صفحة الكاتب : حسين الخشيمي

العتبة الحسينية لا تستعرض بـ "مكنسة" بل لها مآرب اخرى!!
حسين الخشيمي

 عندما يتحدث الإمام زين العابدين عليه السلام عن كربلاء في مقام تفضيلها على الكعبة في علو الرتبة والشأن والقداسة؛ فماذا ينتظر منا الآخرون أن نفعل ونحن نرى هذه البقعة الطاهرة تغص بالنفايات؟ هل من اللائق أن نترك مسؤوليتنا الشرعية التي حملتنا إياها النصوص الدينية تجاه هذه المدينة التي أقل ما يمكن وصفها بأنها "ترعة من ترع الجنة"؟!

 
زفاف جماعي لأرض كربلاء
 
بل إن من النصوص ما يتحدث عن "زفاف جماعي" لأرضها إلى الجنة بعد فناء الكون، فبأي طريقة يمكن أن نتعامل مع هذا الحدث، بغير الذي أقدم عليه مسؤولي العتبات المقدسة ونزولهم إلى شوارع وأزقة المدينة وكنس مخلفات "تقصير الآخرين" هناك؟ خصوصاً وأن هؤلاء المسؤولين يمثلون الواجهة الدينية والشرعية للمدينة.
 
ضجيج لرسالة لم يفقه مفادها الكثيرون
 
وسط الضجيج الغير مبرر الذي أثاره كثيرون حول مبادرة الشيخ الكربلائي يوم السبت الماضي، هنالك حقائق يجب أن نتذكرها جميعاَ، منها أن هذه العتبات بما فيها من مسؤولين ورجال دين لا يملكون أي تمثيلاً برلمانياً أو حكومياً يدعوهم إلى التظاهر بالخدمة كذباً أو ادعاءً لمغازلة عواطف الجماهير، وبالتالي الحصول على ثقة الناخبين كما يحدث مع السياسيين والمسؤولين الذين عضوا أصابعهم ندماً لأنهم لم يكونوا مع "الكربلائي" وهو يدفع بمكنسته أكوام النفايات، وإنما هذا النزول جاء بعفوية شديدة حمل معه رسالة ربما يفهما صناع القرار في وقت لاحق، مفاد الرسالة، أن المحافظة على شكل كربلاء كمعلم ديني وروحي أمر لا يمكن الاستهانة به على أية حال، وتحت أي ظرف من الظروف، وإن تقصير الجهات المعنية تجاه ما حدث في المدينة لا يمكن أن يبرر تكدس أكوام النفايات بهذه الطريقة، فمن الطبيعي جداً أن تتصدى المؤسسات الدينية وعلى رأسها العتبات المقدسة لتدارك ذلك، لأن الأمر يمس قداسة مدينة سيد الشهداء.
 
الأمر الآخر الذي ينبغي أن نذكّر به أيضا، هو أن العتبات المقدسة في العراق وكربلاء تحديداً لديها الكثير من المشاريع العملاقة التي يشهد لها الجميع بأنها فاقت من حيث النوع والكم الجهد الحكومي، ولو أن بنية هذه العتبات ثمة ما يدعو إلى "استعراض" كما يدّعي البعض؛ لكان الأجدر بها أن تسلط الضوء على تلك المشاريع الخدمية وما تقدمه للمجتمع الكربلائي والعراقي بصورة عامة.
 
نزول لتدارك ازمة
 
صفوة القول، إن الزعامة الدينية بما تملك من سطوة روحية غير قادرة على تغيير الواقع بمفردها ما لم تتظافر معها جهود الجماهير، وفي نزول الكربلائي بـ "المكنسة" إشارة واضحة إلى حث الجماهير على تدارك الأزمات بنفسها، وإحراج الجهات المعنية لإيجاد حلول واقعية. هذه هي "الأدوات" المتوفرة لدينا في الوقت الحاضر، النزول إلى الشارع وتدارك ما يمكن تداركه بهذه الطريقة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الخشيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/08



كتابة تعليق لموضوع : العتبة الحسينية لا تستعرض بـ "مكنسة" بل لها مآرب اخرى!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net