهاء المدينة وبعد ذلك بعشرين عام بنا الخديوي أسماعيل دار الأوبرا في القاهرة احتفالا بافتتاح قناة السويس مثلت فيها مسرحيات أوربية , عام 1870 سمح ليهودي مصري ( يعقوب صنوع) معروف بصانو أبو نظارة , اخرج مسرحيات عربية في دار الأوبرا لقبه الخديوي اسماعيل بمولير مصر وطبعت أحدى رواياته المسرحية ببيروت عام 1912 بعنوان ( مولير مصر وما يقاسيه ) باللهجة المصرية الدارجة وجاء دور الممثلون المصريون في مصر فأخذوا فرصتهم بالمسرح العربي المصري منهم سليم النقاش واديب اسحاق ويوسف الخياط وكان أول ممثل ومغني مشهور في مصر هو الشيخ سلامة حجاز.
 
ان الابتكار الفني المسرحي العراقي الجديد لا علاقة له بالفكرة ولا بالموضوع فالفكرة للجميع والموضوع مشاع لكل من يتناوله وليس الابتكار ان تتطرق لموضوع لم يسبقك اليه الحد او تعثر على فكرة جديدة انما الابتكار الفني ان تتناول الفكرة المألوفة لدى الناس بأسلوبك الفني المتميز مما يجعلها تبهر العين وتدهش العقل عند عرضها على المسرح وهذه شجاعة ميزة المسرح- العراقي الذي منح المخرج والمؤلف فرصة التعبير عن النفس والمسرح العراقي لم يمارس نقل موضوعات عالمية بلهجة عراقية وانما هي مواضيع محلية وواقعية وهي ميزة عن المسرح العالمي فكثير من موضوعات شكسبير نقلت عن بوكا تيشيو , وبعض أعمال  مولير عن سيكارون ولوبديفيجا ,و جوته في قصة فاوست عن مارلو , ومآسي راسين عن مآسي ايروبيدس لكن المسرح العراقي نقل شخصية الانسان الواقعية ومعاناته فكان يمثل لهجة أهل الريف بلهجتهم والمدينة بلهجتهم والفنان العراقي تأثر بذاته وشخصيته التي جعلت بعض الشخصيات وكأنها فصلت ليمثلوها .
 
الصحفي العراقي
 
ياس خضير العلي
 
مركزياس العلي للآعلام _صحافة المستقل
 
 
 
العاصمة البديلة والبرلمان معقل الجاسوسية العالمية !
 
