صفحة الكاتب : نزار حيدر

لإذاعة (صوتُ العرب من القاهرة) في برنامج (خطوطٌ حمراء): عَنِ التَّدَخُّلِ الإيرانِي في العِراق(٢)
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    السّؤال الثّاني؛ لنتحدّث الان عن التدخّل الإيراني في العراق بعد التغيير، فما هو رأيك؟.
 
   الجواب؛ لنتحدّث أولاً عن تدخّل نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، فإيران هي المستفيد الاكبر من سقوط نظام الطّاغية الذليل صدّام حسين بعد الشّعب العراقي، بعد ان كانت المتضرّر الاول من وجودهِ في السّلطة في بغداد بعد الشّعب العراقي، ولذلك فهي وقفت الى جانب العراقيّين في كلّ الخطوات السّياسية التي شهدتها البلاد منذ التّاسع من نيسان عام ٢٠٠٣، فاعترفت بمجلس الحكم الانتقالي لحظة الإعلان عنه، وأيّدت توصّل العراقيين لصيغة قانون ادارة الدّولة المؤقت، ورحّبت بنتائج اوّل انتخابات تشكّلت على اساسها الجمعية الوطنية التي أُنيط بها مهمّة كتابة الدّستور، كما اعترفت بأوّل حكومة عراقية تشكلت على أساس الدّستور الجديد الذي صوت عليه أغلبية الشّعب العراقي، وظلّت تعترف وتؤيّد وترحّب بكل القرارات والمراحل السّياسية التي كان يشهدها تطور العملية السّياسية وحتى آخر خطوة من جدولة العلاقة بين بغداد وواشنطن التي انتهت بانسحاب آخر جندي أميركي من العراق.
 
   السّؤال الثالث؛ لكنّ البعض يعتبر ذلك جزء من السياسة النّاعمة التي انتهجتها طهران للتدخل في العراق؟.
 
   الجواب؛ ليتَ الرياض عملت الشيء نَفْسَهُ! ليتها انتهجت السّياسة الناعمة للنفوذ الى العراق والتأثير في سياساتهِ العامة! انّها ومنذ اللّحظة الاولى التي سقط فيها نظام الطّاغية انتهجت سياسة الدّم والتّدمير بدل السّياسة النّاعمة للتأثير في العراق الجديد، فكانت اوّل خطوة بادرت اليها هي انّها حرّضت (٢٧) من كبار فقهاء التّكفير في (المملكة) ليُصدروا اوّل بيان طائفي حاقد يدعو (المجاهدين) في العالم العربي والإسلامي للهجرة الى العراق لقتال (الصفوييّن) بعد ان فتح لهم البيان أبواب الجنّة هناك، فـ [من أراد ان يحضر مأدُبة غداء او عشاء مع رسول الله (ص) في جنان الخلد فليهاجر الى العراق وليقتل عشرة صفويّين مجوس كفار!] على حد منطوق البيان.
 
   وتتالت بيانات القتل والذّبح والتّدمير والتّفجير والتّفخيخ والاحزمة النّاسفة وحزّ الرّقاب الواحد تلو الاخر، ما حرّض الآلاف المؤلفة من الشباب [ممّن كان يُطلق عليهم تسمية الافغان العرب من مختلف البلاد العربيّة وتحديداً من (المملكة)] المغرّر بهم الذين غَسلت أدمغتهم فتاوى التّكفير والحقد الطّائفي والكراهية للذهاب الى العراق ليُشعلوا الارض تحت اقدام العراقيّين، وكلّ ذلك بذريعة الجهاد والقتال ضدّ الاحتلال وهو كذبٌ محض كما تبيّن بشكلٍ واضح فيما بعد، وبالارقام والشواهد الحيّة، فمثلاً، انّ عدد المستشفيات والمدارس والمواكب الحسينيّة ومسطبات العمّال والأسواق والحدائق العامة المكتضّة بالمواطنين الابرياء التي استهدفها (المجاهدون) بلغ عشرات الآلاف، امّا عدد المعسكرات الأميركية مثلاً التي استهدفها هؤلاء فلم يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة! كما انّ عدد المواطنين الابرياء الذين استهدفهم (المقاومون) النّشامى بسيّاراتهم المفخّخة وأحزمتهم النّاسفة وصل الى اكثر من نصف مليون شهيد وجريح ومعوق، امّا عدد القتلى من الجنود الأميركان وغيرهم منذ التغيير وحتى يوم الانسحاب فلم يتجاوز الأربعة آلاف! فعن ايّة مقاومة يتحدّثون؟ وعن ايِّ جهادٍ في سبيل الله يبشّرون؟ انّهم يكذبون.
 
   هنا يقفز السّؤال المهم الى الذهن؛
 
   فقد يقول قائلٌ ان نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية شعر بالدّور الإيراني فبادر للتصدي له!!.
 
   وأجيب وأقول؛ ان هذا محضُ افتراء، فبين صدور اوّل فتوى جماعية لفقهاء التّكفير وسقوط الصنم ليس اكثر من عدة أشهر قليلة، لم يكن لا لطهران ولا لغيرها ايّ تدخلٍ في العراق الجديد، فلماذا لم تُبادر الرياض لانتهاج السّياسة النّاعمة، على حدِّ وصفك، قبل غيرها، طهران في هذه الحالة؟!.
 
   ان تبنّي الرياض منذ البداية لسياسة الدّم والهدم للتعامل مع العراق الجديد، كان مبيّتاً ومع سبق الإصرار، وليس له الا تفسير واحد فقط لا غير، وهو؛
 
   لما تيقّنت انّ العراقييّن اختاروا النّظام السياسي الديمقراطي الدستوري الاتّحادي بعد التغيير والذي يعني سلطة الأغلبية مع احترام حقوق الأقلية، والشّراكة الحقيقيّة بين مختلف مكوّنات المجتمع العراقي والغاء التّمييز بكلّ اشكالهِ خاصّة التّمييز الطّائفي والعنصري، وكذلك إلغاء التّهميش على أساس هذا التّمييز، الى جانب اعتماد ارادة المواطنين من خلال صندوق الاقتراع، لمّا تيقّنت من ذلك [على الرّغم من كلّ الجهود (الطّائفية) التي بذلتها مع واشنطن للحيلولة دون تبنّي هذا الخيار الوطني، والتي دوّن الكثير منها السفير بول بريمر في كتابه (عامٌ قضيتهُ في العراق) قرّرت فوراً تدمير البلد وتدمير العمليّة السّياسية الجديدة، فأوعزت أولاً للمؤسسة الدّينية بالتحرّك لتوظيف (المقدّس) في حربِها التدميريّة الدّمويّة الجديدة على الشّعب العراقي وهي السّياسة التي تتّبعها دائماً لتمرير أجنداتها المشبوهة.
 
   فيما أوعزت للبترودولار بالتحرّك السّريع لنثرهِ على رؤوس (المجاهدين) والتّخندق وراء (المكوّن السُّني) الذي وجد ضالّتهُ في ذلك بعد ان خَسِر السّلطة المطلقة في العراق، فيما أوعزت، في ذات الوقت، للإعلام الطّائفي بتغطية القتل والذّبح والتّدمير ليحوّل الذّبّاحين الى رموز للجهاد والمقاومة في إطار سياسة التّحريض والتّضليل وغسل الادمغة.
 
   يتبع

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/10



كتابة تعليق لموضوع : لإذاعة (صوتُ العرب من القاهرة) في برنامج (خطوطٌ حمراء): عَنِ التَّدَخُّلِ الإيرانِي في العِراق(٢)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net