فاطمة الزهراء ... اعظم اسرار الكون ...
خيري القروي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ابنة خاتم الانبياء سيد الاولين والاخرين..وزوجة علي امير المؤمنين ..وام الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة .. كان يدعوها (ام ابيها) لشدة رعايتها له وحنوها عليه.. كان حنانها عليه كحنان الام على  ولدها الوحيد المدلل .. وكثيرا ما شوهد وهو ينحني امامها .. يتناول يدها ليقبلها في وقت كان الناس يقتلون بناتهم خشية الفقر او العار ..وكان لا يدخل دارها الا بعد ان يستاذن ويستانس .. وما اكثر ما سمعوه وهو يقول : فاطمة بضعة مني .. من احبها فقد احبني .. ومن اذاها فقد اذاني .. يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها ...

خطبها البعض فلم يعطهم الرسول جوابا  .. حتى جائه الوحي بان زوج النور من النور ..زوج فاطمة من علي ..فالتقى نور الامامة مع نور النبوة فانتج هالة النور الصاعدة من الارض الى السماء ( مرج البحر يلتقيان فيهما اللؤلؤ والمرجان) ..

هذه هي فاطمة الزهراء ...

قطرة من ينبوع النبوة سقطت على اخصب تربة على وجه الارض فانبتت بستان الجنة الخالدة في هذا الكون ...

لكن..ما الذي جرى لهذه المخلوقة السماوية العجيبة بعد وفاة النبي (ص) ..؟  

ما سر انطفاء شمعة حياتها وهي في ربيع العمر ...؟                  

ماتت وهي في عمر الورود ...

لم يعرف عنها انها كانت مريضة ...

لكنها مرضت بعد وفاة ابيها ..!!

قتلها الالم ..واجهدها الحزن ..واثرت فيها جروح عميقة جسدية وروحية ...

نحل جسدها .. وذبلت .. كما تذبل وردة قطعت من شجرتها وحرمت  من الماء ...

كانت وصيتها قبل ان تصعد روحها الطاهرة الى السماء ان تدفن ليلا  وان لا يمشي وراء جنازتها احد ممن ظلمها وان يتم اخفاء قبرها ..وتم تنفيذ وصيتها ..لذلك لا يوجد اثر لقبرها حتى هذه اللحظة ...راسمة بذلك الامر علامة استفهام كبيرة على افق التاريخ ...؟!

يجب على كل مسلم ان يسال ويبحث عن سر ما حدث ..لان الحقيقة تكمن في معرفة ذلك الامر الخطير وازاحة الغطاء عن وجه تاريخ تم تدبيجه وتزيفه من قبل انظمة حكم  امتلكت قوة السلطة التي اعطتها القدرة في التغطية على اكبر جريمة وقعت في تاريخ الاسلام.

يجب ان نعرف لماذا كل هذا الحزن الذي دخل قلب فاطمة الزهراء حتى تأذى (الناس من بكائها) فبنى لها الامام علي بيتا اسماه بيت الاحزان ..من الذي احرق قلب فاطمة الزهراء .. ومن الذي اغضبها وهتك حرمتها واغتصب حقها ..وهل يوجد من يمتلك الجرأة على الاساءة الى من يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها ..؟

هذه المرأة السماوية المظلومة المضطهدة بعد وفاة والدها تدعونا الى النظر الى الظروف التي احاطت بها وساهمت في رحيلها السريع .. يجب اكتشاف (السر المستودع فيها) وحين اكتشافه تتساقط الاقنعة عن الوجوه لتظهر للناس على حقيقتها كما هي في الواقع لا كما اراد لها صناع الكذب والتزييف .. 

نحن مطالبون بالبحث الجاد عن الاسرار المدفونة مع الزهراء في قبرها لاستخلاص

 الحقيقة المطمورة تحت ركام تاريخ  فيه الكثير من الزيف والتظليل  ..

فخفاء قبر فاطمة الزهراء سر كوني يجب ان نعرفه ..وحقيقة تاريخية مطموسة هذا وقت ظهورها للناس ...هذا هو (وقت الظهور) ..ظهور الحقيقة باجلى وابهى صورها ..

ثمة علامات استفهام كبيرة في التاريخ لا يمكن الاجابة عليها الا بعد معرفة علة موت الزهراء وهي في عمر الورود ..

فالدمعة في عين الحوراء زينب هي نتيجة طبيعيه للدمعة في عين فاطمة الزهراء .. ونزيف الزهراء يوم الباب هو الذي ادى الى نزيف الدم من جسد الامام الحسين ..ومصرع الطفل الصغير في حضن الحسين هو ثمرة طبيعية لمصرع الجنين في بطن الزهراء ..

وضحايا الجريمة التي سكت عنها التاريخ لم تقف عند حد مصرع الامام الحسين واخذ عائلة رسول الله سبايا الى دمشق بل ظلت الضحايا تسقط والدماء البريئة تنزف حتى هذه اللحظة .

ملايين المغرر بهم نتيجة تزييف التاريخ هم ايضا سقطوا ضحية تلك الجريمة التي وقعت ومر عليها التاريخ مرور الكرام .ذلك الرجل المسكين الذي وقف على قبرالصحابي (حجر بن عدي الكندي)وهو يبكي فقيل له  ما الذي يبكيك فاجاب بسذاجة وبساطة : ابكي على سيدي حجر بن عدي رضي الله عنه الذي قتله سيدنا معاوية رضي الله عنه ...!!     

وهذا الرجل الذي فجر نفسه في السوق وسط الابرياء وهو يظن بانه ذاهب الى الجنة ليتعشى مع الرسول هو ضحية تلك الجريمة وزيف التاريخ ...

ما زالت الجريمة مغطى عليها ..والمجرمون ابرياء في نظر الناس ..بل هم في نظرهم القاصر (مقدسون) ..

ما لم يكشف عن حقيقة الجريمة ويماط اللثام عن الوجه الحقيقي البشع للمجرمين ..

ما لم يتم ذلك ..فان مساحة الظلم سوف تزداد وجراحات الابرياء والمظلومين سوف تكبر..

وسوف يزداد اعداد الضحايا والمغرر بهم ..

سر خفاء قبر الزهراء امر خطير ...

سر رحيلها المفاجيء .. ومقتلها وهي بعمر الوردة المتفتحة في الربيع امر يرسم اكثر من علامة استفهام حائرة بلا جواب ...

والسر المخبوء في وصيتها في عدم تشيع جنازتها واخفاء معالم قبرها ..كل هذه اشارات الى ان ثمة امر خطير قد وقع ..وان حقيقة كونية كبرى اريد لها ان تطمس وتضيع بين امواج بحر من حبر الاكاذيب المسفوح على اوراق صفراء لتاريخ مشكوك في سلامة ضمير من كتبوه طالما ان من ساهم في كتابة التاريخ واوحى في كتابته هم الظالمون وليس المظلومون ..

ولولا مظلومية الزهراء ودماء الامام الحسين وكل اللذين ساروا على نهجه للفظت الحقيقة انفاسها الاخيرة وهي مطمورة تحت تراب الاهمال والنسيان ...

الموضوع السابق في مرمى النيران.. (3)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat