صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

معاق صوب القمّة ...
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تنوع الخلق حكمة ربي وحده يعرفها، والعوق إنما هو نموذج ليعرف المخلوق أن الخالق قادر على أن يفعل ما يريد، ولكن هنالك معوقين كان السبب في عوقهم الإنسان والحوادث أولاً  ووزارة الصحة أو المستشفيات أو الدكاترة أو المضمدين يكونون السبب الثاني في عوق هؤلاء .
الإهمال من قبل الحكومة السابقة لازال لحد يومنا هذا ساري المفعول، وأحد أولائك "أحمد" المصاب بشلل الأطفال، جعله يستعمل عكازين يعينونه بعد أن ساعدته التمارين المجهدة، ليكون بصورته الحالية، ولا يتحمل الأثقال لكنه يعمل، ويعين نفسه سيما وأنه يقود عائلة في حياة والديه حتى بعد فقدهم .
شلل الأطفال لم يمنعه من تأهيل نفسهِ، وجعلها مؤثرة في المجتمع، وصعوبات العيش أيام الحصار والعوز لم تقف حائلا بينه وبين صف الرجال، كان في عائلته المستشار لان إحتكاكه مع كل الطبقات وتعاطف الناس معه جعله بالمقدمة، لما يحمل من أخلاق دمثة وتصرفٍ يدلُّ على بلوغهِ قبل أقرانه من سائر الناس، وحبه للرياضة كان أول محاط رحلته مع العوق المؤرق، لانه لا يمكنه العمل بالأعمال الثقيلة مع وجود العزم والارادة لديه، لكن العكازان يحولان دون ذلك، حيث شارك في رياضة لمعوقين مع المشابهين لحالته، وصل لحد أن يكون محط الأنظار بين باقي الفريق، لكن حظه العاثر وقف دون المشاركة مع باقي فريقه، بعذر من المسؤولين انهم دون المستوى المطلوب! وسيتعرضون للخسارة التي تتصدر تقديراتهم الخاطئة، مقارنة مع باقي الفرق التي تمتلك كل المؤهلات، التي ترعاها دول المشاركين البقية في البطولات الدولية، والتهميش الذي طاله مع فريقه أثار في داخله شجون، لأنها أول محطة له في الحياة وفشل فيها، ولم يكن هو السبب بقدر ما أن المسؤولين هم الذين لا يريدون لهم النجاح.
بعد عجزه من التهميش في أي نشاط يعمل به، إتجه الى العمل الفردي، ناسيا كل العمل المضني الذي جرده من كل ما يملك، من تحويشة العمر الذي باعها ليحولها للعمل في سبيل إيصال صوت المعوق، الذي لا يقبض سوى خمسين الف كل شهر تجمع على ثلاث أشهر، التي لا تكفي لطفل بعمر الرضاعة، فكيف به وهو رجل يدير عائلة ؟!.
الإبداع لا تقف الإعاقة دونه، لانه يمتلك الإرادة والتصميم، في سبر كل الأغوار التي يمكنه من خلالها إيصال صوت المعاق، الذي لم تنصفه لا الحكومة الماضية ولا الحكم الديمقراطي، الذي من المفروض أن يكون أكثر حرصاً، كما في سائر الدول حتى الفقيرة منها، واتجه صوب الإعلام الذي تم توجيهه من خلال أحد الاعلاميين، عن كيفية النشر وإيصال الفكرة لتصل الى الدولة صاحبة القرار، وإنصافهم من الظلم الذي وقع عليهم .
الاتجاه صوب فتح صفحة في الفيس للتواصل مع كل المعاقين في الوطن وتقديم النصح والمشورة لهم يشعره بأنه قريب منهم وينال منهم الاعجاب كونهم لم يتصل بهم احد من قبل وتقديم المساعدة من المسؤولين وتشجيعهم له كان حافزا مكملا في السير الى القمة التي كان يرجوا انصافه مع بقية اقرانه والعكّاز المرافق له في السفر الحل جعل العدد يزيد الى خمسمائة معوق في صفحة "صوت المعوق العراقي" كان القمة التي يرجوها  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/16



كتابة تعليق لموضوع : معاق صوب القمّة ...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net