أعلنت بابل عاصمة الثقافة بالعراق وطلبت عاصمة بديلة للعراق أداريآ ولكن لا أحد يسمع و حتى بحرب المدن بالصواريخ مع أيران أو بأحتلال العراق 2003م كل العالم يعلن عاصمة بديلة ألا العراق لم يمر به حكام يشيدون ثلاث مدن كبيرة كعاصمة بديلة بحالات الطوارىء والحروب وكان أيام الحرب بين العراق وأيران ولقرب بغداد عن الحدود مع أيران حيث تبلغ 100كم وهي مسافة عسكريآ قريبة جدآ لكن لم تعلن مدينة بديلة لأنه ظاهرة الأعمار لم تكن ببال أحد من حكام العراق كل من يأتي لا يهمه ألا مزارعه وقصوره وأعمار المدينة أو المحافظة التي أتى منها وأهله فيها لأنه عادةآ لاينتقل للعاصمة ألا بالمنطقة الخضراء أو القصر الجمهوري معقل الأنقلابات العسكرية وصفقات الحكومات التي أسستها بريطانيا ووكيلة أعمالها المس بيل والملك فيصل الذي جاؤا به من الجزيرة العربية كحل وسط بين القبائل العربية بالوسط والجنوب حيث لم تتفق عشائر العرب السنة بالوسط على أمير المنتفك بالجنوب ولا عشائر الجنوب ومرجعيتها الدينية بالنجف الأشرف على القبول ألا بأمير المنتفك مما جعل الأنكليز يأتون بالحل الملك فيصل بن الشريف حسين أمير الحجاز الذي أخرجه آل سعود لأمارة شرق الأردن وأكثر من هذا نشرت الصحف العربية بالأربعينات أخبار لقاء عبد الكريم الخطابي المجاهد ضد الأحتلال الفرنسي والأسباني والأنكليزي للمغرب أن بريطانيا رشحت أبن الشريف حسين بعد نجاح التجربة بالمملكة العراقية رشحت احد أبناءه لتشكيل المملكة المراكيشية بالمغرب وتشمل تونس والمغرب الحالي ولكن لم تنجح لرفض اهل المغرب شعبيآ لذلك وتصديهم بالنار للأجانب وهذا المشروع عكس العراقيين الذين رضخوا لفيصل الأول والأنكليز , والمشترك الثالث الأخوة الأكراد الذين أضطروا للقبول بالأنضمام للعراق وعاصمته بغداد بشروط للتاج الملكي بزعامة فيصل فتلاقفتهم رياح التغيير والأنقلابات ليصبحوا مقطعي الأوصال بين تركيا وأيران والعراق ولم يمنحوا حق أقامة دولتهم القومية كحق حالهم حال الأمم الأخرى , والعراق اليوم شعبيآ يشاع بأنه فيه البرلمان الحالي معقل الجاسوسية للأجانب والخارج كله من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والشركات العالمية والعولمة الى مخابرات دول العالم كتحصيل حاصل عن منحهم الجنسية الأجنبية التي شرعوها لهم بقرار منهم ومعلوم ان أي دولة بالعالم لاتمنح الجنسية وربما اللجؤ والأقامة لأحد ألا بعد التعهد بالتعاون معها وهؤلاء البرلمانيون العراقيون المزدوجون الجنسية هم عوائل بعضهم لليوم لم تدخل الراق منذ الأحتلال عام 2003م ز واليوم صرحت السيدة عالية نصيف عضوة برلمان عن القائمة البيضاء أن لجنة النزاهة تواجه مشكلة أزدواجية الجنسية لدى البرلمانيين والوزراء بالحكومة الراقية ولايمكن محاسبتهم فهم عند أرتكاب الجريمة والخطيئة أجانب لهم حصانة وعند توزيع الرواتب والأستحقاقات من الكيكة العراقية وعائدات النفط العراقي هم مواطنون عراقيون أعضاء برلمان ووزراء لهم حصة الأسد !!!!
 
وكانت الشركات اليابانية والآسيوية أقترحت مشاريع لبناء مدن جديدة في محيط بغداد لكن لم يأخذ بها أحد مع توفر الأمكانيات المالية وحتى أمكانية أنشاء السدود على نهري دجلة والفرات وعودة العراقيون للزراعة بعد مشروع بناء المدارس الداخلية بالمدن الكبيرة ومراكز المحافظات وأمكانية نشر المدارس الأجنبية التي تبدأ التعلم من المستوى الأبتدائي بلغات عالمية حية ومع تحمل الدولة التكاليف التعليمية والسكن وألخ , لكن لاتوجد محبة ولا وفاء بين أبناء البلد لأنهم بحرب أهلية غير معلنة ربما للمحتل الأمريكي وحلفاءه يد فيها ولو راجعنا التاريخ والحاضر نجد الحل للعراق بأقامة الأقاليم الثلاث وبرلماناتها وحكوماتها و أقليم كردستان الموجود من عام 1991م وأقليم العرب السنة بالوسط وأقليم العرب الشيعة بالجنوب وجزء من الوسط وحسب التوزيع الديموغرافي للسكان وهذا حق على الأمم المتحدة أجراء أستفتاء للعراقيين عليه ونص دستوري منح حق أقامة الأقاليم عندما عرف العراق بأنه أتحادي فدرالي !
 
الصحفي العراقي
 
ياس خضير العلي
 
مركز ياس العلي للآعلام _صحافة المستقل

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياس خضير العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/07



كتابة تعليق لموضوع : المسرح العراقي تحدث مؤلفه ومخرجه مع ممثليه!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net